90s fm

الجمعة، 19 مارس 2010

فقط لأجل ليلى


فليذهب كل أطفال العالم للجحيم..

ماعدا ليلى..

لا لا.

فليذهب كل أطفال العالم للجحيم

ماعدا ليلى وأصحابها في الحضانة..كي تجد حبيبتي من تلعب معهم

لا لا..

فليذهب كل أطفال العالم للجحيم ماعدا ليلى وأصحابها وأطفال عمال مصانع لعب الأطفال

كي لا تتأثر معنويات الآباء بذهاب أطفالهم للجحيم، وهو ما قد ينعكس سلبا على معدلات إنتاج مصانع لعب الأطفال..ولا أريد أن تواجه ليلى أي نقص محتمل في مساحات البهجة المفترضة..

ولنستثن لأجل ليلى عددا من ملايين الأطفال حول العالم، كي تظل القنوات التلفزيونية على دأبها في صناعة برامج الأطفال..خاصة أن هذه البرامج تبهج ليلى جدا..

(عالم سمسم/بكار/بطوط)

ولنستثن لأجل ملايين الأطفال الذين استثنيناهم لأجل ليلى، ملايين أخرى كي يؤنسوا طفولة بعضهم البعض..فلا أريد لأي احتمال غير محسوب أن يتسرب لمسيرة الطفولة على الكوكب البشري..ما قد يؤثر بدوره في طفولة ليلى..

هممممممممممممم

حسنا حسنا..

فلنستثن كل الأطفال من الجحيم..

فقط لأجل ليلى..

الاثنين، 8 مارس 2010

الآنسة خوخة العطنة..فصول من التاريخ الشمي السري


اليوم فقط ولأسباب لا أعرفها، اكتسب جسدي الرائحة التي طالما تمنيت أن تكون رائحته المميزة: مزيج من رائحة الأطفال والعجائز والبدناء الطيبين.

وهو حدث أكثر أهمية من أن يقلل البعض/التافهون من جدواه، فهو منحة إلهية خالصة، تداعب حنينا قديما ورغبة دفينة، وتدفع بحياتي المستقبلية لآفاق غير تلك التي كانت مرسومة لها.

لكل من التقيته ملف شميٌ كاملٌ في ذهني، وأول ما أميز به الآخرين: رائحتهم.

فهذا السيد مهلبية ساخنة، وتلك الآنسة خوخة العطنة، وهذا الأستاذ ينسون المنعنع..فالكل عندي عبارة عن معادلات شمية تفضي في النهاية لعطر واضح ورائحة مميزة.

يكفي أن أنظر لأحدهم حتى يتم استدعاء ملفه العطري كاملا في ذهني، وعلى هذا الأساس يتم تحديد المسافة التي ستفصل بيننا في المحادثة والفترة التي سنقضيها سويا وطبيعة العلاقة ومحدداتها.

وعلى أساس الرائحة، رحبت بالبعض في حياتي، ولفظت آخرين، فقد أبقيت حملة رائحة اللبن والفراولة والخضروات وأصحاب الروائح الصحراوية، وقذفت بباقين خارج إطار مجالي الشمي، فحياتي ليست مستباحا لبغيضي الرائحة.

أتشمم أي طعام قبل أن أقربه، وأتشمم أي مسطح قبل النوم عليه، وأتحسب لكل غرفة أطرقها ولا أعرف رائحتها، وأحدد مواعيد سيري في الشوارع وفقا للروائح الأكثر احتمالية للمصادفة في هذا الوقت.

أتذكر أثناء قراءتي لرواية "العطر" لباتريك زوسكند، أني أحسست أنني أقرأ فصولا مجتزأة من سيرتي الذاتية، فأنا هذا الشخص الذي تجتذبه الرائحة وينخرط في تحليلها ومحاولة ردها لأصولها الأولى: فهذا خليط من الليمون والسبرتو، أو هذا مستخلص من القرفة المطحونة.

أكثر أدواتي الشمية تنبها: آليات الارتباط الشرطي المؤسسة على ربط بعض العطور ببعض الأشخاص. فكل one man show هو أبي، وكل ultraviolet هي المتنيلة على عينها أين حلت (فلنقل أن اسمها نسرين).

وعلى نحو مدهش، أحب جدا رائحة الجواكت الصوف المفعمة بدخان سجائر مارلوبورو، أو دخان أي نوع سجائر في فصل الشتاء، فالموضوع يبدو لي حميميا على نحو لا يصدق، حميميا بصورة تكاد توازي روعة رائحة الدوكو والفنيك.

ومن ثم، فإن كل مدخلاتي الشمية على مدار اليوم هي التي تحدد الحالة المزاجية والنفسية حتى يجن الليل، وهو ما قد يدفع بخيالك إلى رسم صورة عن يوم آمن تماما قد تفتتحه باصطدام عشوائي في المترو مع متنيلة على عينها تضع ultraviolet.