وإني لتعروني لذكراك هزة..كما انتفض العصفور بلله القطرٌ
هناك شيء ما يريد ألا ينتهي في حكايتنا.
السنة التاسعة الآن؟
تفصل بيننا حقائق جغرافية مجردة من المشاعر، ومسافة زمنية تفرش الجبال والصحاري والبحار التي تفصل بين بلدي والبلد الذي ساقتك أقدارك للاستقرار فيه قبل خمس سنوات.
لكن رجفة القلب التي تنتابني حين أراك، لازالت نابضة حية كأنها تكرار مستنسخ من رجفة الرؤية الأولى.
صدقيني لم أعد متصالحا مع الحياة متماهيا مع إيقاعات الكون أعاني من فرط تفاؤل مستفز لكل المحيطين، أنا الآن مغلف بغبار الزمن وحقائق الحياة بكل سخافاتها الممكنة، وكما يقول أمل دنقل :"لم يعد في جعبتي غير الحكايا السيئة".
لكن رجفتي لرؤياك هي الدليل الوحيد على أن نقائي الأول لازال هنا أو هناك، هي القرينة الباقية على أن حياتي يمكن أن تتخذ مسارا آخر غير ذلك المسار البليد الجاف الذي اخترت أن أسلكه طواعية بعد سفرك.
صلبُ أنا بسبب نشأتي، قادر على سحق قلبي، لكن الأمر معك مختلف تماما..ربما لأن الحب "عرفوه بالضعف".
أتسائل كثيرا، هل لازلت تذكرين مشاعري الغضة الغريرة؟ أم أن الحياة أنستك أنت الأخرى أننا كنا حبيبين يوما ما؟ (كنت أحبها علنا وتحبني سرا، اللهم لا تحاسبها على ظلمها فإني به راض).
شخص بصري اليوم حين التقيتك صدفة، وظللت مأخوذا صامتا إلى أن وصلت منزلي، ثم انخرطت في نشيج عميق، يرتجف جسمي كما الطير الذبيح، وتتقطع أنفاسي الطفلة، وأحس نقصا كبيرا في كل شيء.
إلى أن جاء طيف السيدة المهيبة من العالم الآخر.. لمس الطيف قلبي بيديه فأحسست برودة وسلاما..برودة وسلاما..برودة وسلاما.