توجهت صباح اليوم لمحكمة شمال الجيزة للإدلاء بشهادتي بشأن "طبيعة" عمل الأستاذ خالد البلشي في جريدة الدستور في الفترة من مارس 2005 إلى يوليو 2006.
شرحت أنا والزميل أحمد سمير حقيقة أن خالد البلشي عمل في هذه الفترة مساعدا لرئيس تحرير الدستور "إبراهيم عيسى"، ولم يكن مجرد متعاملا بالقطعة مع المكان وفقا لمذكرة الدستور (عصام اسماعيل فهمي وابراهيم عيسى) التي تنفي عنه القيام بأي دور تحريري أو إداري، وتجرده من كل مجهود مادي ومعنوي بذله من أجل الدستور على مدار عام ونصف.
التشكيك الذي تطرحه مذكرة فريق الاستاذ عيسى، يدهشني ويروعني.
إنهم ببساطة وبدون مواربة لفظية أو أخلاقية.."يكذبون"!
دعك من أن نفي صفة "طبيعة" العمل عن البلشي، سيوفر على الدستور (فهمي/عيسى) مبلغا معقولا من مجمل التعويض المفترض في قضية الفصل التعسفي لخالد.
لكن ما يشغلني _حد الإنهاك_ هو جرأة الكذب ووقاحة مخالفة الضمير وجسارة نفي ما يدركه الآخرون_كل الآخرين!
حين أقسمت اليمين أمام القاضي، ارتجفت ذراتي، ونسيت كل علاقتي بخالد، ولم أتذكر إلا مسئوليتي الأخلاقية في الإدلاء بأقوال صحيحة.(للصدفة العابرة كنت صائما اليوم).
قلت ما يمليه علي ضميري وتطرقت لطبيعة عمل خالد، والتي أقولها الآن واثقا، أنها طبيعة عمل تتداخل مع عمل "رئيس التحرير" نفسه، أكثر منها قابعة في خانة "مساعد رئيس التحرير".
فقد كان انشغال عيسى برئاسة تحرير الدستور وصوت الامة وبتقديم برامجه التلفزيونية، يحجبه أغلب أيام الأسبوع عن الحضور للدستور، ولم يكن يقوم بالعبء غير خالد بمفرده..(بضع مساعدات هنا وبضع مساعدات هناك من أفراد بعينهم).
شهد شاهد ينتمي لائتلاف (عيسى/فهمي) بأن خالد كان مجرد شاب متعاون يتعامل بالقطعة مع "الدستور"، وأن وضع اسمه على ترويسة الدستور شاغلا منصب مساعد رئيس التحرير كان مجرد تشجيعا ومجاملة من الاستاذ ابراهيم عيسى. (حمرا).
......
ما الذي في يدك يا أمي؟
اسمها السكين يا بنتي.
ماذا نفعل بها يا أمي؟
نقطع اللحم يا بنتي.
ما هو اللحم يا أمي؟
بقرة مذبوحة يا بنتي.
لماذا يذبحونها يا أمي؟
لكي يأكلوها يا بنتي.
ولماذا نأكل يا أمي؟
لنستمر في الحياة يا بنتي.
وما هي الحياة يا أمي؟
شيء عكس الموت يا بنتي.
وما هو الموت يا أمي؟
شخص ذبح شخصًا يا بنتي.
ولماذا ذبحه يا أمي؟
ليأكل نصيبه يا بنتي.
لمَ لا يأكل معه يا أمي؟
خذي قطتك و العبي يا بنتي
عماد أبو صالح (قبور واسعة)
.......
طوال اليوم أحس بالفجيعة، تختنق عبرتي، ولا تكتمل في ذهني فكرة واحدة.."إنهم يكذبون"!
عدت من المحكمة مكسور الداخل، تفهمت _دفعة واحدة_ كيف قتل قابيل هابيل، ولماذا هرب ممدوح اسماعيل، ولماذا كانوا يعذبون أبي في المعتقل..لقد تفهمت الشر كله اليوم.
هذا اليوم حزين جدا.
هناك 8 تعليقات:
والله العظيم مبيقولوش الحق
انت ادرى يا صديقى
المهم ان تقول انت الحق
وصدقنى لقد ارتجف من صدقك الشر اليوم
تفهمت الحق إذاً فالكذب هو مفتاح الشرور،
روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : (إن الله عز وجل جعل للشر أقفالا وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب أشر من الشراب)
ولا تحزن يوماً
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
صدق الله العظيم
انهم يكذبون
اين المصداقية
في موضوع صغير يتعلق بتعويض وفلوس يكذبون
اين المصداقيه
للاسف انا بطلت اصدق حد لان حقيقي حقيقي كلهم يكذبووووووون
{ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن}
صدقت وآمنت ورأيت بأم عينى...
كنت جاى أواسيك فى "كسر داخلك"..ولكن خانتنى كلماتى...واضح ان الفجيعة واحدة
لماذا تصر الرموز أن تقنعك - عنوة - أنها ليست رموز الى ذلك الحد المزعوم..وأنك يا عزيزى طفل آخر تصدق كل شىء
حسبى الله ونعم الوكيل
ما قرأته لديك يا صديقى موجع جدا
احمد مهنى
حتى ابراهيم عيسى !!!
هو ذا يا صديقي .. تذكر سؤال أيمن الصياد لك عام 2007 عن ابراهيم عيسى والدستور وامتناعك عن الاجابة ‘ أعتقد أنك تستطيع الآن ..قل ما قاله مالك فى الخمر ولا تخجل ‘ فلا مالك يسكت عن الحق ولا الخمر يخرج من قائمة المحرمات ‘ فيظل ابراهيم عيسى كما يصفه المقربون منه ‘ يشعر بالندم الآن من خيانة البلشي له ‘ فهو يرى نفسه عيسى المصلوب بعدما وشي به أحد أخلص تلاميذه ‘ ويوقن جدا أنه يحترق بالنار جزاء الخير الذي فعله فيكم ‘ فهو الخليل ابراهيم ‘ انه نبيان فى شخص واحد ‘ ابراهيم وعيسى ‘ احدهما حرق والثانى صلب ‘ حمرا يا استاذ ابراهيم
إرسال تعليق