90s fm

الخميس، 14 يوليو 2011

عسفا..قياسات الحب المنحازة


الأشياء بلا معنى تقريبا، فقط السياق هو الذي يعطيها أبعادا أخرى..

قل لي لماذا أنخرط في قياس المسافة بين النقطة التي أستقر فيها الآن ونقطة أخرى على الخريطة؟ ما الذي قد تعنيه حقيقة أن هناك 100 كيلو متر أو 300 كيلومتر..أو 2000 كيلو متر بيني وبين نقطة ما أخرى؟

حين يغيب عني شخص حبيب إلى نفسي، أهرع للخريطة، وأحسب ألف مرة المسافة بيني وبينه، وفي كل مرة آمل أن تكون 280 كيلو فقط بدلا من 295 مثلا.

بل بانعدام أمانة أتغاضى عن سنتيمتر هنا أو هناك أثناء القياس بالمسطرة، كي تتقلص المسافة-نفسيا- فأتعزى قليلا.

هل يعني قميصي الأبيض شيئا في ذاته؟ لا شيء على الإطلاق.

لكنه يعني أشياء كثيرة حين يكون هو الشيء الذي ارتديته في أول لقاء صدفوي بين وبين فلان أو فلانة.

"فلان"؟. "فلانة"؟ ما هذا التجريد السخيف للحقائق؟

روحي تكاد تفارقني وأدعو من أحب "فلان" او "فلانة".

أتذكر درسا كنا نذاكره قديما في الجبر، وهو : حاصل الضرب الديكارتي، وحسب ما أتذكر، كان يبحث في العلاقات بين الأرقام _كحقائق مقنعة_ وبين بعضها البعض، فضلا عن عدد من المتغيرات الأخرى.

فمثلا قد تكون العلاقة بين الرقم 2 و8 هي أن 8 أربع أضعاف 2، وقد تكون العلاقة بينهما أنهما رقمان زوجيان، وقد تكون أن تكعيب الرقمين يشترك في أنه تكعيب له قابلية الجذر التربيعي! أو أي شيء من هذا القبيل.

إذا هناك علاقات قائمة، ولكن القضية في تحديد السياق والمسمى..على نحو ما يفرضه الأمر الواقع والإرادة المشتركة!

ومن هنا كان العسف في القياس..

أنظر إلى الساعة فإذا هي 11 ، ما يعني أنه قد مرت عشر ساعات كاملة منذ آخر مرة تحدثت فيها إلى فلان أو فلانة (التجريد قاس وسخيف لكنه أسلم في هذه الحالة).

وهل تعني 10 ساعات شيئا في حد ذاتها؟ ماذا لو كانت الساعة الآن 11 و17 دقيقة.؟ كنت سأقول: يااااااااااااه مرة عشر ساعات و17 دقيقة منذ آخر مرة تحدثت فيها إلى فلان أو فلانة.

التلاكيك بمفردها هي التي تكفل لنا إيجاد علاقات متعسفة بين الوقائع والأفكار والأشياء..ومن ثم كان "التلفيق" ملكة ذهنية متقدة في أدمغة الأفاقين، والعاشقين..فحسب.

ومن ثم، لا أجد ضيرا من أن أربط مشاعري بشروق الشمس بالموستاردا بالدبابة الإبرامز بالقمصان الكاروهات بالتين الشوكي ببائع العسلية الذي يحتل ناصية طلعت حرب، لأن كلها ذرائع وقرائن، بلا معنى في ذاتها..أنا فقط خلقت السياق، فانتظم كل شيء في علاقة حميمة مع الآخر.

وهو ما يؤكده خبراء نفسيون، ولكن على تنويعة أخرى، وهي أن بعض مشاعرنا تحتاج لقرائن-عادة واهية-كي تنطلق..فمثلا إذا سافرت أم وتركت ابنتها الصغيرة (لظرف أو آخر)..ثم شاهدت عصفورا على شجرة ستبكي بحرقة..وتقول (عصفورة..والعصفورة صغيرة..وبنتي صغيرة!)

هناك 3 تعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

لا شيء يمكن أن يسجل!
كلماتنا تقتل ولا تؤرخ ولا تبقِ ولا تذر
.
لا فائدة
.
فقط ندبة خفيَّة في الروح كلَّما مررت من هنا ولو مصادفة بعد عامِ وعامين ، وثلاثة!
صدقني بعد الأعوام الثلاثة يبكون قد جرى في النهر مـاءُ كثير، يجعلك تشعر ـ ربما ـ ببلااهة ما قد كتبت!
.
حينها قد تمحوه ليتلاشى

جهيزة يقول...

يا ريت بلاش مقدمات بعد كدة عشان احنا بنام بدري

أحمد الحرفة يقول...

أراك وقد أحترفت اللعب بوتر القلم لتعزف أشياء غير مفهومه
دعوتك لفهم المدونه غير منطقى لأنك أنت من قولت أن السياق يفسر الأشياء فهذة الأشياء قد تكون مفهومة من وجهه نظرك ولكنها لا تسوى لى شئ
فهل هذه سفسطه
وأخيرا أحييك فقد أستمتعت بالمعزوفه