سألوا ماردونا عن هدفه المربك المشبوه: هل أحرزته بيدك أم برأسك؟
اعترف بعد سنوات من الهدف: كثير من رأسي، وقليل من يدي.
الحقيقة متدرجة يا صغيرة..لن أقول لك أحبك وكل هذا الكلام (كلام الكبيرين) الآن..سأقول لك: أحس اليوم أنني لم أعد بمفردي أمام هذا العالم..أنني أثق أنه من الممكن أن أبكي نهاية كل يوم كطفل مزعج إلى أن ينام بينما تمسد أمه شعره.(هذا هو أبرز مشهد لي مع أمي، أتظاهر، طفلا، بأنني نائم وأتركها تمسد شعري، أو أدعي-يافعا- بأنني نائم وأتركها تقبل جبيني).
ثم سألوا ماردونا على هامش إحدى مباريات كأس العالم بعدها بعدة سنوات عن نفس الهدف.
هل أحرزته بيدك أم برأسك كابتن ماردونا؟
فقال: كثير من يدي قليل من رأسي!
الحقيقة لا تأتي بغتة يا صغيرة: لن أقول أحبك وكل هذا الكلام (كلام الكبيرين) الآن..سأقول لك: كل شيء تغيرت دلالته لمجرد ارتباطه بك: الأماكن والمواقيت وكلمات المزاح المشترك..هل تصدقينيني حين أقول أنني أعرف في أي مكان أنت بمجرد إغماضة عين سريعة، ونفس عميق، أتحد بهما مع روح العالم..أتقصى أثرك: العطر..الملمس..نبرة الصوت..وبقية ملامحك في ذاكرتي (أنا أنسى شكلك بغرابة موجعة! وهكذا شأني مع كل الذين أذوب فيهم كأن هناك إرادة أعلى تضن بهم علي، أحيانا والله أنسى كيف شكلي أنا وأفشل في استدعاء صورة لي، فأتحسس وجهي في الظلام وأعيد ترسيم المعالم والملامح).
سألوا ماردونا بعدها مرة أخرى عن هذا الهدف الإشكاليالذي قسم العالم لفسطاطين، فسطاط الموقنين أنه باليد، وفسطاط المؤمنين أنه بالرأس..
كابتن ماردونا، هدفك الشهير في مرمى إنجلترا(86) ..بيدك أم برأسك؟
قال: لقد كانت يد الله!
الحقيقة لا تأتي بغتة يا صغيرة: لن أقول أحبك وكل هذا الكلام (كلام الكبيرين) الآن..اليوم لدينا 14 طفلا أكتفي أنا بتنسم روائحهم وملاعبتهم سريعا، وأترك لك مهام العناية بهم كما يليق بجسارتك، ووفقما تمليه علي رغباتي الانعزالية..
لا أعتقد أن الظرف الآن مناسب كي أقول لك أحبك، بينما كل هؤلاء الجياع يطالبونك بوجبات ما قبل النوم.
(لمعلوماتك الشخصية ماردونا هو لاعبي المفضل وأعشقه أكثر من بيليه هذا، كما أنني أعسر مثله، وألعب في نفس موقعه بالضبط)
صدقيني يا صغيرة..منذ البداية..بل منذ ما قبل البداية...لقد كانت يد الله.
هناك تعليقان (2):
يخرب بيت الجمال !
بوست عبقري متقدرش تحدد هوا عبقري ايه بالظبط!
مقال جميل .. استمتعت بقراءته ..
إرسال تعليق