90s fm

الاثنين، 2 فبراير 2009

الشجرة البلاستيكية..قراءة في فقه البنوة

صبيحة كل يوم،كنت أجد "كابل" الانترنت موضوعا علي مكتبي ،مثبتا بواسطة الشجرة البلاستيكية التي أضعها أمامي..لم أك أعرف من الذي يرتب لي مكتبي كل صباح،لكني بحال من الأحوال لم أعتقد أنه أحد السعاة.

***

تصر أميرة هشام أن تشاركني مكتبي،أن تؤسس لنفسها وجودا_ولو اعتباريا_ علي هامش المنضدة الخشبية التي يصل طولها الي متر ونصف المتر،ولا أتذكر في أية ملابسات حصلت عليها_المنضدة لا أميرة_ واعتبرتها مكتبي الخاص،ولظروف_لا تحمل أي شبهة ما_ كانت أكبر من مكاتب الآخرين من الزملاء.

أصدقكم القول،لا يبدو احتلال أميرة لهذه المساحة من المكتب أمرا دخيلا علي المشهد العام،لا تبدو كما لو خرقت نظاما ما بصورة من الصور،فقد استحال المكتب _والمشهد_ بمرور الايام ليتحوي اميرة ومعداتها كما لو أن الخيط الوهمي المتخيل للشكل الجمالي_أو المنظم_ للأشياء،ينثني وينساب بحيث تصبح أميرة جزءا من التكوين.

أتاح احتلال أميرة للجزء المقابل من مكتبي،أن ترشوني خلسة دون أن يلحظ أحد(تمرير العسلية مثلا كاعتذار حضاري عن تأخرها في تسليم الشغل،أو الغمز بباكو بسكويت بالشيكولاتة كامتصاص مشروع لغضبي من تلكؤها في إتمام العمل،بونبوناية أو شيكولاتية أو ما شابه،وهي امور أتحفظ في تلقيها من كل من هو عدا أميرة) وفيما تناولني أيا من الحلوي،أنهرها_بقسوة مفتعلة_ بينما ألوك الحلوي في فمي: بس دي كده تبقي رشوة.

تنظر أميرة في ضيق _وقلة حيلة_ وتضطر درءا لما اتهمتها به أن تمرر لي عسلية مرة أخري أو شيكولاتة أو ما شابه..لكن هذه المرة بعد تسليم العمل،قائلة :"هذه المرة لا يوجد احتمال لشبهة الرشوة"..تقولها في تحدي،وأقضم أنا العسلية في تلذذ وسادية.

***

تنخرط أميرة هذه الأيام في "كورس" من ذلك الطراز الذي لا أجد مبررا كافيا للانخراط فيه،بما يستتبع أن تتغيب عن العمل كلية،وهو ما بدا بمرور الأيام مأزق حاد لا أستطيع تحمله.

***

لا ندرك قيمة البعض إلا لدي غيابهم،نظن أننا الأهم في حياتهم بينما _ربما_هم الأهم في حياتنا،نعتقد أننا نغدق عليهم ونتفضل برسم الخطوط العريضة لحياتهم،بينما هم يملأون وجودنا وكياننا بتفاصيلهم الصغيرة.

أميرة التي تقع مني موقع الابنة_وأغلب الظن ابنتي الصغري_،وأقسو عليها بتسرع الأب "المستجدة أبوته"..أناضل لها من أجل حياة أفضل دون أن تدرك هي،أتخيل دوما مستقبلها وقد أضحي أكثر أشراقا.

***

وتثبت أميرة يوما عن يوم أن وجودها يجعلني أنظر للحياة باختلاف،أنظر لها من زواية أخري ربما لا تدرك أميرة أنها هي الوحيدة التي تمنحني إياها.

***

بعدما انخرطت أميرة في الكورس_اللا مبرر بالنسبة لي_لم أعد أجد "كابل" الانترنت مثبتا علي مكتبي تحت الشجرة البلاستيكية صباح كل يوم.

هناك 12 تعليقًا:

Unknown يقول...

يارب الكورس يخلص بسرعه
عشان تلاقي الكابل تاني
والشيكولاته والعسليه

غير معرف يقول...

عودي يا أميرة

تموين العسلية خلص والبنوة الممزوجة بالشيكولاتة ليها وحشة :))))

عفريت يا دريني
هات حتة عسلية بقا

ماهي

اميرة هشام يقول...

لاول مرة ياأبي ..لااجيد شيئا سوي الصمت

...................

الحلم العربي يقول...

نظن أننا الأهم في حياتهم بينما _ربما_هم الأهم في حياتنا

مش عارفة دي صدفة و لا ايه لكن انا كمان بتعرض لنفس الموقف اليومين دول واحدة من أقرب صديقات العمل هتسيبنى قريب و مش متخيلة الحياة من غيرها

انت اختصرت البوست في الجملة دي
بنكون فاكرين نفسنا مهمين عند كل اللى حوالينا و بنعمل كتير علشان نوصلهم الاحساس ده ان الحياة من غيرنا هتكون صعبة مع اننا بنكون بننصب لنفسنا نفس الشباك اللى وضعناهم فيها ألا و هي اننا كمان ما نقدرش نعيش من غيرهم

أدام الله الود بينكما و الشيكولاتة و العسلية و كابلات الانترنت :)))

غير معرف يقول...

فنان مش موظف
;)

واحد يقول...

قليلون هم ياعزيزي من يمتلكون فضيلة البذل..وهذه الأميرة تمتلكها بفرادة البراءة النبيلة..هي في أبجديات روحها تحمل خصائص العسلية التي ترشوك بها وكم أغبطك على هذه الرشوة

Dr.Maha Salem يقول...

من الواضح ان اميرة تعني الكثيييير للكثير
حقا ..لا حياة بلا اميرة

تــسنيـم يقول...

عوووووووووووووووودي يا هامييييييس
قصدي يا أمييييييييييييرة

:)

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

عزيزى وصغيرى الاستاذ احمد بعد التحية
لقد صفعنى مشوار حياتىصفعة لا اظن انى سأصفع مثلها ابدا هذه الصفعة القاتلة تجسدت بوضوح فى انشغالى عنكم وانتم من انتم ..انتم اللحظات الحقيقة الجميلة التى عشتهافى حياتى.. ايضا تفنن هذا المشوار فى آلية الانشغال والبعد عنكم حتى جعلها ميلودرامية ..لا يسعنى القول سوى ما قلته مع خالص تحياتى وتمنياتى لك بدوام التوفيق .. عمك

غير معرف يقول...

اميرة حبى انا.. ع م ك

غير معرف يقول...

tagheer66@yahoo.com
بردو عمك