تنظر لي بعين لائمة كلما هممت رحيلا..
أنظر في عينهيها الطفلتين، وفي مقامي خالا لها، بينما عيناها اللوزيتان تقطران دمعا ساكنا، عند ساعة الفراق..يمزقني آلاف المرات..
خالها أنا، أو في مثل هذا المقام فلنقل.
تارة تناديني: خالو أحمد، وتارة بتخفف محبب إلى نفسها: أحمد..
تبلورت علاقتي معها فجأة، وهي في طور التحول من الطفولة للمراهقة..
أقرص وجنتيها الناعمتين، وألكزها مشاكسة، فتضحك ضحكة بريئة نقية من غير سوء، تنير بوجودها/حبورها كهف روحي الظلمة أروقته.
كالعادة: أحكي لها حكايا خيالية كي تسرح بعيدا، ثم أقرصها فجأة أو أصفعها صفعة خفيفة على وجهها : عليكي واحد!
تقطع خلفي المنزل جريا، ثم أحملها وألقيها علي السرير، وأجري منها ثانية..وهكذا إلى أن يهدني التعب، أو تناديها جدتها الآمرة بغير مفاوضة.
اليوم أمسكت ذراعيها، هزهزتهما، وقبالتنا مرآة كبيرة، وقلت لها: أنت الآن فوق السحاب، اسمعي موسيقى الكون يا حبيبة خالك، واستشعري بياض الأعالي حوالي وجهك، وارقبي من طرف خفي زرقة سماءك، ولتتحسسي صقيعه يتسرب لما تحت إبطيك.. ولتتنفسي ضبابه إذ يتغشاك..أنت فوق هذا الكون يا حبيبة خالك..
أقول لها كل هذا كي تسرح مني، وأخطف صفعة سريعة..
وبينما اتأهب لصفعتي مبيتة النية، أراها تبكي..ثم تميل علي وتقبل وجنتي..
لقد راحت في خيالتي فعلا، ومسها السحاب وجاء برده سلاما على بشرتها النضرة الغضة الخجول..
أقول لها، حابسا دمعي: فداك ملء الأرض رجال كخالك يا بنية..
**
الأخت هي، أو في مثل هذا المقام فلنقل..
أشبه الناس بي كلاما، وأنا أشبه الناس بها لغة..ومن قواسمنا المشتركة: الارتباك حيال غسيل الأطباق وتنظيف المنزل وباقي الأمور التي تحتاج لهؤلاء المخضرمين الذين يشترون كل شيء أرخص مما تشتريه أنت أيها البائس المخدوع دوما.
هي الوحيدة التي ترى معاركي الدون كيشوتية، وتدرك دفاعي السيزيفي عن قضيتي إياها.
لا أتحرج أن أصارحها كيف يعتمل الأمر بصدري، فهي الوحيدة ربما التي تفهم "الآلية" وتعرف من أين تأتي الوجيعة..
يدهشني دوما مساندتها لي وسط المعركة، بكلمات بسيطة..
لأنها تدرك أن احتياجي، ليس إلا كلمات.
(ولا يداوي جرح اللسان إذا عقر، إلا مداواة اللسان إذا طبب)
**
كالأم هي، أو في مثل هذا المقام فلنقل..
يكفي أن تنظر إلى لتعرف أنني جائع..تعد نصف طن ساندويتشات وتضعه قبالتي ثم تبتسم..
فأحس أنني لن تفيض روحي من هذا العالم وأنا جائع أبدا..
**
كالملكة هي، أو في مثل هذا المقام فلنقل..
كل سطوتها الملكية..تدفع عني كل شيء حين أريدها أن تدفع عني..
أهرع إليها حين يكون الأمر على حافة الخطر فحسب، وما دون ذلك دونها..
**
كال....، أو في مثل هذا المقام فلنقل
ولا يوجد شيء كي أقوله عنها.
**
هناك تعليق واحد:
بما إني قاعدة بأولاد أختي حالياً، فمتفهمة اللي أنت بتكتبه جداً في الوقت الحالي..بس لو كتبت أنا من وجهة نظري هيكون كما يلي : التصقت لقيمة الخبز التي بصقها الصغير بقدمها، ثم دخلت قطعة الخيار الممضوغة بين أصابع قدميها،هرس الصغير بأسنانه ركبتيها، و انطلق الكبير في جعيره ليقلده الأصغر بفاصل من البكاء و الصراخ..في النهاية قررت ذبحهم و تعليقهم على خطاف الجزار...تمت
و يا ريتني عندي القدرة الحالمة اللي عندك
إرسال تعليق