90s fm

السبت، 22 مايو 2010

عشق الأماكن المغلقة..فصل من سيرة المكعب


لدي وله مرضي بالأماكن المغلقة، أحس ارتياحا حين تنغلق علي من ست نواحي جدران غرفة ما.

أحيانا أفكر في تصميم تابوت يتسع لشخصين كي أنام فيه. أمر أمام أكشاك السجائر والمشروبات الغازية وأحسد البائعين المتمترسين داخل هذه الأكشاك.. "ثكنات السعادة".

أغبط جنود الحراسات المنعزلين في أعالي أسوار الأماكن الخاصة داخل أبراج المراقبة، وأحس أنهم يمتلكون العالم.

حين أنفرد بنفسي في البيت، أغلق كل الأبواب والشبابيك، وأستمتع بأكبر "مكعب" مغلق يمكن أن يحتويني وحدي. وأشرع في رسم معالم مملكتي الخاصة، أفـــرش البطاطين في الأرض وأجر المراتب للطرقات وأنثر المخدات في كل صوب، وأخلع عصي المقشات والمساحات وأقلب الكراسي وأربط الملاءات بأطراف العصي. أصنع خيما ورايات، إلى أن يستحيل البيت مكعبات أصغر فأصغر.

يخونني حسي الأخلاقي ويرتبك تقديري السياسي ..أحس تعاطفا مع جدارنا العازل على حدود غزة..دعونا نبني أكبر مكعب مغلق في العالم!

أمشي في الشارع بينما يرتسم حولي مكعب وهمي أعزل نفسي فيه عن العالم وأعزل العالم عني.كل الجدران صديقة لي، فكل جدار يمثل سدس الأمل...أقول له : خمسة جدران مثلك وتكتمل غرفة مغلقة..:مكعب كبيييييييييييير".

كم حسدت أبي في سنوات الاعتقال؟

بيني وبين نفسي أقول هو رجل ماكر، يعتقلونه كي يستمتع بالعيش داخل "مكعب" يحيطه سور طوييييييييييييييييييييل. بل إنه يشاكس إدارة المعتقل حتى يصل_في كل مرة_ إلى زنزانة حبس انفرادي.

بينما في حقيقة الأمر، ربما يود أبي لو عاش في الصحراء الكبرى نفسها..هو في حقيقته رجل مائل للاتساع...عكسي تماما.

حين أجد نفسي في مكان مفتوح ، أقيم الموقف سريعا، أنزوي في مكان يتسع لبناء مكعب وهمي لا يخترق أحد حدوده. ثم أقف سعيدا.

هناك 6 تعليقات:

حامد اسماعيل يقول...

مستحيل تكون السعادة تامة داخل المكعب ولو كانت تامة مستحيل ان تستمر فبعد وقت ربما او دائما ما يكون قصير ستتدخل اشياء نفسية مريرة تحطم السعادة الموجودة داخل تلك الست حوائط .. ان لم تكن اشياء مرئية فستكون مندثة داخل العقل او الروح او الهواء الموجود في ذلك الجو .. دائما ما احترم حروفك وكلاماتك .. متابع وسأتابع دائما باذن الله

فتحي الشيخ يقول...

صديقي الرائع
يحدث هذا لمن يحب ان يصنع عالمه بنفسه ، عالم مليء بشخوص من صنعه يجري علي السنتهم كلام هو انطقهم بها...
كانت لعبة قديمة العبها مع نفسي واستمتع بها، وحاليا ازجر نفسي لكما ظبطتها تلعب هذه اللعبة من جديد وكثير ما اظبطها طبعا، عموماالراحة في الفراغ المغلق - في السكوت - في الحياة المغلق علي نفسها عند البعض، ولكن صديقي اعتقد انه بعد فترة يمكن ان يمل منها الشخص والا ما كانت الحجرات المغلقة عقاب "حبس" عند الجميع

الحلم العربي يقول...

لكل شخص منا مكعبه الخاص و لكن من يخترق مكعب الآخر أولا يحظى بمكعبات كثيرة و من لا يجعل الآخرين يخترقون مكعبه يظل وحيدا طوال حياته
الوحدة و التقوقع شئ جميل للابداع لكنه يعمق المآسي و يجعلها الحياة أصعب

من خالط الناس و صبر على أذاهم ..... :))

Unknown يقول...

انت بجد وللا كدة وكدة؟؟؟؟

m.ali يقول...

حلوه اوى فكرة المكعبات المغلقه....بالرغم من انك اغلقتها اوى لدرجه تخلى اللى جوه ممكن يحس انه محبوس ....المكعب دهده ناقصه عين سحرية

مبدع دون شك كعادتك

غير معرف يقول...

يمكن بتدور على احساس بالأمان مش لاقيه في البراح..يمكن