"أحس شيئا يرتجف بداخلي، دفقات تتوالي في صدري كأن زهرة كبيرة تتفتح في طويتي، كأن قلبي يتنفس بمفرده، هناك شيء لا يمكنني إيقافه"..الوصف ثابت ومتكرر، في كل مرة حب، مذ كنت صغيرا، الوصف نفسه واحد، كأني لا أثق في مشاعري ولا عقلي، فأستعيض عنها بأعراض فسيولوجية، أحفظها عن ظهر قلب، تقول لي: أنت تحب.
فأعترف لنفسي: أنا أحب.
"دي جافو".."شوهد من قبل"..المشهد متطابق، نفس الدفقة العظيمة التي تنبثق بداخلي من المجهول إيذانا بشيء جديد..الهواء البارد الذي يحتل الرئة، الشعور بأن شيئا ما يعلو ويهبط في صدري، سيولة الدم في الأطراف، ارتعاشة الشفاه.
أندهش من الثانية التي تسبق اللحظة..لحظة أن تحس أنك تحب ولحظة أن يصير-بينك وبين نفسك- أمرا واقعا. وأقول كيف تستحيل حالة الإنسان من ثانية لغيرها، من يبسة إلى حياة، من جفاف لنضرة، من موات لحياة، من شيء عادي جدا، إلى شيء غير عادي بالمرة..ما هذا الاجتياح؟ ما هذا التلازم؟ ما الذي يجري ويعتمل في أقل من طرفة عين؟
وحين أحب ترتبك جملتي في كتابتها، وتتبعثر أفكاري من شتات كياني، وأبدو ذاهلا، لا يسعفني تماسكي لانتاج تفسيرات منطقية، ولا تحيط بي سكينتي المعهودة فأضع كلا في موضعه، ولا أبدو واثقا من حكمتي في تدبر الأمور.
أنزوي قليلا، حتى يهدأ ارتعادي، وأواجه حقيقتي منفردا –كأني مازلت في الثانية التي تسبق العاصفة.
أستوضح العرض الفسيولوجي، هربا من الحقيقة المعنوية، وأقرر: كل شيء مختلف.
لكن أنا بمفردي أعلم، وأنا بمفردي أواجه المستحيل مرة أخرى.
هناك 3 تعليقات:
جميلة اوي يا احمد
قلما كتبت عن الحب صراحة بطريقة مباشرة
اليوم لم تكن كعهدنا بك تكتب في صمت وابهام
كتبت بطريقة مباشرة
ربما حقيقة الحب وفجاجته التي تفضحنا!
وربما انت تتراقص علي سلالم اساليبك المتنوعة في كتاباتك!
تحياتي ..
العنوان فكرني بمقولة لمصطفى محمود في كتابه " الأحلام" :
حتى القبلة ليست سوى تدفق هرمونات في الشرايين و افرازات حمضية عند اطراف الاعصاب
و لهفة اللقاء ليست سوى هبوط في الاحشاء و انخفاض في ضغط الدم
و لوعة العشق ارتفاع في نسبة التستوستيرون و الاسترين ..
و ذكريات الحب الجميلة و خيالاته مجرد مواد و مركبات و قصائد شكسبير الخالدة ، كانت قبل أن يكتبها أحماضا و قلويات
شئ لا يطاق
:D:D
اكرمك الله بالحب الصادق الذي لا يعرف المستحيل و لا يخضع لقواعد الفسيولوجي و لا الفارماكولوجي :))
إذا أحببت فتاه..فأطلق عليها رصاصه ..فان ماتت..فهى لم تكن لك منذ البدايه...و أن عاشت .. فأطلق رصاصتين على راسها..فان لم تمت
.
.
..
.
.فهى عـفريـته يا معلم .. أرمى اللى في إيدك واهرب
- ايوه، هو انا
إرسال تعليق