90s fm

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

بخصوص أمر زواجنا الآنف الإشارة إليه ديالا


بسم الله الرحمن الرحيم

حبيبتي ديالا،،
إلى أن يصلك خطابي هذا، من المؤكد أن محبتك ستكون قد تضاعفت بداخلي عشرات المرات، ومن المؤكد أن أشياءا كثيرة ستكون قد جرت في النهر..نهري ونهرك.
آثرت أن أراسلك هذه المرة بجواب خطي بعيدا عن جمود البريد الإليكتروني الذي لا يتيح لك فرصة إبداء التعجب رقم 108 من الطريقة التي أكتب بها حرف "الحاء"..
لا أتذكر هل كان تكرارك لهذه الملاحظة مملا أم لا؟ "أحمد أنت تكتب الحاء كما لو كنت ترسم النصف الخلفي من طاووس شفاف". لكن 107 مرة من إبداء الملاحظة ذاتها كان كفيلا بإثارة خيالي نحو نصف طاووس شفاف.
لن أتطرق هذه المرة للفتاة التي كنت بصدد خطبتها، فقد حكيت لك مسبقا أسباب الفشل، لقد خلق كلانا لكلينا. نقتسم الغلاسة ذاتها والتفاني نفسه والقدرة على المصارحة المستفزة، حتى اسمينا يليقان على بعضهما جدا كزوجين (أحمد& ديالا).
وجدت اليوم بالصدفة أثناء ترتيب مكتبتي، المسودات التي أعددتها لمساعدتك في الحصول على الماجستير، هل تتذكرين الأيام المضنية التي قرأت لك فيها شروح المتنبي " فإن في الخمر معنى ليس في العنب"؟
قدرتك على التداعي اللغوي ليست هي الأمثل، لكنها ستمكنك حتما من إنجاز رسالة دكتوراة حول التوظيف المجازي لمفردات الطبيعة لدى المتنبي وتي إس إليوت.وستصيرين بعدها أستاذة في الأدب المقارن واللسانيات في إحدى الجامعات البريطانية المرموقة. ثم ماذا؟
ثم الكثير من الهراء إلى أن يتوفاك الله.
تعالي هنا إلى مصر، تجلسين مع عماتي وخالاتي وتتعلمين لف المحشي، وآخر النهار سنتداول كل الشؤون الكونية التي تؤرقك..اقتصاد السوق والتدين الجديد والحضارة الفرعونية وفلسفة سارتر..
دعيني أعول على هذا الشعور اللطيف الذي يجتاح كلينا كل مرة نلتقي فيها، دعيني أخبرك أن المتوترين الكئيبين أمثالي لا تخذلهم الطبيعة ولا تتخلى عنهم الأقدار.
أقرأ قصيدتك المكتوبة بفرنسية رائقة كي أحس ألف مرة أنني في أرض غير الأرض وتحت سماوات غير السماوات.أأنا هذا الذي كتبت فيه هذا يا ديالا؟
(مشرق كالشمس، حي كالنبت الأخضر، خفيف جدا كأنه لا يدب على الأرض بقدمين، يكاد يطير ويحلق عاليا، يكاد يرتحل إلى إلهه الذي يعبده في أي لحظة..

يدهشني ذكاؤه..تجتاحني عاطفته..ويستوقفني الشيء المجهول المتناقض في كل ما يقول..إنه الشيء وعكسه كما كل شيء في الكون..من فلسفة كانط إلى مباديء بور..أنا أحبه فحسب).

تعالي هنا..أزرع أنا أرض جدي.. وتلفين أنت المحشي وتقرأين سارتر.
ملحوظة: إذا لم يصلني ردك خلال السنوات الخمس القادمة، سأكون قد تزوجت من ابنة خالتي على الأرجح. وذلك لأسباب كثيرة ليس من بينها دراسة المتنبي.

هناك 10 تعليقات:

Ganna Adel يقول...

أستاذ أحمد الدرينى .. بحب المود اللى بتدخلنى فيه كتاباتك مع ثقتى التامة ان قصدك الحقيقى بيفوتنى فى 82.4% من الأحوال .. بس هى الحالة ممتعة رغم كل شىء

الحلم العربي يقول...

كنت فين بقى حضرتك؟
:)
لا حرمنا الله من كتاباتك
أنا بقول تتجوز بنت خالتك و نخلص علشان ساعي البريد اللى هياخد الجواب هيركب اتوبيس غلط و الجواب هيضيع منه و مش هيوصلها :))

ٍSOU يقول...

زى ما
the girl in the mirror قالت بالظبط...قرات كتاباتك ممتعة رغم انه بيفوتنى منها 90% :S

بنت القمر يقول...

جميل ومبهج
:)

غير معرف يقول...

إشكالية المحشي مع ديالا
إنها لا تعرف كيف يجرؤ امرؤ على أكل هذه الأصابع الخضراء العجيبة ابتداءً
ناهيك عن لفها ورصها وشم رائحة طهوها

الحسينى يقول...

أزرع أنا أرض جدي.. وتلفين أنت المحشي وتقرأين سارتر
يالها من حياة مثالية نزرع أرضنا ونقرأ ولكن بدون محشى أو ربما نلفه معاً :)

VÖltaa يقول...

انا قريت المدونة كلها
احب اقولك
انت معلم
:D

ʚɞ جهيزة ʚɞ يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

(مشرق كالشمس، حي كالنبت الأخضر، خفيف جدا كأنه لا يدب على الأرض بقدمين، يكاد يطير ويحلق عاليا، يكاد يرتحل إلى إلهه الذي يعبده في أي لحظة..

أحمد
:)
أحمد
:)
أحمد
:)
أحمد
:)

لا لا دى مش غلطة مطبعية..انا منبهر..انا مشدوه...ربنا يباركلك فى موهبتك يا احمد

عزة العدوى يقول...

السلام عليكم استاذ احمد:
كلما علت النفوس وتعمقنا فى الواقع والحقيقة كلما قصرت امالنا فى الحياة على الاشياء البسيطة والرائعة فى نفس الوقت كتلك السعادة الفائقة التى تمنحنا اياها زهرة الياسمين برائحتها الهادئة ولونها الصافى.
نضرب فى النهار فى دروب الدنيا ونقرا ونفلسف الحياة ونبحث عن هدف طوال اليوم, لكننا لانحس الهدف الا حينما نلتقى بمن نحب فى آخر النهار حين نفعل الاشياء البسيطة التى نحبها معا.
مدونة رائعة كما اعتدت منك.
مزيج الالم والامل ... الم الافتقاد والامل فى امكانية التحقق. الامل الذى يمنحنا الرغبة فى الحياة من لحظة الى اخرى
اسعدنى بكائى بين سطورك واحساسيك الجميلة
لك جزيل الشكر والسلام عليكم