90s fm

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

وجيعة يوسف عبد الله الأخيرة

إنت عارفة يا نوارة أنا مشتاجلك قد إيه،ربنا يعلم إللي انطوت عليه الضلوع يابت خالي،لكن ما باليد حيلة،الشغل مع الريس أبو علي خربط لي حياتي،وإنتي عارفة إننا لازم نرجعو ونتكلمو مع أبوكي عشان نتجوزو،وإنت عارفة إني مش هنجدروا نرجع غير لما نلم فلوساتنا..

ده يمين أنا حلفته وأنا طالع م البلد،وإنت عارفاني لما بعند بعند،وأمك دايما تقول عليا يوسف"..الحرون"..أنا بكتبلك بالليل من شجة عابدين،بدني خلصان من اللي بشوفه،وولاد الحرام كتير في الشغل،وحبة عيال بحاروة فلاحين لؤما،مفيهمش راجل واحد يدخل دماغنا،آني حلفت بعد أسبوع من الجعدة هنا إن الصعايدة هما أحسن ناس في البلد دي وربنا خلجهم يطهر بيهم أوساخ العيال البحاروة.

المهم يانوارة،أنا محتاج أصارحك بكذا حاجة: أولا الطاجية اللي جبتهالي من مولد سيدي عبد الرحيم،ضاعت مني،و الخاتم الفضة والمشاءلة انكسروا مني ،غصب عني يابت خالي وحبيبة روحي،انا م البداية كنت بخبي عليك الحاجات دي،كل هداياكي كانت بتتكسر مني او تضيع،ف الاول قلت حسد،بعدين قلت عمل،روحت هنا وزرت أم هاشم وسيدنا الحسين،ودعيت،ونمت جنب مقام السيدة،شوفت وانا نايم،إني نزلت م الجطر وجاي جري أجابلك عند زرعة خالي حربي،جُبلي الجبانة،وبعد ما خطيت ترعة صديق،رجلي عترت في حجراية في الارض،وجعت علي وشي،وإنت جاعدة تحت السجرة بتطبخي،أناديكي مسمعانيش،أصرخ وإنت ولا هنا..بعدين جالي جدي يحي وخد بيدي وجومني،وإنت ولا هنا،ومسكني من يدي وروحت معاه مولد سيدي عبد الرحيم.


جمت م النوم بعيط يانوارة،أبكي بكا النساوين في الدفنة،استهديت بالله واتوضيت وصليت العشا جنب مجام رئيسة الديوان،جاني راجل طويل وعريض ما شفت حد في نوره ولا هيبته،جالي ياولدي يحلها الحلال،بكيت في صدره وحكيت له الحلم،سكت وجالي كل شي قسمة ونصيب ياولدي،جلت حرام يا عم الشيخ يحصل كده،جاللي فين طاجيتك وخاتمك،وسابني ومشي،ضربت كفا بكف يانوارة واستعوضت ربنا..


أنا بكتبلك الجواب ده رغم إنك مردتيش علي 4 جوابات جبليه،وإنت عارفة ده يحز في نفسي ازاي،فاكرة لما كنتي تجولي أهرب منك يا يوسف ومتعرفش فين مكاني وتضحكي لما كنا عيال صغيرين؟

فاكرة لما جلتلك اعمل زي دبور في "ذئاب الجبل" وأمشي في النجوع أجول بت زينة وجميلة ضفايرها سودا ومشيتها متعجلة وعلي يدها وشم الهرم..فاكرة يانوارة؟

نوراة يابت خالي،الراجل مننا ليه كرامته،ولو الحب داس علي كرامة الراجل مننا يا إما يبقي حرمة،يا إما يدوس علي جلبه وحبه،ويخلع ضروسه من الجهر ووجع النفس،وإنت عارفاني،ضربت عمي حسان وأنا صغير ومرضيتش آكل 3 أيام من بيته ولا بيت جدي لما ضايجني عمي في غيبة أبويا،أنا جلت لنفسي وجتها،بقي أنا يوسف بن عبد الله أبو هاشم يتزعج فيا؟ حتي لو كان اللي زعج عمي،إنت عارفاني من صغري وأنا إنفي ويجولوا عليا حساس ومتكبر..

نوراة يابت خالي،لو مردتيش ع الجواب ده،وأنا بجول لنفسي يارب ما ترد وأحزن عليها وأخلع ضروسي م الحزن واعيش بكرامتي ،فأنا مش هكتب لك تاني،وكم من راجل جلبه انفطر علي حبه،لكن ما من راجل جلبه انفطر فطرتي علي الشجاج ما بيننا يابت خالي،وإنت عارفة بدل البت عشرة وبدل المرة مية تتمني تترمي تحت رجلي،بس انا وفي ليكي،ولو الوفا حملني حمل ما تطيجه الجبال

المخلص:

يوسف عبد الله

القاهرة

عابدين

مارس 1988

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

بجوللك ايه يا يوسف
جبل ما تخلع ضروسك وتدوس على جلبك ابجى الاول اتأكد ان البت نوارة بت خالك بتعرف تجرا وتكتب
مش يمكن عشان اكده ما بتردش على جواباتك

Mony The Angel يقول...

eh da :| !!!

الحلم العربي يقول...

حلوة أوي
انا افتكرت انك هتكتب في الآخر انها مقتبسة من عبد الرحمن الأبنودي
إلا قولى هو انت صعيدي يا بوي و لا ايه أصل انا عايزة اقولك ان مش كل البحاروة وحشين كده و مش كل الصعايدة جايين يطهروا الأرض
عموما تسلم إبداعاتك

أحمد الدريني يقول...

د.مها:
سواعي بتجرا زين،وسواعي مبتجراش
MONY:
لا تتعجب إنها ارادة الله

الحلم العربي:
ما في راجل زين الا وصعيدي،ولو بالروح

ألِف يقول...

لي تعليق في غير متن الموضوع يعني لو سمحت لي:
أنا فاهم أنك لما كتبت قصدت أنك توصل اللهجة الصعيدية، علشان كدا كتبت "مشتاج لك" و "شجة" و "جمت" و غيرها من الكمات بحرف الجيم عندما أردت أن تؤدي صوت القاف كما ينطقها الصعايدة و البدو في كلمات "مشتاق لك" و "شقة" و "قمت". أنا وقعت مرة على مدونة شخص صعيدي كمان بيعمل كدا!!

لكن المشكلة أن أغلب دعاة الكتابة باللهجات المحلية (و مش باقول أنك متبنيها قضية حياة و لا حاجة) يغفلون عن أن الكلمات دي لو نطقها صعيدي حقيقي بلهجته هيلفظ حرف الجيم فيها بصوت الجيم المعطشة (زي ما هينطق كلمة "رجل") و ليس بالجيم القاهرية! لأن كل ال ينطقوا القاف بصوت الگاف [ɡ]، فهو كذلك ينطق الجيم معطشة [ʒ] أو [ʤ]

أكيد أخذت بالك أن الخليجيين مثلا يكتبون "قوقل" عندما يريدون ما نكتبه نحن "جوجل" بخيث تؤدي جميعها الصوت "گوگل"

الميز في أنك تكتب العامية بالإملاء القياسي هي أن كل شخص يقدر ينطق أصوات الحروف بلهجته المحلية (حتى لو كنت مزيعة في التلفزيون و بتنطق القاف كاف: "مشتاك" و "شكة" و "كُمت" :)
و في ذات الوقت فالكلمات تظل صحيحة إملائيا و مفهومة لكل يقرأ العربية المعاصرة القياسية.

بيقول لك الصين فيها خمسين قومية و أكثر من خمسين لغة، كلهم يقدروا يقروا الكتابة الصينية (لأنها هيروغليفية، صور معبرة عن أفكار)، بينما كل واحد ممكن يلفظ الرمز بصوت مختلف عن الآخر، و بعدين ييجي لك واحد يكتب اسمه "أنديل"، لأن الغلبان فاكر أنه كدا بقى(بأى) واد محلي و بيكتب بالعامية! طيب السناوي و الصعيدي و السوداني و السوري يفهموا منين أن اسمه "قنديل"

أحمد الدريني يقول...

ألف:
صراحة لم أفهم إلام ترم،البوست لا يدعي بين جنباته أي شبهة "صعدنة"،ربما لو نظرت للأمور بصورة أبسط لعرفت علي الفور إني "بهزر" شوية،لكنه هزار الموجوع.
ثم تتكتب زي ما تتكتب ،تتنطق زي ما تتنطق،المهم هل سلكت الجملة قلبك أم لا؟
يسعدني تعليقك وتوضيحك لو تعاملت معاه علي انه مداخلة لطيفة،وده إللي أنا برجحه..
وللتنويه:أنا مش صعيدي،لكن كم تمنيت أن أكون.
بالاضافة إلي إني زرت الجنوب ولاحقته طويلا..وأدعي أنه باح لي ببعض من اسراره،وهو ما يدفعني للتجاسر علي فعل ما فعلت

آيــة يقول...

وجيعته الأخيرة ؟؟
ما يمكن في بعدها ..
و لا ده ترتيبها ؟؟
كان في جلبه وجع جبل نوارة ؟؟

وجعت قلبي يا ولدي ...

ملحوظة :
مكنش في ذئاب الجبل في 1988 ...كانت في منتصف التسعينيات
:)

أحمد الدريني يقول...

آية:
ملحوظة في محلها يا أروبة،عامة الوجايع مبتتكتبش بتركيز

ألِف يقول...

آه، أنا عارف أني خربت شاعرية ال أنت كتبته، ما كانش قصدي.

لكن أنا أصلي مهموم بموضوع الكتابة و اللغة و الفصحى و العامية و الأورثوغرافيا و كل المسائل دي.

تحياتي،

أحمد الدريني يقول...

ألف:
لم أدع لكلامي أي شاعرية كانت،نتقاسم هما لغويا واحدا،دمت