بيتوتيٌ النزعة أصيرٌ يوما عن يوم.
في السابعة والعشرين والثلث من العمر، ويدنو زواجي، أو إعادة تزويجي من زوجتي، أو تقنين وإشهار زواجي من خطيبتي، أو خطبتي لزوجتي، أو ارتباطي بحبيبتي، أو تزويجي من حبيبتي، أو خطبتي لزوجتي..لا أدري، فلم يعد الأمر يفرق كثيرا من ناحية المسميات، مادامت الأمور متبلورة حد الاكتمال على مستوى الممارسة العملية.
ألحظ المتغيرات الطارئة على سلوكي:
أولا: أتصفح مجلات الديكور وأقف أمام معارض الأثاث المنزلي، وتستوقفني العروض الخاصة من المحال الضخمة (غسالة أوتوماتيك إيطالي+ثلاجة 15 قدم+ ميكرويف ألماني) تقسيط ولفترة محدودة.
بل أفاضل أنواع الغسالات وفقا لسيكولوجية الزوجة ومهاراتها المتعثرة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ( كل ما تجيده هو تحميل تطبيقات آندرويد، لا أكثر)
ثانيا: أنجذب لقراءة موضوعات صحفية حول سلوك الأطفال في سنوات العمر الأولى الثلاث، وكيف يمكن أن تتصرف كزوج مثالي مع زوجتك في هذه الفترة التي تحتاج لعناية كبيرة بالمولود.
ثالثا: أورط نفسي في شراء الخضروات والمستلزمات المنزلية، فقط لأتدبر كيف يصير الأمر، وماذا ينبغي أن نشتريه كي نفعل به ماذا؟
ومن ثم أدركت فائدة الكثير من السلع المنزلية التي لم أكن أدري متى نشتريها ولم (البصل والثوم والزيت والزبد والكمون والملح).
رابعا: أكثرمن قراءة الكتب الأمريكية الرخيصة، حول كيفية إدارة الصراع مع الزوجة من أجل حياة سعيدة، وهي كتب غير عملية، لا تلائم مزاجي ولا سياق الأمور. وتتطور الأمور بعد تطبيق نصائحها لاشتباكات بدنية مع زوجتي التي تعلمت-الجودو والتايكوندو- في ملابسة لا أسامح أهلها عليها.
خامسا: أدرك يوما عن يوم قيمة كنبة الليفنج، وعبقرية الجلوس مع الأصدقاء على المقهى، والسعادة الدامغة لدى سفر الزوجة للإسماعيلية لتهنئة ابنة خالتها بالمولود الجديد، وأتمنى ان تنجب ابنة عمها الأخرى التي تسكن في جوهانسبرج.
سادسا: أفهم دفعة واحدة العلاقة النفسية المركبة بين الرجل ومباريات كرة القدم وقنوات "آنيمال بلانيت" و"ديسكفري" وباقة قنوات الأفلام الأجنبية، فكل هذه المحتويات عبارة عن مخدرات راقية المحتوى، لتمضية الوقت المستنزع من برنامج "النكد المكثف ذي الخواص المتقدمة والتعقيدات اللامتناهية" الذي تعده وتقدمه زوجتي العزيزة.
سابعا: تسكنني حكمة المسنين، من أن الزوجة، مهما تعقدت الأمور معها، ومهما بلغ تعثرها في التعامل مع الميكروويف، ومهما كانت تحصيلها من دورات النكد المتقدم في "معهد موسكو لدراسات النكد الحديث"، هي الأقرب حتما إليك، وهي الناقص من بهجتك أنى ابتعدت أو أبعدتها.
هي وثير راحتك ومحط رحالك ومحل نظرك ومستقر سرك ومستساغ قولك ولطيف ملامستك وبهيج حضورك..وهي ري كل ظاميء فيك.
أحبك متغاضيا عن تحفظاتي التي سأكف عن إبدائها حين نجتمع سويا في العالم الأخروي.