90s fm

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

عن الضابط الرقاص: البلطجي أبو يونيفورم..والبطلجي الفريلانسر


في مصر مبارك، كان هناك طريقتان فحسب لكي تكون بلطجيا..

أن تتعثر في دراستك، وتنخرط مع رفاق السوء، وتصير بلطجيا..أو أن تحصل على 60% في الثانوية العامة وتلتحق بكلية الشرطة وتصير بلطجيا أيضا.

الفارق الوحيد، أنك في الاحتمال الثاني، ستمارس البلطجة المرخصة..وستحصل على يونيفورم، وسيحضر حسني مبارك حفل تخرجك وتعميدك بلطجيا رسميا.

ومن هنا أنطلق في تفسير فيديو الضابط /العسكري الرقاص، الذي أمسك سنجتين، وانطلق في فاصل رقص، لا تنقصه النشوى، ولا تخطئه عين الطبيب النفسي، إذا ما حاولنا الاستعانة بأحدهم لتفسير ما يجري، في أثناء معركة حامية بين الشرطة من ناحية وأهالي الشهداء ومتظاهرين من ناحية أخرى، في أحداث 28 و29 يونيو الماضي.

الضابط رقص كما يرقص البلطجية بالضبط في الأفراح الشعبية، واستخدم السنجتين في الإشارة بإشارات مجافية للحياء،وعبر عن نفسه وفق "لغة جسد" إجرامية، لو أنه صح أن توصف لغة جسد بالإجرامية (رحم الله لومبروزو).. لكن هناك مساحة من الدهشة لا يمكن الاستكانة لها.

لماذا اختار أن يرقص على هذا النحو، وعلى هزيم العراك المتبادل بين الفريقين، وبهذه الصورة الشاذة، كأنه في ملكوت منفصل، أو كأنه يؤدي عرضا استثنائيا على أحد مسارح برودواي؟

في فيلم "الهروب"، يحكي الضابط الصالح "عبد العزيز مخيون" كيف أنه في طفولته كان يتمنى لو كان هو "منتصر"/أحمد زكي، مجرم الفيلم، الذي تطارده الشرطة، لأن منتصر كان محبوبا أكثر منه.

البلطجي في طفولته، يود أن يصبح بلطجيا فحسب، يعجب ببلطجي أمرس منه باعا، ثم تقوده الأقدار أن ينتمي لأحد الفريقين: البلطجية الخارجون على القانون، أو البلطجية المنوط بهم –نظريا- حماية القانون "الشرطة".

الفريقان يقومان بنفس المهمة، ويتنافسان على الغنيمة ذاتها، وبنفس التكتيكات، المسألة هي أن البعض يرتدي بذلة سودءا في الشتاء وبيضاء في الصيف، بينما الفريق الآخر أكثر تحررا.

لذا فإن هذه الرقصة، التي تشبه استجابة لنداء مجهول من أعماق البرية، هي طقس بلطجوي بحت، لا يلام عليه سيادة الضابط، فهناك شيء أقوى منه، لا يمكنه ألا يصيخ إليه، فلا تلوموه.

حين تجردت الشرطة معنويا من التصريح السياسي بممارسة البلطجة المنهجية، لم يعد الفرق كبيرا بين بلطجي اليونيفورم، والبلطجي الفريلانسر، لذا، فإن ممارسة النشوى الراقصة على هذا النحو، ليست سوى زحزحة بسيطة من خانة لأختها..لا ينبغي أن نتوقف أمام هذا كثيرا من فضلكم.

هناك 3 تعليقات:

Emtiaz Zourob يقول...

أعجبتني فكرة بلطجي اليونيفورم، والبلطجي الفريلانسر ..

تعددت الأسباب والبلطجة واحدة ..

الحلم العربي يقول...

لا و احنا بقلبنا الطيب كنا عاوزين نصالحهم؟؟
مصر عاملة زي اللى عنده قدم سكري و خايف يقطع رجله مع انه بعد ما يعمل العملية هيرتاح كتير و لو ماعملهاش المرض هيسرح في باقى الجسم
لازم البلد تتطهر من الجهاز الفاسد ده كله

Ahmed Fayez يقول...

لازم يكون فيه تقييم نفسي لضابط الشرطة قبل استلام وظيفته. و كذلك تقييم نفسي دوري. بالإضافة لتقييم نفسي عقب أحداث خاصة. في أوروبا و الدول المتقدمة بيعملوا كدة.