90s fm

الأربعاء، 2 أبريل 2008

حكاية باكو أول..وجشع امتلاك ألف جنيه


كان الأمس مرشحا ليكون يوما مشهودا في دفاتري السرية،منذ الطفولة وأنا أتحرق شوقا إلي يوم يشهد مرتبا وقدره 1000 جنيها،لا لشيء سوي لذكري رومانسية تذهب الي الخامسة من العمر أو ربما الرابعة تجعل من هذا المبلغ شيئا ذا دلالة خاصة تتعدي قيمته المباشرة.

مذ بدأت حياتي العملية استعصم السيد "الباكو" علي جنابي السامي،ورفض ان يقترب مني مجرد اقتراب،وفي المرتين اللتين اقتربت فيهما من المبلغ حدثت المفارقات المستحيلة كي يقوم السادة النصابون بواجبهم تجاهي ويحرمونني من حلمي الدفين الأثير الذي لايعرفه أحد.

في مرات أخري حال دوني ودون الباكو ثلاثون جنيها لا أكثر،وفي مرات أخري تخطي "دخلي"، وليس مرتبي، المبلغ المقدس،لكن تداخل الارقام والحسابات حال دون استشعاري جشع امتلاك ألف جنيه!

بصورة مباشرة بالأمس اجتمع لدي جنابي السامي حوالي ضعفي المبلغ،ورغم ان تسديد الديون والمستحقات أبقي علي "الباكو" ثابتا رصينا لايتزعزع ولا يتقهقر،لكن كان لله مشيئة أخري فيما يخص الأمس.

كان يوما عنيفا شهد الكثير من النقاشات الحادة والمصارحات البغيضة والمناوشات الجارحة مع رفاق الحياة من الاصدقاء،ربما كنت في غني عما حدث بالأمس ،لكن كما قال مولانا العقاد :
لاتحسدن غنيا في تقلبه..فقد يكثر المال مقرونا به الكدر
تصفو العيون اذا قلت مواردها..والماء عند ازدياد النيل يعتكر

هل تصدقون أن الله قدر أن يدخل جيبي المتواضع ألف جنيه حالا بينما فرغت من كتابة بيتي الشعر السابقين؟
أهي أرزااااااااااااااااااااق..
نكمل الموضوع..
أي نعم يتضاعف المبلغ في جيبي،وأعوذ بالله من عين الحاسدين منكم،لكن شيئا في القلب يحترق،شيئا حزينا يغلفني،ويسيطر علي مقاليدي،ويمتد للسواد الذي ارتديته مرة أخري وعدت إليه شبه مرغم.
أي نعم تنسمتني اليوم غشاوة من لطافة وسط معارك الفلوجة وام القصر الدائرة بين قلبي وعقلي وروحي،لكن إيقاع اليوم ظل حزينا،ولم تشفع ال1000 جنيه في إصلاح أي شيء.

لا أكتب اليوم ذما في المال،ولا مباهاة بمبلغ مسكين لايقيم أود نملة في مصر مبارك،ولا نكأَ لجرح حياتي يومي في غاية العادية،لكن ربما هي الرغبة في الفضفضة والشكوي من أوجاع الحياة،وكما يقول درويش :"فإن أسباب الوفاة كثيرة..من بينها وجع الحياة".

استكشف منذ اللحظة وأرصد منحنيات علاقة جديدة مع "الفلوس"،فدوما ما كنت فاشلا في صرف جنيهاتي،وكثيرا ما ذهبت في أغراض تافهة لاطائل من ورائها،ولم تخلف لي شيئا.

(بالله عليك قل لي كيف ينفق أحدهم نقوده علي السميط والشيكولاتة وشراء الكتب المستعملة؟)

حلمي الأكبر أن أكون اكثر حرية وألا أقع في قيد شيء،لم أتمن يوما امتلاك سيارة او فييلا أو موبايل فارق الماركة،لكن دوما أحلامي بسيطة :ثمن تذكرتي سنيما وسميطتين يوميا وشيكولاتة وثمن عزومتين لاصدقائي وثمن الهدايا شبه الشهرية التي أهادي بها القريبين الي قلبي منتظرا تلك اللحظة التي تصل فيها مشاعر سعادتهم لأقصي ذروة ممكنة.

لقد قسمت ما قدر الله لي هذا الشهر،بعد العمل صحفيا وكاتبا ومذيعا ومترجما،وخصصت لكل قريب من قلبي جزءا منه،متبعا عادات أبي الخرقاء في مهاداة وتفريح الجميع،منتظرا تلك اللحظة التي تتنزل فيها الملائكة أثناء نومي لدس أوراق نقدية فئة الخمسين جنيها،كدأبهم منذ سبع سنوات،فالمرة السابقة لم أتبين ملامح قائد الملائكة لأن النعاس غلبني أثناء عمليات المداهمة الشهرية.

هناك 5 تعليقات:

nour يقول...

المكرونه ممكن تستنى
اصلا كفايه انى اكتب اول كومينت عندك
احمد انت اصلا غنى جدا انا عمرى ما قابلت حد فى ثرائك الفاحش..
:))))))
وانا متأكده انك هتصرف الفلوس فى نفس الحاجات اللى انت بتقول عليها تافهه
بس دى حاجات جميلة اوى زى روحك بالضبط
:)))))
واهم حاجة انك حققت حلم الطفولة...

آيــة يقول...

اذا أراد الحساد أن يحسدوك فتاكد أن الباكو لن يكون موضع الحسد .. بل شيئا آخر...
عفوا .. أشياء أخرى
تأكد ايضا اني لست من الحساد و أني طيبة القلب ..:)

اميرة هشام يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
الحلم العربي يقول...

لم أتمن يوما امتلاك سيارة او فييلا أو موبايل فارق الماركة،لكن دوما أحلامي بسيطة :ثمن تذكرتي سنيما وسميطتين يوميا وشيكولاتة وثمن عزومتين لاصدقائي وثمن الهدايا شبه الشهرية التي أهادي بها القريبين الي قلبي منتظرا تلك اللحظة التي تصل فيها مشاعر سعادتهم لأقصي ذروة ممكنة.

حتى هذه الأحلام أصبحت بعيدة المنال في ظل أيامنا الجميلة التى نعيشها....و لكن ثمة بارقة أمل تشع من مجرد وجود أناس بطيبة القلب و البراءة التى تمتلكها أيها الوغد الوفي
ربنا يبارك لك فيما رزقك و يجعل هذه الأموال في يدك لا في قلبك
تحياتي جدا خالص يعني

One last goodbye يقول...

ليييييه بتقول بس دارى على شمعتك تقيد
الحمد لله انك حققت حلم طفولتك وابقى اقرا قل اعوذ برب الفلق عشان الحسد بقى

وربنا يزيدك يا رب وتفرح اصحابك وقرايبك