الوحدة في ساركيوز تدفع شابا نصف متزن مثلي إلي أن يتناول إفطاره في الغابة التي تقع علي بعد عشرة دقائق من المشي السريع خلف الفندق..هنالك بالأعالي حيث ينبغي أن تتسلق الطريق لا أن تقطعه سيرا.
ذهبت إلي متجر cvs وكالعادة اشتريت بعض البسكويت والكوكيز والشيكولاتة وزجاجة نيسكويك(ملحوظة :بنكهة الفراولة)،ثم تحركت إلي أعلي باتجاه الغابة،كان الجو باردا بصورة لم يألفها جسمي من قبل،أخذت أتمخط رغما عني،بينما عيناي تدمعان،وقدماي تخذلاني ب"التمطوح" يمنة ويسرة،والكاميرا تكاد تنزلق من يدي،بينما طيف ياسر خان يعابثني وهو يقول لي : وضع التصوير الذي تتخذه خاطيء..فاضطر لا شعوريا الي تدارك ما أفعله..
استقررت علي أريكة خشبية عتيقة وسط الغابة بينما السناجب تعبث هنا وهناك.
فتحت كاميرا الفيديو التي تحولت فجأة من بلية ورزية إلي هدية سماوية ..جعلتني اكتشف "المزيد" من مهاراتي الكامنة،فأنا مشروع مخرج ومصور ومؤلف وربما ضابط مخابرات أيضا،أو قس بروتستانتي شاب..وكلها مهن أفضل حالا من التخطيط المستقبلي للتحول للبوذية إن شئنا الصراحة.
أحاول للمرة الألف مع الكاميرا كي تتحول من نظام التصوير الليلي الي الوضع النهاري،ولا فائدة..يتغشاني نعاس البرد الصباحي في الغابة بينما يداي تصران علي استشكاف موضع التحويل للنظام النهاري.
أضع الكاميرا جانبا،وأتناول الكوكيز واشرب النيسكويك،وأتذكر بعض المقاطع من خطاب أوباما الأخير..ثم أقرر التحرك نحو متجر "الأشعة السبع" المتخصص في الاتجار في السلع الروحانية :( تماثيل بوذا،فخاريات آسيوية،أحجار كريمة،بخور،كتب قراءة المستقبل،منحوتات علي شكل تنانين صينية،هراء،أدوات نصب،أوراق تاروت...إلخ إلخ)..إنها الرأسمالية حين تتاجر في بوذا.
لكن المتجر أغلق أبوابه..ربما لأن اليوم هو الأحد حيث لايتحرك أحد في المدينة كلها غيري،أعود من نفس الطريق،وقبيل الانحراف تجاه الغابة ألتقط فلاشا من وسط أوراق الشجر المتساقطة،وأقرر فتحها لدي عودتي للتعرف علي هوية صاحبها وردها له.
أعود إلي الفندق حيث موظف الاستقبال يشبه "أب الاعتراف"..وحيث موظفة المطعم التي أشك في نواياها تجاهي كلما جاءت إلي بصينية العشاء..فنظرات عينيها تنبيء بأمر من اثنين: إما أنها تود أن تغتصبني وإما أنها ممن يفضلون تناول غداء الويك إند مكونا من شوربة العظم البشري،بجوار سلطة الكرنب الروسية.
أدخل غرفتي وقد أنهكني البرد و"كرمش" جلد يدي،أستلقي علي السرير،بينما شاشة اللاب توب تنبهني من وقت لآخر إلي انني أحادث أميرة أو أشاكس حربية،أو أناقش براء في بعض النقاط التقنية في التصوير..أو أن محمد عليّ الدين يصرخ فيّ بالنيابة عن استاذ خالد :اكتب اسرع من كده وراعي فروق التوقيت..رسالتك لازم توصل اسرع من كده...اشتغللللللللللللللللللللللللللللللللل...
أنام مكاني بينما شاشة السي إن إن أمامي :أوباما/الانسحاب من العراق/ماكين/بالين/فلوريدا/نيفادا/الديمقراطيون/السود/الضرائب/التصويت/فارق النقاط.....
هناك تعليق واحد:
ترجع بالف سلامة سيد دو ـمبلدور
إرسال تعليق