..يقول مثل أمريكي قديم أن الرب يحفظ ثلاثا "الأطفال..والسكاري...والولايات المتحدة الأمريكية". لكن كما بدا للأمريكان فإن الرب غير عادته وتغافل عن الولايات المتحدة ريثما اصطدمت الطائرتان الشهيرتان ببرجي التجارة..وكان من توابع هذا الارتطام العنيف أن حطت كرة رهان مائدة القمار علي ضفاف اللغة العربية، ليس لأنها لغة النتاجات العلمية او الادبية المذهلة..فقط لأنها لغة الارهابيين.. لغة الأعداء المتربصين الناقمين علي الحرية والديمقراطية الامريكية!
ينقل تقرير واشنطن_ غير الحكومي_ في عام 2006 زيادة عدد دارسي اللغة العربية بالجامعات الامريكية بنسبة 100%، حيث يبلغ عدد طلاب اللغة العربية في الجامعات الأمريكية الآن12 ألف طالب طبقا لإحصاء الرابطة الأمريكية للغات الحديثة Modern Language Association of America بزيادة 7 آلاف طالب عن العام الدراسي السابق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وحسب استطلاع الرأي الذي استند اليه التقرير فإن شريحة من المقبلين علي دراسة العربية كانت مدفوعة بالرغبة في العمل لدي جهاز الاستخبارات الامريكي CIA، والبعض الآخر يعمل لحساب الخارجية او الجيش الامريكي.
إقبال الكثير من الامريكيين علي دراسة العربية لا ينفصل عن الاعلانات التي حملتها بعض الصحف الاردنية قبيل اشهر قليلة بشأن طلب مترجمين يجيدون العربية والانجليزية، والتي تكشف فيما بعد أن راتبها المغري يأتي مقابل عملك مترجما للقوات الامريكية في العراق!
فاللغة العربية التي لا تعني شيئا لغير المسلمين_لغة القرآن ونصوص الدين_ أصبحت
مسوغ عمل لدي وحدات الغزو_العسكري والثقافي_ في الادارة الامريكية، وقرينة اتهام في احيان اخري كما سجلت حوادث توقيف طائرات وتفتيش ركابها والتنكيل ببعضهم،فقط لأنهم سمعوا بعضهم يتحدث العربية، والعربية كما نعلم تحوي التهليل والتكبير والحسبنة..وهي العبارات المفضلة لدي الانتحاريين والارهابيين،لذا اخفض رأسك لدي اقرب جدار اذا سمعت احدهم يتحدث بها، وابك لمريم العذراء اذا خرجت حيا من قبضة العربي البربري..
في فيلم "سيريانا" للمثل العالمي جورج كولوني_المناهض لسياسات بوش_ يظهر احد ابطال الفيلم ساخرا من العرب "أقنعني كيف يعمل هؤلاء العرب اذا كانت جلابيبهم البيضاء نظيفة طوال اليوم!"..في باقي الفيلم ستسمع العربية المشوهة بإيقاعتها الصاخبة فقط علي لسان الارهابيين الاشرار..سوي ذلك لن تسمع لها همسا.
في فيلم "بابل" أشهر افلام العام 2007ا ستسمع علي لسان بعض الابطال عربية مغاربية ملغزة،مرتبطة بالفقر والقهر والجهل والبدائية، تتراوح من الاطفال الحمقي الي الاب المكلوم نهاية بالشرطي الفظ.
والعربية قرينة اتهام في اشهر افلام الملل والنحل والاعراق "CARSH" أو "الصدام"، فالرجل ذو الملامح العربية حين يذهب الي محل اسلحة ليشتري مسدس للدفاع عن متجره الفقير ضد الاشرار، سيتحدث مع ابنته بلغته الاصلية أمام تاجر الاسلحة، حيث تقوم بنته بدور المترجمة، سينفجر فيه البائع "أي لغة تتحدث يارجل؟...ماذا تريد منا؟ لماذا تريد ان تقتل الامريكان وتفجر منازلهم؟ لماذا تقتل اصدقائي واخوتي يا ارهابي؟"..ويتضح بعد قليل أن الرجل ايراني ويتحدث الفارسية...اختلط الامر علي بائع الاسلحة فالرجل لا ينطق بلغة الانتحاريين الاشرار!
هناك 8 تعليقات:
أصبحت للاسف لغة للاشرار و التكبير و التسبيح حكر على الارهابيين فقط شكرا للحادي عشر من سبتمبر على الظلم و الذل الذي ألصقا بنا
Es lo Que me Hace FeLiz: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
لا تفترى على الحادي عشر من سبتمبر فهو لم يورثنا شئ لم نكن نملكه
___________________________________
أحمد: يتعلمون العربية عملا بقول رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ من عرف لغة قوم أمن مكرهم ولكنهم وياللعجب لا يعلمون أننا لا نتقن من فنون المكر والفر والكر سوى الخطب والبيانات والشجب والتنديد
كل عام وانت بخير.. رمضان كريم
اولا اسمحلي ان اتنحنح هاهنا...فقد جئت بناءا على حوارك مع شيماء الجيزاوي و كانت اول مرة اسمع فيها عن مدونتك...ملئني الشغف ان اعرف من هذا الشخص ذو المهارات المتعددة الذي لا يأبه للأخرين كثيرا...اعجبني مقالك بشدة..وان كان غامضا قليلا فكرتة النهائية...بالتأكيد سيكون لي وقفات في هذه المدونة اللطيفة..
لا أنكر اننا ساهمنا في صنع صورتنا عندهم ....و لكن هم أيضا ليسوا ملائكة ...فهم من نصبوا الفخاخ كي يسودونا و مهما حدث فهم المحتل في النهاية
أما بالنسبة للغة العربية فالطبع إن الله غالب أمره و إن الله ناصر دينه إن لم يكن بأيدينا فبأيدي القدر
بقى لنا فقط ان ندعو الله ان يستخدمنا و لا يستبدلنا فقد حق علينا العقاب لعدم نصرة انفسنا و لكنها رحمة الله نرجوها و ندعوه ان يفيقنا من الغفلة قبل فوات الأوان
تحياتى
بالتأكيد ساهمنا مساهمة كبيرة في تلك الصورة المشوهه عند الغرب ...لذلك هم يعرفون جيد ما يريدون ..وصورة العرب في الأفلام الأمريكية بإستسناء ...واجب وطني الذي شارك فيه خالد ابو النجا ...ومسلسل..lost
تنسيم أنا لم أفتري على 11 من سبتمبر
إن كنت تعتقدين أنه كان فاتحة خير على المسلمين و العرب فأنا اعتقد العكس
فيما يخص التوريث فهو بالتاكيد أهدى لنا الذل فإذا اعتبر كل من ينطق بلسان عربي ارهابي فاعتقد ان هذا ليس بشرف
نعم ساهمنا في ترسيخ هذه الصورة من خلال قبولنا للوضع و الصمت أو من خلال اختيار وسيلة خاطئة لحماية الاسلام من كل ما ينسب اليه فعندما يذبح اي انسان " حتى ولو كان شريرا"و يشاهد العالم أن من فعل ذلك كبر و ذكر اسم الله و الرسول و الاسلام فهذه ليست بطولة
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بانفسهم
عيوبنا لا تبيح للآخر دمنا
ماذا تخاف إسرائيل من بعض العرب
بعدما صاروا يهودا
الهوان ليس للعرب .. ولكن لمن يقبله
كنت اتحسر عندما قرأت مقالك ..فنحن بالتأكيد نعلم بتلك الامور
اولا نعلم؟
فارجو لكم ان تخفضوا اصواتكم
وانتم فى الحرم
لئلا يسمعكم احد الامريكان ..ويدعى الارهاب لكم
........................
عزيزى احمد
اشكرك كثيرا على حوار اقمته مع شخص مثلك
افادنى الكثير وزاد من رصيد تقدماتى
وارجو من زوار مدونتك ..رأيهم فى هذا الحوار
تحياتى لك
إرسال تعليق