90s fm

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2006

عن سيدة الفراشات..والهيولية والتعايش والجحيم واشياء اخري


علي ذكر سيدة الفراشات في التدوينة السابقة، تهادت علي جنبات المدونة وفي نوافذ الشات الخاصة بي علي "مسنجري العزيز" الاستفسارات والاستنكارات والمناوشات وماتيسر من مناورات ...
مابين مؤيد للسيدة الراحلة وملتمس لها الاعذرا وبين نادب لاطم وبين جلاد لايرحم،وبين مستفسر لا يهدأ عن ماهية سيدة الفراشات وموقعها من الحقيقة،ونصيب الخيال فيها....
لذا...أكتب هذه المرة....
هالني_أي هول_ حوار مع صديقتي العزيزة هبة ربيع حول طبيعة تعامل الانسان مع مشاكله ولاسيما العاطفي منها..
ألقيت عليها كلمة عابرة بغرض استفزازها لنفيها والدفاع عن حقيقة وجود السعادة وجودا بيّنا لامراء فيه..وأن الانتكاسات شيء مرحلي عابر في حياة الانسان..
قلت:ياهبة أنا خلاص..مش لاقي حل للمشاكل وفوجئت أن الواحد بدأ يتعايش مع المشاكل من غير ماتتحل..
انتظرت أن تنفي هبة فكرة التعايش، لكنها صدمتني بتأييد جارف للفكرة...
ثبتت نظري فيها (وكوباية النسكافيه تحاول ان تلبي نداء الجاذبية الارضية..لكن يدي تدراكت الامر سريعا) مذهولا..كنت انتظر أن تنفي لا أن تؤكد..أن تبث بعضا من التفاؤل والامل فيّ..لكنها علي مايبدو أوجست خيفة أن تدعني في حالة التصالح الرابضة في اعماقي مع الحياة..
فأنا السعيد الابدي الذي يري في كل شيء وجه الخير فقط،لو سقطت في الكلية فده اكيد لحكمة الهية وخير مستخبي،لو اترفدت من الشغل فأكيد عشان ابقي متحرر واقدر اقبل العرض الجديد الافضل 500 مرة،لو أعز اصدقائي مات او سافر،فده اكيد افضل ليه وربنا هيوفقه اصله يا اما في الجنة يا اما مسافر وبينجز في حياته،وانا عامة كل ما ابقي نفسي اشوفه هعمل اللي بعمله في المواقف دي..
اروح اقفل البلكونة قبل ما انام وابص للسما وابتسم وانام علي جنبي اليمين واقول يارب نفسي احلم بيه..وبشوفه فعلا!!
كنت اتندر وأقول هناك من ينظر الي نصف الكوباية الملآن وهناك من ينظر الي النصف الفارغ..أما أنا فأنظر الي ان هناك كوب من الاساس وبعيدن انا ابقي املاه زي مانا عايز!!
حالة من معانقة الكون تصل لدرجة المرض...
هبة بصدمتها لي..دفعتني للتفكير في سيدة الفراشات..التي ذهبت بعيدا..أو تركتني أذهب أنا ...
ثم تذكرت....
نعم لقد كانت وفية لي وعند عهدها..فقد ظهرت الفراشات حولي في الافق..أي أن أمنياتها الطيبة تحوم حولي وتحوطني بعنايتها وتبثني ابتسامتها الساحرة علي الدوام..ولكن هل يفترض الاكتفاء بالفراشات دون سيدتها؟
هل يفترض أن تتمني لي السيدة ألف أمنية في اليوم دون ان تتنمني ان نصبح بجوار بعضينا مرة أخري؟
علي مايبدو فإن سيدتي ستتعايش مع رحيلها و(ترحيلي) عنها،وسأتعايش أنا مع هذا الواقع السخيف غير المبرر وغير المنطقي ..كما أكدت هبة لي علي فكرة التعايش..!!
رغم رومانسية الرمز(الفراش) الا اني تذكرت فجأة النظرية الشهيرة.."تأثير أجنحة الفراشة"..وهي نظرية فزيائية رياضية تنتمي الي مايسمي بعلم "الهيولية" او الفوضي ودون الخوض في شروح فزيائية لست متمكنا منها بالقدر الكافي أقول أن النظرية ببساطة تقول انه وفقا لقواعد الفوضي(المحكومة) فإنه من الممكن أن ينتج عن الهواء المتولد عن تحريك فراشة في بكين لاجنحتها عاصفة هوجاء في نيوورك بعدها بأسبوعين!!
لذا ياسيدة الفراشات..الأماني الطيبة لن أحيا بها الي الابد..فضلا عن ان طبائع الاقدار الهيولية قادرة بالالف فراشة التي اراها يوميا أن تحيل وجه الكوكب الارضي الي جحيم من العواصف والزوابع..أو علي الاقل ستثير بهيوليتها تلك العواصف داخلي أنا فقط..فهل ساعتها ستتمنين لي امنية طيبة بالشفاء والعودة لافضل مايكون..حتي تتمثل امنيتك في فراشة جديدة..تنضم للسابقات لتزيد من جحيم الهيولية جحيما !!

هناك 7 تعليقات:

مُصْعَب إِبْرَاهِيم يقول...

لن أعلق!

فلست أدري ماذا سيكون تأثير كلماتي البسيطة في هيوليتك!

فقط أتمنى أن أستطيع أن أتمنى لك أمنية طيبة!

elkamhawi يقول...

جامدة جداً
يا ابو حميد

نفض لسيدة الفراشات اكيد هتلاقى مليون سيده غيرها

Bassaminoff يقول...

مصعب لن يعلق
أنا سأعلق
رحيل وترحيل
فعيل وتفعيل
وقوانين فوضى محكومة
رغم أني لأول مرة أسمع بهذه النظرية كنت أدبي ومعرفش في الفيزياء غير قوانين علم الصوت
إلا أنه بالفعل سيدي
فقد أثارت اجنحة الفراشة في المكان الأول العواصف والزوابع في المكان الثاني وداخلي أنا فقط
ولا يحق لك أن (تنفض يابو حميد وحياة سيدة الفراشات اللي عيد ميلادها النهارده دي ما هتعرف دي قدرات خاصة مش عند الحوت يا سيدي) نعم
لن تجد مليون سيدة غيرها
ولا ألف
ولا سيدة
الفراشة تبقى فراشة يشدها النور
ولو إلى مقتلها
علمت الآن أنك وصلت ربما إلى حالي بعد أن شاركتني احتفالي المستمر للآن
هناك سيدة فراشات تمنت لي أمنية طيبة
لكنها لم تعد هنا
رحلت أو رحلتني فالنتيجة واحدة
أنها ليست هنا
وقد عشت بأمانيها هذه ثلاثة أعوام -هي التي مرت على رحيلها-ورأيت فيها ألف فراشة وألف سيدة تصلح لهذه الفراشات الألف
ولكن ربما سيدات وفراشات من فصائل أخرى
لا تلك التي كانت معي
رحلت السيدة -ورحلت بعدها كل الفراشات من فصيلتها ربما لأنه لا يمكن لمملكة أن تقوم دون ملكة- وتركت مع الأماني الطيبة ذكرى
هي التي بقيت كي تذكرني أني كنت حيا في يوم ما
وللمصادفة -ربما لأننا حيتان لا أدري-فإني افعل ما تفعله لما ابقى عايز اشوفها او اشوفهم
لم أسألها لماذا رحلت
فإني أعرف
وإن كانت القسوة في رؤيتها ألا حق لي في البكاء على ما حدث لأنه طبيعي (أن تنجذب الفراشات للنور -حتى ضوء الصواعق- وتموت) ولأن الأمل كان موجودا ظللت أبحث لثلاث سنوات دون جدوى وكان علي التعايش مع نفس ما قلت يا عزيزي بالحرف ولكن دون جدوى
وما أزال بالذكرى أحتفل بالميلاد وأحمد الله أني

لم يأتني من يخبرني بأنها قد ماتت
حتى الآن

اميرة هشام يقول...

لن اعلق علي هذا البوست عزيزي الدريني

كل مااقدر ان اقوله
اني استوليت علي منطقك هذا منذ ان نطق به لسانك امامي يوم 21 يوليو اللي فات
وهو يكفي ان الكوب موجود واحنا نبقي نملاه مفيش مشكلة

والله لو تعلم كم جعلني هذا المنطق متماسكة امام الكثير والكثير

جعلني اكثر تفاؤلا مما انا عليه
اثر فيا من ساعتها
اصبحت اتمني فقط وجود الكوب دون نقطة ماء فيه

قصاقيص يقول...

ياريت كان من الممكن اني ابعتلك تعليق بالصوت والصورة علشان تشوفني وتسمع تصفيق الحاد للبوست الرائع ده
يمكن لاني بحب مبدا عندي بيقتضي ان اي حاجه عدت في حياتي هي حلقة جديده انضضافت لسيناريو صندوق الدنيا واني المفروض اابقي بتفرج عليه من برة وكفايه عشتها مرة واحدة ........حرام اضيع اللي فاضل من عمري وانا بسترجعها تاني

دعاء عادل يقول...

اوافقك الرأى مليون فى الميه يا مى ومثلك ايضا اتمنى ان يكون التعليق بالصوت والصوره ليرى احمد ما يفعله بنا حينما يكتب
يخطفك من نفسك دون ان تشعر ليحلق بك فى عالم من الخيال تجوب وتستكشف مقطوع الانفاس
وفجأة يتركك مكانك مره اخرى تتسائل ماذا حدث وتصبوا الى الرحله القادهه بشغف وتعلق طفل صغير
فا ابهرنا يا درينى .. اذهل العالم واذهب بنا حيثما تشاء

dead man يقول...

ولكن هل يفترض الاكتفاء بالفراشات دون سيدتها؟
هل يفترض أن تتمني لي السيدة ألف أمنية في اليوم دون ان تتنمني ان نصبح بجوار بعضينا مرة أخري؟

هو ده السؤال المهم ألم يكن من المفترض أن تكون في الجوار تشير إلي ازدهار ألوان الفراشات بينما أنت مشغول في المقارنة بين إحمرار خدودها وذلك الأحمر الذي يزين جناح الفراشة التي تقف علي راحة يدها.. وتتمني أن تكون في منتهي العالم.. مكان الفراشة