90s fm

الأربعاء، 28 أبريل 2010

يا بنت الحرام


قلت لي أنك تحبين عبد الناصر جدا

واكتشفت بعد ذلك أن صور أنور السادات تحتل غرفتك بالكامل

حدثتيني عن روعة التجربة الاشتراكية

بينما حفرت على كتفك تاتو كلمة "انفتاح"

قلت لي أن الإسلام حلٌ يوما ما، وأن محمد عبده سيبعث من جديد

واكتشفت بعد ذلك أنك صليت أسبوعين فقط في حياتك.. بعد سماع عمرو خالد

تقولين لي سنضع في صالة شقتنا إنجيل ماو الأحمر

بينما تجهزين في الخفاء مذكرات تاتشر وريجان

كنت أتخوف أن تجادليني في اسم ابننا البكري وتصرين على تسميته جيفارا

إلى أن التقطت مذكراتك الشخصية صدفة، ووجدت إشارة إلى أسماء أولادك التي تتمنينها "زياد"!

تتحدثين معي_بإعجاب_ عن ثورة عبد الله بن الزبير على طغيان بني أمية

بينما رسالة الدكتوراة التي تعدينها : " دور عبد الملك بن مروان في تأسيس البذور الأولى للدولة العربية بمفهومها الحديث".

ماذا ستقولين عن السخان الذي أحضرته أمك لأثاث شقتك؟ أوليمبك إليكتريك..لأكتشف بعدها أنه فريش؟

أين علموك كل هذا الكذب يا بنت الحرام؟

الأحد، 25 أبريل 2010

قابل للتبني


لا أذكر عدد المرات التي اعتبرني فيها آخرون ابنا لهم، هذه تقول أنت ابني الذي لم أنجبه، وهذا يجزم أني ابنه الذي لا يدرك ماهية الرابط الخفي بينه وبينه.

أين حللت، تطوع كثيرون لتطويقي بأبوتهم الافتراضية أو أمومتهم المتخيلة، وبين إحساسهم، واندهاشي ثم انصياعي في نهاية المطاف، تصدر عنهم الكثير من الأفعال والتصرفات التي تصدق مشاعرهم (غير المبررة لي، وفرط البديهية بالنسبة لهم).

أسير في الشوارع وأركب المواصلات ملاحقا بنظرات الآخرين، عواطف جياشة من سيدات في عمر الأم، وحنو فائض من رجال في سن الأب.

لأولئك الذين لا يجدون مساحة للتعامل المشترك والمكثف والطويل الأمد، يقولونها على استحياء وبتخفيف مفتعل: معاي زيك.

في واشنطن ونيويورك، يلفت انتباهي تعاطف عاملات النظافة في الفندق معي (كانتا سيدتين خمسينيتين).

عاملة الفندق في واشنطن، تتبرع بإرشادي للطريقة المثلى للاحتفاظ بالأطعمة بحال جيدة لأطول وقت ممكن، وتسارع في تعليمي عدد من المهارات الشخصية للبقاء حيا لأطول فترة ممكنة ( لست الشخص الأمهر في تحضير الطعام لنفسه، ولا في التعامل مع كهرباء الغرفة).

في نيويورك تخوض معي العاملة حوارات مطولة على مدار فترة إقامتي، تخبرني: القهوة يمكن تحضيرها بهذه الطريقة لا تلك! ويمكنك أن تتناول غداءا جيدا فقط لو طلبت من مطعم الفندق الأكلة الفلانية وابتعدت عن العلانية "آميد* إنهم لايطهون السلامون جيدا!).

كيف تريد شكل الغرفة كي أنظمها لك _يا حندوق القلب أيها الابن الصغير البار!_بل تشاركني أزماتها العقيدية ومعارفها اللاهوتية المسطحة :" أليست الكاثوليكية والإسلام يدعوان إلى الاعتقاد نفسه؟".

وبصورة أكثر توسعا، يعتبرني كثيرون أخاهم الذي لم تنجبه أمهاتهم: أحمد والله إنت أخويا!

لا أعرف مصدر الرسالة التي تتسرب مني رغما عني، مفادها: تعالوا أيها الناس..أنا ابنكم..وأخوكم ..وابن اختكم ..وانتم بنات عمتي.

أقف في المترو وأرقب من طرف خفي هذا الرجل الذي يتحرق شوقا للحديث معي، أكاد أتعاطف معه وأذهب إليه قائلا: لا عليك يا زوج عمتي..لا عليك.

ألتحق بعمل جديد، بينما ترمقني المديرة بنظرتها القلقة: أنظر لها وأقول : لقد تناولت الغداء لا تقلقي يا خالة..كل شيء على ما يرام.

أسير في الشوارع بينما موسيقى الخلفية التي تعتمل في أذني: الشعب حبيبي وشرياني.

حتى أبي شخصيا، يتحدث معي بينما يبدو على وشك الانفعال: انت زي ابني يا أحمد..ونصيحتي ليك صدقها!.

أنا شخصيا_بالتمرس_ أحس شيئا متبادلا.

لكن هناك الذين هم هناك، يعرفون مواضعهم جيدا.


*آميد= أحمد، هكذا نطقن اسمي.

الأربعاء، 21 أبريل 2010

دودي لا يكره مورشيوس..عن خالد البلشي والأعدقاء


الكتابة لدي.. احتماء، سياج أفرضه بيني وبين الآخرين، مساحة شاسعة أصدُرها بيني وبينهم، لا يهم إن كان الآخرون_كل الآخرين_ يكتبون أفضل مني/أكثر مني، أو أي شيء على وزن "أفعل"..ينال في النهاية مما أكتبه.

"أكتب كي يحبني أصدقائي أكثر" هكذا يقول ماركيز..

وأنا فعليا لا أكتب إلا لأجل أصدقائي، وفي أحيان أقل لأجل أعدائي، ويمكن أن نقول أنني لا أتناسى الأعدقاء في حساباتي.

يكفي أن أكتب : السيد دودي يكره مورشيوس، بعدها بعشر دقائق سأتلقى رسالتين على الأقل من قراء البلوج ( هيا بنا ننظم وقفة احتجاجية أمام سفارة مورشيوس).

يكفي أن أكتب : دودي يعشق مذاق الخبز النيبالي..بعدها بعشر دقائق سأتلقى رسالتين على الأقل من قراء البلوج ( أعرف مخبزا على ناصية شارع رأفت وهبي، متخصص في المخبوزات النيبالية).

(ملاحظة عابرة : كل الذين يقرأون هذا البلوج يحبونه في السر ويتواصلون معي عبر الإيميل ولا يفضلون التعليق عليه، وحتى اليوم، لي نحو 4 سنوات لا أفهم هذه الظاهرة الغريبة، وأتساءل متى يفصح هؤلاء العشاق السريون عن مشاعرهم).

أنا أكتب فقط حين أكون سعيدا جدا، أو حزينا جدا، في الحالتين أحس نفس الشيء المؤرق الذي لا أطيقه..لو لم أكتب الآن..سأموت احتقانا.

لا أميل للمحادثات الشفهية على مدار اليوم، أعتبر الكتابة فعلا أرقى من التعبير اللفظي ، وحين أكتب أضع أمامي هدفا واضحا جدا وصارما محددا للغاية..كي أغيره عشر مرات على الأقل.

أكتب كي أقول لخالد البلشي أني أحبه..لا لا..أني أحبه جدا..

أن عمر علاقتنا المشتركة 5 سنوات، كل تالية كانت أفضل من سابقتها فيه، أن كل معاركه ومعاركي ومعاركنا المشتركة ، كانت فقط رائعة..لأننا كنا سويا، أو بشيء من الإنصاف: لأنه كان بجواري.

أكتب كي أنام مطمئن البال صفي النفس، فلا يمكن أن أفوت فرصة اغتيال أحدهم كتابيا..هذا أفضل من أن أصفعه مباشرة (تخيل كم مرة فكرت في تكسير شاشة الكمبيوتر على رأس رئيس/رئيسة العمل، وكم مرة شرعت في خبط زميلة عمل بالكيبورد، سامح الله التأني).

أرتاح حين تخرج مشاعري للملأ، أحس جسدي أكثر صفاءا ونقاءا بعد الكتابة..إي والله.

أحس إرهاقا بعد تفجير مشاعري السلبية حروفا فكلمات، لكنه إرهاق ما قبل لحظة صفاء عميق، أنام بعده كأي طفل أبيض مكلبظ تناول وجبتي سيريلاك بريئتين.

لماذا أكتب الآن؟

كي لا ألقي أحدا اليوم من شرفة الدور الثامن الذي أجلس فيه الآن.

السبت، 10 أبريل 2010

لماذا "سيرفض" المصريون البرادعي؟ قليل من الفانتازية


لا يحتاج النظام الحاكم هذا الاحتشاد الغاشم والغبي كي يدمر صورة البرادعي لدى المؤيدين "المحتملين" له ،كمرشح "محتمل" للرئاسة.

للأسف يا صديقي محمد مصطفى البرادعي، دعني أصارحك ببعض الحقائق:

مدرس العلوم لا يجوز أن يكون رئيسا

سمعت عنك للمرة الأولى حين كنت شابا جامعيا، كان ذلك عبر قناة الجزيرة، واستشعرت ساعتها من اسمك انك مصري الجنسية، وبقليل من البحث اتضح ذلك فعلا.

تصورت_شأني شأن كثير من المصريين الذين ربما لا يعرفون حقيقة الأمور مثلي_ أنك دكتور في الأطياف الذرية، أو متخصص في الإشعاع الكيماوي..أنك واحد من أولئك الذين يرتدون المعاطف البيضاء ويحملون جهازا ذا مؤشر حساس ويتجولون على "الدول المارقة" للتفتيش عن المفاعلات النووية واليورانيوم المخصب.

إلى أن عرفت فيما بعد أن منصبك ذو طبيعة دبلوماسية ولا يشترط أو يفترض فيمن يشغله أن يكون قادما من مختبر أبحاث سيراميكي الأرضية بارد الأجواء.

عزيزي محمد مصطفى البرادعي..المصريون يكرهون مدرس العلوم والرياضيات، فكم كانت هذه الحصص سخيفة للغاية!

أنت في مخيلة البعض، مجرد تطور علمي/عملي لهذه المهنة البغيضة..أنت مجرد مدرس علوم( ولو كان مدرسا جامعيا) ذهبت به المقادير إلى هناك.

جائزة نوبل ليست شفيعة لهذا الحد

ارتبطت جائزة نوبل لدى المصريين بهيئة تحكيمها التي طالما رُدد أنها صهيونية الميول والإدارة، لذا فنوبلك ليست بالمرتكز الذي تستند إليه.

نجيب محفوظ الذي حصل عليها ليس بالشخص الأكثر تفضيلا لدى المصريين، هو مجرد كاتب متهجم على الأديان "أولاد حارتنا" ومنحه "الصهاينة" جائزة نوبل كيدا لنا..هكذا يعتقد فصيل واسع.

السادات؟ لأجل صلحه مع "اليهود" منحوها له.

زويل؟ ممممممم..هو الآخر يقال أنه مؤمن بالتطبيع.

أرجوك ابعد عن هذه النخبة اللطيفة!

رائع التفاف كل هؤلاء الأدباء والمثقفين والفنانين حولك..

جيد أن يساندك خالد أبو النجا، لكن ربما من الأوفق أن يدعمك محمد أبو تريكة.

دواد عبد السيد؟ ربما يخرج إعلانا دعائيا جيدا لحملتك، لكن شريف عرفة سيعرف كيف يسوقك جيدا.

عزت القمحاوي يؤيدك؟ من الأفضل أن يكتب عنك زغلول النجار يا صديقي.

ليس في تحديد الأسماء دعوة حقيقية للتحرك في هذا الاتجاه أو خلافه، بقدر ما هي فضفضة حزينة بيني وبينك.

لست بالشخص المحبوب، تخيل!

صورتك في الدارما المصرية هي صورة ناظر متحفز، أكثر منها صورة شخص نعتز به، يمكن مراجعة "معلش احنا بنتبهدل" (ما تخف عليا يا برادعي)..ومراجعة "ليلة سقوط بغداد"..(لحسن البرادعي يجيلك).

لسنا بحاجة للأب الراعي

تغيظني مثالية الطرح_وفضفاضيته بصراحة_ ولنكن صرحاء مع أنفسنا ولنجاوب هذا السؤال السخيف: مصر الآن..بحاجة إلى أب راع أم أب قائد؟

(هكذا يقولون في الكلاسيكيات الأمريكية توصيفا للاحتياج الراهن لشخص رئيس الولايات المتحدة)

لا تحاول أرجوك لعب دور الأب الراعي، فأنت لست طيبا إلى هذا الحد، ولا الأمور لطيفة لتلك الدرجة، خض معركتك يا رجل و ارفع صوتك وتقدم وقد!

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

حبيبتي والمضارع البسيط


قربي أذنك مني ياحبيبتي (وش وش وش وش وش)...لا تضحكي أيتها الشيطانة، فأنا لا أقصد الذي تفكرين فيه، وهناك فـــــرق كبير بين الشيكولاتة والطوفي، فلا تحاولي خلط الأمور ببعضها البعض.
أتعجب من تلك الرغبة اليومية الملحة التي تجتاحني كي أقول لك "أحبك"!
تبا لك وللحب وللمضارع البسيط!
يذكرون في كتب "الجرامر" أن المضارع البسيط يعبر عن الأفعال التي تتكرر بصفة دورية، وأنا لم أستوعب هذه الكتب العقيمة حتى وقت قريب.
معك تعلمت المضارع البسيط ، وفهمت معنى الأشياء المتكررة، كل يوم أقول لك : أحبك..هذا فعل متكرر، كل يوم أتحرق شوقا للقياك، وهذا مضارع بسيط، كل شيء معك دوري جدا.
تستغرق دورته يوما؟ لا.
ساعة؟ لا.
دقيقة؟ لا.
قبل أن يرتد إليك طرفك تدور دورتي، وأريد أن أقول أحبك، ففي كل لحظة اكتشاف جديد لما بيننا، وهذا مضارع بسيط، يدركه الخواجة جيدا، وسيدرسونه قريبا في تلك الدورات التدريبية التلقينية.

احرزي ماذا أخبيء في جيبي الأيمن؟
يا شيطانة لا تذهب بك الأفكار بعيدا...
صورتك؟ لا لا
شعرة من شعرك؟ لا أيضا
ماذا إذا؟
احرزي وسأخبرك يوما ما..
لكن تذكري قواعد اللعبة: أنت لا تتفقدين جيبي الأيمن، وأنا لا أقول السر.
ياحبيبتي سأبني لنا سريرا من العسلية، وأعضعض أجزاءه، وتقومين ليلا وفمي يملؤه السمسم، فأنظر كصغير مذنب وأقول لك: لن أعضعضه بعد اليوم، لكن أحضري لي الشيكولاتة وقمر الدين والكنافة (سحقا لكل أطباء الأسنان).
وحين تذهبين بعيدا لمكان ما، سأعضعض جدران سريري، حتى تختل قواعده ويهبط بي، ساعتها سأعضعض جدا، وأذوق السمسم مبتهجا، أفضل يوم في حياتي حين ينهار سريري العسلياوي السمسمي وأقع بين أجزاءه وأتشمم رائحته.

بيتي جدارن من أرز بلبن مجمد، حين يجيء الصيف يسيح تماما، وأدس ملعقة بين شقوقه، وأزين حائطنا بجوز الهند وزبيب أحمر.

حسنا حسنا..تمتلكين أنت السطوة الكونية على كل ما يندرج تحت بند : مضارع بسيط...وآكل أنا أرزابلبن..القسمة عادلة جدا.
على أن يظل ما في جيبي الأيمن سرٌ لي وحدي.

السبت، 3 أبريل 2010

عودة دودي الكاثوليكي

درست في الإعدادي والثانوي بمدارس من تلك التي تنتقي الطلبة المتفوقين وتعزلهم في فصول دراسية خاصة، ثم تشرع في انتقاء مدرسين مخضرمين لتلقينهم المواد الدراسية، بذات القداسة التي تليق برهبان المعابد البوذية.

في هذه الفصول يعملونك الكثير ( أنت متفوق، ينبغي أن تحفظ سريعا، أن تفهم من المرة الأولى، أن تجتهد منفردا، أن تباغت مدرسيك بالجديد، أن فقدان نصف درجة من مجمل الدرجات يعني كارثة كبيرة لا يمكن تداركها، أنك في مجتمع نخبوي لو أهملت في الاعتناء بحيثيات نخبويتك سيذهبون بك لأقرب فصل من فصول "العاديين" ويجردونك من كل الميزات المعنوية التي تحصل عليها).

وتكتسب مع الوقت عددا من المهارات: الدقة، السرعة، الإصرار، القدرة على تلمس مكامن ضعفك، الرغبة في تنمية الذات، مراقبة زملاء الفصل لأنهم جميعا منافسون محتملون، الاستفادة من تكنيكات الآخرين في الاستذكار، القدرة على المعيشة تحت ضغط، احتمال احتقار الآخرين لك لأنك فقدت درجة ونصف في امتحان الشهر، بينما حصلوا جميعا على الدرجة النهائية.

كان معظم زملائي في هذه الفصول متحدرون من مدارس مسيحية صارمة، أتذكر أن معظمهم درسوا المرحلة الابتدائية في مدرسة تدعى "البطريركية"!

لذا لم تكن الأجواء الكاثوليكية المتشددة المسيطرة على المشهد بالشيء المستعرب ولا الخارج على السياق، فكله نسيج واحد يكمل بعضه بعضا، نظام دراسي استعلائي وطلاب كاثوليكيو المنهج.

في هذا الجحيم الذي لا يتسع لانسيابية الموهبة ولا لترف الخروج على النص، تضطر اضطرارا لخلق عالمك الخاص : القدرة المدهشة على تملك ناصية اللغة العربية نحوا وتعبيرا، امتلاك آفاق معرفية في الفيزياء والكيمياء تتسع لما هو أكبر من نطاق الكتاب المدرسي، محاولة ربط الرياضيات بالفلسفة.

حتى في حصص الألعاب، كانوا جميعا _ولاد الإيه_ محترفو كرة قدم، كانوا كأنصاف آلهة أمامي، إنهم يستذكرون كثيرا، ويلعبون كثيرا، ويفعلون كل شيء باكتمال مدهش..( ليتني كنت ذئبا ضالا في الصحراء ولم أك هنا).

اضطروني اضطرارا للتحايل على هذا الواقع، كونت فريقا لكرة القدم من كل أصدقائي : مكلبظهم وقصيرهم والذي لا يكاد يرى.

ومع هذا الفريق الكارتوني، بدأب وإصرار لا يقبلان التراجع، أخذنا نحقق الانتصارات عليهم وعلى اكتمالهم المستفز.

مع الجامعة حطمت كل القواعد الكاثوليكية التي تربيت عليها، وأهنت تراثا طويلا من الاستذكار المضني ومن الرغبة غير المبررة في التفوق على زملائي الذين اكتشفت أن منافستي لهم لم تكن ذات أبعاد كونية كما كنت أتخيل في هذا الوقت.

أخذت ألفظ من نفسي صفات الدقة والتركيز والانضباط، انتقاما من هذا الماضي السخيف، وقضيت أعواما بلا أي ضابط أو رابط.

اليوم لرغبة في نفسي (ليس الوقت مناسبا كي أحكي لك حيثياتها) ، قررت أن أعود منضبطا دقيقا سريعا كاثوليكي الهوى والسلوك.