90s fm

الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

كلكس/هتاف..مظاهرة داخل سيارة أمن مركزي بطلعت حرب

في حوليّ الرابعة إلا ربع اليوم،بشارع طلعت حرب،كانت أصوات الهتاف تتعالي من حيث لا أري متظاهرين،اقتربت سيارة أمن مركزي كبيرة، وبدا الصوت مرتبطا بها علي نحو ما.

اتضح أن التظاهرة داخل السيارة العملاقة،فالمعتقلون الذين تلملمهم أجهزة الأمن بصورة مدروسة ،و عشوائية، من وسط البلد،قرروا الهتاف داخل عربة الترحيلات،وأخذوا يضربون بأيديهم علي جسم السيارة.

تعاطف المارة معاهم وأشاروا لهم بأيديهم_كأضعف الإيمان_ مؤيدين فالتجأ سائق السيارة والمخبرون الي سحق هذا التعاطف،عبر إطلاق نفير سيارة الترحيلات البغيضة بأعلي صوت ممكن.

فطن سائقو السيارات بشارع طلعت حرب الي الموقف،أخذوا يصدرون نفير سياراتهم كرد فعل علي ديناصور الامن المركزي (عربة الترحيلات)..ودخل الشارع في فاصل من الفوضي.

(حماس/كلكس داخلية/إشارة جماهير/كلكس داخلية/حماس/كلكس داخلية/كلكس سيارات مارة/حماس/اشارة جماهير/كلكس داخلية/كلكس سيارات مارة).

رقم سيارة الامن المركزي :37962

الجمعة، 26 ديسمبر 2008

الحياء الذي يكبت الشوق..الأب والأخ

أغض طرفي،أشيح بوجهي إذا ما خاطبت أبي..أشعر بخجل دائم منه،ثمة حاجز حياء يكبت الشوق حين أعانقه،وثمة حاجزا حياء وشوق يكبتان كل شيء حين يعانقني هو.

لا أقوي علي تثبيت عيني في عينه،ولايقوي هو..أهرب بشوقي إلي بضع منه،فلربما وجدت سلواي،أهرع إلي أخي مازن،فإذاه_هو الآخر_ يستشعر ما بداخلي،يغض مازن الطرف حياءا ،ولا يثبت عيناه في عيني.

أبادل أبي الرسائل النصية علي "الموبايل"..يشير هو مجازا إلي ما يعتمل في نفسه حيالي،أرد عليه_رمزا_ بما يجول بخاطري..ومن الشوق رسول بيننا.

إذا ما اجتمع ثلاثتنا في غرفة واحدة،لاننظر إلي بعض أبدا.. تفيض روح أبي عشقا لي ولمازن، ومازن_بدوره_ يلتقط طرف الخيط منذ طفولته ويمارس هوايتيه المفضلتين:"الحياء" و"الحب" ..وأنا أكاد أجنّ بين شقيّ روحي "الأب" و"الأخ".

تلتقي عيني ومازن مصادفة،فإذا نظرته ذات نظرة أبي..ورثها وراثة خالصة لاينازعه فيها أحد..أتبسم في وجهه الغض الوسيم،وألقي تعليقا ما..فيشاكسني،بتلميح ذكي، مشيرا إلي أن ألفاظي هي ذات الألفاظ الأكثر ترددا علي لسان أبينا.

يفرغ الأب من شيء ما كان بيديه،فتتشتت نظرته بيني وبين مازن،يلتفت مازن مسرعا حتي لا تلتقي عيناه وابيه،فتقع عيني في عينه،أفر منه أنا الآخر..فإذا عيني تستقر في عيني أبي.

أهمس بيني وبين نفسي :"أمنك وإليك يا محمد؟"..فيرد هو بصوت مسموع :"مني وإليّ".

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

يوسفيّ هو..بنيامينيّ أنا..قراءة في نقاط النور


كنت إذا أغمضت عيني(هذه الفقرة حقيقية تماما) رأيت نقطة نور تسبح في الظلمة الماثلة أمامي،والآن:أري ما يقرب من الخمس نقاط..تتحرك ببطء ،تنير الحلكة،وتحمل إليّ رسالة لا أستوعبها تماما حتي الآن.

***

يوسفيّ النزعة هو، وبنيامينيها أنا،أول ما قاله لي حين رأيت نقطة النور الأولي :"أنا بها أسعد مما تظن"..أتوق شوقا أن أبلغه أنني بعد ثلاث سنوات..أري خمسا كاملات..ستقر عينًا يوسفيته،وسيطرب فرحا بنياميني.

***

أقول له "نقطة النور" تشاغل عيني اليسري،فيضحك،يقول :"هكذا كانت بدايتي أيضا"..علي الخطا أنت.

***

أشكو له وجع الحياة يقول لي : حين تري "النور"..ستصل.

***

أزهو بنقاطي الخمس،وأتذكر العهد: مع كل نقطة تتكشف لك من مشهد النور،ستخسر شيئا ما في الحياة..هذا ثمن واجب.

***

أكتب عنه وفي الكتابة عنه السلوي والعزاء،وإن لكل حرف يمت إليه بصلة أجد ريح يوسف.

***

تبيض عيناي من الحزن،يسائلني اليوسفيّ لم؟ أقول له ذاك عهد أبينا يعقوب..ومن شبه أباه فما ظلم.

***

زليخة لي،وله الاستعفاف،الذنب عليّ،والاستغفار به،خزائن الأرض له،وما بداخلها لي،الفعل فعله،والخلود من نصيبي.

الخميس، 18 ديسمبر 2008

السبت، 6 ديسمبر 2008

هل سمموا مقتدي الصدر؟

آخر صورة ظهر فيها الصدر..ويبدو منهكا بعض الشيء

كتب_أحمد الدريني

كشفت مصادر داخل التيار الصدري بالعراق للبديل عن تراجع صحة الزعيم الشيعي مقتدي الصدر قائد جيش المهدي وزعيم التيار الصدري ،وأفادت بأن هذا التراجع ربما بسبب تعرضه لعملية تسمم بغرض اغتياله جرت خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأجرت البديل عددا من الاتصالات مع عدد من قادة التيار الصدري وبعض الأشخاص الذين يعتقد أنهم مقربون من الزعيم الشيعي الشاب إلا أنهم تحفظوا علي ذكر اسماءهم،ولم يجزموا تماما بحقيقة ما يجري.

وقال قيادي سابق بالتيار ،تحفظ علي ذكر اسمه ، في اتصال هاتفي مع البديل:"هناك إشاعة تدور منذ مطلع هذا العام حول تدهور صحة السيد مقتدي الصدر بعد تعرضه للسم،لكن مقربين من سماحة السيد يقولون أن صحته غير مستقرة وأنه يدخل في نوبات غيبوبة طويلة وإفاقة مضطربة منذ فترة بعيدة".

وأردف المصدر :"لا يوجد أصل واضح ومحدد لحادث التسمم ولا يمكن تتبع أثره ولا يوجد دليل عليه،لكن تراجع صحته والأعراض التي يصفها مقربون من سماحته تشي أن ذلك مطروح بشدة،وأنه تعرض لعملية اغتيال بطيئة بنوع مخصوص من السموم".

ولم يجزم المصدر بأن حادث التسمم المشكوك في صحة ثبوته قد جري في مدينة "قم" الإيرانية التي زارها الصدر قبل أشهر،وقال :"الحادث قد يكون جري في قم أو في النجف،لا أحد يعلم".

وتدوالت منتديات شيعية قريبة من خط التيار الصدري أنباء عن توعك صحة الصدر الصغير ورجحت قائلة "قد يكون مسموما" واعتبرت أن الصدر الشاب يتحمل أثر السم نظرا لقوته البدنية.

فيما حمل البعض المخابرات الايرانية مسؤولية الحادث المزعوم،وتداولوا صورة لشخص يبدو من هيئته كما لو كان مقتدي الصدر،بصحبة شخصين آخرين يرتديان ملابس عسكرية ،ويسير الثلاثة في ردهة مكان يبدو كالسجن،وتظهر فيه أبواب زنزانة مفتوحة.

وقال ناشر الصورة إنها صورة زائفة يتم تداولها في ايران مصحوبة بتعليق مفاده أن الشخص هو مقتدي الصدر وأنه مودع بأحد سجون الحرس الثوري الايراني،وعزا تداول الصورة الي .."جهود المخابرات الايرانية التي تريد تسريب أن السيد مقتدي الصدر مغيب رغماً عنه و أن كل ما يصدر عنه هو بغير علمه" علي حد تعبيره .

وقال أحد القادة الروحيين بجيش المهدي ويدعي "م.ب" قبل أيام للبديل :"السيد مقتدي ظهر علي قناة آفاق ردا علي كل من يقول أنه بإيران" ولم ينف القائد الروحي "م.ب" أن الصدر ذهب لحوزة "قم" لبعض الاغراض الدراسية والعلمية.

وأرسل القائد "م.ب" للبديل نسخة من حلقة قناة آفاق التي أذيعت نهاية شهر أكتوبر الماضي ،عبر شبكة الانترنت، ويظهر فيها مقتدي الصدر(34 عاما) مرتديا منظارا طبيا ويبدو أكبر في السن وأكثر إرهاقا،بينما غزا الشعر الأبيض لحيته.خلافا لمظهره المتين وجسده الممتليء ولحيته فاحمة السواد.

وكان الصدر قد ظهر في مارس الماضي علي شاشة قناة الجزيرة في حوار مع بسام بن جدو،نفي فيه الاخير ان يكون علي علم بمقر محاوره،وقال الصدر في مجريات الحوار "لقد اخترت العزلة الأخروية" واستدرك قائلا "إن صح ذلك التعبير".

وأضاف "لقد اعتزلت للتعبد والتعلم،سائرا علي نهجي أبويّ الشهيدين وعلي خطا أجدادي من الأئمة" لكنه استدرك "أنا موجود في المجتمع وأعاني مشاكله ومشاكل أهله،ولازال التيار الصدر باقيا بأشخاصه وقياداته ولازلت معهم وفيهم ومنهم إن شاء الله".

كما وجه الصدر انتقادا عنيفا لإيران بين سطور الحوار وقال أنه راجع السيد الخامينائي حين التقاه بالأراضي الايرانية في بعض الشؤون المشتركة بين ايران والعراق،وعقب بأان "99% من الاطراف الدولية الحاضرة في العراق،تبحث عن مصلحتها الشخصية لا عن مصلحة العراق".

وكان الصدر قد أعلن قبل أسابيع قليلة اعتراضه علي الاتفاقية الأمنية في العراق،وأعلن عن تكوين ما أسماه "لواء اليوم الموعود" الذي نفي القائد "م.ب" للبديل أن يكون هو ذاته كيان وتشكيلات جيش المهدي،وأوضح "م.ب" :"اللواء مكون من خيرة أبناء جيش الامام المهدي خلقا وخبرة".

وأرسل القائد "م.ب" للبديل رابطا اليكتروني لنسخة ورقية بخط يد مقتدي كتبها قبل أقل من شهر تقريبا،يعلن فيها عن تأسيس "لواء اليوم الموعود" وبتجريب الرابط مرة أخري ظهر أمس الجمعة لم يعمل الرابط،وبدا ان هناك عطلا في عدة مواقع تابعة للتيار الصدري أبرزها موقع "فرسان المقاومة الاسلامية".

من ناحية أخري حاولت البديل الوصول إلي القائد الميداني السابق بالتيار "حمزة الطائي" والمكني ب"أبو درع" لكن عطلا في خط هاتفه حال دون ذلك،لكن شخصا مقربا منه قال :"الطائي ليس في العراق الآن،وأنا أرجح أن السيد الصدر قد تعرض لعميلة تسميم لأن اختراق الدائرة الأمنية اللصيقة له يعد أمرا مستحيلا،فالتشكيلات التي تحرس سماحته مجهزة علي اعلي مستوي قتالي وهم من خيرة ابناء التيار الصدري".

وقال المصدر المقرب من الطائي :"التيار الصدري غني بكوادره وأبناءه،ويظل سماحة السيد مقتدي الصدر رغم كل مايثار حوله من تشكيكات من وقت لآخر هو رمز التيار الذي يجتمع حوله الكوادر التي تدين بالولاء له وللسيد الشهيد الوالد محمد صادق الصدر".

ويثير الانتباه إشارة بعض الصدريين إلي مقاومة مقتدي الصدر لأثر السم نظرا لقوته البدنية،وهو ما يبدة إسقاطا رومانسيا علي حادث تسميم النبي محمد_صلي الله عليه وآله وسلم_بواسطة امرأة يهودية دست له السم في لحم شاة وفقا للرواية المعروفة،وأخذ النبي يحس بالوجع إلي أن لاقي ربه وكان صحابته يرجعون تحمله للسم إلي متانة بنيانه وقوته الجسدية،مستشهدين بقوله في بعض المواضع :"إني لأتوعك كما يتوعك رجلان منكما".



_______

منشور اليوم بالبديل

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

أجمل العادات السرية..عيد ميلاد بلوجي أنا

أجمل العادات ما كان سرا..وأسارركم بأن الكتابة هي العادة والسر..اليوم عيد ميلاد هذا البلوج،ثلاث سنوات انقضت..ولا أعلم أينا استغل صاحبه..أحبه جدا وهذا يكفيني..يحبني هو وأنا أعلم ذلك.

السبت، 29 نوفمبر 2008

كأن وجنته البندق

مازن مرة أخري..أقترح عليه أن نلعب "ضرب" كي يفيق من نومه ويجالسني،فأنا كالعادة متأخر،وهو بالطبع نائم،يستفيق وهو بين النوم واليقظة،ويشرع في لكمي وركلي..أراوغه أنا..أخطف لكمة في معدته وأسدد ركلة لساقه..خمس دقائق تنتهي وقد نلت منه ثلاث لكمات وروسية وصفعة سريعة..بينما هو قدد سدد إلي 32 ضربة موفقة و12 ركلة غير موجعة وتسع صفعات نصف مؤثرة،وضربتين بالركبة كل واحدة منهما قادرة علي تخدير فيل.

أنهض مستغلا فارق الطول وعنصر المفاجأة وأضعه تحت قدمي،أجلس علي صدره وأثبت ركبتي علي ذراعيه كي لا يستطيع الحركة،أقلد أصوات الوحوش الكارتونية التي لا يفتأ يشاهد أحدها علي سبيس تون حتي ينتقل لآخر علي mbc3 ..وأقول بصوت جهير :سآكلك يامازن فأنت لذيذ الطعم..نيهاهاهاهاها...نيهاهاهاها.

أميل علي وجنته وهو بين الضحك الهستيري والمقاومة،أشرع في عضه،وأول ما أتذوق وجنته مع "العضة" الأولي..أحسه مسكرا..كما لوكان مذاق وجنته البندق.

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

كأنه خلق من شيكولاتة

كأن الله خلق مازن من شيكولاتة..أميل علي وجنته، وهو نائم،أطبع قبلة ..أخلل أصابعي بخصلات شعره ..أتشممه.. وأقول بيني وبين نفسي :فداك روحي يا ابن أم.

مازن.. جميل الرائحة،ذكي النظرة،نبيل الأخلاق،بهوج الضحكة، نفيس الطوية.

لا يحدث أصحابه عني أبدا،كأنه يخجل من الحديث عني أمام هؤلاء الصبية الصغار،فهو يراني لتوي قد هبطت من السحاب.أحيانا،أثناء عودتي من العمل،أراه وأصحابه يلعبون الكرة أمام المنزل..قد تستقر الكرة أمامي..أمررها لهم بمهارة تسلب ألبابهم..كأني ساحر جاء من مكان بعيد.يسألون مازن عني ولايجيب..كأنه يضنّ بي عليهم.

يبتسم الصبي الفائق الحسن حين يفتح الباب لي،تنزاح عن كاهلي هموم الدنيا،وأقسم بيني وبين نفسي:وحق هذه البسمة لن يضيعنا ربي.

الأحد، 23 نوفمبر 2008

كيف حالك ياجميلة؟..ذكرني الحصان السحري بك الليلة


الليلة أحسست شيئا غريبة ياجميلة،مررت بجوار عربات الأحصنة السحرية التي تنادي باسم المكان الذي تسكنين فيه،تذكرت أيام كنت أودْعك هناك،وتخيلتك الآن،كيف حالك؟متي تنامين؟ وكيف تقضين يومك؟وماذا فعلت بأغراضي؟ثم أغمضت عيني،وارتسمت علي وجهي ابتسامة عريضة،فصهل الحصان الأبيض الذي يقف علي رأس العربة الزرقاء،فتذكرته.لقد كان أحد الأحصنة التي جرت العربة التي ذهبت بك إلي المنزل في الماضي السحيق،بعد أن التقينا بعشرة أيام.

تذكرت كل لحظاتنا البللورية،فحلّقت الفراشات حولي،كيف حالك ياجميلة؟

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

دودي ليس ضابطا..فصل من سيرة الجنيه والكارنيه

في كثير من الأحيان يعتقد البعض أنني ضابط شرطة، واجهت هذا كثيرا أثناء عملي الصحفي،يتعاملون معي علي أني ضابط..وحين أسألهم عن شيء ما.."يعترفون" ولا يحكون..أطمأنهم إلي أني صحفي..لكنهم يصرون علي أني ضابط.(يذهب البعض أحيانا لكوني ضابط أمن دولة أو مخابرات).

المفارقة أن ضابط أمن الدولة بأحد المعتقلات،كان يعتقد أنني أنا الآخر ضابط،وما زيارتي لمحمد الدريني في محبسه إلا رقابة عليه_أي الضابط_ وعلي أداء العمل في معتقله من قبل جهة ة أكبر منه بكثير!

لم أحلم يوما أن ألتحق بأي كلية عسكرية،أو أن أرتدي البذلة المحروسة،لكن هذا ما يجري ولايعلم علته إلا الله..(أصبح لي سمتهم وإن كان رغما عني).

ربما هو تحقيق_ولو علي مستوي الشكليات_ لرغبة أمي القديمة أن التحق يوما ما بالكلية الحربية أو الفنية العسكرية،وربما ما يحدث لايحدث الا غيظا لأبي الذي قال لي يوما :"أمثالنا لم يخلقوا لهذه الكليات ولا هذه المهن..أرجوك انسي انك تكون ظابطا في يوم من الايام".

أنا هاديء الملامح_أو أظن ذلك_ طفل الوجه كما يقال دوما،لا اعتقد أن وجودي يثير ريبة ولا ذعر بحال من الأحوال.

ومن ثم فكيف يظن البعض أني ضابط؟ دعك من أولئك الذين يذهبون إلي أني أتصرف كما يتصرف وكلاء النيابة،وأني إذ أسأل..أسأل مستجوبا مبادرا متلاحقا مفندا.

منذ أيام حصلت علي عضوية نقابة الصحفيين(هذا أمر لايدرك معاناته إلا صحفي مثلنا)..وقد قررت أن استغل صلاحيات الكارنيه أولا بأول..وكان علي قائمة أولوياتي استغلاله في قطع نصف تذكرة في مترو الانفاق كما يحق لي.

وأصدقكم القول،لي أربعة أيام أتوجه إلي شباك التذاكر..أنظر بثبات إلي البائع..أقول بجدية وصرامة :"نصف تذكرة لو سمحت"..فيعطيها لي علي الفور..ويتبعها قائلا :"طبعا جيش حضرتك".

الخميس، 6 نوفمبر 2008

عندما صاحت السيدة كارول: لقد فعلها أوباما..فعلها..فعلها يا ميشيل


كانت ثلاث خطوات فقط تفصل بين السيدة كارول صاحبة هذا المنزل وبين راشيل الفتاة ذات ال14 ربيعا التي أمسكة لوحة مرسومة لباراك أوباما ووضعتها بجوار وجهها وهي تتابع أخبار الانتخابات علي شاشة سي إن إن.عندها صرخت راشيل : "اووووووه لقد حصلنا علي نيوهامبشير"..عندها قفز الجميع فرحا،فقدت حسمت نيوهامبشير امرها لصالح باراك اوباما. وعندما قطعت راشيل هذه الخطوات الثلاث وضعت علي الطاولة التي تتوسط الصالة طبقا من البطاطس الشيبسي امام ما يقرب من عشرة مراهقين سود يتابعون ما يجري في كل ولاية،عن طريق الانترنت وشبكات التلفزيون الامريكي.

وحينها قالت لها إحدي الصديقات اللوائي يملأن المنزل:لي صديق يتصل من ولاية أخري يقول لي نحن نسير بصورة جيدة..أوباما يحصد الاصوات ياكارول..إنه يفعلها..عندها مالت كارول علي الارضية الخشبية لصالة منزلها ثم لمستها طويلا بينما تضغط علي اسنانها فرحا "تاتش وود".

كارول سيدة سوداء في نهاية الثلاينات،لديها ثلاثة اطفال،وتحظي بمكانة عالية بين مجتمع الافروامريكيين في مدينة سيراكيوز بنيويورك،لذا فقد كان طبيعيا ان تختار ثماني عائلات من اصول زنجية بيتها لتترقب فيه نتيجة الانتخابات.

الدخول الي بيت كارول لايستدعي الكثير من التدقيق كي تدرك انك في عالم متكامل خاص بالسود.فبين حوالي 22 شخصا في هذا المنزل ،قبيل اعلان النتيجة، كان الجميع يرتدي تي شيرتات تحمل صورة اوباما او ملصقات تشير الي تأييده،بينما اختار تشارلز(15 سنة) ارتداء تي شيرت يحمل صورة القس البروتستانتني مارتن لوثر كينج،بينما موسيقي الراب تصدع من مكان ما،ويقوم كل ثلاث دقائق تقريبا احد المراهقين ليرقص علي ايقاعها.

تنحيت عن طريق السيدة كارول وهي توزع المزيد من بوسترات التأييد علي الطاولة لأجدها تضع علي احدي الرفوف عددين من إحدي المجلات المختصة بعالم السود،كان غلاف العدد الأول يحمل صورة اوباما،بينما الثاني يحمل صورة ميشيل زوجته،وبعدهما بعدة سنتيمترات كتاب اوباما الاشهر "من أحلام والدي".

وعندما دخلت السيدة ميشيل التي تبدو في أواخر الخمسينات ،هلل المراهقون احتفاءا بها وهللت السيدات اللوائي برفقة كارول،فقد كن مشغولات حينها باعداد اكواب البيبسي وأطباق الفراخ المحمرة والمكرونة والحلوي.

قالت لي ميشيل :"أوباما هو الشخص الصح في المكان الصح،انه الرجل الذي سيضع الامور في نصابها". قلت لميشيل هل لي أن أسألك لماذا اشعر ان تأييد هذا المنزل لاوباما راجع بالمقام الاول لانه اسود؟ فردت :"انه يعكس عالما يفيض بالانسانية،انه يمثل خلفية ما تدعو للتفاؤل،الامر ليس لانه اسود فقط..انظر الي ما يمثله باراك اوباما".

ولم تكد تكمل جملتها التالية حتي صرخت راشيل :" ياهوووووووووو لقد حصلنا علي بنسلفانيا" فهلل الجميع وتركتني راشيل وراحت ترقص مع الصبية المراهقين فرحا بفوز السيد اوباما بولاية أخري...وصاحت كارول :"أوباما يفعلها..انه يفعلها يا ميشيل!".

ساعتها

أخذت فيفان ذات الستة عشر عاما زمام المبادرة وقالت لي :"انا أنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة..ببساطة شديد سيهتم بي اوباما ولن يفعلها ماكين".

أخرجت السيدة كارول من الثلاجة تورتة (يصل مقاسها تقريبا الي 40 سم في 20 سم) يحمل نصفها صورة مرسومة لباراك أوباما، ولدي رؤيتها هللت النساء وأطلقن صيحات الفرحة.لكن شيئا ما حدث جعل كارول تحبس أنفاسها .."لقد ضاعت نورث كارولينا" هكذا همست راشيل!

لم يبدد صمت ضياع نورث كارولينا وانحيازها لصالح جون ماكين سوي المزحة التي أطلقتها بيري ذات الخمسة عشر ربيعا وهي تخاطبني :"أتود أن تعرف لماذا أشجع باراك اوباما؟" أومأت لها أن نعم،فأمسكت صورة زيتية له ووضعتها بجوار وجهها وقالت :"لانه يشبهني..ألست تري؟ إنها ذات الملامح". هنا تقول "جاكي" ذات السبعة عشر عاما: لا نعتبر ان اول رئيس اسود هو باراك اوباما..فلدينا جون إف كيندي وبيل كلينتون!

ضحك الجميع،من المزحة التي ترمي الي انهم سود يؤيدون مرشحا اسودا..هكذا هي الحقيقة أو جزء منها!

عندها سألت تشارلز ذي السبعة عشر عاما :"لماذا ترتدي تي شيرت يحمل صورة مارتن لوثر كينج الليلة؟"..فرد تشارلز :"أنا أشجع باراك اوباما..وقد كان لكينج حلم..ولاوباما حلم ايضا..انه نفس الحلم..أنا اشجع الحلم".

ثم أردف تشارلز :"انا اتفق معه في سياساته سيما فيما يخص الخارج والقضايا الاقتصادية وموضوع الطاقة" ثم يستدرك :" ماكين رجل جيد ايضا..لكني أميل لاوباما".

تعبت من طول الوقفة التي امتدت لثلاث ساعات تقريبا،وحينها جلست بجوارهم علي الكنبة،وتناولت الصورة الزيتية لاوباما التي تناولتها بيري منذ قليل،فإذا في الصورة تغييرات في الملامح عن الشكل الاصلي..هذه الصورة جعلت اوباما زنجيا اكثير من اللازم!..لقد وسعوا فتحتي انفه وغيروا شيئا ما في ملامحه..عندها لاح تي شيرت تشارلز الذي يحمل صورة مارتن لوثر امام وجهي،فإذا بشبه كبير بين الرجلين بعد التعديل!

هنا يقول جورج الذي يرتدي تي شيرت كبير يحمل صورة اوباما :"سياسة اوباما الخارجية ومقاربته الاقتصادية تروقاني جدا..بينما ماكين ليس كذلك يا تشارلز".

جاءتني السيدة كارول وقالت لي برقة بالغة :ألا تريد أن تتناول أي شيء؟ فشكرتها بشدة،فكررت:من فضلك ان احتجت شيئا ما قل لي،وبينما نتبادل الابتسامات الرقيقة صاحت بييري :"أوووووووووه بنسلفانيا معنا..بنسلفانيا لنا!".

حينها هلل الجميع وصرخوا وراح الاطفال يمرحون هنا وهناك بينما البالونات الحمراء لا تفارق ايديهم،ومن وقت لاخر يوقعون شيئا من مكانه هنا او هناك،الي ان اصطدم بي احدهم،ذو اربعة سنوات فقط،سألته عن اسمه فقاله لي..لم اسمعه جيدا فتهجاه بعنف ! لم استوضحه فسألته لماذا تشجع باراك اوباما،فوضع اصبعه في فمه وقال :"لانه لطيف!".

هنا التقطني فرانك ذو الاحد عشر عاما بعدما انهي مكالمة هاتفية مع احد الاصدقاء وقال لي :"يقولون ان اوباما اشتراكي..انا أؤيده، واعتقد ان شيئا من الاشتراكية مطروح فعلا في سياسته،لكنه شيء سيقودنا للامام وسيحسن اوضاعنا".

وصل المنزل في هذه اللحظة الي درجة من الزحام لايمكن وصفها،الضجيج من كل مكان،راشيل ترقص علي اغنية راب،جورج يتناول طبقا من الحلوي ويقطع الطريق من وقت لاخر،كارول تتمم علي ضيوفها،ميشل تلتقط صورا فوتغرافية من وقت لاخر وتهلل وتصيح "أوباما ياهووووووووووووو".

إلي أن بث التلفزيون تقريرا تفصيليا عن الوضع أشار الي تقارب نسبة الرجلين،عندها وجم الجميع وشهقت كارول،وصمت الاطفال وخيم صمت ما علي المكان لمدة دقيقة تقريبا،بدت خلاله اطباق الحلوي كما لو كانت تشاركهم الصمت هي الاخري وبدا كل شيء في المنزل محبطا،حتي الاثاث نفسه.

راح الحاضرون يستأذنون رويدا رويدا،واضطررت لترك منزل السيدة كارول فقد وصلت الساعة الثانية عشر الا عشر دقائق تقريبا،وحين قطعت المسافة عائدا نحو الفندق،بينما الطرقات هادئة جدا،سمعت صيحات النصر :"أووووووووووووووووووووووووووووووه..فعلها أوباما..فعلها"


____

منشور اليوم بالبديل،ويرجي الاستئذان حال الرغبة في استخدام الصورة




الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

أوباما..ألست تعرف أني؟


هنا في أمريكا، يقال لي :بينك وبين أوباما شبه شكلي!..و في مصر قيل لي :من يراك يظن أنك من مدراء حملته،أو من أقاربه..وحين فاز أمس بعث الناس لي برسائل تهنئة!

ويحك ياباراك؟ ما سر الصلة؟..

قلت لعله انطباع المحبة،فله في قلبي اعتزاز غامر لايدركه كائن ما كان،فهو أخلاقي(وهذا نادر) ذكي(وأنا أعشق الاذكياء) طموح(وهذا مهم) طاهر(كما أود أن أكون)يدرك جيدا أين يحط قدميه (وأظنني كذلك)،وكيف يستأثر بناصية التاريخ حين يعتلي منبر الخطابة(ومن منا لا يريد أن يكون كذلك؟)..لقد راقبته جيدا علي مدار حملته الانتخابية..أترقب أخباره منذ عامين،وكل يوم أراه أنقي من اليوم الذي قبله،وكل يوم يخطو فيه نحو الصواب خطوة..وترق له من قلبي وشيجة.

أوباما يتخطي كونه رئيس امريكا،فهذا المنصب له وقع بغيض في النفوس،باراك اوباما هو انتقام التاريخ وثأره..وعلي من يريد الاستزادة ان ينظر الي ملامح السيدة كارول التي قضيت ليلة امس في بيتها هي و8 عائلات من اصول زنجية،حين كانت تصرخ فرحة مع كل ولاية تعلن ولاءها لاوباما،وحين كانت تتغني بأهازيج وألحان شجية تعود إلي أيام كان أجدادها في الغابة.

في بيت كارول كان البعض يحمل صورة مارتن لوثر كينج(ها هو "الحلم" قد تحقق يا كينج) وكان آخرون يهللون باسمه وبصورته وببطاقة تأييده..بكل ما يمت له بصلة.

مال علي الشاب الابيض دان وهو يقول لي "باراك يستحق"..قلت له :"هؤلاء الناس يستحقون..ان فوزه رد اعتبار تاريخي لهم" فأومأ رأسه أن نعم.

اوباما محبوب عالميا،ودي حاجة بتاعة ربنا،وليس في الهوي العذري معذرة،أنا أحبه وتدمع عيناي له حين يفوز،وأشفق عليه أن يخلف الظنون.والمحبة هنا رغم كل ما سبق ليست مؤسسة علي دوافع عملية منطقية،بل هي خالصة ساذجة،لا أدري مكمنها.

لماذا يراودني يقين صحفي_ويقيني هنا لايخذلني ابدا_أني سأحاوره يوما ما؟

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

أوباما/ماكين..خده ستة رايح..خده أربعة جاي


معلوماتي تقول أن هناك مرشحان رئيسيان للانتخابات الامريكية:باراك أوباما وجون ماكين،لكن الأمر الواقع،ومن قلب إحدي اللجان الانتخابية في نيويورك، يجعلني أقول لكم أن أوباما ينافس نفسه تقريبا.


إلا إذا كان روهيرو كاليرو مرشح حزب العمال الاشتراكيين للرئاسة بصدد تفجير مفاجآة تاريخية.(ملحوظة:لا يعرف كاليرو سواي ووائل عباس وفيدل كاسترو وسيث الصديق الشخصي ورفيق النضال لروهيرو ).

لم يسعدني الحظ بالتقاء أي من أنصار السيد ماكين،كل الشباب في اللجان الانتخابية يقولون: أوباما..السيدات الثلاثينيات والاربعينيات يقلن :أوباما..يرتدون التي شيرتات التي تحمل صورته،يتحدثون عن التصويت له كما لو كان أمرا بديهيا.

الناس في الشوارع تحمل شعارات تأييده كما لو كان أوباما تيارا بأكمله وليس مجرد مرشح.

ومن هنال يمكننا فهم بيل كلينتون حين ساق أربعة أسباب لتأييد أوباما ،أولها :الفلسفة..فلسفة أوباما.

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

الأحد، 2 نوفمبر 2008

أن تتناول إطفارك في الغابة


الوحدة في ساركيوز تدفع شابا نصف متزن مثلي إلي أن يتناول إفطاره في الغابة التي تقع علي بعد عشرة دقائق من المشي السريع خلف الفندق..هنالك بالأعالي حيث ينبغي أن تتسلق الطريق لا أن تقطعه سيرا.

ذهبت إلي متجر cvs وكالعادة اشتريت بعض البسكويت والكوكيز والشيكولاتة وزجاجة نيسكويك(ملحوظة :بنكهة الفراولة)،ثم تحركت إلي أعلي باتجاه الغابة،كان الجو باردا بصورة لم يألفها جسمي من قبل،أخذت أتمخط رغما عني،بينما عيناي تدمعان،وقدماي تخذلاني ب"التمطوح" يمنة ويسرة،والكاميرا تكاد تنزلق من يدي،بينما طيف ياسر خان يعابثني وهو يقول لي : وضع التصوير الذي تتخذه خاطيء..فاضطر لا شعوريا الي تدارك ما أفعله..

استقررت علي أريكة خشبية عتيقة وسط الغابة بينما السناجب تعبث هنا وهناك.

فتحت كاميرا الفيديو التي تحولت فجأة من بلية ورزية إلي هدية سماوية ..جعلتني اكتشف "المزيد" من مهاراتي الكامنة،فأنا مشروع مخرج ومصور ومؤلف وربما ضابط مخابرات أيضا،أو قس بروتستانتي شاب..وكلها مهن أفضل حالا من التخطيط المستقبلي للتحول للبوذية إن شئنا الصراحة.

أحاول للمرة الألف مع الكاميرا كي تتحول من نظام التصوير الليلي الي الوضع النهاري،ولا فائدة..يتغشاني نعاس البرد الصباحي في الغابة بينما يداي تصران علي استشكاف موضع التحويل للنظام النهاري.

أضع الكاميرا جانبا،وأتناول الكوكيز واشرب النيسكويك،وأتذكر بعض المقاطع من خطاب أوباما الأخير..ثم أقرر التحرك نحو متجر "الأشعة السبع" المتخصص في الاتجار في السلع الروحانية :( تماثيل بوذا،فخاريات آسيوية،أحجار كريمة،بخور،كتب قراءة المستقبل،منحوتات علي شكل تنانين صينية،هراء،أدوات نصب،أوراق تاروت...إلخ إلخ)..إنها الرأسمالية حين تتاجر في بوذا.

لكن المتجر أغلق أبوابه..ربما لأن اليوم هو الأحد حيث لايتحرك أحد في المدينة كلها غيري،أعود من نفس الطريق،وقبيل الانحراف تجاه الغابة ألتقط فلاشا من وسط أوراق الشجر المتساقطة،وأقرر فتحها لدي عودتي للتعرف علي هوية صاحبها وردها له.

أعود إلي الفندق حيث موظف الاستقبال يشبه "أب الاعتراف"..وحيث موظفة المطعم التي أشك في نواياها تجاهي كلما جاءت إلي بصينية العشاء..فنظرات عينيها تنبيء بأمر من اثنين: إما أنها تود أن تغتصبني وإما أنها ممن يفضلون تناول غداء الويك إند مكونا من شوربة العظم البشري،بجوار سلطة الكرنب الروسية.

أدخل غرفتي وقد أنهكني البرد و"كرمش" جلد يدي،أستلقي علي السرير،بينما شاشة اللاب توب تنبهني من وقت لآخر إلي انني أحادث أميرة أو أشاكس حربية،أو أناقش براء في بعض النقاط التقنية في التصوير..أو أن محمد عليّ الدين يصرخ فيّ بالنيابة عن استاذ خالد :اكتب اسرع من كده وراعي فروق التوقيت..رسالتك لازم توصل اسرع من كده...اشتغللللللللللللللللللللللللللللللللل...

أنام مكاني بينما شاشة السي إن إن أمامي :أوباما/الانسحاب من العراق/ماكين/بالين/فلوريدا/نيفادا/الديمقراطيون/السود/الضرائب/التصويت/فارق النقاط.....

الجمعة، 31 أكتوبر 2008

ملفك الأحمر لدي شرطة نيويورك..أو عندما قلت للريموت يعني هي جت عليك انت

استعان بي ضابط الجوازات ذي الملامح نصف الشرسة_بمطار حون كينيدي بنيويورك_ في الترجمة بينه وبين رجل سوري لا يجيد الانجليزية،استبشرت خيرا،فكما يبدو أنه يثق بي جدا_الضابط لا السوري_ ومطمئن لصحة أوراقي،فقد فهم من محمود أننا سويا وهذا يكفي كما أعتقد.. إلي أنهي كلامه مع السوري واضعا أوراقه في ملف أحمر مقررا أن يصطحبه إلي مكان ما.طمأنت السوري وقلت له بلهجة الواثق المطئمن العليم ببواطن الامور :لا تقلق،هذا لا يعني اي شيء سيء علي الاطلاق..سينتهي ورقك بعد قليل.

جاء الضابط بعدها بدقيقة بينما أنا متبرم للغاية،أقف في منتهي الألاطة ،أتوق شوقا لانجاز أوراقي بسرعة..أريد أن أشرب بعض النيسكافيه قبل التوجه لطائرة ساركيوز..أريد بعض الراحة..أنا مهم جدا لو تعلمون.. فحص الشرطي ذو الملامح نصف الشرسة أوراقي وقرر أن يصطحبني أنا وناجي إلي ال "مكان ما" بينما أوراقنا محفوظة في ملف أحمر مطابق لملف السوري!

دخلنا غرفة مقبضة،بها مصريان وأردني وسودانيون و "السوري" طبعا.. وشابة دون العشرين تبدو لبنانية..مرحي بغرفة الوحدة العربية إذا..بعدها بقليل جاءت سيدة محجبة كانت معنا علي الطائرة،ثم رجل باكستاني وزوجته ثم احد افراد طاقم الطائرة،ثم جيء بآخرين وآخرين إلي أن ضمت الغرفة ممثلين من كافة بلدان العالم الاسلامي تقريبا..(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)

لم يتركني الضباط كثيرا لهذه الملاحظة البدائية،فبعد قليل توافد عدد من اللاتينيين وجاء شاب مكسيكي وآخر تركي وآخر كندي،ثم جاء يهودي بولندي وزوجته،ثم حاخام اسرائيلي ثم شابان اسرائيليان..إلي أن تغيرت تركيبة الغرفة تماما،علي المستويين :العرقي والديني.

بعد أربع ساعات كاملة جرت فيها الكثير من المحاضر والتحقيقات والترحيلات،قرروا الافراج عن ناجي،بينما أعاني من صداع قاتل وألم في عيني اليسري كاد أن يحرمني الرؤية لولا قليل من رباطة الجأش.

قرروا الافراج عني أنا الآخر،دخلت أقرب حمام،بحثت عن حقيبتي..لقد ضاعت فعلا!

اضطررت للتجوال في كل ركن بحثا عن الحقيبة ولا فائدة..إلي أن توجهت لأكثر من مكتب كل منها أحالني للآخر إلي أن تم استدعاء شنطتي من مكان ما استنادا الي الباركود الملصق علي التذكرة.

واجهتني مشكلة في تذكرت الطائرة المتجهة لساركيوز،ثم مشكلة في المطار ذاته حين تأخر سائق التاكسي علي ما يقرب من ثلث ساعة كاملة بينما الوقت في منتصف الليل والثلج يهطل.

ضربت أخماسا في أسداس،فاليوم من أوله أسوأ ما يكون..مشكلة في تذكرتي في القاهرة ثم مشكلة مماثلة في نيويورك واحتجاز وضياع شنطة ثم استردادها وتأخر سائق التاكسي...كنت مستهلكا لاقصي درجة ممكنة..ذهبت للفندق لتكتمل المنظومة :لايوجد حجز باسمك!

حاولت مرارا وتكرارا وراجعنا الكثير من الاوراق الي أن تأكدوا..صعدت الي غرفتي ..حاولت فتح التلفاز..لم أفلح..كان هناك شيء ما بالريموت يحول بيني وبين ذلك..ألقيته جانبا ورميت نفسي علي السرير وقلت للريموت:يعني هي جت عليك إنت.

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

تبيان ما قد يلتبس

لم يكن يجيد التقبيل،ولم يكن بارعا في "الاحتضان"،فضلا عن ارتباكه البالغ في المواقف العاطفية والمشاهد نصف الحميمية.

لكنه كان من ناحية أخري_والشهادة لله_مخضرما في اختيار ثمار البطاطا الطازجة قبل الطهو،ويستطيع أن يفرق _مغمض العينين_بين طعم البونبوني بالكراميل والبونبوني بالشيكولاتة،ولم يكن يجاريه أحد في القدرة علي حفظ كل حركة لاحت من منقار بطوط علي مدار عمر والت ديزني.

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

من سيرة "الكل"

أنا وهم:جسد واحد،قلوب تواشجت،ملامح تشابهت ،مشاعر مشتركة..سمت وهيئة مضفرة بذات التفاصيل. واحدنا كلنا..وكلنا واحد،إذا ارتعش طرفي،ارتعش طرفه،وإذا ابتسم ثعره أسفرت عن عوارضي.. كلنا ذات الشخص..و"الشخص" لفظة أشد شتاتا وفرقة مما عليه حالنا..

نحن الروح والجسد..شعورا ولا شعورا..يقينا وإداركا..ارتجالا وعفوا،إذا شاكت أحدنا الشوكة تألم جميعنا في ذات اللحظة،وإذا ارتقي في سلم "السير الي الله" أحدنا..ارتقي باقينا في التو والحال.

نذرنا أنفسنا إلينا_ومن ثم فهي الي الله_وعاهدنا إيانا علي أن نكون واحدنا،نبذل بذلنا وندأب دأبنا،وإنا فيما فعلنا..منا إلينا.

نحن الواحد الذي لا تعددية في كينونتة،والكينونة المتفردة في واحديتها،نحن الوجهة والقصد،نحن الذين تعرفنا إذا رأيتنا وإذا لم ترانا،نحن الذين اجتمعت قلوبهم علي بعد المسافة،وصاروا توائم الحق وقرائن الخير.

إذا قام قائمنا قمنا،وإذا سكنت جوارحه سكننا،كلنا الكل الذي لا محيد عن فردانيته،والفرد الذي لا تنكر كليته.

نحن الذين اختارنا من في الأعالي عرشه،وفي الخلق دليله،وفي الإيمان صورته.

نفعل ما نفعل،كلنا علي فعل واحد وإن تعددت أشكاله،نحن السمت الفرد ونحن الذين لا تفوتنا الفائتة بما أنعم الله علينا.."وما الذين فضلوت برادي فضله".

في السحاب نظرتي وفي الليل زرقتي وفي الصبح تنفسي..فأنا ال"هم" اذا أرادوا أن يظهروا وهم ال"أنا" إذا أرت أن أختفي.. كلنا هنالك فرض وأزل وقدر،تلاقت فينا المنحة والمنة والهبة..فالاصطفائية منتمية إلي ما قبل القبل.

نحن البيعة والأنصار،نحن الآل والأخيار،نحن الذين لايضام جليسهم،ولايشقي حبيبهم،ولا يهلك من رآهم..نحن مشيئته الأزلية حين أراد أن يرحم،وتجليه إذ أراد أن يظهر..نحن ظاهره وباطنه..نحن الذين وقعت في قلبك منهم الرهبة،وقامت في نفسك لهم علائم الإجلال،ولا تزال تحبنا ولا تدركنا وترجونا إذ ترجو فنرجوه فيجيب.

السبت، 18 أكتوبر 2008

طيف فوزية

لا أنسي يوم كنت صغيرا،مرتديا شورتي الأزرق المفضل والتي شيرت الأبيض،وجريت بمحاذاة القطار،ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية.. ألاحق طيف فوزية..ألاحق طيف فوزية..إلي أن وقعت وجرحت قدمي،نزفت دما،وكل ما يشغلني..طيف فوزية.

الخميس، 16 أكتوبر 2008

النظام

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

اسألوا دودي..لا تثريب عليكم اليوم

حسنا..لقد انقضت عشرة أيام وفقا للمهلة التي قدرتها حتي تتوافد الجماهير الغفيرة للتصويت علي "الاقتراع" الموضوع أدني الصفحة..

صوت تسعة أشخاص أنا واحد منهم حينما شرعت في تجريب آلية ال vote ومدي صلاحيتها للعمل،حسنا لقد وافق خمسة اشخاص علي أن يرسلوا أسئلتهم أو آرائهم (علي هيئة تعليقات)وأن أعلق عليها ردا عليهم وتفاعلا معهم(علي هيئة تدوينات)،فيما أعتذر للاثنين اللذين تحفظا علي إقامة مثل هذه الفعالية..

أنتظر أسئلتكم_يرجي إرجاء الشتائم هذه الايام_ وسنجيب عليها خمسا خمسا ان شاء الله..

(هات النسكافيه يا عطا الله)

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

وأين ستمدد قدميك في الجنة؟


هذا الرجل،يقطن سطح العمارة المجاروة لمقر عملي،تبينته من الدور الثامن حين انتهيت من أداء صلاة العصر في الركن القصيّ المهجور من الكافيتريا المجاروة لغرف المحررين والتي تطل من الناحية الشرقية علي الأسطح الفقيرة،والبنايات العتيقة في منطقة باب اللوق ووسط البلد.

كان يمسك المصحف بيديه يرتل ويتمايل،ثيابه وملامحه تنضحان فقرا،فالتقطت له علي التو تلك الصورة،ولا يشغلني سوي سؤالين فقط:كيف أعاد لقلبي طائر الإيمان الذي كاد أن يجفوني؟ وياتري في أي مرتبة في الجنة سيمدد قدميه ويتلو قرآنه كما فعل في الحياة الدنيا؟

__________

أمنية علي الهامش وتساؤل أخير:

لو أني بجواره،لو أني ببساطته،لو أني علي إيمانه..وماذا لو أني لم أره؟

الأحد، 5 أكتوبر 2008

نانيس..لا تتلعثمي

كام مرة اتلخبطتي في اسمي لحد دلوقتي؟

كل شوية تقولي يا أحمد يا أحمد

هو كان اسمه أحمد..طب أنا ذنبي إيه انك كل شوية تقولي لي يا أحمد؟

الخميس، 2 أكتوبر 2008

جسدي عزيزي..نرجو مراعاة فروق التوقيت


إنها الرابعة إلا عشر فجرا..حسنا ليس أمامي أدني خيار سوي الكتابة..

مذ جئت إلي القاهرة وأنا أعاني من فروق التوقيت التي تنوء خلاياي بها،أنام نهارا واستيقظ ليلا،آكل قليلا ,وأقرأ كثيرا..

يؤلمني عمودي الفقري لأسباب غير مفهومة،عنقي يتأذي هو الآخر من تلك الحالة..

منذ ساعات كانت خطوبة أحد أعز أصدقائي،بعدما عاونته علي ارتداء ملابسه،أخبرته أني سألحق به،عدت الي البيت تلح عليّ الامي كلها،تناولت أقراص المسكنات،نمت..ونمت..وهائنذا استيقظ لاقضي الليل بمفردي مرة أخري..وبعد سويعات علي أن أكون في مقر عملي..

رحم الله جسدا عاند صاحبه،ورحم الله جسدا طاوعه..

السبت، 27 سبتمبر 2008

وقال الشرطي:ر حلة سعيدة سيد أحمد

أنا الآن بمطار ساركيوز بنيويورك،انتهيت من إجراءات الفحص والتفتيش وقد احتفوا بي كما يليق بشرق أوسطي..خلعت حذائي_كما يفعل الجميع_ثم شرعوا في إقامة احتفالية خاصة بي تتضمن تفتيش حقائبي بتدقيق بالغ وعرضها علي أجهزة البحث عن المتفجرات والسوائل الخطرة وما تيسر من مصائب..

أخرجوا حاجياتي بعنف نوعا ما،رفضوا ان أساعدهم،أخرجوا اللاب توب من الشنطة بقسوة،استوقفوني بريبة استرعت الانتباه..ثم قالوا لي :رحلة سعيدة سيد أحمد..

جلست علي مقعد جلدي أسود،أخرجت "أن تعيش لتحكي"..سرحت قليلا مع ماركيز،ثم تنبهت إلي "فيشة"/قابس متاح علي بعد أمطار،ونوه لي وائل :"الانترنت مفتوح"..

فلأستغل الوقت لأحكي إذا..

*قضيت ليلة أمس بفندق المطار،بدا مهجورا كئيبا ،أحسست أني في إحدي دول أوروبا الشرقية بأجوائها المجدبة التي تصورها أفلام هوليوود.

كانت ليلة أمس في غاية الأهمية بالنسبة لي ،كأني وصلت فيها لسر الخلطة،قرأت فيها كثيرا،وشييء لي أن أشهد تجليات ليلة القدر هنا في بلاد العم سام.

*حزنت كثيرا لأني لم أكن صائما طوال الرحلة،وأفطرت مستغلا الرخصة، قضيت أياما عصيبة في واشنطن،جعت فيها أكثر من جوع الصائمين،ولم أستطع التأقلم مع الفاست فود ولا البيتزا الامريكية بحال من الأحوال..

*وقعت في حب ساركيوز منذ أن وطأت قدماي أرض مطارها،البلدة جميلة،الغابات في كل مكان والمساحات الخضراء بامتداد البصر،والموسيقي دائما قريبة منك..

المدينة كلها اشبه ما تكون بحرم لجامعة ساركيوز،ولا أخفيكم كان لحركة الطلاب أمام عيني طوال الاسبوع الذي قضيته هنا أثرا جميلا في نفسي..

أقمت علاقات جيدة مع عدد منهم وناقشتهم كثيرا،وكانوا ودودين للغاية،وتواعدنا علي أن ألتقيهم بعد شهر من الآن ان شاء الله..

*ساركيوز تصلح للتعافي من أي أثر عاطفي سيء في نفسك،من التجارب الفاشلة في حياتك،من اخفاقاتك من سوء حظك،ساركيوز تصلح بجدارة لمثل هذه الأشياء...

عذرا مش هعرف اكمل البوست ده اللي عايز احكي فيه كتييييييييييييير،لان الطيارة هتقوم

نستكمل وقت تاني ياشباب..دلوقتي هروح واشنطن ومنها لباريس ثم القاهرة..قدامي 21 ساعة سفر..دعواتكم بقي

لا إله إلا الله

الأحد، 21 سبتمبر 2008

هل يحدد الفاست فود رئيس أمريكا القادم؟

في واشنطن،لا أحد يفطن حقيقة إلي ماهية الطعام الذي يأكله،معظمه فاست فود خاضع لقواعد طهو وإعداد وعرض غير واضحة ،علي الاقل بالنسبة لي.

تسألك السيدة اللاتينية ـأو الزنجية في كل مطعم تذهب إليه،وفق إيقاع سريع مبتهج :"هل تريد الكاتشب؟..مزيد من الموستردا؟ بصل؟ طماطم؟ تفضل سيدي...بون أبيتيت!

بعد الاضافات ومع تعدد الاصناف،لا أحد يعرف حقيقة هل يأكل صدور الفراخ أم شرائح الخنزير أم بفتيك لحم التنين الأحمر..

"كاتشب سيدي؟ بصل؟ إضافات أخري؟"

أشعر أن الامريكيين ينتخبون رئيسهم علي طريقتهم الفاستفودية في اختيار وتناول الطعام وسط ماكينة الاحداث والالتزامات اليومية "أوه أوباما سينسحب من العراق ..جيد؟ ماكين سيخفض الضرائب..يا إلهي؟أوباما ينادي بالتأمين الصحي؟ماكين وسارة سيلقون خطابا اليوم؟ميشيل اوباما تتحدث عن حملة زوجها الانتخابية ؟"..حسنا ياللهم من أولاد جيدين.

مزج غير مخل بالمعني:

"هل سينسحب أوباما من العراق؟ مزيد من الكاتشب؟ ماكين سيخفض الضرائب؟ موستردا سيدي؟" ياللهم من أولاد جيدين..بون أبيتيت

السبت، 20 سبتمبر 2008

تعافي


هربت صباح اليوم من جحيم دي سي العاصمة

واشنطن لا تصلح محلا لمثلي،ومثلي لا يصلح لها..وقد أرك كلانا ذلك منذ البداية

أنقذني الله من هلاك الإقامة في فندق "كلاب كوارتر" الذي اقترح اضافة جملة تعريفية الي اسمه في دليل المدينة "كلاب كوارتر لخدمات الرعب غير المحدودة"..

جئت ظهرا إلي مدينة ساركيوز،بولاية نيويورك،وقد وقع المحظور "رمت الفؤاد مليحة حسناء..بلحاظ سهم ما لهن دواء"..منذ اللحظة الأولي أحببت ساركيوز..

يفترض أن يكون هذا الاسبوع أكاديميا بعض الشيء بجامعة ساركيوز،وهي واحدة من أفضل جامعات العالم في مجال الاعلام،وهذا شيء جيد إن تحدثنا سويا بقلب مفتوح.

كان في الاستقبال فتاتين تدرسان بالجامعة،سيرا و سيلينا..

ولأسباب نصف مفهومة،توطدت علاقتي سريعا ب "سيرا" ذات الأصول الألمانية الايطالية الميكسيكية،والتي تحمل_وياللغرابة_ ملامح صينية صرفة!

خرجت ووائل مع كلتا الفتاتين وفق البرنامج،وحضرنا مبارة كرة قدم أمريكية (لعبة عنيفة غير مفهومة تماما لكل من هو غير أمريكي) وتحدثنا كثيرا عن الفراعنة والشرق الاوسط والاعلام وصراع الحضارات ..والسينما الامريكية..وتبادلنا عددا من القفشات والنكات.

ساركيوز،مدينة هادئة،تبدو طيبة،تصلح_كما يتراء لي_ للتعافي من قسوة واشنطن

الخميس، 18 سبتمبر 2008

طائرات عسكرية بالقرب من مكتبي نصف المستدير


في الدور الثاني عشر،بضاحية كورت هاوس،أجلس الآن علي مكتبي نصف المستدير،في مقر الواشنطن بوست..

الزجاج يتيح لي رؤية ولاية فيرجينا وأشجارها وغاباتها بوضوح..المشهد أكثر من رائع..

لا ينصح بالاقتراب من النوافذ،حرصا علي أعصاب مرضي الخوف من الاماكن المرتفعة ،الذين اكتشفت مؤخرا أني واحد منهم..

منذ دقائق انطلقت عدة طائرات عسكرية أمريكية بسرعة مزعجة استرعت انتباه كل الجالسين هنا..

صوت الطائرات أشعرني وكأنها ستخترق الجدار الزجاجي القائم علي يميني لتسحقني بلا هوادة..

بعدها بدقيقة ونصف تقريبا،خرجت 5 طائرات هليكوبتر مسرعة باتجاه الشمال..

أجلس الآن بين فرضيات عدة :

1- هل هو تدريب؟

2-هل هو تأمين؟

2- هل هناك كارثة؟

3- هل كنت أتوهم؟

4- هل سأموت ميتة تافهة مثل تلك التي كانت ستحدث منذ قليل؟

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

إيميلي

رافقت اليوم "إيميلي" ،من واشنطن بوست، إلي حيث ندوة نسائية كبيرة،بدأت وانتهت بإعلان هذا الكيان النسوي الكبير الذي لا أتذكر اسمه بالتصويت لصالح باراك أوباما..

إيميلي جميلة،تعتصر يديك أثناء السلام،ثرثارة_وهذا شي يروقني جدا،ستتزوج بعد قليل_يتمم بخير ان شالله_..وأخيرا يهودية..

جميلة..أمر جيد فأنا لا أستسيغ الجمال الأمريكي،وحين ألتقي فتاة جميلة هنا فإن هذا شيء يستحق التسجيل.

تعتصر يديك أثناء السلام..هذه علامة جدية في التعامل لم أفهمها تماما مع الامريكيات اللوائي قابلتهن في حياتي علي مدار ظروف مختلفة.

ثرثارة..كان شيئا مفيدا علي المستوي المعرفي لكل منا بالآخر..

ستتزوج بعد قليل..من صحفي أمريكي وأنا أكره زواج الصحفيين من بعضهم البعض بشدة..

يهودية..تجربة مدهشة أن أتعامل مع يهودية،فالمرة الوحيدة التي تعاملت فيها مع يهودي كانت خلال interview منذ عام مضي ولم أعرف أنه يهودي الا بعدها بشهر تقريبا حين راجعت اسمه..

يهودية..كان أمرا مثيرا،خصوصا أني قضيت نصف طريقنا سويا ألعن في إسرائيل،وأهاجم أمريكا،بينما هي تدقق في سؤالي عن الدوافع،وأسهب أنا في الشروح..

إيميلي..كانت لطيفة وقضيت معها يوما عمليا معقولا..وهذا يكفي.

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

لماذا تركت المكتب يابوب؟


ذهبت الي الوشنطن بوست أول أمس،وحين اقتربت من مكتب بوب وودورد،قالوا لي :بوب ليس هنا،إنه يدير أعماله من مكتبه الخاص..ثمة رعشة إحباط خفيفة تلبستني،نظرت حزينا وتساءلت قبل أن أهم بالرحيل.."لماذا تركت المكتب يابوب؟"

الخميس، 11 سبتمبر 2008

11 سبتمبر 2008.. يوم أن بكي السيناتورز ونكس العلم الأمريكي..واشنطن(2)


خرجت من مبني الكونجرس اليوم 11 سبتمبر في الثانية عشر تقريبا،بينما أنزع عن بذلتي السوداء الملصق الورقي الذي يشير إلي أني صحفي في زيارة إعلامية رسمية.

بعدها بقليل توافد السيناتورات في مشهد مهيب،إلي واجهة المبني العملاق بينما الموسيقي الجنائزية لا تكف عن الأنين،في حين يقف مواطنون أمريكيون أبرياء حزاني مطأطأي الرأس،يجرحهم تذكار الضحايا،وحادث النيل من "الوطن".

اقتربت من الحشود الواقفة،بينما يتفرسني أحد رجال الأمن،وتتشتت استنتاجاته حول ماهية شرق أوسطيتي التي تنوء بها تفاصيل وجهي..في حين أمد بصري نحو الأعلام الامريكية المنكسة علي كل مبني(منكسة حتي المنتصف).

وقف النواب،البعض متجهم والبعض ينتحب(مثلما فعلت سيناتور ترتدي بلوزة زرقاء لا أعرف اسمها) فيما الآخرون منتبهون يستحضرون رباطة جأشهم أو يحاولون ادعاء ذلك..

جاء قس وخطب خطبة صغيرة حول الرب وأمريكا والاشرار والطيبين،ثم تناوب علي منبر الحديث عدد من أعضاء الكونجرس،بينما المواطنون بجواري حزاني وكأن البرجين سقطا لتوهما..

وضع الجميع يمناه علي قلبه حين بدأ عزف النشيد الوطني في حالة هوس وطني حميدة..

تكلم السيناتورز عن الاشرار والطيبين وابتلهوا الي الرب أن يحفظ أمريكا..

وقفت حائرا فانا طفل شامت في أمريكا "الإدارة السياسية والامبراطورية المتوحشة" ،وفي نفس الوقت متعاطف مع الضحايا إلي ما لانهاية،ولا أري لهم ذنبا في حماقات باقي أطراف اللعبة.

أتعاطف معهم لأن الامريكيين طيبون_وهذه حقيقة_ ولا ذنب لمواطنين أبرياء في لعبة تجار السلاح والبترول،وأنتشي داخليا _بخبث_ فيما حدث لامبراطورية الشر المنظم.

أقف أمام الكونجرس،يلفحني هواء بارد حزين يليق بسبتمبر التراجيدي،بينما يهفهف جاكت بذلتي السوداء،أود لو سلمت علي المواطنين الحاضرين واحدا واحدا وعزيتهم بحرارة وصدق،ولأذهب بعدها إلي السيناتورز بوصفي مبعوث الشر (الإسلام والعرب والشرق الأوسط وما إلي ذلك من تفاصيل) لأبتسم ابتسامة خبيثة..نصف شامتة..شبه متشفية..ولأرجع بعد ذلك إلي وطني آمنا..ما أمكن ذلك.

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

توهان أول..واشنطن(1)

استغرقني الحديث مع عامل فيتنامي،بينما استقل مترو الانفاق في واشنطن العاصمة عصر اليوم،فاتتني المحطة وفقدت زملائي المصاحبين..

تعاطف معي الركاب جميعا لأسباب لا أفهمها تماما..نزلت وعدت أدراجي،صعدت إلي غرفتي بالفندق،لا تبرح مخيلتي وجوه الزنوج البائسة،ولا تحجر سائق التاكسي الهندي،ولا جهل العامل الفيتنامي الذي تهت بسببه أن هناك بلدا يسمي مصر.

الخميس، 4 سبتمبر 2008

عبد الباسط عبد الصمد..الشيخ براندو

عيناه الخضراوان ووسامة وجهه كانتا وثيقة الإدانة الكاملة ،فهذا الرجل لم يخلق ليكون شيخا معمما ولا زاهدا ناسكا، بل ارتأي كثيرون_ومن بينهم فايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب_ أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولد ليعمل مطربا لا مقرئا..ومن هنا فقد أطلق عليه البعض لقب "الشيخ براندو"..في مضاهاة ظريفة لنجم هوليوود في ذلك الوقت ..الوسيم "مارلون براندو".

لكن عبد الباسط كان له رأي آخر،كان إحساسه بكتاب الله الذي يحمله بين جنباته إحساسا مختلفا ،دفع بالشيخ الوسيم إلي أفق غير محدود،تلاقت فيه أقصي درجات الفن مع أنقي درجات الإيمان..لايكاد سامعه يستفيق أبدا من روعة التلاوة ولا من يقين الخشوع الذي يتخلل موسيقي منطقه،قراءته مبتداها حنجرته ومنتهاها السماء السابعة..التقي_مع عبد الباسط_ المعادل الفني مع المعادل الإيماني في لقاء قلما يتكرر علي هذا القدر من العظمة والجمال.

في جنوب مصر،أرمنت،محافظة قنا،عام 1927،ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وحفظ القرآن لعشر سنين، ورعاه أبوه مذ كان طفلا متمثلا فيه شيئا ما لم يكن يستطيع تسميته،يحكي الشيخ فيما نسب إليه من مذكرات " يقول الشيخ عبد الباسط في مذكراته :" كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الكريم الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري ، وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات ، وكان جدي من العلماء فطلبت منهما أن تعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ محمد سليم ، ولكن المسافة بين أرمنت وبين طنطا بعيدة ، ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر ، وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى أرمنت ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت ، واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به وأقاموا له جمعية للمحافظة على القرآن الكريم بـ ( أصفون المطاعنة ) فكان يحفِّظ القرآن ويعلم علومه والقراءات ، فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية."

و في إحدي ليالي عام 1945 صعد الفتي أخضر العينين جميل القسمات إلي منصة التلاوة في قرية مجاروة لقريته "المراعزة" وأخذ يلهج بكلمات الله ويتغني بالذكر الحكيم في ليلة لن تنساها تلك القرية إلي الأبد..في تلك الليلة الصافية أطلق الفتي اليافع عبد الباسط لحنجرته الإذن لتعلن عن نفسها علي الملأ للمرة الاولي مؤسسا أول حجر في دولة تلاوته .

وكان طبيعيا أن يجد الفتي الملائكي الصوت طريقه للإذاعة المصرية،إلي أن حصل علي وسامها عام 1950،لتتفتح له كل الآفاق بعد ذلك،وليتعرف المسلمون وغير المسلمين أن هناك نفحة سماوية تجلت في حنجرة ذلك الشيخ..وكما هو معروف "ألا إن لله في أيام دهركم نفحات..ألا فتعرضوا لنفحات الله"..وبالفعل لم يكذب الناس خبرا،ذهبت القلوب والنفوس الي نفحات الله..ذهبت بإخلاص ومحبة وتلقائية إلي الشيخ المرهف واستمعت الي كلام ربها.

وفي بداية الخمسينات وبينما الشيخ بصحبة أبيه،في صحن الحرم المكي أثناء أداءهما فريضة الحج التف حوله المعجبون،وجاءه مدير إذاعة جدة إبراهيم الشوري وطلب منه أن يرتل القرآن بصوته في الحرم..وقد كان..وبلغ صوت الشيخ عنان السماء،ليس دونها ودونها حجاب.

ثم طلب منه الشوري أن يسجل القرآن بصوته لإذاعة جدة،فقبل الشيخ ثم قرأ القرآن أمام الملك سعود،وذهب الي الحرم المدني،ورتل الايات ترتيلا بجوار رسول الله في مقامه الشريف،ومنذ ذلك القوت انفتحت الآفاق في حياة الشيخ إلي مالا نهاية،وطاف بلدان العالم الاسلامي يقرأ القرآن ويحصد الاعجاب..ترق له القلوب ويسعي اليه الملوك والرؤساء والوجهاء..ويهلل ويكبر علي نغم تلاوته البسطاء.

أصبح الشيخ الملائكي الصوت ملء السمع والبصر،حتي قيل أن فايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب حاولا إقناعه باحتراف الغناء،ولما آثر الشيخ أن يعيش للقرآن ويموت له،مازحه عدد من مشاهير المطربين :"أهو أحسن لينا لاننا كنا هنقعد في بيوتنا لو انت غنيت".

بدا أن للشيخ المرهف طريقته المميزة في القراءة،إذا بسمل أخذك إلي عالم غير محسوس تشعر أنك زرته من قبل لكنك لا تتذكر ما هو ولا اين هو،فقط كل المعلومات المتوفرة عنه أنك لايمكنك زيارته الا اذا استمعت الي الشيخ عبد الباسط.

وما أدراك ما بعد البسملة،فالشيخ يتحرك من آية لآية كأنما يرتقي سلم الصعود إلي السماء،وتباعا فأنت بجواره ..يصعد الشيخ فتسمو روحك وتتحس معه الملأ الأعلي بمكوناته..كيف هو؟

للشيخ تلاوات شهيرة لسورة يوسف علي وجه الخصوص،واحدة منها لا تترك لسامعها الفرصة كي يمارس فعل "الاعجاب" أو يندهش علي أقل تقدير.. ليس بوسع سامعها أن يجلس مكانه أو أن ينعقد لسانه..ستقوم من مكانك منفعلا لو أنك من النوع العاطفي،وسينطلق لسانك لو أنك من الطراز الروحاني من الناس :"اللاااااااااااااااااااااااااااااه".

في هذه القراءة جاء الشيخ علي مشهد مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام وهي تقول :"هيت لك"..فقرأها عبد الباسط خمسة مرات بأربع قراءات مختلفة"هيتٌ لك" و"هيتُ لك" و"هئت لك" وهًيت لك" كان مؤاداها النهائي أنك تكاد تري امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه وتخلع عنه قميصه ممزقا قد من دبر!..وصمت الشيخ هنيهة ثم قال بلسان يوسف بحزم وجدية :"معاذ الله".

كرمت عدة دول الشيخ الجليل منها سوريا بمنحه وسام الاستحقاق، ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب،وانتهت حياته الحافلة مثلما تشير بعض المصادر :" عندما تمكن مرض السكر منه تمكناً شديداً ثم أصيب بالتهاب كبدي مما دفع الأطباء إلى نصحه بالسفر إلى لندن للعلاج وكان بصحبته ابنه طارق ، وبعد أن مكث هناك في لندن أسبوعاً طلب من ابنه طارق أن يعود به إلى مصر ، وفي تاريخ 30 / 11 / 1988 م فارق الشيخ عبد الباسط هذه الحياة إلى حياة أبدية أزلية" .