90s fm

الجمعة، 28 ديسمبر 2007

البلية والجمل والورقة الثالثة


كانت جدتي تقول لنا ،بينما نحن أطفال دون العاشرة، اذهبوا مبكرا لصلاة الجمعة،فالمبكرون يأخذون ثوابا بحجم الجمل،والمتأخرون يحصلون علي "بلية" ثواب فقط .

لا أخفيكم..قضيت ردحا من طفولتي أنقب في كتابات الاقدمين،وكتبهم عن حديث نبوي يؤكد كلام جدتي،إذ استغرقني المثال الذي ضربته لنا في سلسلة من الخيالات والافكار العبثية غير المترابطة.. في محاولة جادة لقياس ثوابين..أولهما بحجم الجمل والآخر بحجم البلية.

حاولت تكثيف الجَمل في مخيلتي علي شكل كرة عملاقة تساوي حجم الجمل اذا تم تكويره بدقة،واحيانا احاول تخيل شكل البلية وقد اتخذت شكل جمل..

إلا أن المراوحة والقياس انتهيا بي الا لاشيء..عليّ أن أذهب لصلاة الجمعة مبكرا وحسب،ولتتشكل من بعدها الحسنات علي شكل مليون بلية،أو جمل مشطور إلي نصفين،أو عدة جمال،أو ربع بلية.

مزيد من النضج أخرجني من دائرةالقياس والحساب،والتعامل مع الايمانيات،والأمور الحياتية أيضا، بطريقة خولي العزبة (روح يانوفمبر تعالي يانوفمبر..عليك 3 سحتوت من الشهر اللي فات وليك 8 قروش شغل شهرين..يبقي بعد الخصم والمكافأة ياسيدي..أيوة ياسيدي..ممممممم..ليك سحتوت ونص).

بعد ان اتخذت قرارا مصيريا في حياتي،تركت بموجبه عملي السابق، لأجل راحتي الشخصية والنفسية والضميرية،وكان القرار بجميع المقاييس_مقاييس الخولي والجمل والبلية_ خاطئا،قال لي أبي :أنا أرفض قرارك،لكن أنت حر فيه،وأنا أحترمه بشدة،فهناك الكثير من الحسابات في الحياة لن تحسبها بمنطق البقال في المكسب والخسارة.

كتبت قبل عام عن لعبة الثلاث ورقات في حياتي..وأني غير معترف بها..وراهنت علي الورقة الرابعة التي اكتبها انا..لكن الله شاء ان تتم الثلاث ورقات...وأن أكتب الرابعة لنفسي والحمد لله....وبحسابات البقال انا مخسرتش كمان!
انا اتعينت واتحولت موظف
معرفش تباركوا لي ولا تحزنولي

الاثنين، 24 ديسمبر 2007

تيت راديو..الجالية المصرية في مصر


"في عالم الميديا..
عليك أن تقود..
أو لتتبع الخطي..
أو لتذهب إلي الجحيم"


واحد مش فاكر اسمه بس كان قيادي في السي إن إن

*****
ماذا عن الذين اختاروا الذهاب للجحيم؟
هل سمعت عن "تيت راديو" (teetradio.com)؟
أحكي لك عنهم مالم تسمع من قبل..فقط لأن حكايا الجحيم أكثر تسلية من الهراء الذي يستحوذ علي اسماعنا..

*****
عايزين نعمل إذاعة ع النت...
أجرنا شقة،قمنا بأعمال الطلاء والنجارة والسباكة وماتيسر من حرف..
استنشقنا نسيم الكلة العليل اثناء اعداد الاستوديو..
ابراهيم متحمس أكثر من اللازم.
فؤاد يصرخ في الجميع كي يعملوا بصورة أسرع ويكلفني بمهام لاطاقة لي بها..أشعر مع فؤاد أني يهودي في السبي البابلي..
هواري يدخن بشراهة،ويمد يدين متمرستين في الأعمال الحرفية،بينما أحمد حربية يضع كمامة واقية علي أنفه اتقاء شر الكلة..وما أدراك ما الكلة..
علاء يشتري موكيت الارضية،وابراهيم يحضر البطاطين والملاعق والاطباق،وأنا وحربية نحمل المواد العازلة التي سنمترس السقف بها والجدران..
فؤاد يذهب لشراء الأسرة ومواد الطلاء و130 كيلو ملابس قديمة وأخشاب وأدوات كهربية ومواد نووية وأمعاء فيل يتيم وفلفل وزبد مجمد..
علاء يتهمني بالكسل،فأرشقه بلفظ حاد وعزيمة مطاطة،إبراهيم يتدخل لصالحي وفؤاد يغيظ علاء وهواري يضحك من اعماقه بينما حربية يشتري مشروبا مثلجا للجميع من اقرب بقالة.
قضينا أياما وليالي خارج بيوتنا..نبني استوديو "الشعلة الايطالية"_كما سميناه_ تعرضنا خلالها لكافة الانتهاكات الجسدية من جروح واصابات عمل واعراض دوار وقيء بسبب الكلة..
نمنا علي الارض،لعبنا استيمشن،وفيفا وأكلنا كميات هائلة من الكشري والفول وساندوتيشات من تلك التي لاتميز طعمها مع اضافة الكاتشب الشرير..
تيت راديو هي ما تحت صفارة الرقيب،هي لحظة الحب الخاطفة،وهي صوت الانف الرخيم السخي المعبر عن الاعتراض العميق،وهي طرد أبيك لك من البيت،ودلال خطيبتك عليك،وطعم الذرة المشوي الذي لم يعد كما كان من قبل،وملبوسات البنات التي تتخذ منحنيات قاسية من يوم لاخر...
تيت راديو هي انا وانت حين نحكي علي سجيتنا،تيت راديو هي انتفاضة شباب متصعلك،يتلمس اطراف الموهبة حتي ليكاد يقبض عليها قبض المستميت الا ان الظروف (تسرسبها) من يده كما يتفلت الماء من الكفين الضاغطين.
تيت راديو هي التمرد علي قواعد اعلام بالي،وأدمغة عاطلة،ونفوس آسنة،وإدارات أصابتها الشيخوخة بمرض اللا خيال..
نحن المصري في المنفي،نحن الجالية المصرية في مصر..
إحنا تعليم الثانوية العامة وتو تشانل وابو تريكة وحلقات مصطفي محمود بتاعة زمان
إحنا الناس اللي عندها مصحف مرتل في بيتها بصوت إمام الحرم..وعايزين يشتروا شقق في مدن جديدة..
إحنا اللي بنشحن كارت موبايل بعشرة عشاننمشي العملية،وبنخطف رجلينا لاسكندرية لحظة جنون..
إحنا أفلام توم اند جيري وميكي ماوس وماتريكس وسيتي أو آنجيلس..إحنا ألحان موتسارت وقصايد لوركا..
إحنا الدونلود من ع النت،وأحنا مظاهرات لا لولاد الوسخة..
إحنا تيت راديو
إحنا ملح الارض
عشان كده اسمعونا الساعة 12 بالليل يوم 31 ديسمبر الجاي...

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2007

عيد ميلاد هذا البلوج

اليوم هو أول يوم في ثاني أعوام هذا البلوج....
احتفلت بالأمس بيني وبين نفسي بعام يفصلني بين أول تدوينة وما أكتبه الآن
محملا بتفاصيل عام مرتبك التفاصيل،متقلب الأحوال،مدهش المظهر،رقيق الحاشية وإن بدا منه عكس ذلك
أعتذر إلي كل من آذيته بهذا البلوج دون قصد مني
وأشكر كل من تواصل منكم معي،وكل من ساندني في أزمة اعتقال أبي
فقد كنتم كراما معي فوق ما يفوق خيالي
دمتم
فحياتي بكم(تعليقاتكم،إيملاتكم،كل صيغ تواصلكم) أفضل من أي وقت مضي
أحبكم فعلا

السبت، 24 نوفمبر 2007

فترة عمر النصف..ونصف العمر..عيد ميلاد سجين


يوم 28 نوفمبر القادم سيتم أبي عامه ال45 ،بينما أنا لتويً أتملص من سن 22 عاما ونصف،بما يعني أن 28 نوفمبر القادم هي المرة الوحيدة التي سينتصف فيها عمري عمره،وهي المناسبة الأكثر ملائمة كي أشاكسه وأعدد له ما فشل فيه في حياته في مقابل نجاحي أنا،ومن ثم سأعرج بالخطبة العصماء التي سألقيها إلي شخصه ونصه بما ينتهي إلي أني خير منه آلاف المرات.

سأصل الي هذه الذروة منتظرا انفعاله المحبب إليً :"إنت مبتفهمش..قوم من وشي ياابن الكلب"..لكنه سيحبطني بابتسامة ماكرة ثقيلة واثقة بينما يشعل سيجارة منتقاة بعناية .." يا أحمد انت المفروض بتبدأ من حيث أنا انتهيت"
كي أموت أنا بغيظي وحسرتي بعد ضياع فرص مشاكسته.

تصل العناصر المشعة كاليورانيوم إلي مرحلة تسمي فترة عمر النصف وتعرفها ويكبيديا ب :" فترة عمر النصف لمادة نشيطة إشعاعيا هو الزمن اللازم لنصف العينة المأخوذة من المادة ليحدث له
تحلل إشعاعي".

أبي في فترة عمر النصف_افتراضا_ بينما أنا في نصف العمر_بداهة_ وهو ما يشكل لحظة فارقة بيننا،أتحينها مذ كنت في الخامسة عشر تقريبا،وأتذكر أول كتاب حاولت كتابته في حياتي حين كنت في الصف الخامس الابتدائي،وكان موضوعه أبي،محاولة في تفسير الشخص والمآل،بالطبع لم يكن هذا اسم الكتاب_دعنا نطلق عليه كتاب مجازا ونفخا في شخصي الكريم_ لكنها المحاولة البدائية الساذجة في تأمل شخصه،تلك المحاولة التي ظلت للأسف غير قادرة علي الايغال،لأن علاقتي بهذا الرجل الذي أشعر أن حبي له رغم أنفي،فآخر مسوغات حبي له علاقة الدم بينا والاستجابة الطبيعية للأبوة والبنوة،هذه العلاقة ظلت بريئة خجول،لأن كلينا يحمل صوب الآخر خجل غير طبيعي،وكلانا يستحي من الآخر أشد ما يكون الاستحياء.

كان يتظاهر بعدم الانتباه لتدني درجاتي المدرسية،بينما أتعامي عن كبواته،وكل منا يعرف إدراك صاحبه لحال الآخر لكنه الخجل المسيطر علي الموقف برمته،منذ اثنين وعشرين عاما تقريبا.

كنت أتمني أن أحتفل بعيد ميلاده هذا العام،فالسنوات الاخيرة لم تمر إلا وأبي في معتقل أو أمام نيابة،أو علي مكتب النائب العام!

يستهلك كلانا مشاعره بعيدا عن الآخر ربما لأننا ندرك_كل يدرك هذا علي حدة_ اننا إذا تنبهنا لن نتمكن من العيش بصورة طبيعية،فالارتباط سيكون ارتباطا مرضيا يطعن في السيرورة الطبيعية للأمور وللحياة.

يغتالني أبي من حيث لا يدري،فالمعتقلون الناجون من جحيم المعتقل يحكون لي عن أبي بالداخل،وكيف كانوا يقضون أياما كاملة في سيرتي،وكيف يتحدث أبي عني.
بينما يخبرني آخرون عن حكاياه عني،فكأنما يباغتوني برجل آخر غير الذي أشاكسه فيشاكسني..
عمر أبي يتسرب رويدا رويدا(بحكم فترة عمر النصف)، لكنما مشاعره تبدو حيالي أبدية،مشعة إلي مالانهاية.

السبت، 17 نوفمبر 2007

عن قسوة نوفمبر


نوفمبر هذا العام قاسي بما يفوق القدرة علي الاحتمال،ولا يمت بصلة لنوفمبر العام الماضي لما كان sweet novmber تصديقا للفيلم الحريري الملمس الذي يحمل هذا الاسم والذي شاهدته مصادفة نوفمبر 2006.
الجد يحتضر تقريبا،وعزرائيل يفرض سطوته علي أجواء منزل العائلة،والأحاديث كلها تدور حول وصية الجد بشأن مكان الدفن،أو مكان تلقي العزاء،والأقارب يناقشون التفاصيل المؤلمة مضطرين مع الرجل العجوز الراقد علي سريره في سكينة الموتي.
الأب ضرب عن الطعام من حين لآخر في المعتقل،والداخلية حسمت أمرها واعتبرت حبسه علي ذمة الاعتقال لما أمرت النيابة بإخلاء سبيله نظرا لبراءته من كل ما وجه إليه،وعليك أن تضرب رأسك في أقرب حائط.

الأخت تتعرض لحادث سرقة عنيف في وسط الطريق وفي وضح النهار لولا ستر الله لتظرو لما هو أسوأ.
الأنذال يتمادون يوما عن يوم في إيذاءنا بكل الطرق الممكنة،كأنما الله لايسمع ولا يري ولن يحاسب.
الشكوي في حد ذاتها مملة وسخيفة،لكنه التدوين آملين أن تذهب تلك الأحداث العطنة إلي سلة مهملات الذاكرة يوما ما.
أعينوني بالدعاء والامنيات الطيبة،فمعتقل طرة كان قاسيا في زيارة اليوم،والبيت مسكون بتفاصيل مؤلمة،وعجلة الحياة لا تراعي إيقاعك أبدا
لكننا في النهاية...لانملك سوي الله
وهو معنا يسمع ويري.أبد

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2007

ملبوسات أمن الدولة


ولما كان الفليم المفضل لأبي "حب في الزنزانة"،دار نقاشنا هذه الزيارة حول مشهد كوميدي من الفليم حين راح أحد السجناء يحكي لزوجته وأبناءه عن حياته المنعمة في السجن وعن صناعة الخبز التي تعلمها وكيف تمرس في فن هذه الصناعة حتي صار مشرفا عاما لها متفوقا علي باقي السجناء


استدرجتنا الظروف لهذا المشهد بعدما أنهي أبي إضرابا عن الطعام امتد لثلاثة أيام احتجاجا علي عدم تعرضه للشمس منذ اعتقاله أول أكتوبر/تشرين الماضي وما لهذا من أضرار جسدية ونفسية وخيمة


انتصر إضرابه،وقرر طبيب المعتقل صرف ساعتين شمس يوميا! اقتادوا أبي لمساحة تقدر بمترين في ثلاثين مترا تسمي ب"الأنبوبة" استجابة لنصائح الطبيب وبعد موافقة أمن الدولة


جلسنا أول ما جسلنا نستعرض قرار إدارة المعتقل بمنع "تريننج" أبيض أحضرناه له،بحجة أن هناك تطريز أسود رفيع،وبادج أسود أصغر يتوسط المساحة الصدرية متحيزا لناحية اليسار قليلا!..وكالعادة ضحكنا من إدارة المعتقل التي رفضت تسليم الملبوسات التي أحضرناه له..رفض أمين الشرطة،وحولوا الامر لضابط المباحث،ووافقهم مسؤول أمن الدولة..وأقرت إدارة المعتقل كل شيء بعد العديد من المفاوضات


قالي لي مشيرا إلي كل جزء يرتديه : هذا التيشرت هدية لي من شباب القاعدة،والبنطلون من الإخوان، والبطاطين من معتقلي سيناء،والهدايا التي تملأ زنزانتي من الجماعة الاسلامية...أنا لا أحتاج شيئا علي الإطلاق..كل شيء علي ما يرام


وعند هذه اللحظة ذكرته بالمشهد المفضل لكلينا من الفيلم..ضحك بشدة،وتحاشي النظر لي..إذ أدرك إشارة السخرية(الطيبة المسالمة) في كلامي من واقعه وتفهمي لصموده _أو قل مكابرته_ واستهزائي بمحاولاته لمراوغتي إيهاما بأنه في جنة الخلد


في النهاية قال لي سلم لي علي الدنيا كلها


استلمت بعض أغراضه وأنا خارج،وسلموا لنا كل شيء،وابتسم لي أمين الشرطة الذي فتشني وارتبك عندما تحسست يده في جيبي خرزات خشبية تبين له أنها مسبحة ذات مئة حبة ليس إلا،بادلته الابتسامة فقد صلي الظهر لتوه ثم فتشني..وحين سلمني الحاجيات أثناء الخروج ربما يكون قد صلي ركعتي السنة

الأحد، 28 أكتوبر 2007

إنك بالواد المقدس طرة


زرته بالأمس في معتقل طرة بعد انتظار دام أربع ساعات في الشمس،قضيتها في معارك عبثية مع حشرات ساحتة معتقل طرة "سجن الاستقبال" التي تنافس حشرات المناطق الاستوائية ..علي مستوي الحجم والإيذاء واللزوجة

صادروا مني أثناء الدخول الكتاب الذي كان بحوزتي بغرض تسليتي أثناء الانتظار،باغتتهم :ده تبع مكتبة الأسرة..ارتبك الضباط والمخبرون..سلمه لي الضابط..ثم صادره المخبر

كان بصحة جيدة، لا يأبه لشيء،ولم يبح لي بأكثر من شكر الله وحمده فالزيارة كانت في مكتب أمن الدولة بالمعتقل،وتحت المراقبة..مراقبة تمتد من الكلمة للإيماءة وتنتهي بالمشاعر

بتقرا؟ نظارتي مش معاي
بتكتب؟ لم يسمحوا لي بالأوراق بعد
مرتاح؟ الحمد لله
والسجن؟ السجن سجن
أصمت قليلا..يباردني :"فلما استيأس الرسل..........."..ابتسم علي الفور،لتمضي 30 دقيقة مدة الزيارة علي نحو ضبابي

تحدثنا عن الله والاعتقال وحسني مبارك واحمد عز وأمن الدولة والقراءة والأقارب والسفر وأمي وإخوتي والمعتقلين وبعض الكلمات الشفرية بيننا تصديقا لمثله المفضل الذي ظل يناقشني فيه طويلا قبل اعتقاله بشهر "ما يفهم رطني الا ابن بطني".. ولطف الله الخفي وكيفية إدارة الأزمات والمصائب،واقتسمنا سباب البعض والضحك علي اشياء أخري

ريمون سأل عليك علي فكرة
ليه مش انا بزدري أديان؟ ليه يسأل عليا
ثم ضحكنا ومعنا ضابط أمن الدولة

وكانت أول مرة يحتضنني فيها بهذه القوة بعد انتهاء الزيارة

طلبت الكتاب،فارتبكوا مجددا..أعطوني إياه مذبذبين
خرجت لم أجد الطفطف الذي ركبته من البوابة إلي سجن الاستقبال،وكانت معي فيه الزهراء خيرت الشاطر في عربته الخلفية بالمصادفة، اضطررت للسير ما يقرب من كيلو متر حتي خرجت من طرة
استأذنت رئيسي المباشر في العمل (خالد البلشي) مش هقدر اشتغل النهردة..ميهمكش يا احمد
عدت للبيت ونمت ما يقرب من ألف عام ثم استيقظت مرة أخري،ولم يعلق بذهني سوي وجه أبي

****
عنوان هذه البوست لمن لا يعرف جملة شهيرة زعموا أن أحد الضباط قالها ساخرا اثناء تعذيب الاسلاميين في معتقل طرة،لكني أستبعد هذا الزعم،كون ضباط امن الدولة لا يحفظون القرآن،وإذا حفظوه لن يكونوا علي هذه المقدرة من الابداع والتداعي الذهني الوقح..فضلا أن وقاحتهم ليست مؤسسة علي خلفية فكرية،نحن لسنا أمام الحجاج بن يوسف الثقفي، لكنه التماهي_ربما غير الواعي_ مع واقع غير انساني،في ظل نظام حسم خياراته منذ أمد بعيد،وحسمت السماء قرارها تجاهه

الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

أمثاله ألعن من النصاري...أبويا يعني

وصلني علي آخر بوستين تعليقان،أود أن أتركهما لكم،اقرأوهما بهدوء..
المعلق مجهول،كتب تحت اسم "كلمة حق"
:وهذا نص التعليقين

لو أبوك فعلاً شيعي فأتمنى من الله ألا يخرج من المعتقل أبداً لأن أمثاله ألعن من النصارى وقد يسبب فتنة طائفيةأما إذا كان صوفي ويحب آل البيت ويتمسح بالعتبات والاضرحة فهذا نوع من الشرك ومن بدع الفاطميين اللي هما شيعة برضهبص يا بنى أدعى ربنا أنه يغفر لأبوك ويتوب عليه .. لأن الشيعة بيسبوا الصحابة وبيذبحوا السنة فى العراق لو أبوك شيعى فأنا آسف لا يستحق أن يخرج من المعتقل .. يعنى أنت عايز تقنعنا أن أبوك أتقبض عليه عشان كتاب من آلاف الكتب مألفه من كااام سنة .. ولسه فاكرين يقبضوا عليه اليومين دول.. شوف كان بيخطط لأيه أنت متعرفهوش ده لو كنت أنت أصلاً مش شيعى ولا ليك أتجاه تانى

****
جميل لما ابن واحد شيعى يدعو بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدعو بدعاء على بن ابى طالب حتى لا يتهم هو الآخر بأنه شيعى وينشر المذهب البائد مرة أخرى فى مصرهو أبوك شيعى ولا إشاعة؟

الاثنين، 15 أكتوبر 2007

في منزلة بين منزلتين

إني لأشكو خطوبا لا أعانيها..ليجهل الناس عن عذري وعن عذلي
كالشمع يبكي ولايدري أعبرته..من صحبة النار أم من فرقة العسل
_الهروي_

الاثنين، 8 أكتوبر 2007

وليل أقاسيه بطيء الكواكب


علي هامش الشماتة في اعتقال أبي ،وشتميته والافتراء عليه كذبا وزورا،وصحفيي أمن الدولة والمخبرين القذرين،والمكالمات المفخخة التي أتلقها يوميا:


اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلت حيلتي وهواني على الناس ، انت رب المستضعفين وانت ربي لا اله الا انت ، الى من تكلني ؟ الى عدو يتجهمني ، ام الى عدو ملكته امري ، ان لم يكن بك سخط علي فلا ابالي غير ان عافيتك هي اوسع لي ، اعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي اضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه امر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك او ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حوة ولا قوة لنا الا بك

السبت، 6 أكتوبر 2007

حضرة المتهم أبي







\محمد الدريني"كان ينقصنا أن نكون معا لنكون معا"
__________________________
زرت أبي في نيابة أمن الدولة بعد انتهاء التحقيقات التي وصلت الي لاشيء تقريبافالتهم الموجهة إليه نتاج مخيلة سوريالية.. خالصة الادعاء



قالوا أنه ينشر المذهب الشيعي في ربوع البلاد وهو ما يعد ازدراءا للدين الاسلامي!وقالوا يعمل علي التقريب بين المذاهب



وهما تهمتنا متضادتان..إن تعاملنا معهما علي انهما تهمتنا من الاساس، واذا ما سلمنا بصحتهما



الطريف أن الضابط الذي قدم التحريات المبدأية لادانة ابي هو احمد الرشيدي عبده الضابط بأمن الدولة فرع المنزلة



بما يعني أن الضابط الذي انتبه الي خطورة محمد الدريني وسعيه الحثيث في ازدارء الدين الاسلامي في حي الزيتون في القاهرة ضابط يتبع أمن الدولة بالمنصورة




دعك من هذا الهراء..فالحكومة لايهمها أن تعبد "هُبل"..ولو علمت أن صناعة صنم "يغوث" ستدر عليها أموالا لهرع لفيف من وزرائها لتصنيعه وفق اتفاق صيني مشترك علي خط بكين__العتبة



الضغط كل الضغط في التحقيقات يذهب لدفع ابي الي انكار انه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله الأولي،وأن ينكر ما أورده في كتابه "عاصمة جهنم" عن أهوال التعذيب في سجون مبارك



بل ذهبوا فيما ذهبوا الي تكذيبه بشأن "بطن الحوت" وهي الزنزانة الخصوصي التي فتحوها لأبي خصيصا في معتقل الواحات"الوادي الجديد"..زنزانة تسكنها الاشباح وفق رواية عساكر الوادي الجديد..وتئن فيها أرواح الذين عُذبوا وماتوا وفق رواية معتقلي الوادي



قل لي باله عليك هل ينسي الرجل زنزانته الانفرادية التي منعوه فيها الماء حين أضرب عن الطعام..وحرموه من الشمس والقراءة والاقلام والسجائر..وتركوه ليتحدث الي الجدران والي حارسه المرتبك الذي استجاب لأوامره خوفا من أن يكون الآمر شبحا



!ببساطة لن ينكر محمد الدريني تعذيبه هو شخصيا علي الاقلكيف تنسي أو تنكر إذا ما كبلوك 40 يوما وتركوك علي أرضية زنزانة رطبة معصوب العينين حافي القدمين..تستمع يوميا الي صراخ وبكاء "أطفال" وشيوخ كبراء في السن يتوسلون الي الضباط في نوبات التعذيب الدورية؟



وهل له أن ينسي أنهم علقوه من ذراعيه وأحاطوا المعصم بسلك كهربائي قابل لغلق الدائرة الكهربائية إذا حاول تحريك يده، وهو ما يتحقق من وقت لآخر بطبيعة الحال



أنا شخصيا لن أنسي أنه تعرض في المعتقلا للتسمم، وأضرب عن الطعام 13 يوما متصلة فعاقبوه علي اضرابه بمنع المياه عنهوحين تفاقم سوء حالته الصحية شرع الضابط هشام الشرباصي في تعذيبه والتأكيد علي ضربه في موضع عيب خلقي يسبب له ضيق تنفس بالغ الاذي(لأبي ضليعان زائدان في قفصه الصدري
)هل له أن ينسي الارتطام العنيف الذي تعرض له في سيارة الترحيلات؟




.كيف يتنازل بسهولة عن رحلة الأهوال في 4 معتقلات مصرية طاله التهديد بالقتل والشروع فيه في 3 منها علي الاقل
!محمد الدريني كتب "عاصمة جهنم" مدفوعا بالرسالة التي استغرقته حتي النخاع منذ يوم الافراج عنه(بواسطة ضغوط الامم المتحدة وليس تكرما من حبيب العادلي ولا بعفو رئاسي من حسني)




محمد الدريني كتب عن شيوخ واطفال لاقهم في المعتقل..كتب عن الذين صعقوهم حتي الموت وعن الذين فقدوا عقولهم داخل المعتقلات، وعن الذين قبض عليهم سكاري في شارع الهرم فزجوا بهم المعتقل بوصفهم من ابناء الجماعة الاسلامية!محمد الدريني دافع عن كل المعتقلين،حين خرج لم يسكن ولم ينسكر،ولم ينل منه التعذيب..فهو أنبل من جلاديه



محمد الدريني صاحب حق..




: وكما تعلمون




"حين يملأ الحق قلبك تندلع النار إن تتنفسولسان الخيانة يخرس"



محمد الدريني يتلقي عشرات الجوابات من المعتقلين يفضون اليه فيها بأحوالهم ويطالبونه الدفاع عنهم وهو ما قام به بتفان وإخلاص شديدن،لم يفرق بين أبناء تيار وآخر..حتي أولئك الذين كفروه أثناء اعتقاله..وأولئك الذين حاولوا قتله في باديء الامر(بوصفه شيعي رافضي كافر)..دافع عنهم



واسألوا اي صحفي تكلم مع محمد الدريني




ضغوط التحقيق تحاول اضطراره الي انكار ما حدث ومحمد الدريني يرفض
محمد الدريني محبوس في عنبر كامل بمفرده..عنبر مكون من 18 زنزانة سعة الواحدة منها
15 سجينا


يتلقي وجبة واحدة يوميا ولا مساحة للدواء في عرفهم




حين قابلته كان صامدا إلي أبعد حد
مصرا علي ما مضي فيه
اذا ما انتهت تحقيقات النيابة الي تبرئته(وهي صيرورة الامور الطبيعية خصوصا مع تهافت الاتهامات والقرائن)




فإن بانتظاره قرار اعتقال مفتوح المدة




محمد الدريني أرّخ للتعذيب في عصر مبارك
محمد الدريني سُر كثيرا حين أبلغته تضامنكم معه
انفرجت اساريره


فادعوا له


لأن محمد الدريني ربما يخرج بدعائكم ويوقظني لصلاة العيد بعد أيام
وأتناول معه الكعك ..وأشاركه كوب الشاي


فأبي لا يكمل القدح حتي نهايته

الأحد، 30 سبتمبر 2007

اعتذار إلي أبي الذي اعتقلوه منذ قليل


فأنا الذي أخرت عزومتي لك علي الافطار في الخارج يوما إضافيا
لم أكن أعلم أن لأمن الدولة رأيا آخرا بشأن عزومتي لك علي الافطار خراج المنزل،كي نتحدث في بعض الأمور المهمة الخاصة بمستقبلي
أعتذر إليك في محبسك..فأنا الذي أخرت الموعد يوما
صدقني لم يخبرني أحد من أمن الدولة أنهم سيقبضون عليك الليلة
ربما هي لفتة طيبة من العادلي ومبارك،خصوصا أن مخزون جيبي يحتضر..نهاية الشهر كما تعرف
وأنا مسرف بالطبع
أعذرني عزيزي محمد الدريني، وادع لي من سجنك،فإنهم يقولون أن دعوة المظلوم لا ترد
أنا لا أخاف هذه المرة مثل المرات السابقة
إذ أن الضباط_حسب شهادة الكثيريين_ لايعذبون الا بعد الإفطار
وهو ما سيقلص من فترات الجلد والصعق الكهربائي
وانت مدرب علي هذا منذ المرة السابقة..فلا تبتأس أبي
فقط أستأذنك أن أخفي علي مازن الأمر
فامتحان الشهر علي الابواب..وكما تعلم فإن الصف السادس الابتدائي يحتاج الي الكثير من التركيز
فضلا عن المفاجأة التي كان بصدد إعدادها لك هذا الوغد الصغير
لقد رسم لك صورة كبيرة،بعدما اشتري من مصروفه مجموعة ألوان مائية جديدة
كانت ستسرك كثيرا هذه الصورة
لكن حتما سيأتي يوم ما تري فيه رسمة مازن
وأتم عزومتي لك
حافظ علي صيامك في معتقلات الداخلية يارجل ولا تفكر في المنبهات والسجائر
وأنا بدوري سأدخر مبلغ العزومة إلي أن تخرج
فقط لا تتأخر بالداخل
فمازن سألني في الصباح:أين أبي
فنظرت إليه مبتسما وقلت له
كان هنا منذ قليل

الأحد، 23 سبتمبر 2007

ولما تبادلنا الأدوار مع الله وتضاربت الرغبات


أصاب اليأس المذيع الشاب..سخط علي ميشئة الله،فالله لا يحقق رغباته والفشل يلاحقه أينما ذهب

في نوبة نحيب اعترض بشدة علي ارادة الله

ثم ظهر له الله ..اصطحبه الي السماء..وكان ودودا حكيما الي اقصي حد

أفضي له الشاب وأفاض… ابستم الله..وأخذ يفكر…ثم باغته باقتراح مربك… أن يأخذ مكانه..أن يصير الاله

طرب الشاب للفكرة..فالمشيئة ستصير له..وهذا ما كان

دأب علي تحقيق أمانيه وطموحاته..المهنية والعاطفية…والمادية بطبيعة الحال

أرق يومه أزيز وسوسنة الداعين..فالعباد من كل صوب لا يكفون عن الدعاء والرغبات والآمال

وذات مرة حين ضاق بهمسهم..صرخ وقال "ما أنتم الا مجموعة من المتباكين" ثم أراح نفسه وأجاب رغباتهم جميعا

فكان أن عم الخراب وانتشرت الفوضي وكانت الأرض الي زوال..
وذهبت منه حبيبته

فرغبات العبادة متضاربة ومتداخلة ..وإجابتها كلها تعني الخراب
فبكي وندم
وعاد الي الله
يرجوه ان يسترد ألوهيته
وأن يرد له قلب حبيبته
فابتسم الله
واسترد الوهيته
وأوكل اليه مهة استعادة حبيبته دون اية قدرات خارقة
فاستعادها فقط حينما ثبت لها انه مخلص
وفهم ان العبد عبد والرب رب...والحياة سجال يحسمه العمل...والاخلاص

+++++++

قصة فيلم بروس ألميتي BRUCE ALMHGHTY
لجيم كاري وجنيفر انيستون ومورجان فريمان

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2007

كان رجلا..كان رجلا أسودا


بينما كنت دون التاسعة،أصلي في الصف الأخير بجوار أيمن وإسلام ابني خالتي وقرناء الطفولة،استبدت بنا نوبة ضحك هيستيرية من تلك التي تحلو لها مباغتة الاطفال اثناء الصلاة

وهي التي يقسم علي إثرها كبراء السن في المسجد بضرورة اقصاء الاوغاد الصغار عن الصلاة


بعد أن ضحكنا في صلاة الجمعة ضحكا ماجنا يملأ ما بين الأرض والسماء، أنهي الناس صلاتهم وتوجهوا الينا زرافات ووحدانا ينادون برقابنا،وثارت ثائرة المصلين،فقد افسدنا صلاة حوالي الف مصلّ (فيما بعد عرفت من مصادر موثوقة ان الله قبل صلاتهم لبراءتنا،وتغاضي عن الساهين منهم،وغفر لهم)


فوجيء ثلاثتنا بهجوم المصلين علينا،إلي أن انشقت الارض عن رجل أسود(ربما كان سوداني الاصل) أوقف الناس وقال اتركوهم لي أنا سأعلمهم الأدب


نظر اليه المصلون وقد تأكدوا أننا سننال ما نستحق،أخذنا الرجل الاسود في ركن المسجد..ثم تبسم في وجوهنا بعدما أنقذنا،سألنا عن أسمائنا..ثم قال انظروا الي وجهي


وحاول اخافتنا( بينما تسكن كل سكناته الطيبة والرأفة والايمان) وقال :اذا لم تقلعوا عن الضحك في الصلاة سأحضر الي احلامكم وستنظرون الي وجهي الاسود وستخافون مني..إياكم أن تضحكوا في الصلاة


فهمت ساعتها ما رمي اليه الرجل، وانا واع لحقيقة انه لايستطيع الظهور لي عنوة في احلامي لمعاقبتي


وبعد سنوات تذكرت هذا الموقف النبيل وهذا الرجل العظيم الذي رأف بنا وحاول تأديبنا باللين علي حساب النيل من وجهه وخلقته..بمنتي الايمان والاخلاص


ربما بكيت كلما تذكرته...ودوما ما أمسكت نفسي متلبسا بالهمهة:


كان رجلا

كان رجلا أسودا
___________
الصورة للجميل مورجان فريمان

الجمعة، 14 سبتمبر 2007

اللغة العربية بعد 11 سبتمبر



..يقول مثل أمريكي قديم أن الرب يحفظ ثلاثا "الأطفال..والسكاري...والولايات المتحدة الأمريكية". لكن كما بدا للأمريكان فإن الرب غير عادته وتغافل عن الولايات المتحدة ريثما اصطدمت الطائرتان الشهيرتان ببرجي التجارة..وكان من توابع هذا الارتطام العنيف أن حطت كرة رهان مائدة القمار علي ضفاف اللغة العربية، ليس لأنها لغة النتاجات العلمية او الادبية المذهلة..فقط لأنها لغة الارهابيين.. لغة الأعداء المتربصين الناقمين علي الحرية والديمقراطية الامريكية!


ينقل تقرير واشنطن_ غير الحكومي_ في عام 2006 زيادة عدد دارسي اللغة العربية بالجامعات الامريكية بنسبة 100%، حيث يبلغ عدد طلاب اللغة العربية في الجامعات الأمريكية الآن12 ألف طالب طبقا لإحصاء الرابطة الأمريكية للغات الحديثة Modern Language Association of America بزيادة 7 آلاف طالب عن العام الدراسي السابق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وحسب استطلاع الرأي الذي استند اليه التقرير فإن شريحة من المقبلين علي دراسة العربية كانت مدفوعة بالرغبة في العمل لدي جهاز الاستخبارات الامريكي CIA، والبعض الآخر يعمل لحساب الخارجية او الجيش الامريكي.

إقبال الكثير من الامريكيين علي دراسة العربية لا ينفصل عن الاعلانات التي حملتها بعض الصحف الاردنية قبيل اشهر قليلة بشأن طلب مترجمين يجيدون العربية والانجليزية، والتي تكشف فيما بعد أن راتبها المغري يأتي مقابل عملك مترجما للقوات الامريكية في العراق!

فاللغة العربية التي لا تعني شيئا لغير المسلمين_لغة القرآن ونصوص الدين_ أصبحت
مسوغ عمل لدي وحدات الغزو_العسكري والثقافي_ في الادارة الامريكية، وقرينة اتهام في احيان اخري كما سجلت حوادث توقيف طائرات وتفتيش ركابها والتنكيل ببعضهم،فقط لأنهم سمعوا بعضهم يتحدث العربية، والعربية كما نعلم تحوي التهليل والتكبير والحسبنة..وهي العبارات المفضلة لدي الانتحاريين والارهابيين،لذا اخفض رأسك لدي اقرب جدار اذا سمعت احدهم يتحدث بها، وابك لمريم العذراء اذا خرجت حيا من قبضة العربي البربري..

في فيلم "سيريانا" للمثل العالمي جورج كولوني_المناهض لسياسات بوش_ يظهر احد ابطال الفيلم ساخرا من العرب "أقنعني كيف يعمل هؤلاء العرب اذا كانت جلابيبهم البيضاء نظيفة طوال اليوم!"..في باقي الفيلم ستسمع العربية المشوهة بإيقاعتها الصاخبة فقط علي لسان الارهابيين الاشرار..سوي ذلك لن تسمع لها همسا.

في فيلم "بابل" أشهر افلام العام 2007ا ستسمع علي لسان بعض الابطال عربية مغاربية ملغزة،مرتبطة بالفقر والقهر والجهل والبدائية، تتراوح من الاطفال الحمقي الي الاب المكلوم نهاية بالشرطي الفظ.

والعربية قرينة اتهام في اشهر افلام الملل والنحل والاعراق "CARSH" أو "الصدام"، فالرجل ذو الملامح العربية حين يذهب الي محل اسلحة ليشتري مسدس للدفاع عن متجره الفقير ضد الاشرار، سيتحدث مع ابنته بلغته الاصلية أمام تاجر الاسلحة، حيث تقوم بنته بدور المترجمة، سينفجر فيه البائع "أي لغة تتحدث يارجل؟...ماذا تريد منا؟ لماذا تريد ان تقتل الامريكان وتفجر منازلهم؟ لماذا تقتل اصدقائي واخوتي يا ارهابي؟"..ويتضح بعد قليل أن الرجل ايراني ويتحدث الفارسية...اختلط الامر علي بائع الاسلحة فالرجل لا ينطق بلغة الانتحاريين الاشرار!

الخميس، 6 سبتمبر 2007

عندما قال الخادم الصبر ياسيدي الصبر


كثيرا ما عاد الخادم العجوز الطيب إلي غرفة سيده ولم يجده فيها رغم أنه تركه فيها منذ نصف دقيقة ،بينما ذهب لإحضار كوب الماء له،لم يكن بوسع الخادم الطيب سوي الاستغراب، لم يكن يعلم أن مخدومه من الأولياء الصالحين الذين يذهبون في التو والحال للكعبة المشرفة إذا ما شدهم الحنين إلي زيارتها والصلاة فيها


وكلما عاد السيد الصالح يستفسر منه الخادم الطيب عن سر غيابه وكيف اختفي من الغرفة،فيبتسم الرجل الصالح ويقول له :"الصبر"..تكررت الحادثة كثيرا جدا علي مدار 25 سنة تفاني فيها الخادم لارضاء سيده


وذات مرة قرر الخادم أن يفهم،فذهب إلي العطار وقال له أعطني بجنيه "صبر"، فأحضر له العطار نوعا من الاعشاب المريرة،فذهب بها الخادم الطيب وقام بشربها،وما إن فرغ من الكوب حتي وجد نفسه في الكعبة المشرفة في الحال،ووجد بجواره سيده، وقد تعجب السيد بدوره

سأل الخادم كيف أتيت إلي هنا؟

فقال بمنتهي البرءاة: الصبر ياسيدي الصبر


فضحك الولي الصالح من قلبه وقد أدرك أن خادمه صار من الأولياء الصالحين،فقط لأنه طيب وصادق


***************

حكي لي أبي هذه القصة ذات مرة وأنا طفل فظلت عالقة في ذاكرتي الي الآن،ربما من الملائم أن نحكيها قبيل رمضان..كل عام وانتم بخير

السبت، 25 أغسطس 2007

خمسون


رغم أنها كانت خمسون جنيها ليس إلا

لكن قوتها الشرائية بلغت ثلاثة أيام من السعادة العارمة

الخميس، 16 أغسطس 2007

مصر تريد رجلا


النفس مثقلة والقلب محزون..فلم يعد خافيا أن القاهرة تحت مزاج القوادين...مصر في ذمة أقزام ومخنثين..أيكفي هذا كي أصف لكم مدي انكساري؟..لا.لايكفي فالنكسة تعيد انتاج ذاتها يوميا ولم يعد بي طاقة للانهزام...ما جري يكفي

عزيزي حسن نصر الله يحتفل مع اللبنانيين بذكري النصر يقول لهم "أيها الكرام ..أيها الأطهار..أيها السادة..يامن هزمتم وكسرتم العدو الصهيوني" بينما عزيزي حسني يقول للمصرين "أوكلكم منين؟"..المرار يملؤني فمصر "رخصت".. ، الرجال فصيل انتهي من مصر..والشرفاء خيال علمي محض

أتلكأ في شوارع القاهرة ، تتخطفني المساحيق الزائفة المنثورة علي وجه العاصمة، مصر لم تعد شامخة..القاهرة تبدو كعاهرة مترهلة لا تقوي علي إغواء رجل عنين .. يدوي في أذني الصراخ :"إحنا في زمن المسخ"

مستقبلي يبدو بلا معني ، فمخيلة النصابين القابعين في الأعالي لا تستوعب معني "وطن"

أنا رخيص لديهم، كرامتي بلاثمن ، ومعركة التحديث لابد أن يكون لها ضحاياها، لا بأس من القاهرة 20\50 أو من بيع الأرض (حتي الأرض عندكم رخيصة ياولاد القحبة؟)..فالضحايا لا معني لهم ..( ومن الضحايا أحمد وأمه وأخوه الصغير وفرشاة رسمه وكراسه وعلبة الألوان، وربما أبوه الذي يحب من الفواكه الفراولة، وأخته الصغيرة ذات الضفيرتين)..يسألهم السائل عن الثمن..يحددون الرقم بدقة..يقول السائل وماذا عن البشر..عن المصريين؟ يقول السادة: الثمن يشمل البشر أيضا..وسعر الرجل بسعر إمرأتين أو مايوازي ثمن عجوز وطفلة

لم أعد أشعر برنين خطابات ناصر تهز ما بين الأرض والسماء، لم يعد زكي رستم قادرا علي إبهار الإخوة العرب، حسين صدقي واسماعيل يس في متاحف الأركيولوجي ، يوسف إدريس في قبره مطفيّ العزيمة ، والكتاب لم يعد ممهورا ب"طبع في القاهرة"..وكرة القدم لم تعد لعبتنا ،الأهلي والزمالك تحولا إلي مسخين يعانيان التبول اللا ارادي..

لم تعد مصر قادرة علي انتاج حسن البنا ونبيل الهلالي والمشير أحمد اسماعيل والدكتور عبد الحليم محمود ، وبالنسبة لأم كلثوم "نأسف لنفاد الكمية"..حتي الشيخ الحصري وعبد الباسط ذهبا أدراج الرياح ولم أعد أحتفظ بالتسجيلات النادرة علي شريط الكاسيت المهتريء..ضغطة زر علي الريموت ستحيلني فورا إلي مشاري الراشد..الملائكة لم تعد تصيخ السمع إلي القاهرة...فالقرآن في مصر أصبح مستوردا هو الآخر..وكأن المؤمنين بدورهم أهزوجة تضاهي حكايا الديناصور

مصر عند العرب لم تعد الشقيقة الكبري..ولا القائد التاريخي..هي في أفضل الأحوال البنت اليتيمة سيئة التربية التي تختلس النظر إلي عضلات الشاب الأمريكي المفتول والشبق يملأ عينيها

مصر تريد رجلا...(هل رأيت قبلا دموع الفرسة اذا ما امتطاها في المضاجعة حمار لأن ابنها سيكون بغلا؟)..مصر تريد رجلا فالمخنثون والأقزام يعتدون علي شرفها..مصر تريد رجلا
غدا سوف يولد من يلبس الدرع كاملة يوقد النار شاملة..يستولد الحق من أضلع المستحيل
وتعود مصر مصرا
وتنتشي بداخلي حبات عرق هذا الوطن
فقط..مصر تريد رجلا

الخميس، 9 أغسطس 2007

أقامك حيث مقامك


كثيرا ما تمنيت أن أكون فلاحا ..حتي أحب الله أكثر وأكثر، لكن كما تعرفون فإن الطرف الأقوي هو الذي يضع دائما حدود العلاقة

الجمعة، 3 أغسطس 2007

الدلوعة


ضحك ثم قال لي إنت متعرفش حاجة..إنت يا بني "دلوعة السماء"..ثم مضي بعد كوبين شاي بنعناع

الأربعاء، 25 يوليو 2007

الأشياء إياها


رغم أني أعيش في سلام وطمأنينة ودعة ورغد من العيش هذه الأيام...ورغم أن الطيور تحل علي كتفيّ أينما حللت..(لن أقول لكم أني رأيت بالأمس الملاك الذي يدس الحلوي في جيبي كل صباح معتمدا علي ضعف ذاكرتي بخصوص مصدر الحلوي)..ورغم أن الأصدقاء الأوغاد تتعاظم فرصة لقاءهم يوميا تحت وطأة قوانين الصدف (القوانين متحيزة لي بشدة هذه الأيام)...إلا أن هناك شيء لايريحني.


أنا ربما أكون مقبلا علي عميلة نصب هي الأكبر في تاريخي(بالبطع أنا الضحية)،فضلا عن كوني هدفا سهلا لمرمي نيران غير صديقة بالمرة، كما أني أعاني آلاما حادة ربما بموجبها أتعرض لعملية جراحية أو علاج يمتد لمدي بعيد، لكن هذا لا يخيفني...أنا فقط أخشي الأشياء إياها..فهي تترصدني منذ زمن وأنا أفلت من خشونتها بندية وكبرياء..لكنها_كما أظن_ لن تطيل النظر إليّ أكثر من هذا

الخميس، 5 يوليو 2007

خالد 35


خالد البلشي
"نسير معك
نعيش معك
وحين تموت نحاول ألا نموت معك"
لزم التنويه قبل أن نبدأ..فانصتوا..وتشمموا الياسمين في الأجواء علي سيرته..ولاتلتفتوا إلي حفيف أجنحة الملائكة حتي لا تفر..واسمعوا اسمه يتردد في الفناء..فاليوم عيد ميلاده ال35
*********
سبعة وعشرون شهرا من عمرك مضت منذ نفذت إليك من ثقب ضيق (أغمز لك الآن وتغمز لي..أنت تعرف أنه ليس مجرد ثقب ضيق لكنه القدر أرسلني إليك في لفافة طفل رضيع وأنت تعرف باقي المهمة) كي أكون وسط الكائنين حواليك.. أدندن حينا باسمك وأحيانا كثيرة في الخفاء.


عيد ميلادك ال35 ينير ما بين يافا والقاهرة..يضيء في قلوب القديسين والأولياء وسكان العراء ومحبي الزهور..

عيد ميلاد خالد البلشي تظاهرة صغيرة..يعقد علي مركب نيلية يعلق عليها يافطة كبيرة " للأنقياء فقط" وكما تعلمون فالأنقياء طوبي لهم "لأنهم يعاينون الرب".

خالد البلشي..أعدك أن أنسي طعم الكرز وطعم الزعتر ومعني الحياة..فقط تحرك أنت مجرد سنتيمتر عني أبعد..سأنسي حينها كل شيء..سأنسي "أنا" سأنسي "هم" لكنني رغما عن الذاكرة أو رغما عن القلب لن أنسي "أنت"..


أنت تذكر أكلاتنا المفضلة..السميط والبقسماط والجبن الأبيض..ثم نشرب بعدها القهوة باللبن..وأنا أذكر كل ما يمت لك بصلة..لا أتواني في مذاكرة تفاصيلك فأنت كما تعلم (أب وأخ وملك)..يلومني البعض علي ملازمتك كثرة الحديث عنك..الارتباط بتحركك إن تحركت.. بقرارك إن قررت.. برحيلك إن رحلت..لن أتحدث الآن عن الميغناطيسية التي تربط قلب رجلين (رغما عن أنوف أبت) لكن قل لي ما العمل إذا كنت أنت مع الحق والحق معك تدوران سويا (كأنكما لاتزالان طفلين).

لا أتخلي عن عزومتي الشهرية علي الغداء..فهي عهد وعادة بيننا وأنت رجل عهود..ولو كان لي أن أختار أنا غيري لكنت أنت ولو كان لي أن أختار أخا لكنت أنت ولو كان لي أن اختار ابنا لكنت أنت..لكن القدر اختار لي والخيرة كما تعلم_ فيما اختاره الله...فكنت لي أنت كل شيء.

لأول مرة في حياتي أفهم معني أن يسمي رجل ابنه علي اسم صديقه..ورغم أن الاسم "خالد" يوما لم يكن مدرجا علي أجندتي..إلا أنه يبدو أن واحدا من ابنائي سيحمله..أرجح أنه الأصغر فيهم والأحب إلي القلب دوما

في عيد ميلادك لن أدعي أنني أكثر من سيسعدك..ولن أقول أنني أول من سيقو لك كل عام وأنت بخير..ولن أكون أي شيء فاعل..لكنك تعلم أني الأكثر سعادة..فحتي أنا أتساءل بيني وبين نفسي باندهاش سر سعادتي لهذا الميلاد..لكنك تعلم أن التفاصيل الصغيرة وحدها هي الفاعلة في الحياة..وكم تبلغ تفاصيلنا حين نعد؟

إذا كنت من هواة الرياضيات فاضرب ألف ألف لحظة سعادة في سبعة وعشرين شهرا..واطرح من الناتج شهر بؤس وشهر شقاء..وثلاثة أشهر غائمة..ستجد النتيجة شبه متساوية..ضع في كفة السعادة شخصا يرتدي منظارا طبيا ويميل الي السمرة.. ويبدو جليا للناظرين إذا دققت النظر في السحاب أوفي المطر..ستعرف حينها أن خالدا معه وبه يهون كل شيء..فخالد ليس الحياة ولكنه إكسيرها

الاثنين، 2 يوليو 2007

كروت المستر "دريني" عالية المغناطيسية


الحزن زائر من زوار الفجر..يتمعن في قراءة ملفك قبل اقتيادك للقبو إياه

وليست مشكلتي أني عميق الاستيعاب..لكني لا أجيد فن الاجابات المدرسية (ألهذا دوما كانت تقديراتي منخفضة؟)..وكلما جد الخطي علي طريق الرائعين المتفوقين الذين يتصدرون الصور الفوتوغرافية في معهد الناجحين..دوما ما تقصيني يد خفية

ذاكرت كل الكتب(في الحياة وفي الغرام وفي القانون وفي الخيال) أكثر من مرة، حفظتها عن ظهر قلب ، وشحذت الذهن، لكن الحياة تصر..الامتحان من خارج المقرر

لماذ لم أكسب في مسابقات الكاراتيه والشيبسي رغم أن كل الصغار فعلوا ذلك؟

لماذا يتعاملون معي علي أني سوبر مان رغم أن خساراتي ملء العين والبصر؟

لماذا لا يتركوني لنفسي؟

لماذا تصر الحياة_بمنتهي السخافة_ أن تمنحني نجاحات من وقت لآخر؟

هل هي الرغبة الماسوشية لدي القط في السماح للفأر بالتجوال أكثر وأكثر رغم أنه قادر علي افتراسه في أي لحظة؟

أنا لا ألهث..ألهذا استفز الحياة أكثر؟

لماذا يترك القط "توم" المساعدات الخارجية للفأر "جيري" المسكين؟

للأسف أنا أدفع ضرائب الآخرين جميعا..ثم يصلني خطاب معافاة ضريبية من الحياة بشأن حساباتي الخاصة..وأظل أدفع عن الآخرين

حتي الكتابة لم تعد تواتيني، والجمل لم تعد متماسكة ، وصرت رهين الأكلشيهات الكتابية الأحفورية

أتساءل في براءة_ والله يشهد_ لم كان كعب أخيل عصيا علي الرماة، بينما كعبي انا هدف بارز واضح للعيان تكاد ترتسم عليه دوائر أصغر فأصغر ثم نقطة تتوسط الكعب..كأنه نداء فاجر للجميع.."نشن هنا وبسرعة وسوف يقضي نحبه فورا"

كروت التاروت تتطابق في القراءة حين تحل عليها مغناطيسية المستر "دريني"..كلها تحمل وسم الملتحف العباءة السوداء والمنجل "رمز الموت ياسادة"..أنا لا أعترض أبدا..ألهذا أعيش طويلا؟

الكوكب نبتون هو الآخر كف عن التواطؤ معي...ويوجس المنجمون هذا العام بشان برج الحوت..والكثير من البلهاء حولي في انتظار أخبار سارة، والأنكي يأتي من المعلقين الأغبياء ..فهذا البوست سيتصدي له بالتعليق بعض الاغبياء أنا أعلم وأقرأ قبل أن ينقروا علي كيب ورداتهم التافهة..

أشاهد الأسي في عين البعض(أنت يادينا فعلا) لكن لم يعد بوسعي سوي الفضفضة قبيل الفجر..ثم الذهاب إلي السرير وتلاوة بعض مما أتلوه..ثم استيقظ مبكرا ليوم عمل ربما ممسوخ الملامح..ثم أعود لأنخرط في قراءة رواية حمقاء

للأسف أنا أدور في حلقة مفرغة..لأن أخبارا سارة بانتظاري

الحزن زائر من زوار الفجر..ينتقي ضحيته بناءا علي قراءة معمقة لملف المذكور أعلاه
وطبيعة الاستجواب تتحدد بناءا علي مغناطيسية المذكور..وكما تعلمون جميعا ..للمستر "دريني" مغناطيسية خاصة مع أوراق التاروت..نعم ..حامل المنجل..وأحيانا كارت البهلوان




الأحد، 17 يونيو 2007

قهوة الجرسون وليم المختل نفسيا


ومن كان يتوقع أن الأزمة كلها قابلة للانفراج فقط لو تناولت فنجان قهوة من وليم..الجرسون المختل نفسيا.
فنجان قهوة غير طبيعي بالمرة، بعد ربع ساعة من تناوله، كأن الكون يسري في دمي،طاقة غير طبيعية تتولد في خلايايا ، كأن هالة نورانية من فرط الطاقة تحلق حولي ، كأن مجالا مغناطيسيا يسيطر علي الفراغ المحيط بجسدي ، قوة غير عادية بالمرة
لو أرهفت السمع قليلا لاستمعت إلي دقات دفوف قبائل البوشمن ، أنا بالفعل أسمع صياح جاك مع زوجته كاثرين في ريف بريطانيا ،من نافل القول أن أخبرك أني قرأت خواطر سكان القاهرة والإسكندرية و4 محافظات أخري علي الأقل
جسدي يتموج بالطاقة والانتعاش،بالتنبه، بالصخب ،ثمة إشعاع يحيط بي..أقسم علي ذلك
(1)

كانت ليلة عصيبة ،كوابيس من طراز حقير ، حلمت بكلتا الآنستين في كابوسين مختلفين..الاثنتان نعم الاثنتان.

الأولي بدت في الحلم كأنها تزوجت وحملت أيضا !! بينما الثانية اكتفت بالتزوج من شخص اسمه "مودي"!! أه والله هذا ماحدث في الكابوس..والألعن أنها تريد تسمية ابنها _الذي حملت فيه بدورها أيضا_ "حمادة"!

(2)

كان الوغد يكره نفسه ، ركب معي الاسانسير عنوة ،فحملوة الاسانسير مكتملة ،إلا أنه بقلة ذوق وعقل منتهية النظير أصر أن يركب، وحين حاولت نقاشه أخذ يدبدب بقدميه ويقول "أنا عايز الاسانسير يقع ونموت"!!
كان يكره نفسه والحياة والآخرين..كان لزجا وبغيضا إلي أبعد حد..لم أتمكن من التعاطف معه.

(3)

الطاقة التي يموج بها جسدي أنقذتني من الإعياء الشديد الذي تناوب بعض الحقراء علي بثه في نفسي ،أنا الآن قادر علي تجاوز الجميع،لا أدري لماذا تبادرت إلي ذهني صورتي بملاابس كاوبوي ،وقبعة من إياها، ومنديل طوبي اللون يلتف حول عنقي ، ومسدس ساقية من الطراز الشهير، وبضع رصاصات ،الأولي من نصيب كائن الأسانسير، في منتصف الجبهة بالضبط،ثم يطرح أرضا في ميتة مقززة ملؤها الجبن ن يرتعد عامل البار أمامي،ألقي له بضع بنسات ثم أخرج.

(4)

لن أستغل باقي الرصاصات ،فقط سأذهب إلي الفتاة قليلة الذوق إياها ثم أقول لها بمنتهي البرود :"أنت منحطة"!

أما فتاتي الكابوس سأكتفي بالنظر إلي الأولي نظرة متحفظة كارهة..ثم ألقي في الأرض ببضع بنسات.."مبروك يامدام"!

أما الثانية التي استبدلتني بكائن اسمه "مودي" وتصر أن تسمي ابنها "أحمد" فلن أتمكن من صفعها..إذ يكفي مافعلته بنفسها..لإقط سأقول لها من فضلك لا تسمي ابنك باسمي.

(5)

باقي الرصاصات سأطلقها أمامهم..سأكتفي بخوفهم البالغ..يقفون مكانهم كالأرانب المذعورة..ألآن؟ عالم تخاف متختشيش

(6)

ركبت الاسانسير بمفردي بعد فنجان القهوة الوليمي ،دققت في المرآة..[شرتي أكثر صفاءا..عيناي رائقتان، يبدو سوادهما(أو بنيتهما بمعني أدق) كأمواج مياه وديعة..أشعر بسعادة بالغة..راحة غير عادية.
(7)

لعلها دعوة العجوز التي اصطحبتها في الصباح..
(8)

أول مرة في حياتي أقدر مشاعر الانتقام إلي هذا الحد..أي نعم مندهش من نفسي…رغم أنه انتقام خيالي بحت،لكن لاأخفيكم أني مندهش
(9)

فككت المنديل الطوبي عن عنقي ، وقررت أن أذهب للمختل وليم كلما دعت الحاجة.

الاثنين، 11 يونيو 2007

www.ahmedsays.com سيظل يقولها على طريقته

كل حاجة هتفضل على طريقته

مع اختلاف ان عنوان المدونة مابقاش

ahmedsays.blogspot.com

لكن

http://blog.ahmedsays.com/

لا يؤمن أحمد بهذا الهراء ، و لا يفرق التغيير ده معاه كتير
بس اكيد تتفقوا معاي انو يفرق معانا احنا لما نقرالهو نكتب

ahmedsays هكذا يتكلم أحمد بن الدريني

بدون مناسبة بهديله العنوان ده

و مش في حاجة لأي مناسبة

و أرجو انه يغفرلي عبثي في مدونته


أحمد ، يا ريت تقبل مني الدومين ده بالرغم انه مش فارق معاك كتير

بس اخوك حابب انه يهديهولك ، مش لمناسبة و لا اي شيء الا اني حابب اني اديهولك


ارجو المعذرة من كل اللي بيحبوا أحمد و اللي بيقروله على ركاكة الاسلوب و الصياغة الغير معتادة في المدونة ، عشان مش هو طبعاً اللي كاتب الـ " تمن " تدوينة دي


و بدون إذنه كمان ( عشان اتضح ان ابو حميد سايب الباسوورد بتاعه اللي بيتوزع على اهالي شبرا من سنة )، بس دي دعوة للجميع لقراءة مدونة أحمد الدريني على عنوانه الجديد

http://blog.ahmedsays.com/


إن شاء الله
لك ما تعلمه مني يا احمد
بجد

الثلاثاء، 5 يونيو 2007

سما بنت سامح..وسامح هو خالي


سما طفلة مكلبظة تبلغ 8 شهور من العمر، ومؤمن يبلغ شهرين وربما ثلاثة ،بينما حبيبة ونور تحت الخامسة ،وقد احتفلنا قبل أيام بميلاد معاذ(ربما كان اسمه عبد الله..لا أعرف حقيقة!)
سما سهم موجه لقلبي مباشرة..سما بنت سامح..وسامح هو خالي..وهنا كعب أخيل.
سامح يكبرني بأربع سنوات ونصف، وكانت المرة الاولي التي أري فيها ابنته،سامح ليس واحدا من الذين منحوني البلورة سحرية أنظر خلالها للعالم وانا دون العاشرة فحسب، لكنه أكثر من ذلك بكثير، هو بتطوراته بانكسارته بزواجه بإنجابه تأريخ مباشر لشخصي أنا!
(صوتان صوتك..سيفان سيفك)
باقي الأطفال يخصون ابناء خالتي من أقراني.. والاخوال..وكلهم يدور في فلك العشرينات والثلاينات..كلهم كانوا صغارا أمامي،لكنهم خانوني وباغتوني بهم وقد كبروا وتزوجوا وأنجبوا.

كان شعورا أقرب لافتقاد الشرعية منه للخجل، كل منهم وقد ذهب الي ركن مع أطفاله وزوجته، بينما أجلس أنا بمفردي أحدق في اللاشيء .

أول مرة أشعر أن وجودي في الحياة غير شرعي ، كل منهم كان يضع طفله أو طفلته علي رجله وكأنما يكتسب اهميته وشرعيته من كونه أبا لهذا الملاك ، انظر إلي عيني الطفل الذي يبكي اذا ما حاول أحدهم مداعبته، بينما يلقي بنفسه كلية في احضان ابيه مطمئن البال ليبتسم الأب في زهو مستحق..
سما لا تعرف أني أعرف عن أبيها اشياء كثيييييييييييرة، سما لا تعرف أني كنت أكثر مشروعية في حياة سامح من أي شخص آخر..سما لا تعرف أن سامح لم يعد لي.
سما ملاك..ملاك يمارس أقسي أنواع اللصوصية..يسرق مني سامح..لكنها سرقة مستحقة وشرعية تماما..سامح لسما وسما بنت سامح.
أحب سما لأني أحب سامح،أحب سما لأني أحب سما..أحب مؤمن..أحب معاذ أحب نور أحب حبيبة..لأني أحبهم جميعا..
يعتصرني الخجل..أكاد أمد يدي نحو الوسادة بجواري وأضعها علي رجلي بدلا من أطفالي الغائبين الذين قرروا سحب شرعيتي.

سما دفعتني نحو شعور مريع بالغربة والوحدة..ثم أخيرا بينما سامح يهم بالرحيل تنظر لي نظرة مقصودة ثم تبتسم برقة..
كأن مهمتها انتهت معي..نعم يا سما..لقد نظرت إلي هناك حيث وجهتي نظري..

..هل تعرفون من سما؟
سما بنت سامح وسامح هو خالي

الأربعاء، 23 مايو 2007

حزني مبارك


أعطتني أمي حجاب الشيخ سر الختم، أوصتني ألا أنزعه أبدا، فالشياطين والمردة تحوم حولي، ولربما ينجحون فيما فشلت فيه أم محمود جارتنا الحسادة ،لكن حجاب الشيخ سر الختم قادر علي مترسة جيوش "الناتو" بأكملها ، يقال أن الشيخ سر الختم هوي ذات يوم بيمينه فقطع رقاب تسعة من المردة الأشقياء.

ثم بخرتني وأوصتني بالمعوذتين ، وساحت في الأحياء المتاخمة للمنزل تدس في جيوب الفقراء النفحات المباركة، عسي الحزن يفارق ابنها الأكبر الذي طالما تباهت به إذا ما أزمة أزمت.

مع المتاريس والأحجبة تهاوت المردة أمام عيني ، كان المارد( وهو في طول بيت من ثلاثة أدوار) يخر صريعا أمامي دون أن اتكلم ، وحين حاول أحدهم أن يدفعني نحو سيارة مسرعة لم يتنبه إلي حروف المعوذتين التي تتلوها أمي صباح مساء ، نزلت عليه من السماء كالصواعق المحرقة.

بعدما فرغت الأحجبة والطلاسم من النيل من حشود الشياطين والجنون المحدقة بمجال تواجدي ، آنست إلي نفسي أبصر حزني الهاديء، حزن شجن وليس حزنا مؤلما ، حزن الأولياء والملائكة والمستضعفين والأطفال والأرانب البرية.
فرغت من لقاء براء ، ثم رويت نفسي بمصعب ، وطمأنتها برؤية رفعت، بعدما تلاقت عيني وفؤاد ، (بالبطع تحاشيت ندا وتحاشاني) ، ثم رافقت علاء إلي مكان بعيد.

رأيت شادي فعلمت ان الملائكة لازالت مرابطة في أماكنها السرية ، وأميرة هشام ابتسمت عن غير سبب في وجهي فتأكد لي عن غير طريق أن العطية تدنو مني.

نيرة وعلا تحسنان الظن بي (وهذه علامة من العلامات التسع المسطورة في الكتاب إياه)..ورانا تقول " يوما سيعلو كعبك" وأردفت " حالك حال من يطلب من زمنه ذا أن يبلغه ما ليس يبلغه في نفسه الزمن"..أما داليا فسألتني عن الأربع المسطورات في الكتاب إياه..فقلت لها بنسخ في الكتاب..فأوجست أو ربما طربت.

أما دعاء فقد ذهبت في رحلتها السنوية إلي مدرات وأفلاك بعيدة ، ربما تجد هواري هناك وطلال يسرّي عنه، بينما حنان تترقب.

حزني ليس مؤلما، بل له شعور الخدر اللذيذ..فحزني ليس حزنا كحزنكم...حزني مبارك.

الاثنين، 7 مايو 2007

هيكل..بعادك علي بالي


(صورة للأستاذ هيكل مع الأستاذ أحمد الدريني..طبعا الاستاذ هيكل هو اللي علي اليمين..ده للي ميعرفوش..نيهاهاهاهاهاها)

يوما لم أتخيل أن أجالس الاستاذ هيكل مدة شهر كاملا، لكن القدر يتسم بمفاجآته وارتجاله المذهل،أو هكذا معي علي الأقل، سنحكي سويا عن الأستاذ هيكل كثيرا، في تدوينات قادمة، تليق باتساعه الانساني الرائع، وشخصه اللطيف الودود الذي يختفي وراء تلال من تفاصيل المجد، ويتوه منك في أخاديد السياسة والصحافة، أودع الاستاذ في نهاية كورس حافل، غير مصدق أنني لن أراه ثانية،إلا أن تتواطأ معي الظروف مرة أخري.

********************


لكم أن تتخيلوا أني لن ألتقي صباح مرة أخري،صباح لمن لا يعرفها تكتب علي يديها كي لا تنسي، وتباغتني من وقت لآخر بقطعة شيكولاتة ، وحين تلمح أني حزين بعض الشيء تتفاني في مساعدتي ، أي نعم أحيانا لا يمكنك تمييز جدها من هذرها..إلا أنك حيالها ستشعر بامتنان بالغ.

***********************
(هل قلت لكم أنني أحكي عن ذكريات دورة مؤسسة هيكل بالتعاون مع معهد طومسون؟)
*********************


في الركن الخلفي تجلس بجواري "مريم"…الأرنوب الملائكي الهاديء..أحيانا يجلس بيننا هشام علام، هشام انبعاث حي للأبالسة القدامي، من هذا الطراز الذي أغوي بني اسرائيل، وورط نيرون في حرق روما..إلا أنه أجدع وأظرف ابليس ستلتقيه علي الاطلاق..علي يدي هشام انت مجبر علي احترام الخطيئة.

***********************
( لم أذكر أن عمرو غربية الشاب الدمث الخلق كان المترجم الهمام الذي قام بأعباء الكورس)
*********************


أما الأب الروحي هشام يونس فمن الممكن أن أبكي فعلا لأني لن أراه بصفة دورية مرة أخري،هشام يهتم لشأني كثيرا ويدعمنني معنويا علي امتداد أيام الكورس،وحين يتأخر أحدنا صباحا ، يعمد هشام الي تعطيل سائق الاتوبيس حتي يتسني لنا جميعا الوصول للقرية الذكية بأقل الطرق كلفة في الجهد.
**************
(وطبعا لم أحك عن فاطمة بعفويتها وطيبتها وتفانيها في الترجمة ومساعدتنا من وقت لآخر، ويظل اعتزازي الخاص بها كون أولي أوراقي في مؤسسة هيكل تم تصحيحها بواسطة فاطمة)
******************


أما عن كمال مراد وسامي كمال الدين فإن المأزق سيصل إلي ذروته، ولا داعي لذكر الأسباب هنا هذه المرة!!،صمت نهال المريع قادر علي محو صخب كمال وسامي.
كذلك سيكف علاء كركوتي عن إثارة هلعي يوميا بنظراته المتفحصة ،وهواية الصمت التي يمارسها إلي الحد الذي ستتيقن معه أنك مع قاتل تسلسلي وليس مجرد صحفي في دورة تدريبية.

******************
(يظل تعرفي علي الاستاذ هاني شكر الله أروع ما حدث لي خلال هذا الكورس، هو ليس وديعا وملائكيا فحسب، لكنه ذهنية متقدة لأقصي الحدود ، لن يبخل عليك بشيء ، تشعر أنه الرجل الصح في المكان الصح، قبل أن أشكره علي شخصه، أشكر الاستاذ هيكل علي روعة اختياره)

************************

أما محمد شعير(في ارتكانه الي الوحدة والجلوس علي الكرسي الفردي في الاتوبيس) سيظل في ذهني ماثلا لفترة طويلة، لأنك قلما تنسي أولئك الذين يشعرونك بنضجهم وأنك لازلت وغد صغير تحبو في الحياة دون أدني خبرة.

علي شيخون أحضر لي أجمل هدية من بلدهم الطيب الجميل في الصعيد، لا تسألني لماذا ساتذكر شيخون بالتوازي مع ابتسام، أي نعم لا علاقة بين الخبز الشمسي الذي أحضرني شيخون إياه وبين اعتداد ابتسام البالغ بشعرها، ومنادتها لي من حين لآخر "يا بتاع العربي!!" ، لكني سأتذكرهما سويا.

أما خالد عبد الرسول ومنظاره الطبي ، فإنهما يقعان في نفسي موقع التوقير الذي أكنه لمحمد عزام وأخلاقه (الفرز أول) ، أي نعم ستزاحم ضحكة علاء الغطريفي الصاخبة ذاكرة أذني، إلا أن صوت علي زلط سيظل أكثر إزعاجا ( وأجدع سلام للمصري اليوم يا رجالة).
يتميز نادر طومان وصلاح ومحمود وحازم ومحمد أبو زيد وطارق أمين انهم لا يثيرون دهشتي، لذا فهو شيء يستحق التوقف ولو قليلا إذا ما عرفنا أنني في حالة اندهاش دائم!
إيمان عبد المنعم هنالك بجوار داليا( هل ذكرنا رحاب؟)، يجلسون في هدوء ويرحلون في هدوء..لذا أنت مجبر علي احترامهن.

*****************

في النهاية أظل ممتتنا لنك جوردون الصحفي البريطاني الرائع الذي قام بتدريبنا علي مدار شهر متخم بالتفاصيل والاحداث، نيك ملامحه تشبه ملامح الساسة البريطانيين، إلا أنه يتسم بخفة الدم، وأنه ينطق إنجليزيةتثير استغرابي، دفعتني للتبجح أكثر من مرة والحلفان بأن الانجليزية هي اللغة الثانية لهذا الرجل!!

أما زاهرة حرب وحضورها اللطيف فليس لي سوي ان أمتن لها بعمق، وألومها(أو ألوم الزمن) علي صور مجزرة قانا التي درسناها معها،والتي كانت بطبيعة الحال شحنة نفسية بالغة الصعوبة أكثر منها درسا أكاديميا، زاهرة نقلتنا الي قلب بيروت طوال شهر كامل سواء بلبنانيتها المرحة، أو بالمقالات الصحفية الي تدراسنها، لم تكن دراسة فحسب، بل كانت أجواءا رائعة من الكتابة المنسوجة بدقة علي ضفتي لغة بالغة الجمال.

شكرا زاهرة شكرا نك

شكرا أصدقاء الكورس....
ولا يفوتنا شكر الاستاذة نورا..الجميلة الروح..الوافرة الجهد
*****************

الصورة الأولي تخص فريق الكورس، مع الاستاذ هيكل ومع الصحفي البريطاني المرموق أندرو نايت،وكان مقر الكورس قي القرية الذكية، منعقدا من منتصف ابريل وينتهي هذا الاسبوع، دعواتكم بقي..)

السبت، 21 أبريل 2007

أنا وبوذا نكره روتانا سينما


بوذا يكره شركات الإسطوانات المدمجة
لقد عبثت بكلماته
تراتيل بوذا استحالت إلي أصفار وآحاد مكودة
تجردت الكلمات من قدسيتها
وحولوا بوذا إلي أيقونة في ماي كومبيوتر
التاريخ والجغرافيا والقداسة استحالت إلي هراء
شرقك يا آسيا لم يعد يحمل رائحة بوذا
*******
أنا أكره روتانا
روتانا تعبث بأفلام الابيض وأسود
تعرضها بصورة ممنهجة
وعلي أساس واضح
فالشهر الحالي شهر اسماعيل يس
أو ربما شهر هند رستم
وقد يكون أيضا شهر الأفلام الكوميدية
روتانا تسخر من ماضي أحمد الدريني
تبدد لحظات الانتظار
حين كان ينتظر علي القناة الثانية (العقيمة) أفلاما تنبض حيوية
روتانا اشترت كل شيء
وذهبت بلحظات التشوق والانتظار(لهذه الأفلام البديعة والبلهاء أيضا)
الأفلام متاحة الآن
ربما أرخص من ذي قبل
***********
لم تعد تراتيل بوذا تجاوز الحناجر
والحناجر ذاتها لم تعد تبذل جهدا
وأنا أيضا لم أعد أنتظر اسماعيل يس
فروتانا تصل به إلي شاشتك دليفري
**************
أنا أكره شركات الاسطوانات المدمجة
وبوذا يكره روتاناِ

الثلاثاء، 10 أبريل 2007

الجد والجدة ينتميان إلي عالم الله


الجد والجدة في انتظار الموت..أنت تعلم هذا جيدا..ومع ذلك تتقاعس عن زيارة منزلهما الذي يبعد عنك ربع ساعة ليس أكثر،الجد والجدة لم يعد لها مكان وسط اصدقاءك الصاخبين ووسط إيقاع حياتك اللاهث..
الجدة والجدة لايمثلان سوي أيقونات من متاحف الاركيولوجي..تتحدث معهما عن ذكرياتهما العتيقة الضاربة بجذورها في ماض سحيق تجاوزته الاحداث والقوانين والنواميس.

أنت إذ تسأل لا تسأل بغرض الدردشة..فقط تنقب في تاريخ البلاد والعباد..تحاول تحليل نفسية الجد..تنقب في عبقرية المكان الذي ذرعوه جيئة وذهابا من أقاصي الجنوب، إلي أقاصي الشمال..وتعبث في شفرات الزمان الذي يمتد من الاربعينيات حتي اليوم.

تترك الجد يستعرض ذكرياته (التي تبدو لك عبثية فارغة) في استمتاع مصطنع،بل وتدعو الجدة للقصص عن ذكرياتها اثناء غياب الجد، وكأنك بالفعل متماه مع القصص الفارغة عن النخيل الذي يطرح بلحا في حجم الخيار ،وعن العفاريت التي تتخذ هيئات الحيوانات في الحقول وفي الجبال.

وتتمادي في السؤال عن زمن الخيرات الوفيرة والأناس الطيبين..وأنت إذ تسأل لا تسأل بغرض الدردشة مع هذين الطاعنين في السن ينتظران ملك الموت بجسارة منقطة النظير..أنت تسأل لتنقب عن المتعة والمعرفة،تتعامل مع الجد والجدة ومع ذاكرتيهما الثمينة(بفعل التاريخ) كما يتعامل الباحث مع عينته البحثية.

لكن القدر سرعان ما ينبذ أداءك المصطنع وبراجمتيك البغيضة،فيرغمك علي انخراط فعلي صادق في قصص السابقين التي لا يكف الجد الحديث عنهم،والذين يحمل كل منهم لقب "مرحوم"، تتابع الجد بشفقة حقيقية،فالرجل بانتظار اللقب بعد قليل ،الرجل لن يستأذن،الرحيل سيكون فجأة، سيذهب لأصدقاءه الحقيقيين ،سيستمتع معهم بما تراه انت هراءا..لكنه حياتهم بطولها وعرضها.

القدر يتمادي في سخريته منك..فتتعاطف حقيقة مع القصص..وتتشوق لمعرفة النهايات ،التي دوما ما تختلف الجدة مع الجد في تفاصيلها وتحابيشها الأخيرة.

الجد والجد يتحدثان لغة قديمة هادئة بعيدا عن مصطلحاتك الصاخبة،يتحدثون لغة تنتمي الي العصر الذي ظهرت فيه الانبياء والرسل،اللغة التي كانت تتحادث بها الملائكة مع البشر (حينما كانوا يظهرون في عرض الطريق)..لغة ومفردات وقيم تمت بكل صلة إلي هذا العصر البسيط الجميل..قبل أن تكف الاولياء عن استنزال الكرامات ،وإصلاح القلوب.

الجدة والجدة يتماهيان الي ابعد حد مع مسلسل الساعة الثامنة..النوم الاجباري يتحرش بجسد الجد المنهك.

يرتفع شخيره أمام التلفاز،بينما الجدة تصلي هنالك في الغرفة الاخري..صلاة من تلك الصلوات الكثيرة التي لاتكف عن أداءها..
وأنا بينمها في عنفواني أشعر أنني بانتظار الموت وليس هما..
فطوبي للودعاء لأنهم سيرثون الأرض..
ودام مجد الجد والجد...وليت الحفيد يجد لنفسه في عالم الله متسعا

الأربعاء، 4 أبريل 2007

طبشوري الذي لم أقتسمه حتي الآن


لم أمتلك يوما قصصا خطيرا
لي ذكريات في براءتها كما الهدهد حين يبتسم
لاتخدش الشيء المخبأ هاهناك
وحدي دون الأصدقاء
يوما لم أكن خطرا
ودوما موسوم بالطفولة بالغرابة بالبراءة
بالشقاوة والنضارة..الالتفاف علي الحقائق كما يكذب الطفل حين تعجزه الحيل
وكذا أصدق كل شيء كل وعد كل شخص لا أبالي
وحين يوما لم أجد للجيران ابنة كما تنص القصص الكلاسيكية المستهلكة، كنت أرقب من بعيد أي طفلة أخري
عساها تنتقل للسكني جوار منزلنا الموقر والمضفر بالأحاجي والقصص والرسوم الساذجة
فلعلني أحبها كي تكتمل أسطورتي أو لعلنا نقتسم الطبشورالمتاح فنرسم سويا عش طير..طيف زهر..زخ مطر..أي شيء..أي شيء قد يكون ، أو يصلح أن يكون في خزانة الذكري يوما دليل علي أن ماضيّ مفعم بالأحداث الخطيرة والتي تشي حتما بأني موغل في أي شيء مهيب أو مهبب..فكلاهما عندي سواء
ويوم أن صرت كبيرا
رأيت بالونا أحمرا يجول في صدر السماء بلارقيب
فابتسمت،أو انتفضت_علي السواء_ مزقططا
حادثت نفسي أني لازلت طفلا
رغم أنفي
ورغم أنف الناضجين
فأنا لازالت أغفو والبطاطا في يدي ،ولازلت اسأل الأم عن الحلوي المخبأة في أدراج مكتبتي
وكأني مصّر أن تظل ثنايا أحكيتي بلاخطورة أو تهور
وكأني مصر أن تظل قصصي بريئة كما الهدهد حين يبتسم

السبت، 31 مارس 2007

تاج..بأي حال عدت ياتاج؟


وصلني هذا التاج من العزيز محمد حمدي،صاحب مدونة "دماغي" ،وهو لمن لايعرفه واحد من الذين أشعر حيالهم إني كائن أحفوري ومكاني الطبيعي في متاحف الاركيولوجي...لأنه ببساطة بيصمم مواقع وجرافيكس،وأنا ممكن أنزل ويندوز من أول وجديد(بمساعدة الاصدقاء) في محاولة لتعريف كارت الصوت لانه مفيش صوت،لاكتشف بعد معاناة 3 ايام إن فيشة السماعة مش محطوطة أساسا!! الألعن إن كارت الصوت بيلت إن كمان!!


*اسم مدونتك؟


"أقولها علي طريقتي"...ثم أضفت الي الاسم فيما بعد "فالتدوين أفيون الشعوب"

*لماذا اخترته..وماهي نيتك من وراء اختياره؟


اخترته بعد عناء،وبعد استبعاد الكثير من الاسماء، كان في ذهني إن البلوج بتاعي يبقي اسمه حاجة من اتنين.."عفو الخاطر" أو "نهب الصدف"، لكني حسمته (بتأييد من صديقي براء) لصالح "أقولها علي طريقتي".

اخترته لأنه يعبر عن رؤيتي للكتابة..كل ما يقال قد قيل من قبل،المشكلة كيف نبيع هذا الوهم الذي نكتبه، كل ما سأقوله معروف ولاجديد فيه،أنا رهاني أني أقول هذا الكلام علي طريقتي..طريقة خاصة..ٌقد تكون جديدة،مشاكسة،غامضة،مركبة،سطحية..أي شيء والسلام.

فضلا عن أني بالأساس أقف عاجزا حيال قول الكثير من الأشياء،ألجأ إلي التلميح والمجاز، لكنه تلميح ومجاز مصبوغ بصبغتي الخاصة،سيفهمها جيدا المقصود بها.

أما عن الاضافة "فالتدوين أفيون شعوب"..ربما لأنني اكتشفته متنفسا يمكن ان يستوعبنا ويستغرقنا..بافراحنا وأتراحنا..بصراخنا.. بهمسنا..هو نوع من الفردوس المؤقت..أو مصحة نفسية في الفضاء السيبري..البوح وسيلة العلاج..والتعليقات هي لمسات الطبيب الفنية علي الحالة


*هل فكرت في إغلاق مدونتك؟..والسبب؟

حوالي أربع مرات،من أول بوست وأنا حصللي مشاكل مع صحابي،كذا مرة يتفهم كلامي غلط،وكذا مرة ناس بحبها تشتبك مع بعض بسبب تدوينة،أنا حسيت إني غبي،وأن مدونتي دي شر من الشرور التي يجب أن تباد.
بالاضافة إن كان في بوست زعل كذا صديق ليا وكل حد افتكر اني كتبته عليه هو،رغم
إني كاتبه عن حد ميعرفوهوش كلهم.

*صورتك في المدونة..رمزيتها؟

لارمزية ولافوزية ،أنا بكره التصوير،ودايما بحس ان اللي بيتصور مش شبهي!! بس الصورة دي بالذات (عدسة صديقي فؤاد) ممكن تكون رمزية فعلا.

فأنا لا انظر بطريقة مباشرة،أنا ألتفت وأنظر ألي أعلي،إلي اتجاه ما ،ربما أؤكد أني أود النظر إلي ناحية أخري غير التي ينظر إليها الجميع ، كما أنني أبتسم (ربما في هدوء)، أظن إن ده بيقول_بصورة غير مباشرة_ إني متصالح مع نفسي ومع الحياة.

طبيعة كتابتك فى المدونه بشكل عام...سياسه ...قصه...عبث...كلام فاضى؟

أنا كما أوقع (أكتب كما لم أكتب من قبل)..أنا بجرب حاجات جديدة في الكتابة..تقنيات وهرتلات وشقلبات وأساليب..أنا بجرب وخلاص..أكتب عني وعن أصدقائي وعن الآخرين الذين كانوا والذين لم يكونوا في حياتي..أيا كان المسمي..أراعي في كل حال أن تكون جميلة بعض الشيء ..أن تكون نابضة..هي بحال أو بآخر تدريب لي علي الكتابة..ما يخرج مني جميلا أنا أصنفه تحت باب "الهراء الخلاب"..أما الكتابة ذاتها (جمالا وقيمة) التي أطمح فيها..فلم أكتبها بعد..لازالت ألهو حتي الآن.

فضلا عن الشعور الممتع بالعبث وعدم الالتزام،فأنت تلهو بعيدا عن الصحافة والبحث بقواعدهم وصرامتهم،أنت هنا حر،لارئيس عليك في العمل كي يطالبك بتلافي خطأ ما في الكتابة أو استيفاء معلومة ما وكما يقول درويش (كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي في هذا الزحام بلا رقيب منك أو من قارئ! فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون كما تكون ... فلا صديق ولا عدو يراقب هنا ذكرياتك )...

لماذا دخلت عالم التدوين من الاساس؟


كثيرون سألوني..لم لاتدون؟ فدونت!!..لكن هناك ملابسات كثيرة..فكل أصدقائي تقريبا يدونون..وكل الناس بقت بتدون(هي جت عليا أنا؟)..لكن الحدث الفاصل فعلا كان ليلة شتوية باردة حزينة ..
كنت ع المسنجر مع دعاء عادل ،وقاعد يائس من الدنيا ،دخلت علي مدونة زرياب(أنا
أندهش منه وأقدره جدا) قرأت تدوينة استفزتني(علي نحو إيجابي)..بعت اللينك لدعاء..قالت لي..أنا حاسة انكم انتو ال2 فيكو شبه من بعض..قلتلها تخيلي هو كمان برج الحوت..قعدنا نتكلم وأنا مشحون..قلتلها ممكن تستني ربع ساعة؟ قالت طيب...فكتبت أول تدوينة لي (هادئون..هادئون...هادئون)..فأصبحت مدونا..بالتماهي..بالاستغراق...أو بالتورط.

احلى جمله قيلت لك فى وصف مدونتك؟


دعني أحتفظ به لنفسي،لقد كان تعليقا علي كتابتي وتدويني،ولربما شخصي، وقد جاء من شخص لايعرفني بصفة مباشرة، أخجل من قوله مرة أخري..لكنه يسعدني كلما تذكرته.

التعليقات بالنسبه لك ..اهميتها؟


كنت في البداية مهتما بها بطريقة غير عادية،مع الوقت بدأت أنظر لها من زاوية أخري،فعدد التعليقات عندي لايتعدي الثلاين تعليقا، وهو عدد ضئيل جدا إذا ماقورن بالكثير من المدونات التي تتعدي ال100 تعليق،فأصبحت أنظر إلي نوعية التعليقات،وشخص المعلق،وكيف تفاعل مع ما كتبت ،وكيف تعاطاه،لا تتخيل مدي سعادتي وذهولي من تعليق بجابيجو التي فهمت بذكاء شديد أن مشكلتي هي الحنين إلي الماضي والتعلق به بدرجة شديدة.
هناك تدوينات تخيلت ان عدد التعليقات فيها سيكون كبيرا ولم يحدث،والعكس صحيح،
لذا فالعملية في النهاية عملية نوعية كما قلت.
التعليقات أيضا هي اختبار لهذا الجمهور واختبار لنفسي ولما اكتب،كيف يفهم،ماذا يعجبه؟ ماذا يثيره؟ ماذا يستفزه؟ وهكذا..أستكشفهم واستكشف نفسي.


احلى بوست كتبته ...ضع اللينك ..ثم اذكر لماذا؟


يصرون أن أجمل بوست هو الأول (هادئون..هادئون ..هادئون)..أما أنا فأعشق بوست "عاد لتوه وحدثني كأسطورة ضاحكة"..يعجبني فعلا وأعتز به دون مبرر واضح بالنسبة لي علي الاقل، وهناك بوست آخر أحبه جدا لأسباب خاصة " نبأ مما لم أقصصه علي نفسي بعد"


أفضل مدونة قرأتها؟


أنا أعشق مدونات أصدقائي ،أميرة حسن عندما تتجلي ،دعاء حين تباغت،علاء حين يصدق ،شيماء حين تحكي ،براء حين يحنّ ،فؤاد حين يفكر ،ندا حين ينتقي ، علا حين تتمرد، هواري حين يوارب باب المقبرة ،أميرة هشام حين تتساءل في خبث(وبراءة)
،مصعب حينما يكونني وأكونه..
خارج نطاق أصدقائي،أحببت مدونة وئام (سخرية القدر) لأني تلمست فيها ملامح
"مشروع"..ربما ممنهج..ربما عفوي..لكنه متميز جدا وناضج جدا..
فضلا عن احتفاظي بنوع من الود الخفي لزرياب،واحترامي ل "كائن العزلة الوحيد"،واكتشافي ل "ميمو"،ونوبات الدهشة التي تتلبسني حين أزور "نور"..وبراءة "دينا فهمي"..وإحالات "مريم".

أفضل بوست قرأته؟ وضع لينكه..


مش هينفع أقول اسمه ولا لينكه ولا هو فين..لأنكم هتفترسوني لو عرفتم!!

حد قل ادبه فى التعليق..ايه رد فعلك؟


محدش قل أدبه عليّ شخصيا،لكنه طال شخصا غيري كتبت عنه (حزينا ومتألما ومعاتبا ومؤاخذا وربما جالدا)..وساعتها رديت علي المعلق المجهول بشدة.

أسوأ مدونة؟


ممكن تفهموني غلط..بس طبعا محدش بيقول علي مدونة أنها أسوأ مدونة،لأنك لو أفضل من شخص مش هتتنطط عليه ،وفي نفس الوقت مدونات الملحدين والمثليين لاتسثيرني للدرجة،بل العكس أنا أقرأها بهدوء،وأقرأهم علي ضوئها ،وأفتش في أفكارهم،وإللي يغيظك يا اخي أن ولاد الكلب بيكتبوا حلو أوي
!!
أسوأ مدونات من وجهة نظري هي مدونات الإخوان..لأنها بتمثل إنها مدونات!!

لازالت محكومة،لازالت التجربة الانسانية مش ظاهرة،فضلا عن انعدام التجربة الفكرية تقريبا (من وجهة نظري)،وأتوقع إنها ممكن تبقي من أفضل المدونات مستقبلا ،إذا مافرضت الوسيلة نفسها عليهم،إذا مافرض التدوين عليهم البوح، والتفكير بصراحة والجهر بما يخفي كل منهم بداخله تجاه كل شيء،ساعتها ستجد نفسك أمام تجارب انسانية مش طبيعية،بدلا من التدوين الذي يبدو تدوين لأجل الاحتشاد ليس أكثر!!

أسوأ بوست..أسوأ مدون؟

أسوأ بوست برضه مش هينفع أقول عنه لأنه بوست سافل ميستحقش إني أتكلم عنه ولا أحط لينكه المدنس عندي..

أما أسوأ مدون فهو الذي يهرتل ويطالبك أن تتفاعل مع هرتلته..متطلعش منه بفكرة مفيدة ولاكتابة حلوة،لايثير بداخلك تساؤلا،ولايبعث بداخلك آهة..مدون سمج سخيف..وطبعا اكيد مش هقعد اتابع في حد علي الشاكلة دي يعني و أقول عليه!!

تدي التاج ده لمين؟

أعطيه بالترتيب لصديقي أحمد فؤاد عشان يدون لأنه مكتبش من زمان..ولأحمد ندا كي يكتسب المزيد من العداوات (نيهاهاهاهاهاها)..ولعلاء القمحاوي عشان أشوفه هيتلامض إزاي..

الاثنين، 26 مارس 2007

محاولة اختطاف خائبة..ومخبرون ولكن أغبياء


الكوفية السوداء هي السبب..لامراء في هذا..لامراء..
وشادي كان يؤكد لي دوما أن شكلي شيوعي وبتاع مظاهرات ونضال
***************
بالأمس اتصل بي استاذ خالد ليطمأن عليّ
إذ تسربت إشاعة تنبيء باختطافي أثناء المظاهرة
أية مظاهرة وضد ماذا؟
لا أعلم..
لكن كان هناك مظاهرة من تلك التي تقام من حين لآخر في وسط البلد..
ويبدو أن بنأ الاختطاف كان نذير شؤم أو علامة

****************
أمام مكتبة مدبولي منتظرا صديق ما ليشتري بعض الكتب،ثم نذهب لعزومة عشاء معتبرة..
مرتديا الكوفية السوداء التي أكد لي البعض أني ازايد أثناء ارتدائها علي ثورية وحالة تشي جيفارا ذاته..
التف حولي أربعة مخبرين أو خمسة..
اقتربوا مني وأحاطوني،وأخذوا يلقون بالقرب من أذني بالتهديد والوعيد..
مخبر رقم واحد(يتسم بالاستعلاء ويمتلك نظرة فاجرة):شكله من صحابنا إياهم
مخبر رقم اتنين(غبي يحاول أن يبدو شريرا):إيه يعني هنقوم بالواجب؟
مخبر رقم تلاتة:هعغهعثبلاوىيسلاغبثصو..

نظرت نحو رقم واحد صاحب النظرة الفاجرة(عينان خضراوان وملابس غالية الثمن!!)..
أنا:حضرتك بتكلمني؟
رقم واحد(صاحب النظرة الفاجرة):حد وجهلك الكلام؟

نظرت أمامي ووقفت في منتهي الهدووووووووووووووووووء،مصرا أن أظل في وسط دائرتهم اللزجة والسخيفة..
نظرت نحو المخبر رقم اربعة(أكبرهم سنا)..نظر إلي هو الآخر محاولا استجلاء أيا مما يدور بخلدي...
بينما المخبر رقم تلاتة يتابع بغباء،ورقم خمسة كان هامشيا لدرجة اني مش فاكره

***********
مزيج من الاستفزاز والكراهية والقلق أخذ يعتمل في نفسي،ثم قررت أن اتعامل وفق خطتي الأثيرة.."النظرة المراوغة"..
أحيانا أنظر إليهم بسخط،وأتحرك وكأني سأحتضنهم ثم أشد فتيل الحزام الناسف..
أحيانا أنظر وكأني أهبل وعبيييييييييييييط وطييييييييييييييييب ومش فاهم حاجة..
أحيانا أنظر بتعاطف(حقيقي) معهم وإشفاق عليهم..
تدريجيا نسوا الفريسة التي يلتفون حولها..
مخبر رقم واحد(صاحب نظرة فاجرة):شوفت بيقولوا إيه..ياعريس الدولة ليك شنة ورنة..
مخبر رقم خمسة(أكبرهم سنا):غعةىلاراناللنثالهةىلانثقغنلايؤسغص
مخبر رقم اتينين(مزايدا):ععغفصفثةىلاريووستيرحقث
مخبر رقم واحد:نتانلابيعهغقفه..
(أبديت ذهولا كطفل صغير مبهور ببطولاتهم وحديثهم عن الضباط والضرب والاعتقال،في محاولة شريرة من صحفي غتت،وممثل نصف ماهر لاستدراجهم في المضي قدما في هذا الحديث)
مخبر رقم خمسة(متحدثا عن جهاز أمن الدولة):مبقاش زي زمان ياعم..بقينا زي المؤسسة..عليا النعمة انا لما جيت اخر الشهر طلعت له ورقة فيها 12 اسم بعناوينهم عشان محدش يقوللي حاجة..ياعم الشغل مبقاش زي زمان
نسوني تماما بعدما أخذوا يستعرضون قوتهم وبطولاتهم الوهيمة أمامي،وكل منهم ظنه أنه ملأني رعبا،بينما أنا أسخر منهم،وقلبي يطفح مرارة علي حال مصر وحال اللي عايز يعيش فيها...
جاء صديقي بعد دهر قضيته في مركز دائرة قوامها من المخبرين الاغبياء،دخلنا المكتبة،خرجنا بعد عشر دقائق،ولازالوا في دائرتهم الوهمية التي غادرتها منذ عشر دقائق،ولازال الحديث عن العقيد فلان والعميد علان!!
استدرت مودعا..
(وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون)
موثقا بيني وبين نفسي عهدا ألا أرتدي الكوفية السوداء مرة أخري..

الأحد، 18 مارس 2007

الفراشات تقترب من العتمة أحيانا


عندما شاهدتني بالملابس البيتية،أثناء مشاركتي لهم تتنظيف المكان إياه،ابتسمت إليّ واستغربت وشردت قليلا،بعد ساعتين تقريبا من العمل المتواصل في التنظيف،وأثناء احستاء الشاي المنعنع،قالت لي:تخيلتك في منزلنا(باعتبار ما سيكون)،الملابس البيتية جعلتك أكثر ألفة وقربا لي،تخيل يا أحمد..هذه أول مرة أراك بدون حذائك الأسود الجلدي..اليوم أشعر بك أكثر
ابتسمت ثم زاولت مهامي في التنظيف مرة أخري،متعمدا هذه المرة أن أعمل حافيا...

___________


رغم أنه طلقها منذ خمسة عشر عاما،إلا أن فرح ابنهما شريف جمعهما معا، بعد ساعة وربع من بدء الفرح في بيت العائلة،استغرب شريف اختفاء أبيه وأمه،استأذن ثم ذهب ليبحث عنهما،وفوق سطوح المنزل،كان ابيه نائما،يسند رأسه إلي حجر أمه كما كانا يفعلان قبل خمسة عشر عاما...

اقترب في توجس،الأب يحدث الأم(المطلقة) عن محمود صبيح زميله في الشغل الذي أصبح بفعل الواسطة والأسفنة..مديره في الشغل،ويعترض علي زواج بنت اختها من محمد صبري لأنه ندل وجبان...
بعد ساعتين غادر المأذون الفرح وكانت قد تضاعفت أجرته..

__________


كانت تقولي لي،كلماتك غريبة يا أحمد،تنقلني إلي عوام مؤسطرة من الخيال،عوالم موازية يا أحمد..فاهمني؟
كنت أكتفي بالابتسام..
أقول :ربما..
لكني لا أعرف لماذا أشك في حبك لي،أو أشك في دوامه،أظن أنه لن يطول...ما يأتي بغتة يذهب بغتة..وأنت هدية سماوية مباغتة من تلك التي يستحيل أن تدوم طويلا..
تنظر لي بغضب وحزن..
بعد دقيقيتن يمتد ابهامها ليمسح دمعة متدفقة أسفل عينيّ البنيتين(أحيانا)..
قالت:بحبك وغصب عنك يا أحمد..
قلت الزمن بيني وبينك..
وبس الحكاية خلصت هنا ياجماعة!

___________


كانت تنظر كثيرا إلي الصورة التي رسمتها لها بالفحم..
لم تكن تعلم أن كل شيء يمت لك بصلة،يحمل جزءا من روحك..
فمهت بعد ثلاثة شهور سر استيقاظي غير المبرر ساعة الفجر..
لقد كانت تنظر إلي صورتها يوميا ساعة الفجر..
ثم تمرر يديها علي إمضائي أسفل الرسمة..

أعددت نفسي كي أجهر لها بمشاعري وبعنف، من الممكن بصوت عال وصاخب أيضا..
مجرد رؤيتها كفيلة بأن تصادر علي الكثير من الشجاعة..
فضلا عن أن طبعي هو الانتظار دون تقدم،فضلا عن تأخر الثقة في النفس..
ربما أتقدم مع رؤية قليل من النور..
لكن النور يطول انتظاره..
المشكلة أن النور يأتي من كافة الاتجاهات إلا ناحيتها المجدبة تجاهي...
لا يهمني كل الأنوار التي تتناوشني..
نورك أنت فقط..
صديق لي أكبر سنا وخبرة،قال لي لاتقترب من النور لأنك مثل الفراشات..تحترق بالاقتراب..
شردت منه..ثم قلت هي الفراشة..لكنها ياللمفارقة كانت تقترب من العتمة..
ويبدو أنها تفهمت غلطتها..
لن تقترب من العتمة مرة أخري..
لن تقترب..

الثلاثاء، 13 مارس 2007

التواطؤ مع فيروز لم يعد ممكنا


لم أعد قادرا علي التواطؤ معها أكثر من هذا
فيروز..نعم فيروز
تثير بداخلي مشاعرا قاتمة لا أكاد أفهم سببها
كلما سمعتها هذه الأيام،أغمض عيني وأضغط علي أسناني،ثم أذهب بعيدا عن مصدر الأغنية..
*********
"معقول في أكتر؟"
!!أيوة أنا عندي أكتر
*********
"وستغسل يانهر الأردن وجهي بمياه قدسية"
فلتغسل قلبي يانهر الأردن ..سيكون هذا أفضل كثيرا
*********
"سألتك حبيبي لوين رايحين؟"
إذا كنت لازلت مكانك بالأساس ياحبيبي!!
*********
"حبيتك بالصيف....."
لكنك ما أحببتني بالشتاء
***********
"شط اسكندرية ياشط الهوا"
تتلاشي فرصة زيارتك يوما بعد يوم
*********
"عندي ثقة فيك"
أشك
**********
لم أعد قادرا علي التواطؤ معها أكثر من هذا
فيروز..نعم فيروز

الثلاثاء، 6 مارس 2007

ثلاثة أسئلة مؤرقة.. ونضج أشرف ميلاد المستفز..وسر الشرود


إلي وقت قريب كان انطباعي عن نفسي يتلخص في كوني إنسانا مرحا انبساطيا حاضر الذهن رشيق الفكرة...

أكثر من "ميل" علي بريدي الاليكتروني،وأكثر من شهادة(بدرجة لوم واستفهام) تطوع بها لفيف من الأصدقاء تشي بكوني أضحيت مثالا صريحا للكآبة والانزواء والسوداوية،فضلا عن استيلائي الكامل علي نصيب قبيلة بحالها من الشرود والسرحان والتحديق في اللاشيء...

الملاحظة التي تكاتف الكثيرون لأجل تأكيدها ، طالت المدونة وطالت كتاباتي،وطالت تفاصيلي الكبري والصغري،وغلفت أدائي العام..

بطبيعة الحال لا يوجد ما يدعو لهذا الشرود،وتلك الكآبة التي يتحسس البعض ملامحها في ثنايا أفعالي، فحياتي تناوش حدود السعادة والنجاح مناوشات واثقة تتقدم من وقت لآخر بخطي واثقة ثابتة..(يرجي سؤال أحمد فؤاد الدين والبراء أشرف للاستزادة).

تسألني عن سر شرودي؟
تعالي نحك ياصديقي..

ثلاثة أسئلة تنهب ذهني نهبا..
1-هل أنا تكرار فاشل لتجارب انسانية وعملية خاضها سابقون،مروا بذات الطريق التي أسلكها الآن، يقص البعض لي حكاياهم، فأتلمس كثيرا من تفاصيلي المتقاطعة مع تفاصيلهم،والتي تهددني وتهدد خريطتي الذهنية( بمقاييس رسمها) المهمومة باختلاس نظرات عميقة صوب أحداثي المستقبلية؟!

2-بذكائه المستفز يقرأني الصديق والعزيز و الرائع أشرف ميلاد (كان عمو أشرف حتي وقت قريب نظرا لأنه صديق أبي بالأساس!!) فينبري علي الفور في تحليل كل ما يصادفني وما يستشكل علي ذهني البريء،ثم لايتواني في نصحي بانسيابه الظريف والطريف والعميق المركب الذي يبدو وكأنه أعد لي خصيصا(النصح لا أشرف بالطبع)..
قراءة أشروف تستشف خبايايا، تفتش في ضمير الآخرين،تطرح حلولا (عقلانية وتكاد تكون هي الصواب الصحيح في معاركي طويلة الأجل)،فتدفعني لسؤال نفسي..متي سأمتلك زمام نفسي وأستطيع الحسم والبت في (كل) أموري بأريحية تامة مستندا إلي كم من التجارب(كم ستكون خسارتها ياتري؟) يكفل لي اتخاذ كل قراراتي بصورة محسومة ..

3- متي يكف صناع الماضي عن محاصرتي؟ ومتي يكف شخوص حياتي الجدد عن مباغتتي؟..
صناع الماضي(أو صاروا ماضيا بالفعل؟) تركوا لي حفنة من الذكريات المهترئة تعشش في طرقات عقلي،وتحتل الفراغ المرتسم أمام بصري!!
أما أولئك الجدد الذين يدخلون حياتي من وقت لآخر،لايكفون عن صناعة البهجة،يلاعبني بهم الغيب ككارت توازن في لعبة الحياة،يلوح لي بهم من وقت لآخر،بما يعني أنه لديه المزيد..المزيد من الرائعين الذين قد يمحون الماضي تماما بسخافاته وأرقه وتفاصيله التي نالت مني كثيرا...

النزاع الحقيقي بيني وبين نفسي،هو حنيني وانحيازي لشخوص الماضي..وتخوفي من تحول شخوص المستقبل إلي صورة فوتوغرافية لا أكثر في ألبوم هذا الماضي..بل ربما لا أستطيع الانحياز إليهم بالمثل!!