ربما لا يجرؤ كثيرون على قول هذا..لكن الحقيقة التي اكتشفتها عبر عملية ملاحظة منهجية استمرت سنوات ، ولا أستطيع الاحتفاظ بها لنفسي فقط، هي أني.. غبي.
الكلام هنا لايحتمل أي تأويل مجازي..أنا غبي فعلا..هذا الطراز من الغباء الذي يصيب 2% من فقط من أغبياء العالم، ليجعلهم في السلم العقلي الأدنى.
أنا لا أفهم أبدا من أول مرة، ولا ثاني مرة، ولا المرة رقم 43..هناك حائل شبه أبدي بيني وبين الاستيعاب،ألذلك دوما ما كنت بليدا في الحساب؟
أعاني من تردي واضح في القدرة علي القياس والتقدير ومن ثم الاستيعاب..لذلك أنا الشخص الذي يكرر خطأه عشرات المرات ، ودون أن ينتبه حتى_وهذا هو الأخطر_ أنه يكرر نفس الخطأ.. والذي_وياللغرابة_ هو الخطأ الذي لايقع فيه الآخرون بتاتا.
أتسم بحالة نقص معرفي حاد في الكثير من المساحات البديهية، أنا لا أعرف أسماء شوارع القاهرة ولاطرق السير فيها ولا أعرف أسماء المطربين ولا الدعاة ولا لاعبي الكرة ولا جيراننا ولا أقاربي ولا أحفظ أرقام الهواتف ولا التفاصيل الضرورية لإنجاز أي شيء، ولم أفهم حتي وقت قريب معني : (إيجار جديد-عفشة عربية-قانون العمل-الياء ذات النقطتين أسفلها والياء البدون_البدون- الكوميسا-البلوتوث_نحط القرد في الجراب)
أعاني من ضمور في قطاع واسع من المخ، فحتي وقت قريب لم أكن أستيطع التعامل مع ريموت كنترول منزلي، ولا أقدر علي استخراج بطارية الموبايل ولا تركيب الشريحة في الجهاز، ولا تنزيل نسخة ويندوز، ولا القفز من الأتوبيس أثناء وقوفه أو سيره سيرا وئيدا..كما أعاني من عجز شبه كلي في إمساك الملاعق والشوك والسكاكين أثناء الأكل..لذلك ألجأ لأكلات لا تبين مدى العجز الذي يسيطر علي خلاياي.
لا أستطيع القيام بأي عمل منزلي(حتى ولو تركيب لمبة) ..لا أعرف كيف أسخن وجبة ولا كيفية إعداد كوب شاي..وحين حاولت مرة إعداد فنجان قهوة..دلقت القهوة في الفنجان وحطيت سكر وقعدت أقلب..وفكرت لمدة نصف دقيقة..أحط نعناع ولا لأ؟
أعاني من تردي قاتل في الذاكرة، وتأخر مريع في الزمن المفترض لرد الفعل الطبيعي، وأقضي وقتي_ببراعة_ أفكر في اللاشيء.
أجيد _منفردا_ رسم سبعة مربعات طولية وهمية في الهواء وسبعة أخرى عرضية و أقوم بتلوينها بتتابع ألوان قوس قزح( أعاني من عمى ألوان علي فكرة) حتي تمتليء مربعات الفراغ بالألوان المتوهمة.. ثم أقوم بتفريغها من الألوان مرة أخرى، وأمحو ال49 مربعا واحدا تلو الآخر من المساحة التي يحتلونها في الفراغ..مخافة أن يرسم أحدهم شكلا ما عليها ويدمر صنيعي الذي أعتز به.
هامش: على فكرة..مش بهزر