النفس مثقلة والقلب محزون..فلم يعد خافيا أن القاهرة تحت مزاج القوادين...مصر في ذمة أقزام ومخنثين..أيكفي هذا كي أصف لكم مدي انكساري؟..لا.لايكفي فالنكسة تعيد انتاج ذاتها يوميا ولم يعد بي طاقة للانهزام...ما جري يكفي
عزيزي حسن نصر الله يحتفل مع اللبنانيين بذكري النصر يقول لهم "أيها الكرام ..أيها الأطهار..أيها السادة..يامن هزمتم وكسرتم العدو الصهيوني" بينما عزيزي حسني يقول للمصرين "أوكلكم منين؟"..المرار يملؤني فمصر "رخصت".. ، الرجال فصيل انتهي من مصر..والشرفاء خيال علمي محض
أتلكأ في شوارع القاهرة ، تتخطفني المساحيق الزائفة المنثورة علي وجه العاصمة، مصر لم تعد شامخة..القاهرة تبدو كعاهرة مترهلة لا تقوي علي إغواء رجل عنين .. يدوي في أذني الصراخ :"إحنا في زمن المسخ"
مستقبلي يبدو بلا معني ، فمخيلة النصابين القابعين في الأعالي لا تستوعب معني "وطن"
أنا رخيص لديهم، كرامتي بلاثمن ، ومعركة التحديث لابد أن يكون لها ضحاياها، لا بأس من القاهرة 20\50 أو من بيع الأرض (حتي الأرض عندكم رخيصة ياولاد القحبة؟)..فالضحايا لا معني لهم ..( ومن الضحايا أحمد وأمه وأخوه الصغير وفرشاة رسمه وكراسه وعلبة الألوان، وربما أبوه الذي يحب من الفواكه الفراولة، وأخته الصغيرة ذات الضفيرتين)..يسألهم السائل عن الثمن..يحددون الرقم بدقة..يقول السائل وماذا عن البشر..عن المصريين؟ يقول السادة: الثمن يشمل البشر أيضا..وسعر الرجل بسعر إمرأتين أو مايوازي ثمن عجوز وطفلة
لم أعد أشعر برنين خطابات ناصر تهز ما بين الأرض والسماء، لم يعد زكي رستم قادرا علي إبهار الإخوة العرب، حسين صدقي واسماعيل يس في متاحف الأركيولوجي ، يوسف إدريس في قبره مطفيّ العزيمة ، والكتاب لم يعد ممهورا ب"طبع في القاهرة"..وكرة القدم لم تعد لعبتنا ،الأهلي والزمالك تحولا إلي مسخين يعانيان التبول اللا ارادي..
لم تعد مصر قادرة علي انتاج حسن البنا ونبيل الهلالي والمشير أحمد اسماعيل والدكتور عبد الحليم محمود ، وبالنسبة لأم كلثوم "نأسف لنفاد الكمية"..حتي الشيخ الحصري وعبد الباسط ذهبا أدراج الرياح ولم أعد أحتفظ بالتسجيلات النادرة علي شريط الكاسيت المهتريء..ضغطة زر علي الريموت ستحيلني فورا إلي مشاري الراشد..الملائكة لم تعد تصيخ السمع إلي القاهرة...فالقرآن في مصر أصبح مستوردا هو الآخر..وكأن المؤمنين بدورهم أهزوجة تضاهي حكايا الديناصور
مصر عند العرب لم تعد الشقيقة الكبري..ولا القائد التاريخي..هي في أفضل الأحوال البنت اليتيمة سيئة التربية التي تختلس النظر إلي عضلات الشاب الأمريكي المفتول والشبق يملأ عينيها
مصر تريد رجلا...(هل رأيت قبلا دموع الفرسة اذا ما امتطاها في المضاجعة حمار لأن ابنها سيكون بغلا؟)..مصر تريد رجلا فالمخنثون والأقزام يعتدون علي شرفها..مصر تريد رجلا
غدا سوف يولد من يلبس الدرع كاملة يوقد النار شاملة..يستولد الحق من أضلع المستحيل
وتعود مصر مصرا
وتنتشي بداخلي حبات عرق هذا الوطن
فقط..مصر تريد رجلا