90s fm

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

لأجلك أعيش، فلأجلي عش.



لا أكتب عنه أبدا..
فكل الألفاظ تتعطل حين أصفه، وكل الكلام يستحيل إلى منطوقات عديمة الدلالة، عقيدتي نفسها فيه تتوه حين أحاول أن أحاصره بتوصيفاتي البشرية القاصرة.
صديقي هو؟ ربما.
والدي؟ ليس مهما.
كل شيء في حياتي بمعنى كل شيء في حياتي؟ لا.
كل شيء في حياتي بمعنى كل شيء في حياتي وكل شيء بعد مماتي بمعنى كل شيء بعد مماتي؟ نعم.
كان يقول لي ألمك ألمي.
حين جرح السكين يدي اليسرى بالدصفة، رأيته من بعيد يتأمل يده اليسرى الموجوعة تباعا، دون أن يرى ما حدث معي.
لمسته على كتفي، تزيل كل شيء بداخلي.
يكفي أن أتصل به، وأقول له، هناك شيء ما جاثم على صدري..ليستأصله وهو في مكانه، فأرتد لخلقتي الأولى مرة أخرى..بريئا نقيا خالصا من كل شائبة.
يكفي أن يشعر بشيء يلم بي كي يفعل أي شيء بسيط، ليزيل ما بي من آلام.
سأحس أنني أريد أن أنحر نفسي الآن، سأذهب إلى سكين المطبخ الحادة، سينظر إلي ويقول: لون هذه الستارة رائع، فأنهار تماما أمامه وأبكي وأقول له سامحني.
سيقول لي: لأجلك أعيش، فلأجلي عش.
يقول أي كلام عادي جدا، ويحمل كل طاقاته الجميلة والنبيلة فيه، فيحل على قلبي بردا وسلاما.
كلما خالط إنائي شيء عكر، أتذكر قوله:
" لأجلك أعيش، فلأجلي عش"..فيرتد الإناء صافيا تارة أخرى.

هناك تعليق واحد:

Emtiaz Zourob يقول...

من أجمل ما قرأت في حق الأب ..

مافي أجمل من الأم والأب ..

ربنا يرضى عنهم ويرضيهم ويرحمهم برحمته التي وسعت كل شيء ..