90s fm

الأربعاء، 23 مايو 2007

حزني مبارك


أعطتني أمي حجاب الشيخ سر الختم، أوصتني ألا أنزعه أبدا، فالشياطين والمردة تحوم حولي، ولربما ينجحون فيما فشلت فيه أم محمود جارتنا الحسادة ،لكن حجاب الشيخ سر الختم قادر علي مترسة جيوش "الناتو" بأكملها ، يقال أن الشيخ سر الختم هوي ذات يوم بيمينه فقطع رقاب تسعة من المردة الأشقياء.

ثم بخرتني وأوصتني بالمعوذتين ، وساحت في الأحياء المتاخمة للمنزل تدس في جيوب الفقراء النفحات المباركة، عسي الحزن يفارق ابنها الأكبر الذي طالما تباهت به إذا ما أزمة أزمت.

مع المتاريس والأحجبة تهاوت المردة أمام عيني ، كان المارد( وهو في طول بيت من ثلاثة أدوار) يخر صريعا أمامي دون أن اتكلم ، وحين حاول أحدهم أن يدفعني نحو سيارة مسرعة لم يتنبه إلي حروف المعوذتين التي تتلوها أمي صباح مساء ، نزلت عليه من السماء كالصواعق المحرقة.

بعدما فرغت الأحجبة والطلاسم من النيل من حشود الشياطين والجنون المحدقة بمجال تواجدي ، آنست إلي نفسي أبصر حزني الهاديء، حزن شجن وليس حزنا مؤلما ، حزن الأولياء والملائكة والمستضعفين والأطفال والأرانب البرية.
فرغت من لقاء براء ، ثم رويت نفسي بمصعب ، وطمأنتها برؤية رفعت، بعدما تلاقت عيني وفؤاد ، (بالبطع تحاشيت ندا وتحاشاني) ، ثم رافقت علاء إلي مكان بعيد.

رأيت شادي فعلمت ان الملائكة لازالت مرابطة في أماكنها السرية ، وأميرة هشام ابتسمت عن غير سبب في وجهي فتأكد لي عن غير طريق أن العطية تدنو مني.

نيرة وعلا تحسنان الظن بي (وهذه علامة من العلامات التسع المسطورة في الكتاب إياه)..ورانا تقول " يوما سيعلو كعبك" وأردفت " حالك حال من يطلب من زمنه ذا أن يبلغه ما ليس يبلغه في نفسه الزمن"..أما داليا فسألتني عن الأربع المسطورات في الكتاب إياه..فقلت لها بنسخ في الكتاب..فأوجست أو ربما طربت.

أما دعاء فقد ذهبت في رحلتها السنوية إلي مدرات وأفلاك بعيدة ، ربما تجد هواري هناك وطلال يسرّي عنه، بينما حنان تترقب.

حزني ليس مؤلما، بل له شعور الخدر اللذيذ..فحزني ليس حزنا كحزنكم...حزني مبارك.

الاثنين، 7 مايو 2007

هيكل..بعادك علي بالي


(صورة للأستاذ هيكل مع الأستاذ أحمد الدريني..طبعا الاستاذ هيكل هو اللي علي اليمين..ده للي ميعرفوش..نيهاهاهاهاهاها)

يوما لم أتخيل أن أجالس الاستاذ هيكل مدة شهر كاملا، لكن القدر يتسم بمفاجآته وارتجاله المذهل،أو هكذا معي علي الأقل، سنحكي سويا عن الأستاذ هيكل كثيرا، في تدوينات قادمة، تليق باتساعه الانساني الرائع، وشخصه اللطيف الودود الذي يختفي وراء تلال من تفاصيل المجد، ويتوه منك في أخاديد السياسة والصحافة، أودع الاستاذ في نهاية كورس حافل، غير مصدق أنني لن أراه ثانية،إلا أن تتواطأ معي الظروف مرة أخري.

********************


لكم أن تتخيلوا أني لن ألتقي صباح مرة أخري،صباح لمن لا يعرفها تكتب علي يديها كي لا تنسي، وتباغتني من وقت لآخر بقطعة شيكولاتة ، وحين تلمح أني حزين بعض الشيء تتفاني في مساعدتي ، أي نعم أحيانا لا يمكنك تمييز جدها من هذرها..إلا أنك حيالها ستشعر بامتنان بالغ.

***********************
(هل قلت لكم أنني أحكي عن ذكريات دورة مؤسسة هيكل بالتعاون مع معهد طومسون؟)
*********************


في الركن الخلفي تجلس بجواري "مريم"…الأرنوب الملائكي الهاديء..أحيانا يجلس بيننا هشام علام، هشام انبعاث حي للأبالسة القدامي، من هذا الطراز الذي أغوي بني اسرائيل، وورط نيرون في حرق روما..إلا أنه أجدع وأظرف ابليس ستلتقيه علي الاطلاق..علي يدي هشام انت مجبر علي احترام الخطيئة.

***********************
( لم أذكر أن عمرو غربية الشاب الدمث الخلق كان المترجم الهمام الذي قام بأعباء الكورس)
*********************


أما الأب الروحي هشام يونس فمن الممكن أن أبكي فعلا لأني لن أراه بصفة دورية مرة أخري،هشام يهتم لشأني كثيرا ويدعمنني معنويا علي امتداد أيام الكورس،وحين يتأخر أحدنا صباحا ، يعمد هشام الي تعطيل سائق الاتوبيس حتي يتسني لنا جميعا الوصول للقرية الذكية بأقل الطرق كلفة في الجهد.
**************
(وطبعا لم أحك عن فاطمة بعفويتها وطيبتها وتفانيها في الترجمة ومساعدتنا من وقت لآخر، ويظل اعتزازي الخاص بها كون أولي أوراقي في مؤسسة هيكل تم تصحيحها بواسطة فاطمة)
******************


أما عن كمال مراد وسامي كمال الدين فإن المأزق سيصل إلي ذروته، ولا داعي لذكر الأسباب هنا هذه المرة!!،صمت نهال المريع قادر علي محو صخب كمال وسامي.
كذلك سيكف علاء كركوتي عن إثارة هلعي يوميا بنظراته المتفحصة ،وهواية الصمت التي يمارسها إلي الحد الذي ستتيقن معه أنك مع قاتل تسلسلي وليس مجرد صحفي في دورة تدريبية.

******************
(يظل تعرفي علي الاستاذ هاني شكر الله أروع ما حدث لي خلال هذا الكورس، هو ليس وديعا وملائكيا فحسب، لكنه ذهنية متقدة لأقصي الحدود ، لن يبخل عليك بشيء ، تشعر أنه الرجل الصح في المكان الصح، قبل أن أشكره علي شخصه، أشكر الاستاذ هيكل علي روعة اختياره)

************************

أما محمد شعير(في ارتكانه الي الوحدة والجلوس علي الكرسي الفردي في الاتوبيس) سيظل في ذهني ماثلا لفترة طويلة، لأنك قلما تنسي أولئك الذين يشعرونك بنضجهم وأنك لازلت وغد صغير تحبو في الحياة دون أدني خبرة.

علي شيخون أحضر لي أجمل هدية من بلدهم الطيب الجميل في الصعيد، لا تسألني لماذا ساتذكر شيخون بالتوازي مع ابتسام، أي نعم لا علاقة بين الخبز الشمسي الذي أحضرني شيخون إياه وبين اعتداد ابتسام البالغ بشعرها، ومنادتها لي من حين لآخر "يا بتاع العربي!!" ، لكني سأتذكرهما سويا.

أما خالد عبد الرسول ومنظاره الطبي ، فإنهما يقعان في نفسي موقع التوقير الذي أكنه لمحمد عزام وأخلاقه (الفرز أول) ، أي نعم ستزاحم ضحكة علاء الغطريفي الصاخبة ذاكرة أذني، إلا أن صوت علي زلط سيظل أكثر إزعاجا ( وأجدع سلام للمصري اليوم يا رجالة).
يتميز نادر طومان وصلاح ومحمود وحازم ومحمد أبو زيد وطارق أمين انهم لا يثيرون دهشتي، لذا فهو شيء يستحق التوقف ولو قليلا إذا ما عرفنا أنني في حالة اندهاش دائم!
إيمان عبد المنعم هنالك بجوار داليا( هل ذكرنا رحاب؟)، يجلسون في هدوء ويرحلون في هدوء..لذا أنت مجبر علي احترامهن.

*****************

في النهاية أظل ممتتنا لنك جوردون الصحفي البريطاني الرائع الذي قام بتدريبنا علي مدار شهر متخم بالتفاصيل والاحداث، نيك ملامحه تشبه ملامح الساسة البريطانيين، إلا أنه يتسم بخفة الدم، وأنه ينطق إنجليزيةتثير استغرابي، دفعتني للتبجح أكثر من مرة والحلفان بأن الانجليزية هي اللغة الثانية لهذا الرجل!!

أما زاهرة حرب وحضورها اللطيف فليس لي سوي ان أمتن لها بعمق، وألومها(أو ألوم الزمن) علي صور مجزرة قانا التي درسناها معها،والتي كانت بطبيعة الحال شحنة نفسية بالغة الصعوبة أكثر منها درسا أكاديميا، زاهرة نقلتنا الي قلب بيروت طوال شهر كامل سواء بلبنانيتها المرحة، أو بالمقالات الصحفية الي تدراسنها، لم تكن دراسة فحسب، بل كانت أجواءا رائعة من الكتابة المنسوجة بدقة علي ضفتي لغة بالغة الجمال.

شكرا زاهرة شكرا نك

شكرا أصدقاء الكورس....
ولا يفوتنا شكر الاستاذة نورا..الجميلة الروح..الوافرة الجهد
*****************

الصورة الأولي تخص فريق الكورس، مع الاستاذ هيكل ومع الصحفي البريطاني المرموق أندرو نايت،وكان مقر الكورس قي القرية الذكية، منعقدا من منتصف ابريل وينتهي هذا الاسبوع، دعواتكم بقي..)