90s fm

السبت، 13 فبراير 2010

أورجازماه..قصور في وصف الحالة


إذا دبدبت برجلي على الأرض وأخذت أحكها حكا ثقيلا، بينما يداي تعبثان في شعري وتدلكان فروة الرأس بصورة محمومة، وأخذت أقطع أقرب طرقة لي جيئة وذهابا..فأنا إذا في أقصى حالات سعادتي.. "أورجازما العمل".

الشغل بمفرده يكاد يكون ألذ ما أفعل في حياتي، كل موضوع أكتبه هو عملٌ ملحميٌ قائم بذاته، يعني شيئا ما كبيرا بالنسبة لي، حتى لو كان تقريرا صحفيا من الدرجة الرابعة ..عن زراعة الجميز في صفط اللبن.

حين يتم تكليفي بإتمام عمل ما، أجلس مكاني صامتا وقتا لا بأس به، ألتقط أنفاسي وأحس أني في تحد مع قوى كونية أكبر مني بمراحل، أراهن على ضآلتي في مواجهة العملاق الغاشم، أعتمد على حيلتي لمراوغة اليد الباطشة التي لا أراها، أتخيل خيوط الفكرة أمامي، أحاول إقامة علاقات افتراضية بين الأشياء والأشخاص والوقائع، وأنطلق مثلما يفعل كتاب الدراما في كتابة "مربع العلاقات".

كلما نجحت في الإمساك بطرف من أطراف قصتي، تزداد حرارة جسمي، أضطر لركل الأرض وحك الجسد بصورة هستيرية، والنقر على الكيبورد بصورة متوجسة مضطربة.

شيئا فشيء ينزاح غموض الوضع، وتفصح الأفكار عن نفسها، أجدني أنطق العبارات المفتاحية لكل فكرة كما لو كانت نصا قديما أحفظه منذ الطفولة.

أحس ساعتها أني قادر على اختراق أعتى أنظمة الحماية..كل شيء يستحيل أمامي لأكواد (01010011010101010) ولكل كود ثغرته، والثغرة جوار الثغرة صورة واضحة نقية.

كلما أوغلت في الإتمام، كلما ارتفعت حرارة جسدي، ربما مقرونة بلهاث خفيف وتأوه مكتوم..يزداد صوت نقري على الكيبورد، تتراص السطور أمامي بسرعة مدهشة، تفوق سرعتي الشخصية في الكتابة.

وفي لحظة الذروة ..تستحيل نقراتي العاصفة إلى جمل موسيقية تامة، تشبه موسيقى المارشات العسكرية، وتبدو صفحة ال"ورد" أمامي كما لو كانت نسيجا أسودا مزخرفا يرسم نفسه بنفسه على تلك الصفحة البيضاء.. كل شيء ينساب بدقة محسوبة.

(حرارة الجسد/زخرفة الصفحة البيضاء/موسيقى الكيبورد/تأوهاتي المكتومة)..

وفي تلك اللحظة التي انتهى فيها من الكتابة، وأحس تمامها واكتمالها، أضرب على الكيبورد آخر "فول استوب"
بشيء من التعالي والراحة والشماتة والتشفي والفخر.

أتنفس بصوت مسموع، ويرتخي ذراعاى، وأتأمل صفحة ال"ورد" من أمامي بشيء من العطف والحنو، أود لو أن ربتت عليها ومسدتها.

أمد يدي إلى الكيبورد في كسل ودعة ..أضبط جملة هنا أو جملة هناك، إلى أن يستحيل المنجز أمامي شيئا شبه مكتمل.

ساعتها أود أن أتكور على نفسي في وضعية النوم الجنيني _وضع نومي الأساسي هو_مجففا قطرات العرق البادر المتحدرة على جبهتي.

مرتاح أنا الآن..

هناك 6 تعليقات:

MHMD KORNA يقول...

جامد يا أحمد
تصوير دقيق جدا وواقعي

دمت مبدعا

Amira Hassan يقول...

محدش بيكيفني لما بقرا له و بيحسسني بالامتلاء زيك انت و عم خيري و احمد خالد توفيق

أحمد محجوب يقول...

حرام أن يذهب هذا في غير البهجة

El-sanhory يقول...

طيب ده تكنيك رائع، هحاول أنفذه حالاً :D

psycho يقول...

ليا سؤال يا درينى
هو انت اللى ف تيت راديو
اصلى اسمع عنك

غير معرف يقول...

هاااايل.. هاايل .. مفيش كلام تاني يتقال!

جميل قوي التغيير الشكلي للمدونة والخط لذيذ
تحياتي.. وسام كمال