90s fm

السبت، 24 يوليو 2010

دنجل والفرنسية


يتصل بي ليسألني: هل تعتقد من الأفضل أن أشتري عدة بخطين، أم خطين وعدتين؟
لا رهافته تخونه ولا فطنتي تخذلني..هو يريد أن يتحدث معي لا أكثر.
يعتقد أن هذا سيرفع من معنوياتي وسيجعلني أسعد.
أشفق أن أجفوه الرد..أتماهى في اللعبة..وبعد ربع ساعة من التماهي الزائف، نجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة فعلا: أيهما أصلح؟ عدة بخطين ولا خطين وعدتين؟
نصمت لوهلة..وننفجر في الضحك.
......................

ظللت سنوات أدعي ضعف السمع..تجنبا لأكبر مساحة ممكنة للتواصل مع الآخرين
الآن..الحمد لله..أكاد لا أسمع شيئا
...............
تقف الجميلة الفرنسية جواري داخل تلك المكتبة الكبيرة
وقد قرر كلانا أننا سنتواصل رغم أنف أي عوائق لسانية سخيفة
أتناول ورقة وأكتب عليها 1798..فتفهم المغزى وتضحك
تكتب لي تحتها 2010
أطوق ال2010 بقوسين وعلامة ذات مغزى:
)
فتكتب أمامها علامة "صح"
أثمن الذكاء الفرنسي..
.......
تشير الدراسة إلى أن الاستماع لسوناتا (كيه إيت إيت فور) لموتسارت يرفع نسبة الذكاء (ذكاء التصرف في العالم ثلاثي الأبعاد)..
سمعتها كثيرا
ولازلت أنظر للسماء حين يقولون لي : بص العصفورة
......

كان يخبيء الإضاءة التي تنبعث من أسنانه ليلا
ولا يمشي على الماء أمام الناس علانية
كما كان يجتهد في افتعال الأسباب كي يلمس فلانا أو فلانة
كي يشفى سقما في القلب، أو داء عضالا في الكبد
وقبل النوم يقرأ ميكي وبطوط..ويضحك من قلبه على دنجل


الاثنين، 19 يوليو 2010

شهادتي أمام محكمة شمال الجيزة..والله العظيم مبيقولوش الحق


توجهت صباح اليوم لمحكمة شمال الجيزة للإدلاء بشهادتي بشأن "طبيعة" عمل الأستاذ خالد البلشي في جريدة الدستور في الفترة من مارس 2005 إلى يوليو 2006.

شرحت أنا والزميل أحمد سمير حقيقة أن خالد البلشي عمل في هذه الفترة مساعدا لرئيس تحرير الدستور "إبراهيم عيسى"، ولم يكن مجرد متعاملا بالقطعة مع المكان وفقا لمذكرة الدستور (عصام اسماعيل فهمي وابراهيم عيسى) التي تنفي عنه القيام بأي دور تحريري أو إداري، وتجرده من كل مجهود مادي ومعنوي بذله من أجل الدستور على مدار عام ونصف.

التشكيك الذي تطرحه مذكرة فريق الاستاذ عيسى، يدهشني ويروعني.

إنهم ببساطة وبدون مواربة لفظية أو أخلاقية.."يكذبون"!

دعك من أن نفي صفة "طبيعة" العمل عن البلشي، سيوفر على الدستور (فهمي/عيسى) مبلغا معقولا من مجمل التعويض المفترض في قضية الفصل التعسفي لخالد.

لكن ما يشغلني _حد الإنهاك_ هو جرأة الكذب ووقاحة مخالفة الضمير وجسارة نفي ما يدركه الآخرون_كل الآخرين!

حين أقسمت اليمين أمام القاضي، ارتجفت ذراتي، ونسيت كل علاقتي بخالد، ولم أتذكر إلا مسئوليتي الأخلاقية في الإدلاء بأقوال صحيحة.(للصدفة العابرة كنت صائما اليوم).

قلت ما يمليه علي ضميري وتطرقت لطبيعة عمل خالد، والتي أقولها الآن واثقا، أنها طبيعة عمل تتداخل مع عمل "رئيس التحرير" نفسه، أكثر منها قابعة في خانة "مساعد رئيس التحرير".

فقد كان انشغال عيسى برئاسة تحرير الدستور وصوت الامة وبتقديم برامجه التلفزيونية، يحجبه أغلب أيام الأسبوع عن الحضور للدستور، ولم يكن يقوم بالعبء غير خالد بمفرده..(بضع مساعدات هنا وبضع مساعدات هناك من أفراد بعينهم).

شهد شاهد ينتمي لائتلاف (عيسى/فهمي) بأن خالد كان مجرد شاب متعاون يتعامل بالقطعة مع "الدستور"، وأن وضع اسمه على ترويسة الدستور شاغلا منصب مساعد رئيس التحرير كان مجرد تشجيعا ومجاملة من الاستاذ ابراهيم عيسى. (حمرا).

......

ما الذي في يدك يا أمي؟

اسمها السكين يا بنتي.

ماذا نفعل بها يا أمي؟

نقطع اللحم يا بنتي.

ما هو اللحم يا أمي؟

بقرة مذبوحة يا بنتي.

لماذا يذبحونها يا أمي؟

لكي يأكلوها يا بنتي.

ولماذا نأكل يا أمي؟

لنستمر في الحياة يا بنتي.

وما هي الحياة يا أمي؟

شيء عكس الموت يا بنتي.

وما هو الموت يا أمي؟

شخص ذبح شخصًا يا بنتي.

ولماذا ذبحه يا أمي؟

ليأكل نصيبه يا بنتي.

لمَ لا يأكل معه يا أمي؟

خذي قطتك و العبي يا بنتي

عماد أبو صالح (قبور واسعة)

.......

طوال اليوم أحس بالفجيعة، تختنق عبرتي، ولا تكتمل في ذهني فكرة واحدة.."إنهم يكذبون"!

عدت من المحكمة مكسور الداخل، تفهمت _دفعة واحدة_ كيف قتل قابيل هابيل، ولماذا هرب ممدوح اسماعيل، ولماذا كانوا يعذبون أبي في المعتقل..لقد تفهمت الشر كله اليوم.

هذا اليوم حزين جدا.

السبت، 17 يوليو 2010

الشيوعي المسن..ارتعاشة اليد الثورية


الرجل الشيوعي المسن مايزال يدخن بشراهة..

ترتعش يداه ارتعاشة خفيفة (يطلقون عليها أثر السن، ويعتقد بعض شهود العيان أنها نتيجة طبيعية_على المدى البعيد_ لسنوات الاعتقال والتعذيب)

يتحدث معي بحماسة ثوري سابق..عن حتمية حل سلمي

يتكلم كثيرا عن التوافق والتراضي وإيجاد أرضية مشتركة

يقول لي: لا تخرج على السلطان

يفلت التعبير منه رغما عنه، وآه لو سمعه خصومه التقليديين من مبتدعة أن السلطان ظل الله في الأرض

يشدد: كن مستقلا..مستقلا جدا

لكنه هو شخصيا إن كان مستقلا..فبالطبع ليس"جدا".

يبدو لي قد أدرك قانون اللعبة

بعكس شيوعي آخر

مسن أيضا..لكن لثروته أثر بالغ في أن يبدو في السن صغيرا "جدا"..

يحكي لي عن حتمية توزيع عادل..

ينفث دخان سيجاره (يكفي ثمنه لإطعام عائلة من تلك التي يريد أن يدرجها في نظام العدالة الشاملة)

يقول لي: لا تقبل ولا تفاوض

بينما يتلقى من سكرتيرته الفرنسية تقريرا عن حركة أسهم شركاته بالبورصة

أشكره على نصائحه النابضة النبرة

وأبدي إعجابي ببذلته البيضاء الفاخرة..وياقتها الأكثر بياضا على عنقه الغض المرفه

لابد أنه سيحطم الأرقام القياسية..لو وضعوه على ميكنة "قياس النقاء الثوري"..هو نقيُ جدا

يهديني الأول مكتبته..ويقول الثاني قبل مغادرتي المكتب: أشوفك في الماريوت عشان نشرب شاي سوا

الاثنين، 12 يوليو 2010

كسل دودي ودوافع الرحة والفعل



لا يجافي الوصف النظري لي ب"الكسول" حقيقة الأمور، في حين يتعذر عمليا نعتي ب "النشيط".

أنا لا أقوم بأي فعل بصورة عادية، إما أن أتفانى فيه كلية، أو أزهد فيه كلية..لا أتحرك إلا تحت "دافع" وانطلاقا من رغبة ملحة وإيمان عميق واعتقاد مكتمل الأركان بما سأفعله.

أن أتناول قطعة حلوى هي مسألة مبدأ وأمر يرتبط_جدليا_ بحركة الكون نفسه..تناولها له مغزى وتركها له مبرر.

أقوم فأقوم جميعا، يهب كل الكامنين بداخلي، وأرى كل الذين أختزنهم نفسيا وروحيا يتحركون كفريق واحد نحو ال"هدف ما" الذي قررت أن أنفذه.

لا أقرأ كل ما يقع تحت يدي، أستبعد أكثر مما أخوض، ولا أقبل كل فرص العمل المتاحة، أرفض أكثر مما أقبل، ولا آكل الطعام المتاح، أنتقي أكثر مما اضطر.

فقط ينبغي أن أؤمن بما سأفعل، حتى لو كنت موقنا بخطئه، فأنا لا أتحرك إلا بدافع يقيني نحو الشيء الذي أفعله (البركة فورا أو اللعنة فورا).

فقط أعطني الدافع وأنا مستعد لكنس شوارع القاهرة جميعا، أو انزعه مني وخذ أنت المجد(ما شئت منه) واتركني في غرفتي أفعل ما أشاء.

أنتقي ما أفعله بعناية، أحيانا كنت أذهب في الصباح الباكر قبل كل زملائي، كي أنظف مكتبي ومكاتب غرفة قسم التحقيقات بأكملها وأرتب الكراسي وأرش معطرات الجو، بينما أعاف طوال اليوم الاقتراب من كتابة خبر أو تقرير لا يبدو لي مقنعا وملحا بما يكفي.

تورطت في أسفار ومشاكل ومفاوضات لا ناقة لي فيها ولا جمل، فقط لأني مقتنع، وتركت أمورا تخصني جدا، لأنها لا تبدو لي على الدرجة الكافية من الإلحاح والأهمية.

وقفت بجوار المنصة التي ألقى عبرها رالف نادر أحد خطاباته الدعائية أثناء الانتخابات الأمريكية 2008 ولم ألح عليه كثيرا في إجراء حوار صحفي، بينما كنت ألهث وراء شاب أمريكي (طيب وأهبل) يصغرني سنا كي يحكي لي كيف يتعثر في مذاكرة اللغة العربية ولماذا أحب الكشري حين زار مصر ولماذا سأل القرضاوي حين التقاه عن رأيه في مشروب "باور هورس".

مستعد لتكسير جبل ونقله من مكانه وتعبئة صخوره في أجولة وتذويبها في الماء ثم تصنيعها طوبا، ثم طحن الطوب، ثم ذرو رماده في الرياح..فقط لو اقتنعت.

ولن تجد بي فتورا أبدا.

أما المجد الذي يحاول (فلان) إقناعي به، ويبذل كافة الطرق كي أتقلده، فأنصحه بأن يضعه في كوب ماء وليشربه قبل النوم.

هنيئا يا مرعي.



السبت، 3 يوليو 2010

شرابي الذي لم يبتل..الصحفي والخطر


كان يشدد: يجب أن تجيد الاعتناء بنفسك، لا تفسد جهدك الصحفي كله لأجل سبب تافه، كأن يبتل شرابك فتصاب بدور برد قاتل!

رغم كل ما حاول تلقيني إياه هذا المدرب الصحفي العظيم الذي تربى في جنبات مؤسسة إعلامية بريطانية عتيدة، كانت تستوقفني نصائحه الطبية، وسط طوفان النصائح والخبرات التي اختار أن يدربني عليها، إذا ما ألقتني الأقدار يوما لتغطية حرب أو نزاع إقليمي أو ثورة أو حادث شغب كبير.

إذا اختطفوك( المتمردون أو قطاع الطرق أو ماشابه)، فاوضهم بهذه الطريقة، وإذا اختطفوا زميلك فاوض عنه وعنك بذلك الأسلوب.

فلتختر فندقا بالمواصفات الفلانية، ولتختر غرفة قريبة من السلم، ولتملأ البانيو ماء ولتبحث عن مشمع ولتكسر أقرب وأصغر جسم خشبي (بطريقة معينة شرحها لي بدقة هندسية مذهلة) ولترتب أولوياتك لحظة القصف بحيث تنجو بنفسك أولا ثم مادتك الصحفية ثانيا..ولا تنتبه بعدها لأية تذكارات أو نقاط ضعف عاطفية قد تودي بحياتك.

يشرح لي مستفيضا لماذا سأملأ البانيو وفيم سأستخدم المشمع ولماذا سأكسر أقرب جسم خشبي وكيف سأرشو رجل المهام القذرة بالفندق كي يدلني على طريقة هروب مثالية.

أترك كل هذه التفاصيل وأسأله، وماذا عن ابتلال الشراب؟

يقول لي نافد الصبر: ابتلال الشراب في منطقة استوائية كتلك التي ستتوجه إليها بعد قليل (كان ذلك منذ عامين) قد يودي بحياتك. لو لم ترش المادة الحامية من الحشرات ربما تلدغك بعوضة تعصف بذاكرتك نفسها، ، لو لم تصطحب أكثر من 30 غيارا داخليا ففرص إصابتك بالأمراض سترتفع للضعف.

يحضر لي قبل السفر دواء أنتينال المطهر للأمعاء، ويؤكد علي : لا تنس أقراص البانادول والضمادات الطبية والمناديل المبللة.

يمسك حقيبتي الصغيرة ويرص ملابسي فيها بصورة مدهشة، يقبل جبيني ويقول لي: أنا أثق بك فلا تخذلني!

أعود إليه ذات مرة من سفري وقد لدغتني بعوضة تورم لها وجهي، وأعود من سفرة أخرى وقد تناولت شريطي البانادول كاملين، ومرة أخرى وقد تحطمت أغراضي واحتجزتني الشرطة.

يقيم مجمل ما أنجزته من عمل: المواد المكتوبة والمسجلة والصور وملفات الفيديو، فيبتسم ويقول: لأجل هذا دربتك على الخطر!

أكشف عن شرابي الجاف وأقول له: لو أن هذا ابتل لم أكن لأقف بين يديك.

فيقول لي وقد تخلى عن كبريائه كمدرب وعاطفته كأخ: محدش بيموت ناقص عمر يا دودي.

أتذكر كلماته بعد نوبة التسمم اليوم وأقول لطيفه الماثل في ذهني: من لم يمت بالسيف مات بغيره..لكن دعني أصدقك القول.. أنا سعيد لأن شرابي لم يبتل.

الخميس، 1 يوليو 2010

لا أعتب عليك


كيف لي أن أعاتبك؟

أعيد مراجعة الخطاب العاصف الذي أرسلته إليك، فإذا بي_رغما عني_ قد صدرته قائلا:

حبيبي "........"!

اللاوعي يخونني في حبي لك يا أخي..

ألفاظي تخذلني وفضيحتي مستباحة في هواك..

أسوق إليك أسباب حزني وضيقي مما فعلت، لكن حبي لك يضعف من حجتي، وتتداعى أسبابي في لومك حيال هذا الحب المشكل..

___

ويقبح من سواك الفعل عندي..وتفعله فيحسن منك ذاكا

___

لا أخالك تخطيء أبدا..

أنت يا حبيبي تخطيء؟ وتفعل أشياء ليست في موضعها؟ أنا الذي أخطيء أما أنت فلا..