90s fm

الأحد، 6 سبتمبر 2009

أشياء عن الفانلة الداخلية



كنت أندهش في طفولتي من أولئك الذين لايرتدون الفانلات الداخلية، بل ارتبط الأمر في ذهني باستنتاج مؤاده أن الذين لا يرتدون الفانلات الداخلية هم بدرجة من الدرجات "صيع" و"غير مهذبين"..وأن عدم ارتداء فانلة داخلية يعني بالتبعية أن يحمل الشخص في جيبه الخلفي مطواة قرن غزال (فالصيع لايستسيغون المطواة السوستة ويعتبرونها للأطفال فقط).

***

أنا أحدثك عن تلك الأيام التي كنت أعتبر فيها حمل المطواة أمرا غير حميد، وارتداء الفانلة الداخلية من جملة الأخلاق الحميدة.

***

اضطرتني ظروف مررت بها قبل وقت قريب، أن أخرج من منزلي دون ارتداء فانلة داخلية، ومن ثم كان علي أن أواجه المجتمع ب"تي شيرت" أبيض علي اللحم، وقبل مواجهة المجتمع وأنا على هذا الحال كان علي أن أخرس الأصوات الداخلية التي تعتمل في نفسي، المتحسرة علي أخلاقي التي انحطت ومبادئي التي انهارت وفلسفتي الخاصة التي يتهددها العطب.

استغرقتني التجربة نحو أسبوع كامل،اتحسس احتكاك التي شيرت القطني بصدري وبطني، وأراقب الأفكار التي يستثيرها بداخلي، وألاحظ التغيرات التي طرأت علي سلوكي في تلك الفترة، من أول المتعة غير المبررة حين أنظر إلي صدري من داخل التي شيرت، أو تلك العادة اللا إرادية التي صاحبت ارتدائي القمصان علي اللحم، وهي مداعبة المعدة بالأصابع بعد الأكل من خلال الفتحات التي تتخلل الأزرار.

ولم تكن التجربة لتستحق أكثر من أسبوع، حتي أكتشف أنني صرت شخصا أكثر شهوانية (بالمعني الأوسع للكلمة)، وأكثر إقبالا علي الحياة، واشد نهما( في طعامي وشرابي ونومي، حتي ان الأصوات الناجمة عن تناولي الطعام كانت تشبه تلك الصادرة عن الانسان البدائي حين تسعده الأقدار بفخذة ضاني محترمة تم شيها لتوها في النار ، ودوما ما كنت أدلدق علي نفسي من الشراب الذي أشربه) .

***

عادتي التي لا أتخلي عنها مع الفانلة الداخلية هو أن أرتديها مقلوبة حتي لايضايقني التيكت الخلفي الذي أعتقد بقوة أنهم يصنعونه من خلاصة شوك الصبار وبقايا السواطير القديمة.

وأعتقد أن هذا السلوك حفظني طويلا من شرور التيكت .

***

ومن ثم فإن الاستنتاج النهائي الذي يمكنني الخروج به: علينا أن نرتدي جميعا الفانلات الداخلية حفاظا علي المشترك الأخلاقي في البنية المجتمعية، بل أزيد علي ذلك: علينا أن نحشو صدورنا بالجرائد أيضا.



هناك تعليقان (2):

عمرو عزت يقول...

أعتقد يا عزيزي أحمد أن هناك تهديد آخر لهويتنا - خاصة في جوهرها الجواني أو لامؤاخذة الداخلي - يتمثل في موجة التحول من الجيل إلى البوكسر.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ألِف يقول...

لم ترتبط الفانلة الداخلية عندي بالأدب و الصياعة، مثل ارتباط السوتيان عند آخرين بهما

لكن حقيقة، و أقولها بعد سنوات من الاعتبار، أنني يمكنني التنازل عن أي شيء، عن أي قطعة ملابس، ماعدا الفانلة الداخلية "الجيل البيضاء"

الفانلات الملونة، أو تلك السميكة التي بمكن لبعض "الصيّع" أن يخرجوا بها كلها ضلالات

الفانلة الداخلية عندي تساوي البرنطية على البحر، من دونها أحس بالانكشاف و الضياع في البحر