نشأت لأبوين صغيري السن..
صغيران جدا كانا..
بلغا الثلاثين، وكنت في السابعة من عمري..
كانا دوما أصغر من آباء أقراني..كنا عائلة صغيرة في السن، تضج حيوية.
لم يترهل أبي مثلما كان آباء أصحابي الذين اخترقوا حاجز الأربعين، بوتيرة حرق تكفل لهم معدلات متزايدة من الدهون المخزونة. ولم تشك أمي مما كانت أمهات أقراني يشكين.
(وكانت تستغرقني من وقت لآخر حزمة تساؤلات وجودية بشأنهما، فهل هذان الشابان جديران بأن يكونا أبوين فعلا؟ أم أن من اشتراطات الأبوة والأمومة اختراق حاجز وزني وعمري معين؟ )
حين كان أبي في نفس عمري الآن(26 سنة) كنت في الثالثة.. ألهو أمامه بالطبق الطائر الفضي الذي اشتراه لي بمبلغ خرافي في نهاية الثمانينات.
كنت أعتقد أنني سأظل صغيرا دوما، وسيظلان هما.
عمرهما سيظل ثلاثين..وأنا بكل تفاصيلي سأظل مجرد طفل يلهو بطبق طائر..مهما كبرت أو سافرت أو عملت أو تشاجرت..(كل تصرفي لهو..وكل شؤوني طبق فضي طائر).
لكن كان عليّ أن أدرك-مستفيدا من كل ما قرأت وما لم أقرأ- أن اليوم الذي سأستيقظ فيه لأجد وجهي وقد تبدل قليلا..وزني وقد زاد طفيفا..عيناي وقد تم تشذيب لمعتهما المراوغة..قلبي وقد صار دقه وئيدا.. مشيتي وقد صارت أقل سرعة.. آمالي وقد صارت أكثر تصالحا مع الحياة..أن شيئا ما تبدل.
كان علي أن أدرك أن العائلة الغضة لم تعد كذلك..وأن الأم تشكو اليوم من مرض كلاسيكي مما كانت أمهات أقراني يشكين منه، وأن الأب الفولاذي، صار يتعب فعلا عندما يمشي ثلاثة كيلومترات يوميا.
كل ما في الأمر أن الأعراض جاءت متأخرة..لكن العرض المتأخر باغتني هذه المرة من حيث توقعت ومن حيث لم أحتسب أيضا.
أحس شيئا ثقيلا..لعله العمر؟
هناك 3 تعليقات:
بل ما سُرق منه
عجلة الحياة لا تتوقف .. ربما تتباطئ أحيانا ولكنها مستمرة ..
ربنا يحفظ الوالد والوالدة يارب ويعطيهم الصحة والعافية ..
دمت بخير.
ايه الصورة الكميلة دي ؟ :)) ماتكتب قصص وأغاني للأطفال يا دريني والنبي بدل الشروخ والحاجة الغريبة دي
إرسال تعليق