90s fm

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

اختلاس الزوجة



أحتفظ بتفاصيل كثيرة قيد السرية، لم أبح لك بها.
الأمر الذي جعل حبي لك اختلاسيا في درجة من درجاته. أي نعم أحبك كما يحب أي زوج مخلص زوجته، وأصارحك بخبر كل ذرة من كياني : كيف مالك لك وفيم الميل كان، لكنما هناك ما هو يعتمل تحت سطح هذا الستر المفضوح من الهوى.
أحبك على نحو سري بيني وبين نفسي، بتفاصيل كثيرة أحفظها عنك لم أبح وربما لن أبوح بها أبدا.
كمراهق، أنزوي على نفسي، معك كنت أم لا، وأغمض عيني، أسترجع العطر وأستبين الملامح وأذوب في الانثناءات..
أصيخ لنبرتك المترددة في صدى نفسي، وأواريك كلك بداخلي، حتى دون أن تعلمي أنت شيئا.
وربما في هذا السلوك، فصام الذي لا يصدق أنك معه.
ربما فيه، ارتداد لمراهقة نقية أولى، ليس في قاموس عواطفها سوى الاختلاس.
طرف شالك المعلق، أضمه إلي، وأستنشق عطرك فيه، فيكون في نفسي كفاية إلى حين.
انظري..انظري..عندي ترجيح..
كل هذا الاختلاس وكل هذا الانغلاق على حبك..ربما لأنني لا أصدق أنك معي حقيقة.
ونهاية: لو كنت موجودة معي، فهذا هو حالي..وإن لم تكوني، فها قد عرفت مقدار ما اختسلته من سيرتك وطيفك وعطرك.

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

لماذا أحلم بالشرطة العسكرية؟ ولماذا يحلمون هم بابن لادن؟



"كان نحو 4 عساكر من الشرطة العسكرية يحيطون بي، ويضعون صواعق كهربائية تحت إبطيَ وعلى صدري" إلى أن استيقظت من الكابوس شبه المؤلم.
حسنا، ما الذي تغير في الأمر كي أحلم الآن بالشرطة العسكرية؟
قبل سنوات، كنت أحلم بصورة متكررة باقتحام أمن الدولة لمنزلنا، على النحو الاكتساحي الذي كان يتكرر من وقت لآخر..
(كتائب وفيالق تكفي لاحتلال إحدى دويلات أوروبا الشرقية، وكمية أسلحة كفيلة بإعادة رسم خريطة التسلح في الحي الذي أقطن به).
ثم يتطور الأمر-في أحلام أمن الدولة وقوات الأمن المركزي ومساعدوهم من القوات الخاصة- لاشتباك عنيف .. يحاولون أن يكبلوني في سريري، بينما أركل يمينا وشمالا وأوجه لكمات لا نهائية، تنتهي عادة إلى أنني أقاتل أجسادا هوائية غير موجودة حقيقة..ثم أستيقظ لأتبين أن الأمر كان مجرد حلم..وأحمد الله على مقاومتي، وأتمنى أن تستحيل يوما ما لاشتباك حقيقي، أنال من أحدهم فيه، حتى ولو قتلني.
كان الأمر بديهيا لي من الناحية النفسية..أن أحلم باقتحامات شرطية متكررة لمنزلي، ومحاولة لاعتقالي (أبي لم يكن طرفا في الحلم، ربما لقناعتي أنهم يطاردونه ولن يجدوه-حسيا ومعنويا-أما أنا فالهدف الأقرب).
أحاول الآن فهم رمزية حلم تعذيبي على يد أفراد من الشرطة العسكرية وأحار حقا.
ليس لي عداوة منهجية مع الجيش، بل مازلت حتى الآن متيما بفكرة "الجيش المصري" بل وأتمنى دوما أن أكون أحد أفراده، رغم إعفائي من الخدمة العسكرية بتأجيلين متتاليين..وأزيحه دوما جانبا بعيدا عن سياسات المجلس العسكري.
بل أتطرف في الفصل، لدرجة التفرقة بين عساكر وضباط الاشتباك المباشر مع المتظاهرين، وعساكر آخرين، يقفون بأماكن مجاورة (كضباط جيش حراسة السفارة الأمريكية بالقرب من مجلس الوزراء) والذين يستنكرون ما يفعله زملاؤهم على بعد مترات منهم!
(لي أصدقاء وجيران وأقارب يؤدون الواجب الوطني بالجيش، سواء ضباط أو عساكر).
قبل 4 سنوات تقريبا كتب بك ميلنوفسكي مراسل بي بي سي أنه كان يحلم بأسامة بن لادن في المرة الأولى التي زار فيها نيويورك بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكان الحلم الذي كتبه ميلنوفسكي في نهاية 2007 في أحد تقاريره الصحفية " كان بن لادن يجلس على بعد مقعدين مني في الطائرة، ولم ألحظه في البداية حيث كان وجهه مختفيا في العمامة التي يرتديها ولكن الرجل الذي يجلس بجانبي همس في أذني بلطف "أعتقد أن الرجل الذي يجلس بجانبي هو اسامة بن لادن وأنا أشعر بالذعر".
ثم يبحث ميلنوفسكي عن آخرين يحلمون ببن لادن، فينتهي الأمر إلى أن كابوس أسامة بمثابة حمى في العالم الغربي!
صاحب المطعم يحلم به كأنه نادل لديه، والرجل العادي يحلم ببن لادن يعرض عليه أن يدفع له ثمن مشترواته من السوبر ماركت، في تنويعات على أسامة تنتهي كلها بطابع جاثومي شنيع.
يسأل المراسل طبيبا نفسيا في نهاية الأمر فيقول له:" ابن لادن وفقا لمصطلحات التحليل النفسي هو الوحش الذي يقترب من القرية وقد ظللنا لمئات وألاف السنين نتخيله في صورة النمر الحاد الأسنان أو بمعنى آخر مخلوق لا يشبهنا".
أعود لأفراد الشرطة العسكرية الذين يختارونهم وفقا لطول قاماتهم الذي يزيد على قامتي بنحو 15 سنتمتر كاملة، وأعود لدروعهم، ولملابس الاشتباك التي تحيلهم من مجرد جيران وأصدقاء وأبناء وطن واحد، لكائنات غريبة فعلا، هي بصورة أو بأخرى تنويعة لصورة النمر الحاد الأسنان.." أو بمعنى آخر مخلوق لا يشبهنا".
بالأمس جلس بجواري شرطي عجوز، أول ما رأيته، وجدتني لا شعوريا أقول همسا: مرحى بالرجل الطيب. فلم يعد مرأى أفراد الشرطة يثير التوتر أو الجزع، فهم أولئك الطيبون الذين يضربون القنابل المسيلة للدموع فحسب، وبعض الرصاص المطاطي هنا وهناك، لكنهم لا يدهسون بالمدرعات، ولا يضربون على هذا النحو الوحشي.
هناك حالة استبدال وإحلال قاسية تجري للوعي العام للمصريين، استبدال رموز الشر، وتغير القيم.
أنا مازلت عند رأيي، لقد حدثت تطورات وتحورات نفسية عميقة في الشخصية المصرية، لا يمكن إهمالها بحال من الأحوال.
أقول لحبيبتي: انتظريني عند السلك الشائك بالقرب من نقطة الاعتصام، والسيدة العجوز على ناصية منزلي تستوقف توكتوك وتقول له: خدني لحد المدرعة اللي ع الناصية يا ابني..وبائع العسلية المفضل لي يناقشني في ضرورة الالتجاء لحكومة ائتلافية!
أعود لأفراد الشرطة العسكرية الذين يختارونهم وفقا لطول قاماتهم الذي يزيد على قامتي بنحو 15 سنتمتر كاملة، وأعود لدروعهم، ولملابس الاشتباك التي تحيلهم من مجرد جيران وأصدقاء وأبناء وطن واحد، لكائنات غريبة فعلا، هي بصورة أو بأخرى تنويعة لصورة النمر الحاد الأسنان.." أو بمعنى آخر مخلوق لا يشبهنا".
أعود لأفراد الشرطة العسكرية الذين يختارونهم وفقا لطول قاماتهم الذي يزيد على قامتي بنحو 15 سنتمتر كاملة، وأعود لدروعهم، ولملابس الاشتباك التي تحيلهم من مجرد جيران وأصدقاء وأبناء وطن واحد، لكائنات غريبة فعلا، هي بصورة أو بأخرى تنويعة لصورة النمر الحاد الأسنان.." أو بمعنى آخر مخلوق لا يشبهنا".
أعود لأفراد الشرطة العسكرية الذين يختارونهم وفقا لطول قاماتهم الذي يزيد على قامتي بنحو 15 سنتمتر كاملة، وأعود لدروعهم، ولملابس الاشتباك التي تحيلهم من مجرد جيران وأصدقاء وأبناء وطن واحد، لكائنات غريبة فعلا، هي بصورة أو بأخرى تنويعة لصورة النمر الحاد الأسنان.." أو بمعنى آخر مخلوق لا يشبهنا".
أكررها مؤكدا!

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

في دحض هواجس الزوجة




ارفعي عنك كل هذا الحرج، ودعي كل هذه الهواجس:
الوزن: لا تتهيبي من زيادة وزنك، أنا زوجك الذي يبتهج كلما زاد الحيز الذي تشغلينه من الكون..ليت الكون ملؤك أنت ولا سواك..كثفي وجودك في هذا العالم..فأنا أحتاجه.
شيب الشعر: حين يبيض شعرك، كخيوط فضة منسابة، سيكتمل بهاؤك القمري، وتستحيلين شبيهة بإحدى سيدات قبائل الهنود..اللوائي كان يتم تأليههن بعد الوفاة (جمال وكبرياء).
تهدل البشرة: هل تعتقدين أن بشرتي ستكون نضرة يومها؟ دعينا نتهدل سويا ونقتسم ضعفينا معا.
أخالك بعد أربعين سنة من الآن (أو سأعيش أنا لذا الحين؟) بينما مشيئتك الوئيدة لا تفرق كثيرا عن حركتك الظبائية..قفزات مبتهجة متتالية..ريمُ يقطع الفناء ويستقبل صدر الدنيا بكل جموح.
أقلت لك مسبقا أن مشيتك الانطلاقية هذه التي تفعمها الحياة أسرتني أول ما رأيتها؟
كلك يازوجتي..جميلة..دعيني أرى الجمال في كل ملامحه بكل هيئاته وصيغه..دعي عنك كل هذه الهواجس..فإنها أحلامي الجميلات.

الأحد، 11 ديسمبر 2011

السلفيون والثقافة..هل يقرأ عبد المنعم الشحات رجل المستحيل فعلا؟



على نحو بدا كوميديا أكثر منه أي شيء آخر، قال نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي أن الحزب (والتيار السلفي) لا يعاديان الأدب والفنون، وأنهم يحترمون أعمالا أدبية كرجل المستحيل وروايات أحمد خالد توفيق "ماوراء الطبيعة" وأشعار فاروق جويدة.
تشير الخيارات الذوقية للتيار بأنه في حالة مراهقة شاملة، وليس على مستوى ممارسة السياسة فحسب، والتي يعمد السلفيون إلى اعتبارها فضيلة تعكس قدر برائتهم في مواجهة باقي التيارات المدنسة.
يكف المراهق في مصر عن قراءة رجل المستحيل ببلوغه السادسة عشر، ويميز رداءة شعر فاروق جويدة فور التحاقه الجامعة، ويظل يقرأ أحمد خالد توفيق من باب الحنين، واتساقا مع عذوبة الرجل وإنسانيته المتفلتة من بين سطوره.
ربما نستسلم لطرافة التصريح، الذي-ربما- اعتبره بكار بيانا من فوق سبع سماوات ، ليدحر مزاعم العلمانيين عن معاداة السلفيين للثقافة، وليسعى لحل أزمة تصريحات الشحات حول أدب نجيب محفوظ.
لكن هذا التصريح-بهذه الخيارات- يكشف لنا ما هو أعمق من مجرد "مراهقة".
أعتقد أن السلفيين يميلون للخيارات الوقائية..
فالسلفي طوال الوقت يتوخى المناطق الإشكالية والشائكة التي قد تورده مواضع الشبهات..فهو يريد أدبا بلا مشاهد جنسية ولا تساؤلات عقيدية، ولا نزوع فلسفي مغاير لعقيدته..هو بالأحرى لا يريد شيئا مؤرقا.
وأنا شخصيا أحترم هذه الرغبة وأقدرها جدا..وأتفهمها، وأعتقد أن لكل شخص حق قراءة ورفض ما يريد، وفقا لأي أرضية يستند إليها (ذوقية أو سياسية أو عقائدية).
وهو أمر ليس حكرا على السلفيين فحسب، فاليسار- هذا التوجه الذي قطع أفراد كثيرون منتمون له مسافات في المعرفة والجدل، ربما غير مسبوقة في الوعي الإنساني- يتخذ مسافة قاسية من أدب "جورج أورويل" وآخرين، من الذين بدلوا مذاهبهم وكانوا شيعا!
وبالمثل كانت القطيعة بين الرأسمالية (وملحقاتها من عقائد سياسية واقتصادية وانسانية) وبين أدب آرثر ميللر وهارولد بنتر!
أي أن المعاداة العقيدية بين الجماعات السياسية وبين الأعمال الأدبية ليست بدعا، جاء به السلفيون، ومن ثم هم الأغبياء الرجعيون الظلاميون.
مذهبي الشخصي : إذا لم يعجبك نجيب محفوظ فلا تقرأه..ببساطة!
ولكن ليس من حقك أن تحجر على ذوقي وخياراتي الشخصية، ولن أرهن متعتي الشخصية بمساحة عقلك، ومقدار طموحك ورؤيتك أنت.
أعود مرة أخرى للخيارات السلفية، وأحاول فهم ما ورائها.
أولا: رجل المستحيل.
تمثل هذه السلسلة الصراع بين المخابرات المصرية ممثلة في بطلها أدهم صبري (الخارق جسديا وذهنيا) في مواجهة الموساد.
ومن ثم هي اختزال لا واع-في الذهن السلفي- للصراع بين المسلم و "اليهودي" الذي سنحاربه يوما ما.
ويمكن تمثلها نسبيا في ادعاء شعور وطني، هو في الأغلب وليد ضغوط وليس حقيقيا، لأن وطن السلفي حيث ترامت دولة الإسلام لا حيث ترسمت الحدود الحديثة.
كما أن أدهم معادل موضوعي للقوة والتفوق والنضال حتى النهاية(وإن بفجاجة ولا معقولية)، وهو أمر يشبه رؤية السلفي لنفسه، فهو يكافح ضد آثام عالم لا يتفهم نبله، لكنه سيظل يحارب حتى النهاية.
ثم المرأة في "رجل المستحيل"..فهي إما سونيا جراهام عميلة الموساد العاهرة الشريرة..أو منى زميلة أدهم، وهي عادة مغلوبة على أمرها ومخطوفة ويحررها أدهم!
وهي رؤية مثالية للخيارات المتاحة أمام المرأة في الوعي السلفي: عاهرة شريرة..أو طيبة مغلوبة على أمرها.
ثانيا: ما وراء الطبيعة.
بطل ما وراء الطبيعة "رفعت اسماعيل" شخصية انعزالية يرى في الآخرين مجرد "حضور مزعج" ومقاييس مجتمعية مختلة. ويسعى رفعت لدحض الخرافات دائما، أي نعم هو يسلم بوجود جوانب ميتافيزيقية، لكنه يهدم بعض الأساطير أحيانا، ويتعوذ بالله ويقرأ بعض الآيات القرآنية قبل مواجهة المسوخ والوحوش. بل يورد مؤلف السلسلة في أحد المواضع اقتباسا عن الإمام شرف الدين النووي أثناء مناظرته لأحد المتنبئين.
ما رأيك؟
هو بطل رواية مثالي..لأنه انعكاس كبير للسلفي في المسافة التي يتخذها من المجتمع..ولأنه أول بطل رواية حسب معرفتي يقرأ القرآن في مسايرة الأحداث الدرامية للرواية!
ثم المرأة في "ما وراء الطبيعة"..المرأة هنا دوما إما ثرثارة أو حمقاء أو غيور أو لصة أو شيء طيفي أثيري صعب الوجود والتحقق.
أدب خالد توفيق فضفاض، وعذب وأخاذ فعلا، لكن حين يجيء في صف واحد مع رجل المستحيل وفاروق جويدة (وهذا لن أخوض فيه، فشعره أسخف من أن يقيم) كخيارات سلفية، فأن هناك شيئا ما ، يكشف جوانب هذا السلوك النفسي السلفي.
السلفيون بسطاء، يعتقدون أن بحجاب النساء ستنضبط الموازنة العامة، وبحرق روايات نجيب محفوظ سنحرر المسجد الأقصى، وبهدم تمثال رمسيس سينزل الله علينا من السماء المن والسلوى.
هي عقلية بسيطة، تميل إلى إدراك الكون في إطار معادلات خطية، لا معادلات مركبة.
أدب نجيب محفوظ=رذيلة=سخط من الله=عدم بركة في الرزق والعمر.
ثم هي عقلية "النص" لا الجدل..ويرتبك السلفي ويضطرب حين لا يستند إلى نص.
وإذا استدرج السلفي لنص غير النص الذي عهده..يحس بالضياع، وبشتات المرجعية (لو أنها ضربت وتر الاقتناع فيه) ومن ثم هو يريد أن يستأنف حياته وفق المعادلة الخطية المطمئنة جدا.

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

في مسألة الرفق بالصبية

يتحجج أبي دوما بحديث شريف لم أسمعه من أحد مطلقا سواه، ومضمون الحديث الذي لا أتذكر نصه: أن الجنة جزاء من أدخل البهجة على قلب صبية صغيرة أو طفل.
يحتمي أبي بهذا الحديث، حين يحاول أن يبرر تعاطفه مع كل الأطفال والبنات الصغيرة في عائلتنا والعائلات المجاورة.
كدت أموت شماتة فيه، حين اضطر للبحث عن ساعتين، عن حقيبة سوبر مان أو هانا مونتانا أو أيا من هذه الأغراض التي يورطه فيه أطفال عائلتي، وكنت أقول له: كي تدرك أنني كنت طفلا وديعا مثاليا لا يطلب شيئا.
وهو في بحثه هذا، ينطلق في الأغلب متورطا في عهد قطعه على نفسه، إذا حصد الصغير الدرجة النهائية سيحضر له كوكب فضائي هدية، أو إذا حفظت الصبية جزء قرآن سيجلب لها شيئا ما خزعبليا.
وأبي يتعامل بقدسية مع الأطفال، ليست لغيرهم في عرفه، فهو لا يتحمل أن يحنث وعدا معهم، ولا يطيق أن يكسر قلوبهم المرهفة..رغم أن هذه القلوب تنسى كل شيء بعد ربع ساعة، ويمكن إلهائها بقطعة شيكولاتة أو أي شيء آخر.
يصدمني أبي مرة أخرى بإرثه المفخخ الكامن في كياني، والذي أكتشفه يوما بعد يوم في مفارقات مختلفة.
بالأمس، والصبية أمامي، أجد في نفسي حيالها، ضعف أبي حيال أطفاله وبناته (أبا وخالا وعما و...و...).
أخلل أصابعي أصابعها وأتمنى لو مسدت شعرها..يتفجر بداخلي نبع خفي فيه ألف أب وأم وعم وخال..ألف من كل فصيل رؤوف.
اسألها فتنطق بطريقة طفولية محببة، ولكنة أقرب للريفية البسيطة: آه وربنا.
تقول لي: آه وربنا، لتحسم لي الصبية شيئي الأشد خصوصية.
أمازح الصبية في مشيي، ألكزها بيدي، فإذاها خفيفة غضة كأنها الطيفُ.
أتمنى لو ضممتها إلى ضمة لا فكاك منها، بينما أتنسم رائحتها، التي تلفتني باديء كل مرة ألتقيها فيها.
وكلما هممت بأمر ما، أنظر إلى برائتها، لوجهها الصبوح الذي ألقى حموله-بتردد- على كتفيك، فأقول أنا أمها وأبوها وبقيتها الباقية.
وفي تدفق السيل مني، ألمسها عن غير قصد، فيجيء في الجسم خدر عجيب.
لولا أثر الصبية في ملمسها، لما عرفت اليوم أنني كنت منقوصا دونها..اليوم جاءت لتكملني.

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

فتاة أحلامي..روءة

على نحو أو آخر تظل "نورا" في فيلم "العار" هي فتاة أحلامي.
وذلك منذ الوقت المبكر الذي فطنت فيه إلى أن حياتي المستقبلية ستكون إلى جوار فتاة أحلام، يتم تقنين علاقتي بها في إطار زوجي.
"روءة"..كان اسمها في الفيلم "روءة".
المساندة اللانهائية والدعم للزوج الذي يعمل في الاتجار بالمخدرات..حتى وهي ترص له أحجار الشيشة وتخوض معه نقاشات جدلية حول "صحة" و"خطأ" نشاطه السري..ثم ينتهيان سويا إلى أن اتجاره هو قرارهما المشترك وأن حياة الزوج هكذا..وهي تحبه هكذا..ولا داعي لأي تساؤلات كونية ماداما على نفس موجة البث.
وكان هو بدوره يحبها دون تعقيدات، رغم مشكلة عدم الإنجاب التي كانت تعاني منها.
روءة..وهي تقول له أيوة يا أخويا! يا الله يا الله يا الله..
دوما أحلم بزوجة من هذا الطراز..تقول لي أيوة يا أخويا!
تهتم بالمطبخ على نحو مقدس، جدلية/مشاكسة على نحو لطيف، جسورة وفدائية ك"روءة"...
ربما في تاريخ السنيما المصرية لا أبكي إلا عند مشهد وفاة روءة وهي تساعد زوجها في التقاط شحنة المخدرات من البحر..حين قررت الغوص بنفسها.
هذا المزيج من الحنية والافتداء..والقدرة على خوض معارك الحياة (أيا كانت أبعادها القيمية)..
أريد زوجة تتسلل معي في جنح الليل كي نذهب سويا للحرب في قيرغيزستان، ودعم خلايا المقاومة الشعبية هناك
هذه الزوجة التي تشعر معها أنكما تختلسان علاقتكما من الزمن نفسه، وأنه رغم شرعية كل شيء، إلا أنكما حتى النهاية نابضان دافقان.
لا أريد زوجة تجيد تطرح قراءة جدلية لهيجل أو دريدا..ولن أستمتع حين أخوض مع زوجتي نقاش حامي حول "موتسارت" ام "باخ"..سأكون أكثر سعادة وهي تبرر لي أنها طبخت محشي الكرنب دون محشي الباذنجان، لأنني أحب الأول أكثر.(دعنا نرتبط بالطبيعة).
هذه هي الزوجة التي يمكن أن تستخرج رشاشك الآلي من دولابك، وتفرغ رصاصه في قلب من يقترب منها أو يضايقها..هذه التي تحبك بلا تعقيدات أو خلفيات ملحمية.
الزوجة التي تعتبرك قدرها وتعتبرها قدرك..تتوكأن على بعضكما البعض..وتقاتلان سويا..بل وأحيانا تشتبكان معا.
لا أريد زوجة تحاججني أثناء غضبي..ولا أريد زوجة مكسورة الجناح..ولا أريد زوجة سلبية..أريد واحدة تتحدث بجسارة، ويمكنها تطوير النقاش إلى اشتباك بدني..ينتهي بضحك مشترك..أن نلهو كطفلين معا.
التي تربت على كتفك وأنت تأكل، بينما تمشط شعور الأبناء بعد تحميمهم..هذه هي المعادل الموضوعي للطبيعة الأم.
حيث عاطفتك، وعقلك، متعلقان بها..لأنه لا يوجد خيار آخر. ولأنه لا توجد حيثيات منهجية لتبرير حبك لها، ولا سياقات حاكمة لتمديد أمد العلاقة بينكما (أنتما شخصان متعلمان عاقلان راشدان يبغيان إنشاء أسرة سعيدة، ليبتسما جوار أبنائهما الاثنين "فقط؟" في مضاهاة رديئة لبوسترات تنظيم الأسرة التي تستعرض هذا النموذج الاصطناعي الغبي)..أنت تحبها لأن الأمر هكذا..