90s fm

الأربعاء، 18 يناير 2012

تبوء المحاولة دوما بالفشل..أن تحبس أباك

الحياء يكبت الشوق بيني وبين أبي.
نراوغ هذه الحقيقة، بتدبير لقاءات كثيرة خارج المنزل، كي نحتضن بعضنا البعض، كأن في المسافة الزمنية والمكانية لآخرة مرة التقينا، مبرر وجيه لهذا الافتقاد، ومن ثم تنسحب مشروعية كاملة تغطي خجل كلينا من حضن، كلانا في مسيس الحاجة إليه.
العلاقة بيننا متجمدة عند نطقة واحدة برأيه، ومتغيرة كل لحظة برأيي أنا.
يقول لي أنت مازلت صغيرا بعيني، ثم يلتقط يدي-يالهف نفسي على يده- كي يجرني ويعبر بي الطريق، بينما ابتسامة واسعة تجلل ثغري (هل أشاكسه وأقول له أنا لست صغيرا؟).
حين يتحمس-ونادرا ألا يتحمس!- تمتد أنامله الباردة (وفي هذا أمر عجيب، كف يده كأنها قدت من نار! دوما ساخنة حد الالتهاب) إلى معصمي، فأحس كل ما في نفس أبي مصبوب في كبدي.
أرى الزمن يحتم علينا تبادل الأدوار، أن أرعاه هو، وأن يهدأ ويطمئن بالا لأني هناك.
لكني كمن يحاول تكبيل الأسد.
أقول له كثيرا: أنا أفضل منك في كل شيء، إلا أنك أكثر حياء مني!
يغلبه الحياءُ فلا يرد. ولو غالب حياءه لما رد أيضا.
أفتعل معه شجارات كثيرة، كي أرى بريق العصف والعطف في عينيه.
هذا رجل حرق زنزانته ذات مرة، وضرب قائد المعتقل ذات مرة، وركل الذين يعذبونه وهو مقيد وشتمتهم بينما سريان الكهرباء في جسده (تعذيبا) لم يحل بينه وبين الثأر لكرامته.
قال لهم ذات مرة وقد شكلوا لجنة لفحص حالته النفسية، جاء على رأسها قيادي مرموق بالداخلية، لمعاينته في الحبس الانفرادي: يا سيادة اللواء أنا حبست سجنكم بداخلي..أنا حر.
أحاول أن أحبسه داخلي، وأن أقول له ارتح أنت، لكني يوما لم أستطع حبس رجل سجن معتقلا كاملا بداخله.

هناك 3 تعليقات:

نــهـــــــال يقول...

:)))))))))))))

Lobna Ahmed Nour يقول...

يا الله

Zawag alnaddy زواج النادى يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الجميل ** بجد موضوع جميل ومشوق... بارك الله فيكم يا شباب