90s fm

الاثنين، 12 يوليو 2010

كسل دودي ودوافع الرحة والفعل



لا يجافي الوصف النظري لي ب"الكسول" حقيقة الأمور، في حين يتعذر عمليا نعتي ب "النشيط".

أنا لا أقوم بأي فعل بصورة عادية، إما أن أتفانى فيه كلية، أو أزهد فيه كلية..لا أتحرك إلا تحت "دافع" وانطلاقا من رغبة ملحة وإيمان عميق واعتقاد مكتمل الأركان بما سأفعله.

أن أتناول قطعة حلوى هي مسألة مبدأ وأمر يرتبط_جدليا_ بحركة الكون نفسه..تناولها له مغزى وتركها له مبرر.

أقوم فأقوم جميعا، يهب كل الكامنين بداخلي، وأرى كل الذين أختزنهم نفسيا وروحيا يتحركون كفريق واحد نحو ال"هدف ما" الذي قررت أن أنفذه.

لا أقرأ كل ما يقع تحت يدي، أستبعد أكثر مما أخوض، ولا أقبل كل فرص العمل المتاحة، أرفض أكثر مما أقبل، ولا آكل الطعام المتاح، أنتقي أكثر مما اضطر.

فقط ينبغي أن أؤمن بما سأفعل، حتى لو كنت موقنا بخطئه، فأنا لا أتحرك إلا بدافع يقيني نحو الشيء الذي أفعله (البركة فورا أو اللعنة فورا).

فقط أعطني الدافع وأنا مستعد لكنس شوارع القاهرة جميعا، أو انزعه مني وخذ أنت المجد(ما شئت منه) واتركني في غرفتي أفعل ما أشاء.

أنتقي ما أفعله بعناية، أحيانا كنت أذهب في الصباح الباكر قبل كل زملائي، كي أنظف مكتبي ومكاتب غرفة قسم التحقيقات بأكملها وأرتب الكراسي وأرش معطرات الجو، بينما أعاف طوال اليوم الاقتراب من كتابة خبر أو تقرير لا يبدو لي مقنعا وملحا بما يكفي.

تورطت في أسفار ومشاكل ومفاوضات لا ناقة لي فيها ولا جمل، فقط لأني مقتنع، وتركت أمورا تخصني جدا، لأنها لا تبدو لي على الدرجة الكافية من الإلحاح والأهمية.

وقفت بجوار المنصة التي ألقى عبرها رالف نادر أحد خطاباته الدعائية أثناء الانتخابات الأمريكية 2008 ولم ألح عليه كثيرا في إجراء حوار صحفي، بينما كنت ألهث وراء شاب أمريكي (طيب وأهبل) يصغرني سنا كي يحكي لي كيف يتعثر في مذاكرة اللغة العربية ولماذا أحب الكشري حين زار مصر ولماذا سأل القرضاوي حين التقاه عن رأيه في مشروب "باور هورس".

مستعد لتكسير جبل ونقله من مكانه وتعبئة صخوره في أجولة وتذويبها في الماء ثم تصنيعها طوبا، ثم طحن الطوب، ثم ذرو رماده في الرياح..فقط لو اقتنعت.

ولن تجد بي فتورا أبدا.

أما المجد الذي يحاول (فلان) إقناعي به، ويبذل كافة الطرق كي أتقلده، فأنصحه بأن يضعه في كوب ماء وليشربه قبل النوم.

هنيئا يا مرعي.



هناك 4 تعليقات:

راء يقول...

**** Applause ****

الحلم العربي يقول...

أتمنى ان تظل كما أنت...لا تفعل إلا ما تقتنع به لا تتحرك إلا عندما تمتلأ بهذا الحماس للحركة
فليست كل حركة تدفع للإمام ، و ربما هناك من السكون ما يحفظك من الذلل إثر حركات غير محسوبة

محاولة للتفاؤل يقول...

الاقتناع ..يمنحك قوة سوبر مان وصبر أيوب. الاقتناع يعني كل شيء ممكن طالما انت قررت أنه ممكن وأنك هتعمله..
"مستعد لتكسير جبل ونقله من مكانه وتعبئة صخوره في أجولة وتذويبها في الماء ثم تصنيعها طوبا، ثم طحن الطوب، ثم ذرو رماده في الرياح..فقط لو اقتنعت"

آيــة يقول...

أنا أفتقد الدافع ..أفتقده جدا