90s fm

الجمعة، 28 ديسمبر 2007

البلية والجمل والورقة الثالثة


كانت جدتي تقول لنا ،بينما نحن أطفال دون العاشرة، اذهبوا مبكرا لصلاة الجمعة،فالمبكرون يأخذون ثوابا بحجم الجمل،والمتأخرون يحصلون علي "بلية" ثواب فقط .

لا أخفيكم..قضيت ردحا من طفولتي أنقب في كتابات الاقدمين،وكتبهم عن حديث نبوي يؤكد كلام جدتي،إذ استغرقني المثال الذي ضربته لنا في سلسلة من الخيالات والافكار العبثية غير المترابطة.. في محاولة جادة لقياس ثوابين..أولهما بحجم الجمل والآخر بحجم البلية.

حاولت تكثيف الجَمل في مخيلتي علي شكل كرة عملاقة تساوي حجم الجمل اذا تم تكويره بدقة،واحيانا احاول تخيل شكل البلية وقد اتخذت شكل جمل..

إلا أن المراوحة والقياس انتهيا بي الا لاشيء..عليّ أن أذهب لصلاة الجمعة مبكرا وحسب،ولتتشكل من بعدها الحسنات علي شكل مليون بلية،أو جمل مشطور إلي نصفين،أو عدة جمال،أو ربع بلية.

مزيد من النضج أخرجني من دائرةالقياس والحساب،والتعامل مع الايمانيات،والأمور الحياتية أيضا، بطريقة خولي العزبة (روح يانوفمبر تعالي يانوفمبر..عليك 3 سحتوت من الشهر اللي فات وليك 8 قروش شغل شهرين..يبقي بعد الخصم والمكافأة ياسيدي..أيوة ياسيدي..ممممممم..ليك سحتوت ونص).

بعد ان اتخذت قرارا مصيريا في حياتي،تركت بموجبه عملي السابق، لأجل راحتي الشخصية والنفسية والضميرية،وكان القرار بجميع المقاييس_مقاييس الخولي والجمل والبلية_ خاطئا،قال لي أبي :أنا أرفض قرارك،لكن أنت حر فيه،وأنا أحترمه بشدة،فهناك الكثير من الحسابات في الحياة لن تحسبها بمنطق البقال في المكسب والخسارة.

كتبت قبل عام عن لعبة الثلاث ورقات في حياتي..وأني غير معترف بها..وراهنت علي الورقة الرابعة التي اكتبها انا..لكن الله شاء ان تتم الثلاث ورقات...وأن أكتب الرابعة لنفسي والحمد لله....وبحسابات البقال انا مخسرتش كمان!
انا اتعينت واتحولت موظف
معرفش تباركوا لي ولا تحزنولي

الاثنين، 24 ديسمبر 2007

تيت راديو..الجالية المصرية في مصر


"في عالم الميديا..
عليك أن تقود..
أو لتتبع الخطي..
أو لتذهب إلي الجحيم"


واحد مش فاكر اسمه بس كان قيادي في السي إن إن

*****
ماذا عن الذين اختاروا الذهاب للجحيم؟
هل سمعت عن "تيت راديو" (teetradio.com)؟
أحكي لك عنهم مالم تسمع من قبل..فقط لأن حكايا الجحيم أكثر تسلية من الهراء الذي يستحوذ علي اسماعنا..

*****
عايزين نعمل إذاعة ع النت...
أجرنا شقة،قمنا بأعمال الطلاء والنجارة والسباكة وماتيسر من حرف..
استنشقنا نسيم الكلة العليل اثناء اعداد الاستوديو..
ابراهيم متحمس أكثر من اللازم.
فؤاد يصرخ في الجميع كي يعملوا بصورة أسرع ويكلفني بمهام لاطاقة لي بها..أشعر مع فؤاد أني يهودي في السبي البابلي..
هواري يدخن بشراهة،ويمد يدين متمرستين في الأعمال الحرفية،بينما أحمد حربية يضع كمامة واقية علي أنفه اتقاء شر الكلة..وما أدراك ما الكلة..
علاء يشتري موكيت الارضية،وابراهيم يحضر البطاطين والملاعق والاطباق،وأنا وحربية نحمل المواد العازلة التي سنمترس السقف بها والجدران..
فؤاد يذهب لشراء الأسرة ومواد الطلاء و130 كيلو ملابس قديمة وأخشاب وأدوات كهربية ومواد نووية وأمعاء فيل يتيم وفلفل وزبد مجمد..
علاء يتهمني بالكسل،فأرشقه بلفظ حاد وعزيمة مطاطة،إبراهيم يتدخل لصالحي وفؤاد يغيظ علاء وهواري يضحك من اعماقه بينما حربية يشتري مشروبا مثلجا للجميع من اقرب بقالة.
قضينا أياما وليالي خارج بيوتنا..نبني استوديو "الشعلة الايطالية"_كما سميناه_ تعرضنا خلالها لكافة الانتهاكات الجسدية من جروح واصابات عمل واعراض دوار وقيء بسبب الكلة..
نمنا علي الارض،لعبنا استيمشن،وفيفا وأكلنا كميات هائلة من الكشري والفول وساندوتيشات من تلك التي لاتميز طعمها مع اضافة الكاتشب الشرير..
تيت راديو هي ما تحت صفارة الرقيب،هي لحظة الحب الخاطفة،وهي صوت الانف الرخيم السخي المعبر عن الاعتراض العميق،وهي طرد أبيك لك من البيت،ودلال خطيبتك عليك،وطعم الذرة المشوي الذي لم يعد كما كان من قبل،وملبوسات البنات التي تتخذ منحنيات قاسية من يوم لاخر...
تيت راديو هي انا وانت حين نحكي علي سجيتنا،تيت راديو هي انتفاضة شباب متصعلك،يتلمس اطراف الموهبة حتي ليكاد يقبض عليها قبض المستميت الا ان الظروف (تسرسبها) من يده كما يتفلت الماء من الكفين الضاغطين.
تيت راديو هي التمرد علي قواعد اعلام بالي،وأدمغة عاطلة،ونفوس آسنة،وإدارات أصابتها الشيخوخة بمرض اللا خيال..
نحن المصري في المنفي،نحن الجالية المصرية في مصر..
إحنا تعليم الثانوية العامة وتو تشانل وابو تريكة وحلقات مصطفي محمود بتاعة زمان
إحنا الناس اللي عندها مصحف مرتل في بيتها بصوت إمام الحرم..وعايزين يشتروا شقق في مدن جديدة..
إحنا اللي بنشحن كارت موبايل بعشرة عشاننمشي العملية،وبنخطف رجلينا لاسكندرية لحظة جنون..
إحنا أفلام توم اند جيري وميكي ماوس وماتريكس وسيتي أو آنجيلس..إحنا ألحان موتسارت وقصايد لوركا..
إحنا الدونلود من ع النت،وأحنا مظاهرات لا لولاد الوسخة..
إحنا تيت راديو
إحنا ملح الارض
عشان كده اسمعونا الساعة 12 بالليل يوم 31 ديسمبر الجاي...

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2007

عيد ميلاد هذا البلوج

اليوم هو أول يوم في ثاني أعوام هذا البلوج....
احتفلت بالأمس بيني وبين نفسي بعام يفصلني بين أول تدوينة وما أكتبه الآن
محملا بتفاصيل عام مرتبك التفاصيل،متقلب الأحوال،مدهش المظهر،رقيق الحاشية وإن بدا منه عكس ذلك
أعتذر إلي كل من آذيته بهذا البلوج دون قصد مني
وأشكر كل من تواصل منكم معي،وكل من ساندني في أزمة اعتقال أبي
فقد كنتم كراما معي فوق ما يفوق خيالي
دمتم
فحياتي بكم(تعليقاتكم،إيملاتكم،كل صيغ تواصلكم) أفضل من أي وقت مضي
أحبكم فعلا