الأمر ببساطة، أنني في هذه التدوينة، أحاول دعم نفسي،
ودعم آخرين يشبهونني. (هذه ليست تدوينة لكنه مانفيستو ضد العالم).
أنا اليوم أدافع عن الطفل داخل كل من هو شبههي وكل من
أنا شبهه. (هذه تدوينة تبرر الفشل وتمنطقه، ولا تتورع عن التلويح بأنياب – وإن كانت
لبنية- في وجه هؤلاء القساة القلوب الغلاظ الأكباد الذين يحيطون بنا).
المنطق: لماذا لا أرد أحيانا ردودا منطقية رغم امتلاكي
زمام الأمر؟ لماذا لا أفعلها وأنا على كامل المقدرة من تفنيد كلام/مزاعم كل من نطق
في وجههي أو من ورائي؟ لماذا أرد ردودا التفافية بعيدة عن جوهر وصلب المشكلة.
للأسف، هو الخجل الطفولي، من أن تنتصر. بل بالأحرى، هو
خجل أن ينهزم أحد ما على يديك أنت.
الحس الأخلاقي التي بذرته فينا يدٌ مدت من العدم السحيق،
لنظل الأطفال الأتعس مطلقا، ثم الشباب الأتعس مطلقا، وربما إذا لم نصل لتوازنات
نفسية من طراز معين، سنصير الشيوخ الأتعس مطلقا.
نخجل من التكريم ومن الإعجاب ومن النوم منتصرين. كما لانجيد
التعامل مع من يطرحون أنفسهم كعقلانيين متزنين، بينما عقلانيتهم الظاهرة وقدرتهم
على الإلمام الدنيوي بمجامع الأمور، هي الشاهد الأكبر على خرابهم الداخلي.
التماسك: لماذا لا أكتب ولا أتكلم كثيرا عن نحو متماسك،
لماذا أتحرك يمنة ويسرة وأجوب الأجواء بلا رادع ولا ضابط؟ لماذا أفترض أن الآخرين
معي على نفس موجة البث؟
حين يركز العاقل الواعي الداهية الذي بداخلي، وحين ينفصل
عني كي يصارحني كيف أبدو: يقول لي أنني متعثرُ في الحديث، متلعثم في ترتيب
الوقائع، مشتت في ذكر الأخبار، أميل لاجتزاء الحكايا، وأكملها بأنصاف وقائع أو
هواجس أو حقائق أخرى. (نهاية المطاف : أنا أحكي خوالجي، مخلوطة بما حدث، وبما
توقعت حدوثه، وبما أحسه مستقبلا، هو خليط غير أمين، ولا يزعم أنه أمين، لكني لا
أستطيع كبح جماح الفوضوي –بداخلي- و الذي لا يدرك شفرته إلاه).
هذا المهلهل، هو الاختيار الطوعي الذي حسمته، كي لا أشقى
بمظهر أولئك الذين يجيدون السير على الخطى.
أنا لا أفترض أن التقدم أو النجاح هو أن تسير على خط
مستقيم واحد، في خطوة تستلمها خطوة أخرى. بل لكل بصمته، وأنا من الذين يجوبون حول
أنفسهم ويثبتون في مكانهم طويلا، ثم يقفزون إلى الثريا ومنها إلى جيبوتي ثم
كولومبيا ثم ركن الغرفة المنزوي. لا أفترض سيرا، ولا فرض الله علي خطا بعينه
أنتهجه.( خلقني بأخلاق الملائكة السائحين الطوافين، ولم يخلقني بأخلاق الملائكة
ذوي المهام المحددة كعزرائيل قابض الأرواح، أو هكذا أظن).
التخفي: لماذا كثيرا ما أتظاهر بأنني مرتبك، ولماذا أمعن
في إرباك نفسي؟ لماذا أصر على ألا يتبين أحد كل رباطة الجأش التي رسختها يدٌ
قدريةٌ بداخلي؟
أنا أفكر بصورة متوازية، وفي أكثر من شيء في نفس الوقت،
وأتحكم في كل شيء في جسمي. (كل ذلك حين أكون بمفردي). لكن حين الأمر على الملأ،
أستحي من كل هذا.
لا أعرف هل هو أمر أخلاقي أم هو غير ذلك، لكن ما أوقن
به، أنني حين أسير في الشارع، أبطيء السير إذا ما صادفت شخصا به أذى ما في جسمه
(شلل أو عرج أو ما سواه مما يعتري الجسم في الرحلة الأرضية الوجيزة). وأتذكر أنني
كنت ألعثم شفتي في الكلام حين كنت أناقش زميلي الذي يعاني حالة تلعثم متقدمة، كي
لا أعمق إحساسه بأزمته.
الخطيئة المحببة كرها: أقترف خطايا ما عن عمد، كي أصير
عاديا في عيون الآخرين، كي أصير في المتوسط الطبيعي العام. الأمر لا يعني أنني
خالص من كل شائبة، أنا فقط أقترف خطايا من طراز مختلف عما هو شائع..لكن من سيقتنع
بهذا؟ اخطيء مثلما يخطئون كي لا أصير مصدر إزعاج دائم لمدمني التشابه.
أحيانا أخطيء كي نتساوى أخلاقيا أنا ومن أمامي، وكي لا
أتركه في قاع سحيقة يتضاءل فيها أمام نفسه بخئطه هذا. لكن للأسف، أحيانا نجعل
المعروف في غير أهله، فيعتقدون أننا الخطاءون وأنهم التوابون.
أترك سهاما تنال مني كي تتوازن الأمور، وحتى حين أكتب كل
ما هو فوق هذا السطر، لا أكتبه من باب التباهي ولا الإغاظة، بل لأن نواقصه، ستبرر
لموتورين ولضعيفي فهم سقيمي روح، كل ما يعتمل بداخلهم تجاهي/تجاهنا.
(أنا حزين اليوم، كما لم يكن الأمر من قبل)..هناك شيء
ثقيل جاثم على صدري، وكآبة محدقة بي من كل صوب.
(أحس
للمرة الأولى في عمري، أنني يمكن أن أموت حقا، وأنه من الممكن أن ينهي ميكروباص
مسرع حياتي في أقل من 30 ثانية. لتظل أفيالي في غرفتي بلا أحد يرعاها، ولتتعفن
عسليتي في مخابئها السرية، وليصادر جوجل هذا البلوج بعد بلوغ أكثر من عام على عدم
دخول صاحبه). أحس الآن نغزا خفيفا في أصابع قدمي اليمنى.
هناك 3 تعليقات:
أشكرك ..لقد قمت بالمهمة بنجاح ..دعمت على الأقل شخصا محبطا بهذه التدوينة فلا تشعر بالإحباط ...نعم ربما نموت قبل أن نكمل كل ما نطمح له لكن من قال أن الحياة تقاس بالانجازات الملموسة ربما يخفى جوجل مدونتك لكنه لا يستطبع أن يخفى ابتسامة مرت على أحدهم و هو يقرأ موقفا أو شعورا كتبته فلمس فيه احساسا مشتركا ..
لا تبتئس فالحياة لا تضحك دائما للواثقين ..أحيانا تستسلم أمام ابتسامة متلعثمة ربما ما يبث فيها الروح هو ذلك التلعثم و الاضطراب :)
كونك عندك الشئ وعكسه فدا ممكن يكون مصدر قوتك، أنت شديد الحساسية حفاظا على مشاعر من هم دونك في شئ ما،ودي حاجة جميلة، لكن أنت ممكن تستخدم رباطة جأشك وقوة حجتك وكل صفاتك السوبرية دي في مواقفها الصح.
وحاول تقلع عن خطيئتك الي بتمارسها بإصرار..أنك تثبت للآخرين أنك عادي..زيهم..بس الموضوع ببساطة..أنك مش عادي خالص..فمش هتعرف تبقى زي حد.
واثاريني كل هالوقت فاهمني غلط!
إرسال تعليق