طوال 21 دقيقة وقفتها هنالك، كان هزيم الرصاص يرج القلوب فوق كوبر أكتوبر، هتافات تتردد ونيران تتأجج وحشود تتراجع، وجموع تعيد لم شملها مرة أخرى.
أقباط فقراء (من الذي يحشد كل هؤلاء الفقراء؟) يهرولون تجاه الكوبري، فيما يبدو فرارا من مواجهة محتدمة أمام ماسبيرو، ثم سيارة نقل كبيرة تتحرك بسرعة غير عادية، كأنها تهرب من الجحيم عند ماسبيرو، بينما يحتل ظهرها نحو 30 شابا قبطيا يتوسطهم صليب خشبي عملاق.
شابان قبطيان يقفان خلفي، ويحاولان إجراء عدة مهاتفات (مع ذويهم على ما يبدو)..أسأل أحدهم ما هناك فيقول لي: الجيش ضرب نار..في مصريين كتير أوي ماتوا.
"مصريين كتير أوي ماتوا" يقولها ليوجد أرضية مشتركة من التعاطف بيني وبينه..كأني بحاجة للتأكيد على أن الأقباط مصريين.
"مصريين كتير أوي ماتوا" يقولها كأنه يعتذر عما جرى، معترفا أن الجثامين بالأسفل ضحية خطأ محوري يتقاسم إثمه كثيرون.
كل هذا يجري، بينما مراكب الرحلات القصيرة على ضفاف النيل، مازلت تبث أغانيها الشعبية بمكبرات الصوت البغيضة، كأن لا معركة هناك على بعد 200 متر.
نحو 20 قبطيا يجيئون جريا من عند ما سبيرو، إلى حيث أقف منتظرا صديقي وأطفاله الصغار فوق الكوبري، ولا أستطيع التحرك من مكاني كي ننطلق بأقصى سرعة ، بالصغار قبل أن يفزعوا أو يصيبهم مكروه.
هزيم رصاص
ثم جماعات أقباط يجرون كأن ورائهم الفزع
ثم مكبرات الصوت من المراكب: " في الأول جرجرتك"
سيدة مسيحية نصف بدينة ، في الأربعينات من عمرها، تجري ومعها ابنتها التي لم تكمل العشرين ربيعا، بينما يلحقهم شباب آخرون عليهم علامات الإعياء.
"من خيبتك خدرتك"
يجيء صوت الرصاص من الناحيتين..الخلف والأمام.
أنظر خلفي فإذا أمين الشرطة المسؤول عن إشارة المرور لم يتحرك من مكانه قيد أنملة، رغم ضجيج العراك.
فجأة تبزغ من العدم مركبة عسكرية ضخمة (مدرعة) فتدعو عليهم السيدة المسيحية البدينة: إلهي يتشلوا.
يهرول شاب مسيحي: ولاد الوسخة بيضربوا فينا..أوسخ من الشرطة..أوسخ من الشرطة.
"بقيت تعرف تكدب و بتلعب على جارتك"
تتحرك الدبابة بغضب واضح، كأنها ستسحق كل شيء أمامها، كأن شيئا ما يستفزها من ورائها، لكنها لا تفعل أكثر من المشي بلا وجهة.
وفي مشهد سينمائي بجدارة، تنزلق قدما حصان يجر حنطورا، أمام الدبابة الغاضبة العمياء.
أزيز احتكاك حدوته بالأسفلت يتداخل مع زمجرة المدرعة.
فيقف قائد المدرعة لا يتحرك..يحاول الحصان النهوض..وإشارة المرور متوقفة تماما..كأن كل شيء شل فجأة.
أسمع جلبة، فأرى شابا قبطيا يضع سلاحا أبيض في جيب بنطاله الجينز الخلفي.
"وبقيت تلعب بوكر"
أقفز في سيارة الصديق وأطمئن على الصغار، وندير مفتاح المذياع، بينما في الخلف أقباط فقراء..لا أعرف من حشدهم باسم الدين، يحتجون على ما فعله مسلمون فقراء لا أعرف من أقنعهم أن هدم الكنائس من صحيح الدين.
هناك 4 تعليقات:
لا حول ولا قوة إلا بالله .. الف الحمدلله على سلامتك ..
ربنا يحفظ مصر واولادها مسيحيين ومسلمين
ويبعد عنكم شر الفتنة الطائفية ..
اللهم أنى أستودعتك مصر..♥ رجالها و شبابها .♥.
نساءها و فتياتها .♥. أطفالها و شيوخها .♥.
اللهم أنى أستودعتك ممتلكاتها و مبانيها و منشآتها .♥.
اللهم أنى أستودعتك نيلها و اراضيها و خيراتها .♥.
اللهم أنى أستودعتك أمنها و أمانها و أرزاق اهلها .♥.
اللهم أنى أستودعتك حدودها و بحورها و جنودها .♥.
فأحفظهم بحفظك يا من لا تضيع عنده الودائع و أنت خير الحافظين .
السؤال فعلا ، من يحشد هؤلاء المواطنين و يزج باجسادهم وسط النار؟؟
من يحرك الفتنة و يدبر لها بهذا الشكل المسرحي؟
متى يفتح تحقيقا نزيها و نرى نتائج تفسر لنا هذا العبث؟؟؟؟
اللهم احقن دماء المصريين و رد كيد من يكيد لبلادنا في نحره
اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن يارب العالمين .ولكن الي متي سيقف متخذي القرارات ف مصر مكتوفي الايدي امام مثل هذه الاحداث ويكتفوا بتصريحاتهم المعروفة والتي حفظناها عن ظهر قلب " ندين ونشجب وندعو الي ضبط النفس والتزام الهدوء ...إلخ " متي سنري هناك إدارة جيدة للازمات ونري حلول لمشاكلنا التي ازدادت بعد الثورة وهذا ليس عيبا ف الثورة ولكنه عدم وعي مننا .وحكومة شرف التي تثبت لنا ف كل يوم انها غير قادرة ع ادارة البلاد ما الذي تنتظره هي والمجلس العسكري .لكي الله يا مصر .
اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن يارب العالمين .ولكن الي متي سيقف متخذي القرارات ف مصر مكتوفي الايدي امام مثل هذه الاحداث ويكتفوا بتصريحاتهم المعروفة والتي حفظناها عن ظهر قلب " ندين ونشجب وندعو الي ضبط النفس والتزام الهدوء ...إلخ " متي سنري هناك إدارة جيدة للازمات ونري حلول لمشاكلنا التي ازدادت بعد الثورة وهذا ليس عيبا ف الثورة ولكنه عدم وعي مننا .وحكومة شرف التي تثبت لنا ف كل يوم انها غير قادرة ع ادارة البلاد ما الذي تنتظره هي والمجلس العسكري .لكي الله يا مصر .
إرسال تعليق