90s fm

السبت، 26 أبريل 2008

قصتي مع ياسمين وهيب يوسف


أنا لا أشكك في حبي لياسمين وهيب يوسف،لكن موت ابنتنا سارة كان أقوي مما عداه.
حين التقيت ياسمين للمرة الأولي أدركت أنها هي الموصوفة في "مائة عام من العزلة" ب "ريميديوس الجميلة"..ياسمين تشع نورا وتبدو طيفية أثيرية لا يمكن أن تتجسد بشرا سويا..الا من قبيل المراوغة التي يجيد أمثالي كشفها بسهولة..لقد عاشرت الملائكة تسعة أعوام وأفهم هذه الامور جيدا.

حين أمسكت يد ياسمين أول مرة في شارع مراد عبد الفتاح أحسست بعمود من الهواء البارد يتخلل صدري،وكأني لوهلة فقدت احساسي بالزمن،لقد استطاعت ياسمين تفريغ الكون من حولي من كل الموجودات وبادرني خاطر غريب :"يمكن أن يتم رفعي الآن من الأرض الي السماء ولن يتبقي أي أثر لي بخلاف الشراب الابيض المفضل الذي أفضل ارتدائه أيام الثلاثاء".

تزوجت ياسمين بعد ستة أشهر من اللقاءات المتبادلة،لم أستبين خلالها علي وجه التحديد،هل أحيا بياسمين أم أحيا لها،لكنها من ناحيتها كانت قد حسمت خيارها وكتبت صك عبودية أبدي يتيح لي امتلاكها هي ونسلها،علي أن يحتوي الصك علي بند عدم امكانية الرجوع في اي نقطة من نقاط الاتفاق.

لم يشدني في ياسمين شيء أكثر من رائحتها العطرية التي تتتشكل علي هيئة موجات دائرية تختلج حواسك بدقة محسوبة ،ولم أك أفهم سر نسيمها الذي يعبق أنفي إذا ما اتصلت بي علي الموبايل أو إذا حادثتها عبر شاشة الماسينجر،فالأمر بدا روحانيا بصورة لايمكن التعامل معه ببشريتي المحدودة.

ورغم حالة الاكتمال التي سيطرت علي حين احتضنتها للمرة الأولي،والتي أشعرتني أنني عشت دهرا بأكمله منقوصا دون أن أدري،لكن ياسمين كانت تستحيل في لحظات مباغتة إلي كيان لا يمكنني إدراكه بسهولة،كانت تنظر إلي نظرة ملؤها الشعور بالعبودية والرغبة في ارضاء السيد فتتحول إلي كيان ملحق بي،بينما أنا أشعر في ذات الوقت أني انتمي اليها وأني مجرد نفس خرج منها وانبثق وهام في البرية الي ان تجسد انسانا.

اتفقت وياسمين علي تسمية ابنتنا الاولي سارة،علي اسم سارة القمحاوي ابنة صديقي وأخي الأصغر علاء القمحاوي،ولدت ياسمين سارة نورانية ملائكية تشبهها الي مدي كبير،وكانت تتكلم وهي بنت ستة أيام فقط مما كان يثير دهشتي من وقت لآخر.

أي نعم كان زواجنا رغما عن أنف أبيها "صالح وثيق النار" ملك جان محافظة البحيرة،لكني استشعرت أن الأمور تمضي علي ما يرام،فسارة_ماشاء الله_كانت تلقي علي سمعي أشعار أبي فراس الحمداني وهي ابنة 28 يوما فقط،ويوما عن يوم ملأت حياتي بالبهجة وأشعرتني أن هناك شيئا غريزيا في الحياة أقوي مننا جميعا.

أي نعم حين قابلت ياسمين واستغرقني حبها استشعرت انها تحيي في أشياء كنت أظنها قد ماتت واندثرت الي الابد،لكني انسقت إليها بصورة لايمكن الحديث عنها ولا ترجمتها علي نحو مائع علي يدي اللغة الفاشلة.

كان لابد أن أنفصل عن ياسمين بعد موت سارة،لأن سارة أخبرتني أنها حين تموت ستلحق بها ياسمين وستأخذ معها كل الكوفيات التي حاكتها لي ليلة الشتاء المطيرة 14 يناير الأول،وستأخذ أربعة أرغفة من طحين القمح والشعير،والكومودينو المجاور للغرفة 56 في شقتنا،وستأخذ معها قلبي لتكافيء به أرانب الجنة،لأنها تحب أرانب الجنة أكثر من أي شيء.
نفرت من هذه الفكرة تماما،فأنا أيضا أحب أرانب الجنة،واذا كان لياسمين أن تتفشخر...فلتتفشخر بقلبها وليس بقلبي أنا.

الخميس، 17 أبريل 2008

انتظار الموت في الحمام..وفراولة التي ستزعل

لقد عدت لتوي من "الحمام" بعد فاصل من الهروب من مجريات "الكورس" الذي أكابده مرتين أسبوعيا.آخر ما يحضرني من ملابسات الأمس،جذبة خالد البلشي لي من ذراعي شبه العارية بموجب التي شيرت الأزرق إياه،في محاولة لاستجوابي عن سر "توهاني" مؤخرا.
أتذكر وأنا في الحمام أمام المرآة نظرة خالد الحانية،بينما أهيب بذاكرتي أن تمدني بأي شيء كي أطيل وقفتي في "الحمام" هاربا.أدقق النظر في عيني التي أرهقها طول الصحو لأسبوعين متصلين،ثم أتكيء علي الحوض جراء الدوار المسيطر علي مقاليد جسدي يوميا بعد الخامسة عصرا بصورة منتظمة مستمرة.
أمد بصري المرهق في محاولة لقياس إمكانية استلقائي علي أرضية الحمام،نائما أو ميتا،كلاهما سواء،الحمام طوله متران تقريبا،سيسعني بالتأكيد،أشرع في خلع "الجاكت" حتي يتسني لي وضعه تحت رأسي كوسادة ما قبل الوفاة أو ما قبل النوم،فكما قلت كلاهما سواء.
أقيس عمق الهاوية،وأتفكر كيف سيكون صوت روحي حين تهوي إلي أسفل،وأدعو الله أن يصرف لي ساعتين نوم قبل الحساب.
أتأهب للنوم واقفا توطئة لأن تباغتني أي إغماءة حبيبة تخلصني من متاعب الحياة،معتذرا لكل من ارتبط معي اليوم بميعاد،وأولهم أمي التي تنتظرني علي العشاء.
الموبايل يعلن العصيان العام علي جسدي وفكرتي"مشوشرا" بالفايبريشن المزعج الذي يشتت فكرة انتظار الموت في الحمام،اضطر للخروج من "الحمام" لأن أحدهم يقترب،ولا أحبذ أن يسمع أحدهم صوت حشرجة روحي،فهذا أمر خصوصي للغاية.
أعود لمجريات الكورس،وأمازح المحاضر المهذب،بينما أغافله لأكتب هذا "البوست" فلربما تكون آخر شهادات ما قبل اختفاء السيد دودي في نوبة"INSOMNIA" لم يعد من الانساني تحملها.
آملا أن يوافيني السيد عزرائيل بأقرب موعد للقاء...طب والله وحشتني

الثلاثاء، 15 أبريل 2008

صبرا آل خيرت..صبرا آل مالك

لم أتخيل أبدا_جراء فرط تفاؤلي_ أن تقضي المحكمة العسكرية بسجن خيرت الشاطر وحسن مالك سبع سنوات،ولم أتخيل بالتبعية كم الحزن الذي أصابني بعد سماعي الخبر..

صبرا آل خيرت..لم أعتقد أن الظروف التي كانت تجمعني بكم في ركوب طفطف معتقل طرة،أثناء زيارتكم لوالدكم وزيارتي لوالدي ستطول بكم إلي هذا الحد..

أنا لا أعرف خيرت الشاطر ولا أحب الإخوان المسلمين،لكني أدرك معني تجريد انسان من حريته ظلما وزورا،أنا لا أعرف ابناء خيرت الشاطر بصفة شخصية..لكني سلني عن معني أن يكون أباك معتقلا بغير وجه أحق وأنا أحكي لك..




لن أقول قلبي معك ياخديجة،لكني أري فيك إباء الكرام،وهذا حسبك من أبيك ميراثا.. لن أقول قلبي معك يازهراء،فقد رأيتك وإخوتك وأعلم أنكم علي قدر المسؤولية،وليكن سلواكم أن الله ينزل الصبر بمقدار البلاء

..حسبكن أنكن شامخات،اتفقنا معكم او اختلفنا،لكن في هذه اللحظة نحن سواء،نحن إخوانكم وأبنائكم وآبائكم..
اعذرونا ..لن يجدي عزاؤنا لكم شيئا..لكن أملنا في غد يتلكأ لن ينتهي..وهذا قربانكم فادفعوه بقلوب ملؤها الرضي..لو لم يكن تسليما،فغيظا لمستبد مفتر.

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

حكاية سونيلا الشاب الامريكي الذي اختطفوه من ميدان التحرير يوم 6 أبريل



لم يكن سونيلا موباي الشاب الأمريكي(23 سنة) الذي يدرس الشعر العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يعلم أن حبه لشعر محمود درويش ربما سيقوده للهلاك في صحاري وطرقات العاصمة المصرية.
سونيلا شاب أمريكي من أصل هندي،يحمل ذراعه وشما واضحا يحمل كلمتي "لتعيش الانتفاضة".. ذهب صبيحة يوم الاضراب للجامعة الامريكية لمتابعة محاضراته ،وبينما هو في طريقه للجامعة عبر ميدان التحرير وجد زميلتيه سارة عبد الرازق وسارة اسماعيل تقفان وسط الميدان وتزدردان خبزا رديئا من الذي تنتجه مخابز الحكومة المصرية،ثم تلقيانه علي الارض كنوع من الاحتجاج،توجه سونيلا بكاميرته الديجيتال نحو زميلتيه ليتقط صورة فوتوغرافية،فانقضت عليه قوات الأمن واقتادته نحو ميكروباص علي ناصية شارع طلعت حرب.

سونيلا كان يستعد لأداء امتحان في اليوم الثاني حول إحدي قصائد المتنبي،لكنه لم يعرف أن للداخلية رأي آخر، فقد تحركت سيارة الاختطاف التي جمعته وزميلتيه سارة اسماعيل وسارة عبد الرازق وأربع نسوة أخري كانت إحداهن تبكي بشدة ويبدو أنهن وقفن يتابعن الاحتشاد الامني ومحاولات التظاهر بدافع الفضول ليس أكثر مثلما يحكي سونيلا.
في الثانية عشر والنصف ظهرا تحركت السيارة الميكروباص وتجولت بهم حواليَ القاهرة مارا بشارع صلاح سالم والدراسة،وحين احتج سونيلا موضحا :"أنا أمريكي"..رد عليه الضابط "اخرس"!

حاول سونيلا الاتصال بالسفارة الامريكية ومديرة برنامج المنحة التي يدرس بموجبها في مركز دراسات اللغة العربية في الجامعة الامريكية،توالت الاتصالات وأبلغه موظف بالسفارة :"أرجوك ابتعد عن التحرير الاوضاع غير مستقرة بالمرة".
يقول سونيلا:"جن جنون الضابط حين علم برغبتي في الاتصال بسفارة بلادي وقال لي سألقيك من علي الكوبري إذا فعلت هذا".
يضيف سونيلا : اشتبك معي أحد الضباط بينما يستجوبني ويطالبني بذكر بياناتي،وعمد الي استفزازي أكثر من مرة،قال الضابط :لم تشارك في مثل هذه الأعمال..إنت مالك؟ فقلت له :حكومتكم سيئة وتظلم الناس..فرد الضابط حانقا :لا تقل هذا الكلام..الحكومة جيدة..فنظر له سونيلا وقال :لا تنتسي أنك من الشعب ولست من الحكومة!
فصمت الضابط،يقول سونيلا:"سكت الضابط العنيف ولم يرد علي بينما لمحت علي الشرطي الذي أخذ بياناتي أمارات التعاطف..لكن علي أية حال تم حرماني من كاميرتي الديجيتال التي التقطت بها الصور".
هدد أحد الضباط المشرفين علي عملية الاختطاف سونيلا بالقاءه في الصحراء،بينما وعد إحدي النساء بتوصيلها الي منزلها،يقول سونيلا :"ما يحد ث يشي أن الحكومة مضطربة ومرتبكة جدا وتحاول عبر هوس أمني بغيض السيطرة علي مقاليد الامور بأي ثمن".
كان سونيلا مرهقا وجائعا للغاية حين التقيناه لكنه كان مقتنعا بما يفعل بصورة تثير الدهشة،علق سونيلا :"لقد شاركت في تظاهرات في الولايات المتحدة،لكن الذي حدث هنا في القاهرة هو اختطاف رخيص علي طريقة العصابات ولايمت بصلة لجهاز شرطة يفترض أنه يحمي الناس".
تركوا سونيلا في حوالي الثانية ظهرا وحين حاول أخذ أرقام السيارة الميكروباص التي اختطفته،لكن الضباط نزلوا وهددوه وتوعدوه،قال لهم سونيلا :"إذا أردتم القاء القبض علينا فاقبضوا..لكن لا تخطفونا علي طريقة العصابات"

سونيلا موباي ينتمي لعائلة هندية أمريكية هندوسية،أبوه عالم فيزياء وناشط سياسي في الولايات المتحدة،لكن موباي متيم باللغة العربية منذ النظرة الاولي إن جاز التعبير،فقد اجتذبه الشعر العربي واستهواه علم العروض ويتمني أن يأتي اليوم الذي يتمكن فيه من كتابة قصيدة باللغة العربية،ورغم أن درويش كان بوابته للشعر العربي لكنه الآن منشغل بدراسة المتنبي وأبي نواس وقدامي شعراء العربية،ويقرأ الرواية العربية بشراهة وقد اجتذبه من الروائيين المصريين يوسف إدريس وصنع الله ابراهيم.
_______
الصورة التقطت بواسطة الصديق محمد علي الدين

الأحد، 6 أبريل 2008

آخر أخبار اضراب 6 أبريل






اتخذ الاضراب منحنيات متفاوتة من حيث درجة العنف والقسوة التي سيطرت علي الاداء الامني بامتداد البلاد،ففيما تم اختطاف المواطنين من شوارع القاهرة مثلما حدث مع الأصدقاء احمد الهواري وأحمد فؤاد واحمد رجب وعمر أحمد،قامت الداخلية بالقاء القبض علي مواطنين غير مصريين منهم سونيلا موباي الطالب الامريكي الذي يدرس اللغة العربية والأدب العربي بالجامعة الامريكية،وتم تهديد المختطفين،وشتتهم قوات الأمن بعد جولات تمويه وتضليل بامتداد الصحاري المحيطة بالقاهرة،من حلون للدراسة لمدينة نصر للمعادي.

بينما كانت المحلة هي المعركة الكبري حيث شهدت أحداث عنف وضرب ووردت إلي أنباء في مقر عملي باعتقال 500 مواطن في المحلة وإصابة العشرات إثر عمليات اشتباك مع قوات الداخلية المنتشرة بكثافة غير مسبوقة.
وكانت الداخلية قد قمعت نواة تظاهرة عفوية في شارع الجمهورية وكبحتها بقوة وغلظة،وتم تهديد العمال بحرق مصانعهم ما لم يلتزموا التعليمات،وجرت أعمال تخريب نسبها المواطنون وشهود العيان للداخلية وقوات الأمن المركزي.
الفيديو بالأعلي يوضح كيف سارت الأمور في المحلة،ويمكن استخدامه كشريط تعليمي في أغراض حرب العصابات،وينصح بمشاهدته للأنظمة المستبدة وجمهوريات العالم الثالث.

اعتقلوا أصدقائي..وقال اسماعيل الشاعر للرائد هيثم اتعامل مع الاستاذ..ده صحفي!

أنا لست خائفا علي فؤاد ولا هواري،صديقاي وأخواي العزيزان المحتجزان في عربات الامن المركزي في ميدان التحرير حتي لحظات كتابة هذا "البوست"،لم أتخيل أن تشتبه الداخلية فيهما وتتركني أنا..فؤاد وهواري أكثر صلابة مما تتخيلون،لكن ادعوا لهما..دعاءا خالصا.. فقد كانا في مهمة تغطية صحفية لإذاعتنا العزيزة "تيت راديو"
توالت الاتصالات بيني وبين الأصدقاء..لقد اعتقلوا أيضا الصديق أحمد رجب،والعزيز عمر أحمد الأخ الأصغر لمصعب،الأربعة تم اختطافهم إلي معسكر أمن مركزي بحلوان ولازالوا أسري لدي الداخلية إلي ان تقرر الإفراج عنهم!

بدأ اليوم هادئا،وبدا كما لو أن المصريين قد "عزلوا" وسكنوا في بلد آخر،بجوار مقر عملي كان البائع الجوال المتعكز علي عصا قديمة متهالكة يتساءل في مرح :"هو مفيش مظاهرات ولا إيه؟"،مررت به أنا وعمر الهادي ومحمد عبد الرؤوف زميلا العمل ونحن في طريقنا للمظاهرة..

انتهينا إلي ميدان التحرير الذي احتلته فيالق وزارة الداخلية،فالعساكر منتشرون في كل الاتجاهات والميدان محزم بصورة خانقة ومدروسة،تفرست وجوه السائرين فلم أر أثرا لأحد أعرفه،ولم افهم أين ذهب أعضاء كفاية وباقي المتظاهرين الذين التقيهم منذ ثلاث سنوات.

وقف بجواري شاب أبيض البشرة يرتدي ملابس مدنية،ويبدو هادئا وقورا،مال علي أذني :"مستني حد؟"..اندهشت لوهلة،فلم اتخيل أنه ضابط بحال من الأحوال .."اتفضل امشي علي طول لو سمحت".

بجوار "هارديز" جلس اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة ومساعد وزير الداخلية،وقد نصبوا أمامه طاولة خشبية فخمة،تحمل عددا من زجاجات المياه المعندية ماركة "ديسلاني" ،بينما المخبرون يعدون أطباق الحلوي الغربية فيما بين الممرات الكائنة خلف مقر عم رمضان بائع الجرائد الاشهر.
جلس الشاعر مسترخيا،مرتديا تي شيرت ماركة "BOSS" باهظة الثمن،وبنطال جينز كاجوال وحذاء شموا فاخر،ذهبت إليه علي الفور أنا وعمر الهادي ومحمد عبد الرؤوف مدفوعين بصفتنا الصحفية..
سلمنا عليه،فرد السلام بحرارة..
أنا فلان الفلاني من جرنال مش عارف إيه......
_أهلا أهلا
_إيه الأخبار ياسيادة اللواء؟
_عندك كام سنة؟
_نعم؟
_عندك كام سنة يا أحمد؟
_23 سنة
ثم دار الحوار بيننا حول طبيعة اليوم وكيف ستتعامل الداخلية مع الحدث،بعد الكثير من الدردشة،وكنا نحن الثلاثة وقوف،بينما الشاعر يستمتع بجلسته في الميدان الرحب،وسط جنوده الأشاوس،قال الشاعر تعالوا لي المكتب..أنا بحب الصحفيين..تعالوا أنت بس..ياهيثم..شوف الاساتذة..ثم تعامل معنا الرائد هيثم!

السبت، 5 أبريل 2008

مطاردات أمنية قبل 6 أبريل..و(........) تختبيء في مكان غير معروف

(.........) مختبئة الآن..حتي هذه اللحظة..
(......) يطاردها المخبرون في أحد أحياء القاهرة،في محاولة للامساك بكل الناشيطن قبل اضراب 6 أبريل الذي يفصلنا عنه ساعات محدودة..

(......)،قيد المطاردة،هي وآخرون..ولا أعلم عنهم شيئا..

تهاتفت و(....)..كانت مرتبكة،مضطربة،وطلبت منا ألا نجيء إليها حتي لايلحظنا المخبرون..

(........) زميلة العمل التي أشاكسها يوميا فيما يخص أصلها السوداني،كانت تبتسم في وجهي وتشاركني آخر ما اشترته من كتب..

كنا نتشاور سويا ،قبل ساعات قلائل، كيف سنتصرف غدا في المظاهرة،وما الذي سنفعله في الاضراب

ادعو ل(.......)،فهي فتاة،وأولا وأخيرا ضعيفة وكسيرة،وتحلم بوطن حر..

*******
توضيح:تم حذف اسم الزميل،وتعديل سياق التدوينة، خوفا علي (......) لان الامن يطاردها بضراوة،هي الآن في مأمن نسبي،لكن ادعوا لها

الأربعاء، 2 أبريل 2008

حكاية باكو أول..وجشع امتلاك ألف جنيه


كان الأمس مرشحا ليكون يوما مشهودا في دفاتري السرية،منذ الطفولة وأنا أتحرق شوقا إلي يوم يشهد مرتبا وقدره 1000 جنيها،لا لشيء سوي لذكري رومانسية تذهب الي الخامسة من العمر أو ربما الرابعة تجعل من هذا المبلغ شيئا ذا دلالة خاصة تتعدي قيمته المباشرة.

مذ بدأت حياتي العملية استعصم السيد "الباكو" علي جنابي السامي،ورفض ان يقترب مني مجرد اقتراب،وفي المرتين اللتين اقتربت فيهما من المبلغ حدثت المفارقات المستحيلة كي يقوم السادة النصابون بواجبهم تجاهي ويحرمونني من حلمي الدفين الأثير الذي لايعرفه أحد.

في مرات أخري حال دوني ودون الباكو ثلاثون جنيها لا أكثر،وفي مرات أخري تخطي "دخلي"، وليس مرتبي، المبلغ المقدس،لكن تداخل الارقام والحسابات حال دون استشعاري جشع امتلاك ألف جنيه!

بصورة مباشرة بالأمس اجتمع لدي جنابي السامي حوالي ضعفي المبلغ،ورغم ان تسديد الديون والمستحقات أبقي علي "الباكو" ثابتا رصينا لايتزعزع ولا يتقهقر،لكن كان لله مشيئة أخري فيما يخص الأمس.

كان يوما عنيفا شهد الكثير من النقاشات الحادة والمصارحات البغيضة والمناوشات الجارحة مع رفاق الحياة من الاصدقاء،ربما كنت في غني عما حدث بالأمس ،لكن كما قال مولانا العقاد :
لاتحسدن غنيا في تقلبه..فقد يكثر المال مقرونا به الكدر
تصفو العيون اذا قلت مواردها..والماء عند ازدياد النيل يعتكر

هل تصدقون أن الله قدر أن يدخل جيبي المتواضع ألف جنيه حالا بينما فرغت من كتابة بيتي الشعر السابقين؟
أهي أرزااااااااااااااااااااق..
نكمل الموضوع..
أي نعم يتضاعف المبلغ في جيبي،وأعوذ بالله من عين الحاسدين منكم،لكن شيئا في القلب يحترق،شيئا حزينا يغلفني،ويسيطر علي مقاليدي،ويمتد للسواد الذي ارتديته مرة أخري وعدت إليه شبه مرغم.
أي نعم تنسمتني اليوم غشاوة من لطافة وسط معارك الفلوجة وام القصر الدائرة بين قلبي وعقلي وروحي،لكن إيقاع اليوم ظل حزينا،ولم تشفع ال1000 جنيه في إصلاح أي شيء.

لا أكتب اليوم ذما في المال،ولا مباهاة بمبلغ مسكين لايقيم أود نملة في مصر مبارك،ولا نكأَ لجرح حياتي يومي في غاية العادية،لكن ربما هي الرغبة في الفضفضة والشكوي من أوجاع الحياة،وكما يقول درويش :"فإن أسباب الوفاة كثيرة..من بينها وجع الحياة".

استكشف منذ اللحظة وأرصد منحنيات علاقة جديدة مع "الفلوس"،فدوما ما كنت فاشلا في صرف جنيهاتي،وكثيرا ما ذهبت في أغراض تافهة لاطائل من ورائها،ولم تخلف لي شيئا.

(بالله عليك قل لي كيف ينفق أحدهم نقوده علي السميط والشيكولاتة وشراء الكتب المستعملة؟)

حلمي الأكبر أن أكون اكثر حرية وألا أقع في قيد شيء،لم أتمن يوما امتلاك سيارة او فييلا أو موبايل فارق الماركة،لكن دوما أحلامي بسيطة :ثمن تذكرتي سنيما وسميطتين يوميا وشيكولاتة وثمن عزومتين لاصدقائي وثمن الهدايا شبه الشهرية التي أهادي بها القريبين الي قلبي منتظرا تلك اللحظة التي تصل فيها مشاعر سعادتهم لأقصي ذروة ممكنة.

لقد قسمت ما قدر الله لي هذا الشهر،بعد العمل صحفيا وكاتبا ومذيعا ومترجما،وخصصت لكل قريب من قلبي جزءا منه،متبعا عادات أبي الخرقاء في مهاداة وتفريح الجميع،منتظرا تلك اللحظة التي تتنزل فيها الملائكة أثناء نومي لدس أوراق نقدية فئة الخمسين جنيها،كدأبهم منذ سبع سنوات،فالمرة السابقة لم أتبين ملامح قائد الملائكة لأن النعاس غلبني أثناء عمليات المداهمة الشهرية.