يا حبيبتي، أنا أكره الحداثة والتقنية وكل
مفرداتهما بسببك أنت في المقام الأول، ويجيء هذا بمعزل عن مواقفي الشخصية من
الأشياء والأفكار.
دوما تتأخرين على مواعيدنا لأنك تنتظرين
"أوردر" من سوبر ماركت عملاق لا يجيد موظفو توصيل طلباته سوى التأخير
بعد استغراق دهور أسطورية في معرفة أسعار مبيعاتهم عبر مسح "الباركود"
الخاص بكل منتج، دون أدنى مراعاة لانتظاراتي الطويلة على الضفة الأخرى من الكرة
الأرضية.
أنا-شخصيا- أفضل التعامل مع عم حميدو البقال
الذي يحفظ دكانه رفا رفا، ويعرفني شخصيا ويخلط كثيرا بيني وبين أخي المتخيل في
وجدانه الشخصي فحسب (طويل زيك كده وأبيضاني شوية وشبهك!).
عم حميدو بنسيانه أكثر إنسانية من كل حساباتك
"آكاونتس" لدى كل أفرع السوبر ماركتس وخدمات العملاء وخدمات التوصيل
المنزلي، وتلعثمه وخلطه اللامحدود بيني وبين زبائن آخرين كلهم يشبهونني، أكثر
إنسانية من كل أرقام حساباتك الصماء لديهم.
أنا أكره هاتفك المحمول ذا التطبيقات (applications) اللا متناهية.
كل 7 دقائق يذكرك بشيء ما، ليقطع خيط الحديث
بيني وبينك.
يذكرك بأشياء سخيفة جدا يا حبيبتي: (الجو قد
يمطر الآن في الإسكندرية وفقا لأخبار الطقس، انهيار سعر اليورو في بورصة
كولالامبور، مارسي تمارين رياضية الآن، اشربي كوب مياه لأجل صحتك..وهكذا وهكذا إلى
أن تتشتت أفكاري تماما).
وأنا أكره خالتك الرطاطة اللتاتة العجانة
التي تحكي كثيرا عن عملها بالقرية الذكية كما لو كانت القرية الذكية هي وكالة ناسا
للفضاء، وتصر أن تنتزع إعجابي بخصوص أشياء تافهة..(أنا أكره القرية الذكية وكل
العاملين بها وكل التكنولوجيا الحديثة بسبب خالتك هي الأخرى).
أنا أكره جوجل كروم الذي تستخدمينه لأنني حين أقرأ مدونتي من خلاله
أحس أنها مدونة شخص آخر غيري، وأنت لا تستخدمين سواه.
تعالي نلقي هاتفينا المحمولين في ترعة
المريوطية ولنستثمر ما تبقى من عمرينا في زراعة الأرض ومشاهدة عروض خيال الظل
وسماع القرآن بصوت محمد رفعت، وأن نرفه عن نفسينا بمشاهدة أفلام أبيض وأسود.
كلمة السر المفتاحية: ممبار.
هناك تعليق واحد:
في الحالة دي:أحب أعترف بما أني عارفة أن صديقتي اللدودة مش هتقرأ الكلام في مدونتك بالمرة لأنها متعرفهاش..جبانة أنا مش كدة؟ :)
أنا مخنوقة من كل التكنولوجيا و الهلس و اللت و العجن و الصرف الفارغ اللي بتصرفيه في كلام فاضي من وجهة نظري، أنا بحب مسرحيات مدرسة المشاغبين و العيال كبرت- و مش غاوية سينما إيطالي. و بحب الشاي بلبن مش الشاي الأخضر و لا الإسبرسو و لا الحاجات مقعرة الاسم اللي بتجبريني على شربها لما نخرج سوا.مقتنعة أن فيس بوك و تويتر بيض جداً و مش دول اللي هيحسسوني بالناس و الشعب العادي، لكن ماجدة اللي بتنضف البيت عندنا هي الناس الفقيرة العادية.بحب أقعد قصاد محراب ابن قلاوون في شارع المعز مش في سكند كب في المهندسين و هو الحي اللي أتمنى من كل قلبي يتنسف من على الخريطة هو و مدينة نصر.
في النهاية يا ترى هنعرف بس نعيش من غير الناس اللي تعبوا لنا اعصابنا رغم اننا بنحبهم و لا نطالبهم انهم يقبلونا زي ما بنقبلهم
إرسال تعليق